الاكتئاب... داء عضوي أم هاجس نفسي؟

شبكة النبأ: عندما يواجه الإنسان بعض الخبرات المريرة في الحياة، مثل البطالة، الحرمان، فشل علاقات الزواج، أو أي فشل من أي نوع، فإن الكثير من الناس يصابون بالاكتئاب.

إذ يطلق على الاكتئاب النفسي "مرض الجسم الكلى"، فهو ليس مرضاً نفسياً فقط، وإنما يؤثر أيضاً علي كل أعضاء الجسد. فهو يؤثر على نوم الشخص وطعامه، والطريقة التي يفكر بها عن نفسه وعن الأشياء التي تحيط به. ويعد الإكتئاب النفسي مرض مثله مثل الأمراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم وقصر النظر وغيرها، كما أنه لا يرتبط دائما بعلاقة مع الفشل أو الشعور بالذنب.

فيما أظهرت دراسات وبحوث علمية بأن الاصابة بالاكتئاب في مرحلة الشباب يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة في مراحل متأخرة من العمر، وكذلك  يؤثر على إنتاجية العمل، حيث أن ساعات العمل الطويلة تؤدي إلى الاكتئاب، أما بالنسبة للطعام المشبع بالدهون فهو يزيد من خطر الاصابة به، وحتى القهوة وخاصةً النساء، ومن أثاره أيضا الشعور بألم ، وضعف الذاكرة، ناهيك على أن  إدمان الإنترنت يرفع الإصابة به، بينما يساهم الشاي الاخضر في التخلص من الاكتئاب، وكذلك الفطر السحري قد يعالج الاضطرابات النفسية المتمثل به، وعلى الرغم من إنتشاره بشكل كبير والخوف غير المبرر من أعراضه وتداعياته، إلا أن إمكانية علاجه الفعال تطورت بشكل سريع في السنوات الأخيرة.

الاكتئاب في الصغر

فقد أظهرت دراسة أمريكية حول أمراض القلب وداء السكري أن الاكتئاب في مرحلة الشباب يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة في مراحل متأخرة من العمر، وعزا الباحثون الصلة بين الاكتئاب والأمراض إلى زيادة في قابلية الشخص للإصابة بالتوتر النفسي، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بأمراض مزمنة، أجريت الدراسة على 1420 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و13 عاما، خضعوا للفحص الطبي سنويا حتى بلوغهم سن السادسة عشرة، ثم خضعوا له مجددا في سن التاسعة عشرة والحادية والعشرين، استخدم الباحثون استبيانات معيارية لتشخيص أعراض الاكتئاب، وأخذوا عينات دم في كل فحص من الفحوصات الطبية للكشف عن أي دلائل تشير إلى الإصابة بمرض.، وجد الباحثون أن هناك علاقة تربط بين نوبات الاكتئاب التي عانى منها الشباب ومؤشرات الإصابة التي سجلت من عينات الدم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

اختبار الدم

في سياق متصل طور باحثون أميركيون اختبار دم يحلل 9 مؤشرات حيوية تساهم في تحديد إصابة المرضى بالاكتئاب بدقة كبيرة، وقال المعد الرئيسي للبحث الدكتور جورج باباكوستاس من مستشفى ماساشوستس العام، إن الجهود السابقة تركزت على تطوير اختبارات تستند إلى مؤشر دم أو بول واحد، ولذا لم تكن النتيجة دقيقة أو كافية، من جهته قال المشارك في الدراسة جون بيليلو إن بيولوجيا الاكتئاب تشير إلى ان سلسلة شديدة التعقيد من التفاعلات توجد بين الدماغ والمؤشرات الحيوية في الدورة الدموية، وأوضح الباحثون ان اختبار الدم المطور في شركة "ريدج للتشخيصات"، يقيس 9 مؤشرات حيوية مرتبطة بعوامل مثل الإلتهاب ونمو الخلايا العصبية والتفاعلات في الدماغ المرتبطة بردة الفعل تجاه الإجهاد وغيرها من الوظائف الرئيسية، وأشاروا إلى ان القياسات تترافق مع استخدام تركيبة تنتج صورة تعرف بـ"MDDScore"، وتسجيل علامة تتراوح بين 1 و100 يشير إلى احتمال إصابة المرء باكتئاب حاد. بحسب يونياتد برس.

