الصناعات دوائية بين صحة الإنسان وجني الأرباح

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تتواصل الجهود العلمية المبذولة من اجل المزيد من الاكتشافات الدوائية والاستعانة بالتقدم العلمي الكبير الذي شهدته هذه الصناعات في الآونة الاخيرة، وقد حقق الخبراء في هذا المجال قفزات مهمة مكنت العالم الحديث من تجاوز العديد من العقبات المرضية الفتاكة في السابق، اضافة الى ابحاثهم ودراساتهم المستمرة لإيجاد العلاجات المناسبة لأمراض مستعصية اخرى، ومن خلال الابحاث التي تستند على التجارب العلمية الرصينة.

ويبدوا ان التحدي الكبير الذي يقف امام البشر بصورة عامة والصناعات الدوائية بصورة خاصة يتمثل في الاتجار غير الشرعي في هذه الادوية من جهة وكذلك انتشار بيع الادوية المقلدة بصورة واسعة، من جهة اخرى، فيما تكافح الدول والمنظمات والمؤسسات الطبية للقضاء على هذه الظواهر السلبية ومحاربة الطرق غير الشرعية التي تؤدي الى ازهاق ارواح الملايين من البشر وخصوصاً في المجتمعات التي تعاني من الفقر وضعف الرقابة الطبية.

الاتجار غير الشرعي بالأدوية

اذ يخفي مامي في حقيبته قرابة عشرين دواء ثم يركب على دراجته النارية فهذا الطبيب الذي يزاول مهنته في أرياف مدغشقر غالبا ما يأتي إلى العاصمة أنتاناناريفو ليشتري الأدوية غير الشرعية التي يبيعها لاحقا إلى مرضاه، وهو يبرر فعلته قائلا "حتى الآن، لم تعترضني أي مشاكل فهي ادوية صينية وهندية يتناولها ملايين الصينيين فما المانع من أن يأخذها أهل مدغشقر؟، ويقع المتجر الصغير الذي يبتاع منه الادوية في أمبوهيبو وهو حي شعبي أصبح محورا لسوق الأدوية غير الشرعية، وأمام بوابة المتجر، ثلاثة شباب يقفون بالمرصاد لقوى الأمن، وعند أدنى إشارة، يخرج الزبائن وتقفل البوابة، وتؤكد فارا، صاحبة هذا المتجر المزدهر التي تفضل عدم الكشف عن هويتها كاملة شأنها في ذلك شأن الجهات الأخرى المنخرطة في هذه التجارة "الأدوية التي نبيعها هي عينها تلك المتواجدة في الصيدليات إذ أنني أشتريها من بائع جملة مرخص له، وبما أن تكاليفي ليست مرتفعة بقدر تكاليف الصيدلية، فهي أرخص بمرتين"، وتضيف فوهانغي وهي بائعة أخرى من الحي "غالبية الجهات المزودة التي ألجأ إليها قد حصلت على الأدوية من الخارج"، وكلهم بدءا بصاحب المستودع وصولا إلى الباعة في الأحياء يؤكدون أن أدويتهم ذات نوعية جيدة لكنهم بقرون بأن "الغير" قد يبيع أدوية مزورة تم التلاعب بمدة صلاحيتها.وفي إفريقيا، قرابة 30% من الادوية هي مزورة حسب دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2006، وقد حققت هذه التجارة العام الماضي رقم اعمال بلغ 75 مليار دولار (52 مليار يورو) أي ضعف هذا الرقم في العام 2005، حسب الهيئة الأميركية المتخصصة "سنتر فور مديسين إن ذا بابليك انترست". بحسب فرانس برس.

