المجتمعات الأمريكية تغرق في مستنقع الجريمة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تتنامى معدلات الجريمة والعنف داخل الولايات المتحدة الامريكية بوتيرة عالية، ففي كل عام تشهد حوادث القتل والاعتداءات والخطف والاغتصاب والسطو المسلح وغيرها من الامور التي تدرج تحت بند الجريمة، ارتفاعاً ملحوظاً عن سابقه من الاعوام.

وقد توزعت اعمال العنف والجريمة في الولايات المتحدة بين اغلب الفئات العمرية (الاطفال والمراهقين والكبار) وكذلك مختلف الطبقات الاجتماعية (الثرية والفقيرة)، بل وتحولت الجريمة في مجتمع يعاني من ضعف الترابط الاسري الى ظاهرة يومية قد تصادف اي فرد في الولايات المتحدة الامريكية وهو يروم ممارسة حياته الاعتيادية سواء أكان في البيت او المدرسة او العمل او الشارع.

ويبدوا ان المجتمع الامريكي ماضي في طريق ارتفاع معدلات الجريمة من خلال الارتفاع الملحوظ في نسب التسلح الذي شهده العام الماضي والذي اكدته تقارير رسمية.

اقبال امريكي على شراء الاسلحة

فقد أظهرت بيانات جديدة للحكومة الامريكية اقبال الامريكيين بشكل كبير على شراء الاسلحة النارية عام 2011 بعد ان أجرى مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.اي) تحريات بمعدل قياسي لمعرفة خلفيات من طلبوا شراء الاسلحة، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي انه طلب تحريات عن نحو 16.5 مليون واقعة من بائعي الاسلحة النارية في العام الماضي للتأكد من أن الزبائن الذين يشترون السلاح الناري ليس لهم سوابق اجرامية أو أي تحفظات أخرى تجعلهم غير مؤهلين لحمل السلاح، وهذا المعدل يزيد بما يصل الى 15 في المئة عن عام 2010 عندما أجريت 14.4 مليون عملية تحر والذي كان أعلى رقم للتحريات السنوية منذ عام 1998، وقال ستيفن فيشر المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي ان الارتفاع في التحريات العام الماضي يشير الى أن الزيادة في مبيعات الاسلحة التي ظل المكتب يرصدها منذ عدة سنوات ما زالت مستمرة، ورفض فيشر التحليل أو التعليق على هذه الزيادة في مبيعات الاسلحة النارية قائلا ان مسؤولية المكتب تنحصر في اجراء التحريات، لكن اندرو ارولاناندام وهو متحدث باسم الرابطة الوطنية للسلاح قال انه يعتقد أن عدم وضوح الرؤية السياسية فيما يتعلق بالانتخابات العامة التي ستجرى العام الحالي تدفع مشتري الاسلحة المحتملين الى التعجيل بعملية الشراء، وأضاف ارولاناندام ان هذه القفزة في المبيعات منذ عام 2006 تظهر بصورة كبيرة القلق من أن يفرض الديمقراطيون الذين سيطروا على السلطة في السنوات القليلة الماضية ومنهم الرئيس باراك اوباما قيودا على حق حيازة الاسلحة النارية. بحسب رويترز.

فيما رفض قاض امريكي الغاء قوانين اتحادية جديدة تلزم تجار السلاح في اربع ولايات على الحدود مع المكسيك الابلاغ عن بيع بنادق نصف الية بشكل مضاعف مما يعد انتصارا لادارة اوبام، واصدرت الادارة الشروط المذكورة العام الماضي على الرغم من معارضة صناعة السلاح كجزء من تصعيد الجهد لتضيق الخناق على الاسلحة التي تتدفق عبر الحدود الى عصابات المخدرات العنيفة في المكسيك، وشكا مسؤولون مكسيكيون بغضب شديد من ان بنادق تأتي بصورة غير شرعية من الولايات المتحدة، ومات عشرات الالاف من المكسيكيين في حروب المخدرات منذ 2006 عندما قررت الحكومة تحدي العصابات، وامر المكتب الامريكي للمشروبات الكحولية والتبغ والاسلحة النارية والمتفجرات اكثر من 8000 تاجر سلاح في تكساس واريزونا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا بالابلاغ عن البيع في غضون خمسة ايام عمل عن بندقيتين او اكثر لنفس الشخص.