إنتاجية العمل

فيما ذكر تقرير صحي أن العاملين المصابين بالاكتئاب يتغيبون عن العمل أكثر من أقرانهم الأصحاء حتى لو عولجوا بمضادات الاكتئاب، وورد بالتقرير الذي طلبته شركة سونافي أفينتيس للأدوية, أنه يجب توفير أدوية أفضل لمرضى الاكتئاب لأن ذلك سيعود عليهم بالنفع نهاية المطاف، وكتب فريق البحث "حتى إذا عولج المرضى بمضادات للاكتئاب فستكون هناك خسائر ملموسة بالإنتاج, أما العلاجات التي تسيطر على الاكتئاب بشكل أفضل فقد تتيح فرصة لاصحاب العمل للتوفير، وأصدرت المشرفة على الدراسة سوولين كركندال بيانا يقول "رغم الفاعلية المعترف بها على نطاق واسع لعلاج مضادات الاكتئاب, تستمر خسائر الإنتاج ذات الصلة بالاكتئاب حتى بعد تلقي المرضى العلاج، وأرجعت ذلك إلى أن المرضى عادة لا يستجيبون للنوع الأول من مضادات الاكتئاب التي يصفها لهم الطبيب، أو ربما لا يأخذون الدواء بشكل منتظم، وقارنت كركندال وزملاؤها بيانات الإنتاج لأكثر من 22 ألف مريض عولجوا بمضادات للاكتئاب مع آخرين أصحاء، فوجدوا أن الخسائر الناجمة عن عدم القدرة على العمل بلغت خلال عام واحد 1038 دولارا لمرضى الاكتئاب مقابل 325 دولارا فقط للأصحاء. بحسب رويترز.

الأمهات العاملات

فيما وجدت دراسة أميركية جديدة أن الأمهات العاملات أقل عرضة لظهور أعراض الاكتئاب من الأمهات اللواتي يلزمن منازلهن مع أطفالهن، وذكر الباحثين بجامعة «واشنطن» وجدوا من خلال دراستهم التي شملت 1600 امرأة تراوح أعمارهن بين 22 و30 عاماً، أن اللواتي يعملن بدوام جزئي أو كامل هن أقل عرضة للاكتئاب من اللواتي يلزمن المنزل. وتضمنت أعراض الاكتئاب التي ظهرت بشكل أكبر عند الأمهات غير العاملات عند عمر الأربعين، صعوبة التركيز والشعور بالوحدة والحزن وقلة الراحة، واضطرابات في النوم، والشعور بعدم القدرة على الشعور بالسعادة. لكن الدراسة أظهرت أيضاً أن الأمهات اللواتي كانت لديهن توقعات غير واقعية بشأن سهولة الموازنة بين العمل والأسرة، ظهرت لديهن أعراض الاكتئاب بشكل أكبر من اللواتي أظهرن شكاً في قدرة المرأة على ذلك. بحسب يونياتد برس.