وتقول إيفيت راكوتوبي مديرة وكالة الأدوية في مدغشقر التابعة لوزارة الصحة "لا نعرف بالتحديد ماذا يباع في هذه الأسواق في غياب أي استقصاء عن هذا الموضوع، وكل ما يسعنا قوله هو إن هذه التجارة غير الشرعية تزدهر في أنحاء الجزيرة برمتها والدواء قد يتحول إلى سم"، ولا تتوافر احصائيات رسمية في هذا المجال حتى اليوم، لكن مما لا شك فيه هو أن تقاعس السلطات قد عزز هذه الشبكة غير الشرعية، ويعود القانون الذي يحكم الشؤون الصحية إلى العام 1962 وهو ينص على فرض عقوبات على التجار غير الشرعيين، وقد اقر البرلمان الانتقالي على نص جديد هذه السنة هو بانتظار مرسوم لتطبيقه، وتقول باوفولا راجوانا، نائبة رئيس نقابة الصيادلة "هي شبكة كبيرة تدر الكثير من الأموال" من دون أن تشير بالتحديد إلى المسؤولين، ومنذ آذار/مارس الماضي، ترأس باوفولا راجوانا اللجنة الوطنية الجديدة التي تكافح هذا الاتجار غير الشرعي وهي تضم وزارات متعددة وممثلين عن الصيادلة وترمي إلى توعية المستهلكين على مخاطر التزوير وفرض عقوبات جديدة وتحديد نطاق هذه الظاهرة، لكن باوفولا راجوانا تعرف أن مهمتها لن تكون سهلة إذ أن 76% من سكان مدغشقر التي تضم 22 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر في بلد يعاني أزمة اقتصادية وسياسية منذ سنوات وهو أرض خصبة لتكاثر تجار الأدوية غير الشرعية ومستخدميه، ويشير كريستيان ماروجاما وهو صيدلي إلى انه يتفهم تقاعس السلطات "فالثورة التونسية بدأت عندما منع بائع متجول من العمل".

فعالية لقاح الشهاق

من جهته فان لقاح الشهاق الذي يحصن به الأطفال الصغار يخسر فعاليته بعد ثلاث سنوات، بحسب دراسة أولية نشرت مؤخراً على أن تؤكد نتائجها من خلال أبحاث موسعة، وهذه الدراسة التي شملت 15 ألف طفل في مقاطعة مارين في كاليفورنيا حيث قضى وباء الشهاق على 11 رضيعا وأصاب أكثر من 8 آلاف شخص في العام 2010، وشرح الدكتور ديفيد ويت من مركز "كيزر بيرماننتيه" في سان رفايال في كاليفورنيا (غرب) وهو المعد الرئيسي للدراسة أنه "سريعا اكتشفنا أن القسم الأكبر من الأطفال الذين أصيبوا بالوباء في هذه المقاطعة كانوا محصنين وقد تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عاما"، وعرض ويت نتائج دراسته هذه خلال الدورة الواحدة والخمسين لمؤتمر العلوم حول العوامل المضادة للجراثيم والمعالجة الكيميائية الذي عقد في شيكاغو، وأشار إلى أنه "من بين الأطفال الذين شملتهم الدراسة والذين بلغ عددهم 15 ألف طفل، لدينا 171 حالة مؤكدة من الشهاق في جميع المجموعات العمرية و103 حالة في مجموعة الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما"، ولفت إلى أن "الأطفال الذين تخطت أعمارهم 12 عاما وهؤلاء دون الثامنة بدوا أنهم محميون في وجه الشهاق، بينما سجلت الإصابات الأكبر في فئة الذي تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عاما"، وشرح اختصاصي الأمراض المعدية "توصلنا إلى أن قابلية الإصابة هذه تأتي بعد ثلاثة أعوام أو أكثر من الجرعة التذكيرية الأخيرة للقاح الشهاق"، وهؤلاء الأطفال معرضون بالتالي لغاية عشرين مرة أكثر لإمكانية الإصابة بالمرض مقارنة مع هؤلاء الذين يعود تاريخ آخر جرعة تذكيرية لهم إلى فترة زمنية قريبة العهد، بحسب ما قال ويت الذي لفت إلى انهذه النتائج بحاجة إلى تأكيد، وشدد قائلا أن "اللقاح يؤمن حماية ممتازة خلال السنتين الأوليين أو السنوات الثلاث الأولى"، وأشار إلى أنه لدى الأطفال المحصنين والذين أصيبوا بالمرض، ساهم اللقاح في التخفيف من الأعراض، الأمر الذي يشكل سببا إضافيا للتحصين. بحسب فرانس برس.