بيع تذكارات الجرائم

الى ذلك تشهد سوق تذكارات الجرائم توسعا ملحوظا في الولايات المتحدة وتعرض منتجات كثيرة من هذا النوع للبيع على الانترنت مثل الآلة الحاسبة التابعة للطالب القاتل في جامعة فيرجينيا تك وخصلة من شعر القاتل تشارلز مانسون ورسائل تركها قتلة متسلسلون، وتتشارك ستة مواقع إلكترونية تقريبا هذا القطاع فتبيع ما يسمى بـ"مردرابيليا" أو تذكارات الجرائم من وثائق المحكمة والصور الموقعة إلى غليون السجين وتقرير الطبيب الشرعي، وعلى موقع "سوبرنوت.كوم" مثلا، يمكن أن نشتري مقابل 3700 دولار آلة حاسبة باعها "القاتل المتسلسل شو سونغ-هوي على "إي باي" لشراء أسلحة وذخائر" استعملها الشاب البالغ من العمر 23 عاما لاحقا لقتل 32 شخصا في حرم جامعة فيرجينيا تك (فيرجينيا، شرق الولايات المتحدة) سنة 2007، ويعرض الموقع للبيع مقابل 8500 دولار صورة شعاعية لنخاع تشارلز مانسون الشوكي "حصل عليها من أحد أقربائه الذي أخذها من أحد العاملين في السجن" حيث يقبع أحد المجرمين الأكثر شهرة في العالم، فتشارلز مانسون ارتكب جرائم عدة، أبرزها جريمة القتل الوحشية سنة 1969 التي أودت بحياة شارون تايت زوجة المخرج السينمائي رومان بولانسكي بينما كانت في الـ26 من العمر وحاملا في الشهر الثامن والنصف. بحسب فرانس برس.

ويؤكد إريك غين صاحب موقع "سيريال كيلر سينك.نت" أن "السلع الخاصة بمانسون ما زالت مطلوبة إلى حد كبير"، ويضيف غين الذي يبيع أيضا رسائل وصورا تحمل توقيع المجرم نفسه "إنه شرير القرن العشرين وكل من يهوى جمع التذكارات يملك غرضا واحدا من أغراضه على الأقل"، ويضم موقع المزادات "مردر أوكشن دوت كوم" بدوره سلعا تعود إلى تاريخ الجرائم الأميركي، مثل رسالة من زعيم المافيا آل كابونيه (معروضة مقابل 8 آلاف دولار) وصور لقطاع الطرق في الغرب الأميركي (عشر دولارات) ورزم من التراب استخدمت لطمر الضحاي، ويقول إريك غين الذي باع أكثر من 500 قطعة في غضون ثلاث سنوات بفضل الدعاية غير المباشرة التي أمنتها له الصحافة الأميركية بتطرقها إلى هذه المواقع إن "السوق تشهد توسعا ملحوظا"، ويضيف أن "الموت يستهوي كل إنسان ولطالما أراد البشر امتلاك أغراض مرتبطة بجرائم"، مشيرا إلى الجنود الرومان الذين أخذوا قطعا من صليب المسيح وإلى جامعي الشارات النازية، ويذكر بأن الحكومة الأميركية نفسها قد باعت سنة 2011 ولصالح الضحايا أغراضا شخصية لثيودور كازينسكي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد سنة 1998 بتهمة قتل ثلاثة أشخاص وجرح 29 آخرين من خلال طرود مفخخة.