ساعات العمل الطويلة  

كما أظهرت دراسة أعدت في بريطانيا ونشرت نتائجها بالولايات المتحدة أن الموظفين الذين يعملون بالإدارات الرسمية 11 ساعة يوميا أو أكثر هم عرضة للإصابة باكتئاب حاد أكثر بمرتين مقارنة مع زملائهم الذين يعملون لسبع ساعات يوميا، وشملت الدراسة -التي نشرت بالنسخة الإلكترونية من مجلة مكتبة العلوم العامة-نحو ألفي موظف بريطاني يعمل بإدارة رسمية, على فترة زمنية متوسطها 5.8 سنوات, بين رجال ونساء تراوحت أعمارهم بين 35 و55 عاما, وكانوا يتمتعون بصحة عقلية جيدة عند البدء بالدراسة، ولاحظ الباحثون أن الموظفين الذين يعملون 11 ساعة يوميا على الأقل، معرضون للإصابة بالاكتئاب من 2.3 إلى 2.5 مرة مقارنة مع هؤلاء الذي يعملون ما بين سبع وثماني ساعات يوميا، ولم يأت ذلك متأثرا بعوامل أخرى مثل نمط العيش وتناول الخمور والتبغ أو المخدرات، ولا بضغوط العمل، على ما أشارت المعدة الرئيسية للدراسة ماريانا فيرتانن من المعهد الفنلندي لطب العمل من جامعة "يونيفرستي كولدج أوف لندن، وأوضحت فيرتانن "لم نلحظ لدى موظفي الإدارات الرسمية الذي يعانون من الاكتئاب أي رابط قوي بين حالتهم هذه وبين وضعهم العائلي أو واقع أن يكونوا من المدخنين أم من مستهلكي الخمور، من جهة أخرى، فإن إجمالي عدد حالات الاكتئاب الحاد بين هؤلاء الذي يعملون 11 ساعة يوميا على أقل تقدير, لم يتعد 66 حالة أي بنسبة 3.1%, ويأتي ذلك أدنى من نسبة 5% المسجلة لدى مجمل السكان، وهذه النسبة المنخفضة نسبيا قد تفسر بأن المشاركين الذين تم اختيارهم لهذه الدراسة كانوا يتمتعون بصحة عقلية وجسدية جيدة، الأمر الذي لا يسري على حال العينة التي تم اختيارها من مجموع السكان الأكثر تنوعا، وفق ما شرح الباحثون، ولفت الباحثون كذلك إلى ضرورة القيام بأبحاث تمس مجموعات مهنية أخرى، بهدف تأكيد العلاقة ما بين دوام العمل الطويل والاكتئاب، وكان عدد من الأبحاث قد أجري حول هذا الموضوع مع نتائج مختلفة، وفق ما كشف العلماء الذي لفتوا إلى صعوبة في مقارنتها، ومن بين هذه الأبحاث، دراسات كندية امتدت إلى فترة تراوحت بين عام واحد وعامين.بحسب فرانس برس.

 وقد بينت أن أسابيع عمل تتضمن 41 ساعة عمل ترتبط أكثر باحتمالات متزايدة للإصابة باكتئاب حاد مقارنة مع الأسابيع التي تتضمن ما بين 35 وأربعين ساعة عمل، ولكن بفارق أن النساء هن اللواتي أصبن بذلك وليس الرجال.

مضادات خلال الحمل

في حين وجدت دراسة جديدة أن النساء اللواتي يتناولن خلال الحمل أدوية مضادة للإكتئاب من نوع مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية، يعرضن مواليدهن لاحقاً لخطر الإصابة بارتفاع في ضغط الدم بالرئتين، ونقل موقع "هلث داي نيوز" العلمي الأميركي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة بجامعة "كارولينسكا" السويدية، هيل كيلر، إن "الأطفال الذين يولدون من امهات أخذن مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية كعلاج خلال فترة الحمل الأخيرة، معرضون أكثر بمرتين لخطر الإصابة بارتفاع في ضغط الدم الرئوي، ويمكن لهذه المشكلة أن تؤدي إلى ضيق في التنفس، كما في بعض الأحيان النادرة إلى فشل في القلب، وقالت كيلر إنه ينبغي إخبار الحوامل اللواتي يتناولن الأدوية بشأن الخطر الزائد المذكور، كما ينبغي اخبارهن انه مرض نادر يؤثر على أقل من مولودين من اصل 1000، وأشارت إلى انه إن كان بالإمكان، ينبغي عدم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب خلال فترة الحمل. بحسب يونياتد برس.