دواء فلسطيني في أوروبا

فيما حصلت شركة بيت جالا لصناعة الادوية في الضفة الغربية على ترخيص لتسويق نوع من العقاقير الطبية التي تنتجها لعلاج زيادة الكولسترول في الجسم في احدى الدول الاعضاء في الانحاد الاوروبي، ومنحت الهيئة الرئيسية للتفتيش في بولندا شهادة ممارسات التصنيع الجيد لعام 2011 لشركة الادوية الفلسطينية، وبذلك تستطيع الشركة أن تبدأ بيع منتجها لوليب 20 مليجرام و40 مليجرام في الاسواق البولندية، وذكرت أنجيل زابورا مدير عام شركة بيت جالا لصناعة الادوية أن شركات انتاج الادوية الفلسطينية تصدر منتجاتها بالفعل الى دول في أفريقيا والشرق الاوسط لكنها المرة الاولى التي يحصل فيها دواء فلسطيني مُنتج محليا على ترخيص بالبيع في سوق أوروبية، كما أوضحت أن الشركة حصلت على شهادات في جودة الادارة من سجل لويدز لضمان الجودة الامر الذي من شأنه أن يسهل مهمة تصدير الانتاج الى أوروب، وقالت "بدأت بالسعي في الحصول على شهادات عالمية تؤهلها للدخول للاسواق العالمية منها شهادات الايزو 9001 وأيزو 14001 لحين البدء بالتعامل بالجي.ام.بي الفلسطيني الذي لم يكن موجودا في ذلك الحين، أعني شروط التصنيع الجيد والتي يجب أن تتوفر في كل شركة دوائية، حصلنا على هذه الشهادة أيضا وبعدها بدأنا نتوجه الى الاسواق العالمية بدءا بالاسواق الاقليمية، فحاليا نحن نصدر أدويتنا الى الاردن والجزائر واليمن وقطر وعمان"، وشرحت أنجيل زابورا تفاصيل خطوات الحصول على شهادة هيئة التفتيش البولندية، وقالت "دواء من أجل معالجة الكولسترول واسمه لوريب 20 و40 مليجرام، توجهنا الى وزارة الصحة البولندية وعلى ضوئه تم أخد قرار بعمل فحص على الشركة وهذا ما تم، وبعد عملية الفحص والتدقيق تبين أن الشركة ملتزمة بكافة شروط التصنيع الجيد الاوروبية وعليه تم اعطاء الشركة هذه الشهادة التي تؤهلها مبدئيا للدخول الى السوق البولندي ومن ثم لسوق الدول الاوروبية كافة". بحسب رويترز.