ويقول غين إنه تمكن من جمع كل هذه الأغراض لأنه "تعرف شخصيا إلى معظم القتلة المتسلسلين"، ويضيف "معظم سلعنا نحصل عليها من السجناء أنفسهم"، مؤكدا أن هؤلاء لا يتقاضون أي تعويض مقابل ذلك، ويضيف وليام هاردر الذي يدير موقع "مردر أوكشن" أن الأغراض تأتي من "متاجر أو متاحف السجون ومن الحراس الذي يسرقون المحتجزين أحيانا ولكنها غالبا ما تأتي من السجناء أنفسهم"، أما الزبائن فهم من جميع الفئات، محامون وشرطيون وعمال، لكن هذه التجارة تثير الاشمئزاز لدى عائلات الضحاي، وتقول بام هوبس التي أجرت مقابلة تلفزيونية بعد بيع صور لجثث ثلاثة فتيان في الثامنة من العمر من بينهم ابنها "أي مريض يسعى إلى الربح من خلال بيع صور لجثة ابني؟"، ويشار إلى أن ثماني ولايات أميركية من أصل خمسين تحظر هذا النوع من التجارة، وقد أطلقت حملات لمنع هذه "التجارة المروعة"، بحسب سيناتور تكساس جون كورنين، ويرد هاردر بالقول "الولايات المتحدة بلد الأعمال الحرة" ويضيف إريك غين "من يشعر بالاستياء فليمتنع عن زيارة الموقع".

منتج متهم بقتل زوجته

فيما وافق منتج اميركي لبرامج تلفزيون الواقع تتهمه السلطات المكسيكية بقتل زوجته في نيسان/أبريل 2010، بأن يسلم إلى المكسيك ليحاكم هناك بحسب ما أعلن محاموه، وقرر بروس بيريسفورد ريدمان وهو المنتج السابق لبرنامج تلفزيون الواقع "سورفايفور" ألا يستأنف القرار الأخير الذي صدر عن قاض فدرالي في لوس انجليس والذي يعيد التأكيد على تسليمه إلى المكسيك، وتتهم السلطات المكسيكية في ولاية كوينتانا روو المنتج بروس بيريسفورد ريدمان البالغ من العمر 40 عاما بقتل زوجته البرازيلية مونيكا بورغوس التي تزوجها قبل 11 عاما في فندق فاخر في احد منتجعات مدينة كانكون (شرق المكسيك)، وقد عثر على الضحية جثة هامدة في 8 نيسان/أبريل بعد ثلاثة أيام من إعلان زوجها عن اختفائه، وهي كانت عارية وعلى جسدها آثار ضرب في أحد خزانات الفندق حيث كان الزوجان في إجازة مع ولديهم، وفي قرار التسليم، ذكر المدعي العام المساعد أن المنتج قتل زوجته على الأرجح لأسباب ثلاث هي الحصول على الأموال المتأتية من التأمين على حياتها بالإضافة إلى حضانة الطفلين ومواصلة علاقة خارج عن إطار الزواج مع زميلة عمل، وكان بروس بيريسفورد ريدمان قد غادر المكسيك متوجها إلى الولايات المتحدة بعد أسبوعين من اكتشاف جثة زوجته في حين كانت السلطات المكسيكية قد صادرت جواز سفره. بحسب فرانس برس.

جندي يقتل شرطية

من جهتهم اعلن مسؤولون في شرطة ولاية واشنطن الامريكية انهم عثروا على جثة رجل يرجح ان تكون لجندي امريكي سابق خدم في العراق كانت الشرطة تبحث عنه لقتله شرطية حدائق في وقت سابق، وكانت الشرطة تمشط متنزه مونت رينر القومي في واشنطن بحثا عن بنيامين كولتون بارنز الذي اطلق النار على الشرطية مارغريت اندرسون لدى محاولتها ايقاف بارنز بسد الطريق عليه بسيارتها في وقت سابق، وكما كانت الشرطة تبحث عن بارنز البالغ من العمر 24 عاما لصلته بعملية اطلاق النار في حفلة رأس السنة في وقت سابق، واعلن الناطق باسم شرطة واشنطن انه يحتمل ان بارنز لقى حتفه خلال فراره عبر منطقة كانت سمك الثلج فيها يصل الى ارتفاع متر ونصف المتر، وقالت الشرطة انها عثرت على سيارة بارنز وبداخلها اسلحة وبدلة واقية من الرصاص وسترة نجاة، وكان بارنز قد تجاوز نقطة تفتيش لرجال الامن مهمتها التأكد من وجود سلاسل معدنية على اطارات السيارات وعندما لاحقته سيارة شرطة حاولت الشرطية ايقاف بارنز بسد الطريق عليه بسياراتها فاطلق بارنز النار عليها وعلى الشرطي الاخر الذي اصيب بجراح، واشارت الانباء الى ان بارنز كان يعاني من اضطرابات نفسية، ولم تستطع طواقم الاسعاف الوصول الى الشرطي المصاب الا بعد ساعة ونصف بسبب استمرار بارنز باطلاق النار.