وجمع فريق البحث بيانات بشأن أكثر من مليون مولود من العام 1996 إلى 2007 في الدنمرك وفنلندا وايسلندا والنروج والسويد، وتناولت 11 ألف امرأة في فترة الحمل الأخيرة مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية، وقرابة 17 ألف منهن تناولنها خلال فترة الحمل الأولى، وظهر أن 33 مولود للواتي تناولن الأدوية المضادة للإكتئاب المكورة خلال فترة الحمل الأخيرة، ولدوا مصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي، و32 مولود للواتي تناولنها في فترة مبكرة من الحمل أصيبوا بالمرض.

الفطر السحري

من جهة أخرى أيدت دراسة بريطانية محدودة نتائج أبحاث علمية أخرى خلصت إلى أن "الفطر السحري" قد يكون بالفعل العلاج "السحري" لبعض حالات الاضطرابات النفسية، واختبر باحثون من جامعة "أمبريال كوليج" البريطانية تأثير مادة "بسيلوسيبين"، وهو مركب نشط في هذا النوع من الفطر (عش الغراب)، على المخ، وما قد تحمله المادة المخدرة من نتائج واعدة في علاج الاكتئاب، وقال ديفيد نات، باحث بالجامعة ساعد في إعداد الدراسة: "لقد وجدنا أن هذا المركب يغلق أجزاء الدماغ التي تعمل على دمج الأحاسيس: الرؤية، والسمع، والإحساس بجانب التفكير، ويشار إلى أن نات تولى منصب مستشار مكافحة الإدمان، ونشر عدة أبحاث مثيرة للجدل بشأن أضرار أنواع مختلفة من المخدرات، وأجبر عام 2009 على الاستقالة من منصبه نظراً لتعارض حملاته مع سياسة الحكومة التي يعمل بها، وتصنف الولايات المتحدة مادة بسيلوسيبين كمخدر من الصنف الأول، إلى جانب الهيروين وعقاقير الهلوسة، بحسب وزارة العدل الأمريكية، بيد أن الدراسات المبدئية حول العقار أظهرت نتائج واعدة في فعاليته بالتعامل مع حالات القلق التي تنتاب مرضى السرطان الميؤوس من شفائهم، وهي نفس الخلاصة التي وصلت إليها أبحاث أولية كذلك تمت حول الاكتئاب، وفي الدراسة الأخيرة قام الباحثون برصد كيفية استجابة المخ لمركب "بسيلوسيبين" باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). بحسب السي ان ان.

ووجد الباحثون أن المادة تؤدي إلى "توسيع الأفاق الذهنية"، التي تعمل على زيادة نشاط الدماغ، كما يؤدي المركب المخدر الطبيعي لنشاط بعض المناطق المنخفضة بالمخ والتي لديها الكثير من الاتصالات مع المناطق الأخرى، كما أظهرت الدراسة أن المشاركين، وبلغ عددهم 30 شخصاً، ظهر عليهم انخفاض النشاط في المناطق المحورية بالدماغ التي تؤدي للاكتئاب، ورغم النتائج الإيجابية للمادة المخدرة إلا أنها قد تشكل خطراً على الصحة، ويعمل الباحثون على إجراء المزيد من الدراسات حولها لاستكشاف تأثيرها على المدى البعيد.