وذكر صيدلي فلسطيني يدعة فراس عبد الله أن شركة بيت جالا لصناعة الادوية تنتج عقاقير عالية الجودة للسوق الفلسطينية المحلية وأنها مؤهلة لمنافسة شركات الادوية الاسرائيلية والعالمية في أسواق الداخل والخارج، وقال "أنا وجهة نظري أنه يجب أن يكون الدواء الفلسطيني بديل كامل وشامل مئة بالمئة بدل الدواء الاسرائيلي والاجنبي لانه صناعتنا الدوائية الفلسطينية والشركات العربية الفلسطينية تستخدم أفضل أنواع الجودة العالمية في صناعة الادوية فلذلك منتجاتها فائقة الجودة وفائقة الفعالية وذلك بنتائجها اللي احنا منشوفها مع المرضى"، وأشادت فلسطينية تدعى أنيا عواد بمنتجات شركة بيت حالا ورحبت بنبأ حصولها على شهادة التصنيع الجيد البولندية، وقالت أنيا بينما كانت تشتري دواء من صيدلية فراس عبد الله "حسب تجربتي باستعمال أدوية شركة بيت جالا لاحظت أنه كثير فعالة جد، أسعارها منافسة، وأنا قرأت بالجرائد بخصوص حصولها على شهادة التصنيع الجيد الاوروبية وهذا لنا فخر وهذا بيساعدنا لدعم الاقتصاد الفلسطيني"، وأنشئت شركة بيت جالا لصناعة الادوية عام 1958 وهي بسبيلها لانتاج عقار تخفيض نسبة الكولسترول خصيصا للسوق البولندية، وتوضع على صناديق العقاقير المعدة للتصدير من شركة بيت جالا عبارة "صنع في فلسطين" وستباع في بولندا باسم وشعار شركة بيت جالا.

الاسبرين وخطر فقد الرؤية

من جهة اخرى ذكرت دراسة اوروبية ان البالغين الذين يتناولون الاسبرين بشكل يومي تزيد عندهم بمقدار الضعف احتمالات الاصابة بما يسمى بالتنكس البقعي وهو فقدان للبصر مرتبط بالسن وذلك مقارنة بالاشخاص الذين لا يعتمدون نهائيا على هذا المسكن، ولم تظهر الدراسة التي نشرت في دورية طب العيون Opthalmology ان الاسبرين يسبب فقدان البصر ولكنها مثيرة للقلق اذا ما ادى الاسبرين بطريقة أو بأخرى الى تفاقم في خلل العين بالنظر لعدد البالغين الذين يعتمدون عليه بشكل يومي لمكافحة امراض القلب، وقال وليام كريستن من جامعة بريجام ومستشفى السيدات في بوسطن الذي لم يشارك في الدراسة "بالنسبة للاشخاص الذين يعانون من تنكس بقعي مرتبط بالسن ليس من الحكمة على الارجح التوصية باستخدام الاسبرين"، وجمع باحثون بقيادة بولوس دي جونج في معهد هولندا لعلم الاعصاب والمركز الطبي الاكاديمي معلومات عن صحة وانماط حياة اكثر من 4700 شخص فوق سن 65 عام، وشملت الدراسة بالغين من النرويج واستونيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليونان واسباني، ومن بين 839 شخصا يتناولون الاسبرين بشكل يومي اصيب 36 منهم بشكل متقدم من مرض يطلق عليه التنكس البقعي الرطب او نحو اربعة من كل مئة يعتمدون على العقار يومي، وبالمقارنة بذلك اصيب نحو 2 من كل مئة لا يتناولون الاسبرين بشكل متكرر بنفس النوع من التنكس البقعي، ويؤدي النوع المصحوب بالرطوبة في المرض والتي ينتج عن تسرب اوعية دموية في العينين الى فقدان الرؤية في منتصف مجال الرؤية داخل العين، والنوع الجاف اكثر شيوعا واقل خطرا رغم ان المصابين به يعانون ايضا من خلل في الرؤية. بحسب رويترز.

