اكبر معركة تدور في هذا الإقليم هو ما يحدث في اليمن ومصر، فالمعركة
في اليمن هي معركة القرن، لعدة أسباب السبب منها أن اليمن تمثل بطن
الجزيرة العربية، وان اليمن تملك حضارة ضاربة في عمق التاريخ وان اليمن
يمكن أن تؤثر على شرق القارة الإفريقية والاهم والأخطر أن الأمريكان
يخططون لنقل مسارات البترول ( الطاقة) من الخليج إلى خليج عدن والبحر
الأحمر.
أمام مصر في قاطرة المنطقة العربية ورمزها وان النظام الحاكم فيها
يحدد شكل وطبيعة العلاقات في كل جنوب المتوسط وشماله أيضا.
ومصر هي أحد دول الطوق مع دولة العدو الصهيوني ونظامها يحدد شكل
العلاقة مع هذا الكيان ليس على مستوى مصر بل على كل مستوى دول الطوق
والعالم المحيط، ولان العدو ذاق طعم صمود مصر ومقومتها، وأيضا ذاق طعم
خنوعها وخضوعها، فهو يبذل كل ما في وسعه هو وشركائه حتى لا يعود هذا
العهد مهما كلفهم هذا من كلفة.
أما سوريا فهي القطر العربي الذى بقى من دول الطوق على صموده في
مواجهة دولة العدو الصهيوني وبقى على تواصله مع كل دول المقاومة
الإقليمية وصامدا في وجه الضغوط والتدخلات العربية.
بورسعيد من جديد:
لم تكن مجزرة استاد بورسعيد يوم 1 فبراير الجاري مقطوعة الصلة عما
سبق حيث جرى التخطيط لمعاقبة العسكري ودفعه الى عدة مسارات على خلفية
التعثر الذى تعانيه الولايات المتحدة وشركائها الإقليمين والمحليين في
مصر والذى يرجعون سببه للعسكري، ولأنه ما يزال متعنتا في مواجهة الضغوط
الامريكية في تعديل العقيدة القتالية للجيش، كما انه – العسكري- ما
يزال يرفض إعادة الهيكلة القتالية للجيش، وتحوليه من جيش قائم على
مواجهة العدو الى وحدات انتشار سريع تقوم بمهمة ضبط الحدود ومقاومة
الإرهاب بالتعاون مع الناتو والولايات المتحدة.
والعسكري أيضا ما يزال يرفض ان يمارس دورا حقيقيا في الضغط على
سوريا وبالتالي فبمرور الوقت يمكن أن تنتج الحالة المصرية "ناصر" جديد.
وبناء عليه فكانت أحداث بورسعيد جزء من ادخل العسكري إلى أحد
الاحتمالات الآتية :
- الأول، إصابته بالإحباط الشديد الذى يدفعه إلى التخلي عن
المسئولية تحت ضغط الواقع وأزماته والخوف من ان تمر هذه الأزمة إلى
مؤسسته العسكرية.
- الثاني، إعلان الأحكام العرفية وبهذا يصبح صيدا سمينا لما يسمى
بالمجتمع الدولي لانه ضرب عرض الحائط بالمؤسسات الديمقراطية والشرعية
وعليه يتم محاصرته في كافة المحافل.
- الثالث، قيامه بحسم وحزم الأمور عن طريق انقلاب عسكري يطيح
بالمؤسسات المدنية ويقوم الجيش بإدارة البلاد إدارة كاملة، وهنا ينتفض
المجتمع الدولي متمثل في أمريكا وأوروبا وبعض المخنثين العرب والعجم
بسكب دموع التماسيح على استباحته للأبرياء ويخوض معه معركة حتما ولابد
سوف يخسرها العسكري ويخرج مكسورا مدحورا.
- الرابع، إصابة العسكري بصدمات متتالية حتى يتخلى عن أي دور دستوري
في حماية الأمن القومي المصري.
- المسار الأخير خارج هذه الخطة محاولة شد أطراف الجيش المصري عن
طريق سحبه هنا او هناك تحت زعم الخلافة المزمع إعلانها من قبل (امريكا
وقطر والسعودية وتركيا) تتمدد من المغرب العربي إلى سواحل المحيط
الهندي في شبه الجزيرة العربية من هنا يتم الإجهاز على الجيش المصري
دون الحاجة إلى المسارات الأربع السابقة ومن هنا يمكن أن يتم التخلص من
مصر وجيشها وفق هذه الخطة...
من هنا نقول للمجلس الذى المؤتمن على مصر بحاضرها ومستقبلها... عليك
أن تعرف مكان خطى أقدامك، وتنازلك محض خيانة....
• الأمين العام لحزب التحرير
Ma_alnor200@yahoo.com
|