الطعام المشبع بالدهون

الى ذلك أظهرت دراسة اعتمدت على أبحاث وعمليات مسح واسعة النطاق أن تناول الأطعمة المشبعة بالدهون يزيد من خطر الإصابة بمشاكل نفسية، وعلى رأسها الاكتئاب، وذلك بخلاف ما يظنه كثير ممن يقبل على تناول وجبات دسمة كوسيلة للتخلص من مصاعب الحياة، وجرت الدراسة في أسبانيا، وتناولت السجلات الصحية لـ12059 تلميذا من مختلف الجامعات، ولمدة تصل إلى ست سنوات، مع مقارنتها بأنماط الغذاء، وعند بداية الدراسة، لم يكن أي من الذين شملهم البحث يعاني الاكتئاب، ولكن بعد نهايتها أبلغ 657 شخصاً عن إصابتهم بهذا المرض، ووجد الباحثون أن خطر الاكتئاب يزداد مع زيادة استهلاك المواد الغذائية المشبعة بالدهون، وقد ارتفعت إمكانية التعرض للكآبة بواقع 42 في المائة لدى الأشخاص الذين يحصلون على 0.6 في المائة من الوحدات الحرارية اليومية التي يتناولونها من الدهون المتحولة، وعمل على الدراسة مجموعة من الأطباء في جامعة "سيغيومينتو دي نافارا" الأسبانية، بتمويل من الحكومة الأمريكية لأغراض البحث بكلية التمريض، وقد اهتم الجانب الأمريكي كثيراً بنتائج الدراسة، باعتبار أن الدهون المتحولة لا تمثل أكثر من 0.4 في المائة من الوحدات الحرارية التي يتناولها الأسباني العادي يومياً، من خلال مأكولات مثل الحليب والزبدة واللحمة والجبن، أما المواطن الأمريكي فتشكل الدهون المتحولة 2.5 في المائة من الوحدات الحرارية التي يتناولها بسبب نوعية الأغذية السريعة التي يعتمده، ولفتت الدراسة أيضاَ إلى أن الدهون المتحولة تزيد خطر أمراض القلب، وتعتبر أمراض القلب بدورها من أهم أسباب الاكتئاب.

القهوة

على الصعيد نفسه أضافت دراسة موسعة فائدة جديدة إلى فوائد القهوة، أن احتساء النساء للمشروب الساخن قد يقلل بينهن احتمالات الإصابة بالاكتئاب وتتدنى فرص المرض مع تزايد تعاطي المشروب، وشاركت  بالدراسة، نشرت في دورية "أرشيف الطبي الباطني" أكثر من 50 امرأة تراوحت أعمارهن بين سن 30 عاماً و550 عاماً، قاموا بملء استبيان حول القدر الذي يستهلكنه من القهوة وأوضاعهن الصحي، ولم تعاني أي من المشاركات من الاكتئاب أو أعراضه، في بداية الدراسة، وخلص البحث عند اكتماله، بعد نحو عشرة أعوام، إلى أن 5 في المائة من المشاركات أصبن بالمرض أو بدأن في تلقي العلاج له، ووجدت الدراسة، وبحسب موقع "هيلث دوت كوم" أن المشاركات من تناولن ما بين كوبين إلى ثلاثة من القهوة يومياً، تراجع بينهن خطر الاكتئاب، مقارنة مع اللائي تناولن قدراً بسيطاً القهوة خالية الكافيين أو لم يتعاطينها على الإطلاق، وحتى بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار مجموعة عوامل منها الحالة الاجتماعية، واعتبارات صحية مختلفة، وارتفعت احتمالات تفادي المرض بواقع 20 في المائة بين من يتناولن 4 أكواب من القهوة يومياً، ويقول الباحثون إن الدراسة لم تثبت التأثير أو الأسباب، لذلك فليس هناك من سبب قد يدفع للاعتقاد بأن الإكثار من تناول المشروب قد يمنع بالفعل الاكتئاب، وأوضح ألبرتو آشيريو، بروفيسور علم الأوبئة والتغذية بجامعة هارفارد ": ليس هناك حاجة لبدء تناول القهوة.. الرسالة مفاهدها أن القهوة مشروب آمن ليس لها آثار ضارة ، وكانت دراسة، نفذت بين الذكور في فنلندا، العام الماضي، وجدت صلة وثيقة بين تعاطي الكافيين وتقليل خطر الاكتئاب والانتحار، وفي مارس/آذار الماضي، كشفت دراسة سويدية أن القهوة قد تساعد النساء في خفض مخاطر الإصابة بالجلطة الدماغية، في بحث قال القائمون عليه إن نتائجه مازالت في مراحلها الأولية نوشارك في الدراسة نحو 25 ألف امرأة ونشرت في دورية جمعية القلب الأمريكية وتراوحت أعمار المشاركات من 49 عاماً إلى 83 عاماً لمدة عشرة سنوات، ووجدت الدراسة أن تناول المشاركات لأكثر من كوب قهوة يومياً خفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما بين 22 في المائة إلى 25 في المائة، مقارنة من يتناولن قدراً أقل من المشروب. بحسب لـCNN.