ويشكل النوعان الرطب والجاف من التنكس البقعي السببين الرئيسيين لفقدان الرؤية بين البالغين فوق 60 عاما الذي يصيب الملايين في الولايات المتحدة، ووجد الباحثون ان استخدام الاسبرين ليس مرتبطا بالنوع الجاف ولا حتى بالمراحل المبكرة من المرض، وأبلغ كريستن قائلا "لا اعتقد ان ذلك مدهش، اعتقد ان اثار الاسبرين قد تكون مختلفة في المراحل المبكرة من التنكس البقعي المرتبط بالسن أكثر من المراحل المتأخرة"، وأبلغ دي جونج رويترز انه يوجد خلاف بشأن الربط بين امراض القلب والتنكس البقعي، وكتب في رسالة عبر البريد الالكتروني ان فريقه قام بتحليل "دقيق قدر الامكان" عما اذا كان مرض القلب قد اثر على النتائج وانه وجد ان مستخدمي الاسبرين بصرف النظر عن صحتهم القلبية معرضون لخطر الاصابة بالنوع الاشد خطورة من فقدان الرؤية، وقال انه بالنسبة للمصابين بامراض القلب الذين يتعاطون العقار للحفاظ على أوضاعهم الصحية من التدهور فان فوائد الاسبرين تضاهي مخاطره على صحة العينين، واضاف قائلا "عين سليمة بقدرة بصرية كاملة ليس لها فائدة في جسد ميت"، وقال دي جونج ان دراسات اوسع تتابع اشخاص مع مرور الوقت وتسجل استخدامهم للاسبرين وحالاتهم البصرية ستساهم في حل دور الاسبرين في التنكس البقعي.

دواء للبدانة مسموح ومحظور

بدورها سمحت البرازيل بطرح دواء سيبوترامين في الأسواق وهو دواء مكمل في علاج البدانة الغذائية سحب من الاسواق الأوروبية في العام 2010 بسبب تأثيراته الجانبية، وقد طلبت الوكالة الوطنية للرقابة الصحية (أنفيزا) سحب الأدوية جميعها التي تعتمد على مادة "أنفيتامين" في مكافحة الوزن الزائد من الاسواق لكنها سمحت بتوفير دواء سيبوترامين (المعروف في فرنسا باسم سيبوترال) ومشتقاته، ويسمح باستخدام هذا الدواء في معالجة البدانة لا غير في حال كان المريض يعاني وزنا زائدا بشدة ولم يتعرض لأي مشاكل في القلب، على ما شرح مدير الوكالة ديركو باربانو للوكالة البرازيلية الرسمية، وفي شباط/فبراير، اعتزمت الوكالة سحب الدواء من الاسواق بعد الولايات المتحدة وأوروب، لكن الابحاث أظهرت أن دواء سيبوترامين يساعد في تخفيف الوزن ومن الممكن تقليص الاضرار الصحية، على حد قول ديركو باربانو الذي أضاف ان الدواء سيبقى خاضعا لرقابة صحية. بحسب فرانس برس.

خبير يحذّر كبار السن

من جانبه حذر خبير ألماني كبار السن من تعاطي الكثير من الأدوية، وقال البروفيسور جيرد جليسكه، من مركز السياسة الاجتماعية التابع لجامعة بريمن إن 65% من الحالات فوق سن 65 عاما التي تستقبلها المستشفيات في ألمانيا سببها الأدوية التي وصفت بشكل خاطئ أو الجرعات الزائدة من الأدوية، واستضافت كولونيا مؤتمرا للأطباء المعنيين بالأنظمة الصحية، وأشار الخبير الألماني إلى أن 80% من الأدوية في ألمانيا تذهب إلى أشخاص فوق الخامسة والستين، وقال إن هناك مشكلتين أساسيتين من ناحية المبدأ لدى المرضى كبار السن، أولاهما أن المتقدمين في السن يعانون غالبا من عدة أمراض في وقت واحد مما يؤدي إلى تأثيرات متبادلة لهذه الأمراض خلال العلاج تتسبب في الكثير من المضاعفات، أما المشكلة الثانية بحسب جليسكه، فهي حدوث تراجع في وظائف الجسم "مما يؤدي على سبيل المثال إلى تباطؤ الجسم في إخراج هذه الأدوية عبر الكليتين مما يجعل المادة الفعالة تظل فترة أطول في الجسم، ويجعل ضرر هذه الأدوية أكبر نفعها"، ولتجنب ذلك، نشر باحثون من جامعة فيتن هيرديكه الخاصة في ألمانيا أواخر عام 2010 ما يعرف بـ "قائمة بريسكوس" التي تتضمن 83 مادة فعالة في الأدوية والتي يمكن أن تسبب خطرا على صحة كبار المرضى، وتساعد هذه القائمة الأطباء في البحث عن بدائل للادوية الخطرة، غير أن هذا الاقتراح يواجه صعوبات في التنفيذ حيث من الصعب على الطبيب المعالج أن يلم بجميع الأدوية التي يتناولها مريضه، الذي قد يعالج عند أكثر من طبيب. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ضبط عقاقير مقلدة