مشتبه بحوادث حرائق متعمدة

في سياق متصل نشرت شرطة لوس انجليس تسجيل فيديو لشاب ترغب السلطات في استجوابه في اطار تحقيقاتها في سلسلة عمليات حرق عمدي دمرت العشرات من السيارات خلال الايام السابقة لاحتفالات العام الجديد، ووزعت السلطات التسجيل في مؤتمر صحفي حيث اظهرت كاميرا مراقبة امنية شابا ابيض اللون في اواخر العشرينيات تقريبا يرتدي ملابس سوداء وله شعر طويل متدل، وقال مايك مورياتي قائد شرطة لوس انجليس ان روايات الشهود وتسجيل مصور أظهر الرجل في اكثر من موقع حيث اندلعت الحرائق، وأبلغ مسؤولو مكافحة الحرائق عن ثمانية حرائق عمدية عشية العام الجديد منها خمسة في لوس انجليس واثنان في وست هوليوود المجاورة وحريق اخر في ضاحية بوربانك القريبة ليصل عدد حالات الحرائق المتعمدة المشتبه بها في هذه المناطق الى 40. بحسب رويترز.

وكافح عمال الاطفاء ايضا لاخماد حريق شب في منزل كبير مهجور في هوليوود رغم انه لم يتضح بعد هل يرتبط الحادث بسلسلة جرائم الحرق العمدي التي بدأت اغلبها باشعال سيارات قبل ان تنتشر الى مرائب ومنازل مجاورة، وحث سليون جوزيف المتحدث باسم الشرطة السكان على الحذر من اي شخص يتصرف بشكل مريب، وقال المتحدث "اجعلوا الاضواء مضاءة وكونوا على حذر وراقبوا الاماكن المحيطة بكم"، وقال اندرو سميث قائد شرطة لوس انجليس ان العشرات من رجال المباحث يعملون طوال الليل لجمع الادلة والقرائن، وقال سميث "كلفنا العشرات من رجال المباحث، يعملون الان معا على مدار الساعة، جمعنا المئات من الادلة ولدينا العشرات من الشهود وقطع ادلة لا تحصى"، ولم يتعرض أي شخص حتى الان لاصابة خطيرة من موجة الحرق العمدي ولكن احد رجال الاطفاء نقل للمستشفى للعلاج وخرج بعد فترة وجيزة بعد اصابته في موقع احد الحرائق خلال اليومين الماضيين واصيب شخص اخر باصابات طفيفة في عشية العام الجديد.

من جهة اخرى وجهت التهمة الى مشتبه فيهما بافتعال حوالى خمسين حريقا طالت خصوصا السيارات لا سيما في هوليوود حي استديوهات السينما الشهير على ما اعلنت الشرطة، وقد اوقف مشتبه فيه ثان يدعى اليخاندرو بينيتا (55 عاما) بعد توقيف مشتبه به اخر بعيد بدء الحرائق الخميس ويدعى سامويل ارينغتون (22 عاما)، ووجهت الى الرجلين تهمة اضرام النار عمدا ووضعا السجن على ما اعلن القومندان مايكل ماريرتي من شرطة لوس انجليس، وقد حددت كفالة قدرها خمسون الف دولار للافراج عن بينيتا واخرى قدرها 75 الف دولار للافراج عن ارينغتون، والحق 53 حريقا اضرمت عمدا في هوليوود وضواحي لوس انجليس وطالت خصوصا السيارات، اضرارا زادت عن مليوني دولار على ما قال ناطق باسم فرق الاطفاء في لوس انجليس خايمي مور، وكانت الشرطة جندت عشرات المحققين الذي راحوا يعملون على مدار الساعة في اطار هذه القضية كما اتى محققون من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) للمساعدة على العثور على مفتعل او مفتعلي هذه الحرائق، وتعتبر هذه الموجة أسوأ ما شهدته المدينة منذ الاضطرابات العرقية التي اندلعت في العام 1992، وكانت السلطات المحلية وعدت بمكافأة قدرها 60 ألف دولار لكل معلومة تؤدي إلى إلقاء القبض على مشعلي الحرائق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/شباط/2012 - 8/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م