ضعف الذاكرة          

من جانبها أشارت الجمعية الألمانية لعلم نفس الشيخوخة والعلاج النفسي إلى أن الاكتئاب قد يكون سبباً وراء ضعف الذاكرة إلى جانب التقدم في العمر، وقالت الجمعية -التي يوجد مقرها بمدينة فييل غربي ألمانيا- إن ضعف الذاكرة الناجم عن الإصابة بالاكتئاب يتلاشى مجدداً إذا ما تم علاجه، وتتمثل أعراض الاكتئاب في نقص الدافعية وصعوبات النوم والتقلبات المزاجية والأفكار الكئيبة التي يصل مداها إلى حد التفكير في الانتحار، وتقول الجمعية إنه نظراً لكونه من غير السهل التمييز بين الاكتئاب والتقدم بالسن، فينبغي أن يتم التشخيص بمعرفة طبيب أعصاب أو طبيب نفسي. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

 وغالباً ما يتم علاج الاكتئاب بأدوية تعرف باسم "مضادات الاكتئاب، وأشارت الجمعية الألمانية إلى أنه يتم في الغالب ملاحظة أعراض الاكتئاب لدى الشباب وعلاجها، في حين يتم التغاضي عنها في مرحلة الشيخوخة، وأوضحت الجمعية أن أقارب مرضى الاكتئاب من كبار السن غالباً ما ينظرون إلى أعراض الاكتئاب لديهم باعتبارها "ظواهر طبيعية" مصاحبة لمرحلة الشيخوخة، لأن اللياقة الجسدية والذهنية للإنسان غالباً ما تقل في هذه المرحلة.

يزيد شعور الإنسان بالألم

بينما ربط أخصائيون بطب الأعصاب في إيطاليا بين الاكتئاب وشعور الإنسان بالألم الجسدي. وعثر الباحثون على أدلة جديدة على أن الاكتئاب لا يغير فقط الحافز على الشعور بالألم بل يكثف هذا الشعور أيضا، ويعتقد الباحثون أن السبب وراء ذلك هو أن مركز التعامل مع المشاعر العاطفية في المخ يشترك بكثير من أجزائه مع مركز التعامل مع الألم الجسدي، وكذلك مراكز الاتصال العصبي، وقدم فريق الباحثين الإيطالي، تحت إشراف البروفيسور ميشيل تينازي، نتيجة دراسته في الملتقى السنوي العشرين للجمعية الأوروبية لطب الأعصاب ويشارك فيه نحو ثلاثة آلاف أخصائي في طب الأعصاب، وخلال الدراسة, قارن الباحثون مدى شعور 25 شخصا مصابا بأعراض اكتئاب لم تعالج بعد بالألم ومدى تحمله، مع 25 شخصا آخرين أصحاء، وعندما عرض الباحثون أعضاء المجموعتين لدفعات خفيفة من التيار الكهربائي عبر الأيدي والأقدام، وجدوا أن المصابين بالإحباط يشعرون أسرع بالألم من أقرانهم الأصحاء، وكذلك كان هذا الشعور أقوى من شعور الأصحاء بالألم، ويأمل العلماء باستخدام العقاقير المضادة للاكتئاب أيضا في معالجة الشعور بالألم إذا تأكدت نظريتهم التي يذهبون فيها إلى أن الاكتئاب يزيد من الشعور بالألم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