الى ذلك ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الشرطة الصينية ضبطت عقاقير مقلدة تتجاوز قيمتها 190 مليون يوان (29.9 مليون دولار) خلال مداهمات في اقليم هينان الفقير الواقع وسط البلاد، وقال التقرير انه بعد اربعة اشهر من التحريات اعتقلت الشرطة 114 عضوا في شبكة انتاج عقاقير مقلدة في مدينة انيانغ وضبطت اكثر من 65 مليون عبوة دواء مقلد، وقالت شينخوا ان السلطات حصلت على معلومات سرية بعدما "استخدمت امراه دواء مقلدا ليحل محل الدواء الاصلي وهي تتظاهر بانها تقوم بعملية شراء في متجر ادوية في ابريل"، وتواصل الشرطة تحقيقاتها في القضية، ولم تقدم الوكالة مزيدا من التفاصيل، ووعدت الحكومة مرارا بتشديد النظام الرقابي بعد فضائح تتعلق بالسلامة شملت أشياء متنوعة مثل الاسماك والعقاقير ولعب الاطفال ومعجون الاسنان واطارات السيارات وطعام الحيوانات الاليفة، وفي 2008 توفي ستة اطفال على الاقل واصيب بالمرض قرابة 300 الف طفل جراء شرب حليب مجفف مخلوط بالميلامين وهو مركب صناعي اضيف لتضليل المفتشين حيث انه يعطي نتائج مرتفعة في اختبارات البروتين، وفي الاونة الاخيرة تراجع اقبال المستهلكين الصينيين بسبب روايات عن تعبئة زيت طهو سبق استخدامه وبيعه على انه جديد. بحسب روترز.

وفيات بسبب المسكنات

من جانب اخر قال مسؤولو صحة أمريكيون إن نحو 15 الف أمريكي توفوا نتيجة تعاطي جرعة زائدة من مسكنات وصفها لهم اطباء عام 2008 وهو معدل قياسي فاق حالات الوفاة نتيجة تعاطي مخدرات مثل الكوكايين والهيروين مع، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها انه اعتبارا من العام الماضي استخدم 12 مليون أمريكي مسكنات يدخل في تركيبها الافيون او مخدرات بسبب النشوة التي تسببها بدلا من اغراضها الطبية الحقيقة او دون وصفة قانونية من طبيب، ويحصل كثيرون على هذه العقاقير باستخلاص وصفات من عدة اطباء يعرفون ايضا باسم "اطباء التسوق" او من خلال عصابات تزوير الوصفات الطبية او صيدليات غير قانونية من خلال الانترنت، وزادت كمية المسكنات المتوفرة في الصيدليات او المستشفيات او مكاتب الاطباء في الولايات المتحدة إلى اربعة امثالها خلال الفترة من 1999 الى 2010 مسهمة في معدل وفيات الجرعة الزائدة لاكثر من ثلاثة امثال ما كانت عليه خلال هذا العقد. بحسب رويترز.

دواء جديد للكولسترول

في سياق متصل أظهرت نتائج دراسة تجريبية، لم تصل بعد إلى مرحلتها النهائية،عن قدرة أحد الأقراص الدوائية على تحفيز إفراز الكولسترول الجيد في الجسم، والمعروف بالـHDL، ففي دراسة استمرت تسعة شهور وأجريت على 475 مريض، استطاع دواء يدعى Dalcetrapib أن يرفع نسبة الـHDL بمقدار 31 بالمائة، دون أن يحدث أي ارتفاع في ضغط الدم، أو يؤثر على جريان الدم عبر الأوعية الدموية، هذه المعطيات من شأنها أن تسهل معايير السلامة المرتبطة بالأدوية المحفزة على إنتاج الكولسترول الجيد في الجسم، إذ أن الأدوية المشابهة كانت من بين إحدى أخطر تأثيراتها الجانبية، لكونها ترفع الضغط لدى المريض، فتزيد من نسبة خطورة الإصابة بالذبحة الصدرية والوفاة بأمراض القلب، الدكتور توماس لوشير، المشرف على البحث من جامعة زيوريخ بسويسرا، قال، "لم نلاحظ أي تأثيرات سمية مع استخدام هذا الدواء، وأعتقد أنه يمكننا القول إنه سليم وليس له أي تأثيرات غير مستحبة على مستخدمه، ويقوم بعمله المطلوب منه المتمثل في رفع نسبة الـ HDL دون ضرر"، وأضاف "لكن مازال هناك حاجة لمعرفة مدى فعالية هذا الدواء، في محاربة إصابات القلب، والتي لن تظهر إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأخيرة من الدراسة، وظهور نتائجها خاصة وأنها تشمل عددا كبيرا من المرضى، ولن ينتهي ذلك قبل سنتين من الآن"، وأوضح لوشير أنه لم يتضح بعد فيما إذا كان رفع نسبة الكولسترول الجيد سيقي من حدوث الذبحات الصدرية والجلطات أم لا؟!، وهو التساؤل الذي طرحه باحث آخر من جامعة ادنبرغ  للتداول أمام المؤتمر الأخير لجمعية أمراض القلب الأوروبية 2011، والذي قدمت خلاله دراسة أخرى حول نفس الدواء، وأظهرت تحملا جيدا للمرضى عند تناوله، بالإضافة إلى مساهمته في إبطاء تطور مرض تصلب الشرايين، أو تراكم الطبقات الدسمة على جدران تلك الأوعية، كما تضمنت الدراسة عددا من المرضى ممن لديهم درجة خطورة عالية لحدوث أمراض القلب الإكليلية، والذين أظهروا بعد علاجهم بالـ Dalcetrapib ازديادا ملحوظا في نسبة الـ HDL من معدل 39ملغم/ دسل إلى 48 ملغم/ دسل، دون حدوث أي تغيير في نسبة الكولسترول الضار LD، إلا أنه مازال هناك ضرورة لمتابعة المرضى مدة أطول للتأكد من سلامة الدواء على المدى البعيد، ويبقى أن نذكر أن آلية عمل هذا الدواء تعتمد على منع عمل بروتين يدعى CETP المسؤول عن تحويل الكولسترول الجيد إلى الضار في الجسم. بحسب سي ان ان.

دواء "دابيغاتران"

على صعيد مختلف ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن شركة دواء "دابيغاتران" المضاد لتخثر الدم الذي تنتجه شركة "بورينغر إنغلهايم" الألمانية للأدوية تسبب في وفاة مئات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وذكرت المجلة في عددها الاخير استنادا إلى بيانات الوكالة الأوروبية للأدوية أنه تم تسجيل 256 حالة وفاة بعد تناول أشخاص هذا الدواء، وأن أكثر من 20 حالة سجلت في أوروبا، بينهم 4 في ألماني، وفي الوقت نفسه ذكر الموقع الإليكتروني لصحيفة "تسايت" الألمانية أن الشركة اعترفت حتى الآن بوفاة 50 شخصا فقط في جميع أنحاء العالم جراء تناول هذا الدواء، وجاء في تقرير المجلة أن شركة "بورينغر إنغلهايم" أرسلت نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خطابات للأطباء في جميع أنحاء أوروبا تحذرهم من وصف هذا الدواء للمرضى الذين يعانون من قصور كلوي، وقد تم توجيه تحذيرات مشابهة لليابان من قبل بعدما توفى هناك 14 مريضا عقب الإصابة بنزيف داخلي حاد، كما حذرت سلطات الصحة في أستراليا ونيوزيلندا من الدواء أيض، وذكرت "دير شبيغل" أنه لم يتم التأكد بشكل نهائي مما إذا كان دواء "دابيغاتران" هو السبب الحقيقي في وفاة هؤلاء الأشخاص، وأشارت المجلة إلى أنه من المحتمل أن يكون الدواء يمنع بقوة تخثر الدم بدرجة تؤدي إلى نزيف داخلي، وتجدر الإشارة إلى أن الدواء مسموح استخدامه منذ عام 2008 كوقاية من التخثر عقب العمليات الجراحية وكوقاية من السكتات الدماغية لمرضى الارتجاف الأذيني منذ نهاية عام 2010. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