الشاي الأخضر

من جهتهم قال باحثون يابانيون، إن كبار السن الذين يحتسون عدة أكواب من الشاي الأخضر يومياً يحتمل أن تقل لديهم نسبة الإصابة بالاكتئاب، ويرجع هذا على الأرجح إلى المادة الكيميائية التي تبعث على الشعور بحالة جيدة التي عثر عليها في هذا النوع من الشاي، وربطت دراسات عديدة بين احتساء الشاي الأخضر وتقليل المشاكل النفسية، وتوصل الطبيب "كاريجون نيو" من كلية الدراسات العليا بجامعة "توهوكو" وزملاؤه، إلى أن الرجال والنساء الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً وأكثر ويحتسون أربعة أكواب من الشاي الأخضر أو أكثر يومياً، انخفضت لديهم احتمالات الإصابة بأعراض الاكتئاب بنسبة 44 بالمائة، ويستهلك الشاي الأخضر على نطاق واسع في العديد من الدول الآسيوية بما فيها الصين واليابان، وأجرى "نيو" والفريق الدراسة على 1058 مسن ومسنة من الأصحاء نسبياً، وطبقاً للدراسة التي نشرت في عدد ديسمبر/كانون الأول من دورية "أمريكان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" فإن 34 بالمائة من الرجال و39 بالمائة من النساء ظهرت لديهم أعراض اكتئاب، وقال إجمالي 488 من المشاركين الذين أجريت عليهم الدراسة: "إنهم يحتسون أربعة أكواب من الشاي الأخضر أو أكثر يومياً"، فيما قال 284: "إنهم يحتسون ما بين كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر"، فيما قال الباقون: "إنهم يحتسون كوباً أو أقل يومياً، وطبقاً للباحثين فإن الأثر الواضح لاحتساء المزيد من الشاي الأخضر على تخفيف أعراض الاكتئاب لم يخب بعدما أخذوا في الاعتبار الوضع الاجتماعي والاقتصادي والنوع والحمية الغذائية وتاريخ المشاكل الصحية واستخدام مضادات الاكتئاب، وعلى النقيض من ذلك لم يكن هناك ارتباط بين استهلاك الشاي الأسود أو شاي اولونج أو القهوة وانخفاض أعراض الاكتئاب ،وقال "نيو": "إن ثيانين الحمض الأميني الموجود في الشاي الأخضر الذي يعتقد أن له تأثير مهدئ على المخ، ربما يفسر الآثار المفيدة التي أوضحتها الدراسة ،وأضاف الباحثون: "إنه بالرغم من ذلك فهناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد ما إذا كان للمزيد من احتساء الشاي الأخضر تأثيرات مضادة للاكتئاب فعلاً". بحسب البي بي سي.

إدمان الإنترنت

على صعيد أخر أظهرت دراسة حديثة أن المراهقين الذي يسرفون في قضاء الوقت على الإنترنت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مرة ونصف من مستخدمي الإنترنت باعتدال، قال الباحث "لورانس لام" المشارك في البحث الذي نشر في دورية أرشيفات طب الأطفال والمراهقين: "البعض يقضي مايزيد على 10 ساعات في اليوم وهؤلاء في واقع الأمر مستخدمون لديهم مشكلة وتبدو عليهم علامات وأعراض السلوك المدمن.. تصفح الإنترنت والانخراط في اللعب، ووصف "لام" المتخصص في علم النفس بمدرسة الطب بجامعة نوتردام في سيدني باستراليا، بعضاً من أعراض هذا الاستخدام المسرف ومنها قضاء ما بين خمس وما يزيد على 10 ساعات في اليوم على الإنترنت، واستفزاز المراهقين عند ابتعادهم عن أجهزة الكمبيوتر، وفقد الرغبة في التواصل الاجتماعي، شملت الدراسة 1041 مراهقاً تراوحت أعمارهم بين 13 و 18 عاماً في مدينة قوانغتشو جنوب الصين ممن كانوا لا يعانون الاكتئاب قبل بدء البحث، وبعد تسعة شهور جرى تشخيص 84 منهم على أنهم يعانون من الاكتئاب، وكان المسرفون في قضاء الوقت على الإنترنت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من المستخدمين المعتدلين، وقال "لام": "الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً على الإنترنت سيفقدون القدرة على النوم، وهناك حقيقة مثبتة بأن من ينامون أقل فإن فرص إصابتهم بالاكتئاب أكبر"، ونصح "لام" المدارس بإجراء فحوص للطلاب لقياس إدمان الإنترنت حتى يمكن توفير المشورة الطبية والعلاج لهم إذا لزم الأمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/شباط/2012 - 16/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م