علاج حب الشباب

من جهته يبدو أن الاستخدام الشائع للمضادات الحيوية في علاج حب الشباب عند البالغين ليس آمنا تماما، فعلى ما يبدو أن الشباب الذين يستخدمونه هم أكثر عرضة للإصابة المتكررة باحتقان في الحنجرة بثلاث مرات عن غير المستخدمين له، هذا ما طرحته إحدى الدراسات الحديثة التي شرحت أن هذا الاستخدام المديد والذي قد يمتد شهورا طويلة قد يغير مزيج البكتيريا في الحلق وربما أدى لالتهاب واحتقان في الحنجرة، ففي أمريكا وحدها هناك مليونا شخص يستخدمون هذا العلاج مما يستدعي البحث في حقيقة تلك الدراسة خاصة وأنه قد طرحت هذه المشكلة في دراسات سابقة ذكرت وجود صلة وصل بين استخدام المضادات الحيوية وازدياد فرص التهاب الحلق نتيجة لذلك، لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تتابع حالات المرضى لمدة طويلة، وشملت الدراسة مجموعتين الأولى تابعت طلاب الجامعة خلال عام 2007 وظهر فيها أن 10 من 2007-2008 يستخدمون علاج المضادات الحيوية بالطريق العام أصيبوا باحتقان في الحنجرة، بينما اشتكى 47 طالبا من أصل 130 من هذا العرض ولكنهم لم يكونوا خاضعين لهذا النوع من العلاج، والمجموعة الثانية شملت 600 طالبا في سن المدرسة راجعوا العيادات عدة مرات خلال عامي 2007-2008، عولج منهم 36 بالطريق العام بينما اكتفى 96 منهم بالعلاج الموضعي لحب الشباب. بحسب سي ان ان.

في هذه المجموعة اشتكى ما نسبته 11 في المائة من الفئة الأولى من ألم في الحنجرة بينما كانت نسبة المشتكين من الفئة الثانية لا تتعدى ثلاثة في المائة، هذه النتائج وضعت الباحثين في حيرة من أمرهم إذ لم يثبت وجود التهاب بسبب بكتيري إلا لدى نسبة ضئيلة جدا من المرضى، وبقيت النسبة الأكبر تحت علامة استفهام كبيرة لعدم قدرتهم على تفسير ظهور مثل ذلك العرض في هذه العلاجات، الدكتور ديفيد مارغوليس المشرف على الدراسة دعا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطورة بالمقارنة مع فوائد استخدام المضادات الحيوية بالطريق العام لعلاج حب الشباب، مفترضا نظرية حدوث مقاومة للمضاد الحيوي في الجسم لطول فترة استخدامه مما قد يستدعي البحث عن بدائل لمثل هذه العلاجات، لكن لابد من الاعتراف أن التحدي الأكبر الذي يواجهه طبيب الجلدية هو أن استخدام العلاج الموضعي يحدث تجففا مزعجا في الجلد مما يدفع المريض إلى تفضيل تناول الأقراص عن استخدام المراهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/شباط/2012 - 15/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م