ابتكارات علمية تمهد لمجتمعات تكنولوجية!

 

شبكة النبأ: تتواصل الاختراعات والاكتشافات العلمية الهادفة الى تسهيل الحياة الحديثة واسعاد الناس وبالأخص كبار السن اللذين يعانون الكثير من الصعاب في حياتهم اليومية، اضافة الى اتساع افاق الطموحات البشرية التي لم تقف عند حد معين، بل تحدت المستحيل وحققت المنجزات وطورت الكثير من التقنيات والاكتشافات التي كانت حتى وقت قريب ضرباً من الخيال القصصي او العلمي.

من جهة اخرى تشتد سواعد المنافسة العلمية بين الافراد والشركات والمدن الطامحة الى التقدم والحصول على صدارة الابداع التكنولوجي لما لها من فوائد اقتصادية وعلمية وسمعة ايجابية تعزز مكانة هذه المدن في مجال الابتكارات والتقدم العلمي، وتشهد نيويورك حافزاً كبيراً من اجل التنافس التكنولوجي لحجز مقعدها مع المدن الرائدة في الولايات المتحدة وأوربا.

نيويورك وطموحها التكنولوجي

حيث أعربت مدينة نيويورك التي احتفلت مؤخراً بإعلان فيسبوك توسيع مكاتبها في مانهاتن عن نيتها التحول إلى "عاصمة التكنولوجيات المتقدمة" مشيدة بتمدد قطاع لطالما كان حكرا على كاليفورني، وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ "نسير في الطريق القويم لنحقق هدفنا ألا وهو أن نصبح أفضل مركز على الساحة العالمية للمعلوماتية والإعلام الاجتماعي"، وتابع قائلا "يدرك المزيد من الشركات التي تتخذ من الساحل الغربي (للولايات المتحدة) مقرا لها من قبيل فيسبوك أنه ينبغي التواجد في نيويورك التي تضم عددا متزايدا من الشركات الناجحة التي أنشئت فيها"، كما أن بعض المجموعات الكبيرة في مجال الانترنت مثل شركة "آي إيه سي" لباري ديلر قد استقرت منذ زمن بعيد في نيويورك التي تباهت في فترة من الفترات بمنطقة سمتها "سيليكون آلي" في إشارة إلى "سيليكون فالي" أو وادي السليكون وهو منطقة في جنوب سان فرانسيسكو تزخر بشركات عملاقة مثل "هيوليت باكارد" و "انتل" و"أوراكل" و "آبل" و"غوغل"، لكن نيويورك اكتسبت سمعة المركز المفعم بالابتكارات، بفضل شركات أصغر حجما أخذت تزدهر في هذه المدينة منذ العام 2005 ألا وهي، موقع تحديد المواقع "فورسكوير" وموقع المبيعات الخاصة "غيلت" وموقع المدونات الصغرى "تمبلر" وموقع بيع الاعمال الحرفية "إيتسي" بالإضافة إلى شركة الإعلانات الإلكترونية "أدملد" التي توشك "غوغل" أن تشتريه، فهذه الشركات جميعها أنشئت في نيويورك منذ خمس سنوات وازدهرت فيها. بحسب فرانس برس.

وأكد سيناتور نيويورك تشارلز تشومر أن "بعض الدراسات بينت أن عدد الموظفين في قطاع التكنولوجيا المتقدمة هو الأكبر في نيويورك ويفوق بنحو 300 ألف رجل وامرأة عدد الموظفين في سليكون فالي وبوسطن"، ويقر جونثن بولز مدير مركز "سنتر فور إن أوربن فيوتشر" وهو هيئة دراسات مستقلة معنية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المدينة بأنه "من المذهل رؤية إلى أي درجة تطور قطاع التكنولوجيا في نيويورك خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط"، وتتمتع المدينة بميزاتها الخاصة فهي معقل الموضة والاعلانات المحورين الرئيسيين في الكثير من المواقع الإلكترونية الجديدة وهي مركز مالي ومقر إمبراطورية "بلومبرغ" المتخصصة في الأسواق المالية، وقد وصلت المدينة اليوم إلى مرحلة مفصلية بحيث تستقطب شركات في مجال معين، نظيراته، وشرح مايكل شروبفر نائب مدير قسم الهندسة في فيسبوك "صحيح أننا نعمل في فيسبوك لكننا نرغب في الالتقاء بأفراد آخرين يقومون بالعمل عينه لنتبادل الأفكار والممارسات"، وأضاف "يعتبر هذا الشعور بالانتماء إلى جماعة واحدة أحد العوامل التي ساهمت في نجاح سيليكون فالي.

ومن الواضح أنه سائد أيضا في نيويورك مما دفعنا إلى التواجد في هذه المدينة"، وفي هذا السياق، اختار الموقع الالكتروني الموسيقي السويدي "سبوتيفاي" أن يفتح مكتبه الأميركي في نيويورك وليس على ساحل الولايات المتحدة الغربي، فضلا عن ذلك، أشار جونثن بولز إلن أن "شركات كاليفورنية لرأسمال المجازفة افتتحت مكاتب في نيويورك" مثل الشركة الكاليفورنية "تيك ستارز" المتخصصة في تمويل مقاولي القطاع وتدريبهم تدريبا محترف، ويعول رئيس البلدية تعويلا كبيرا على التكنولوجيات المتقدمة وهو سيقدم في كانون الثاني/يناير أراضي غير مستخدمة تملكها البلدية، الى الجماعة التي تريد لإنشاء حرم جديد للعلوم التطبيقية، ومن بين المرشحين السبعة الذين أعربوا عن اهتمامهم بهذا العرض، جامعة "ستانفورد" منجم المواهب في مجال التكنولوجيا في قلب سليكون فالي، لكن المحلل لو كرنر من شركة "ليكويدنت" قلل من هذا الاندفاع قائلا "نيويورك تبقى اقل اهمية من سيليكون فالي" من حيث جني الثروات في مجال التكنولوجي، فالابتكار هو أولى اولويات سليكون فالي فيما هو تفصيل في نيويورك مع انه يشهد نموا متزايدا".

الروبوتات ومجتمع يشيخ في اليابان

الى ذلك وفي حين يستعد العالم للعيش مع سبعة مليارات نسمة، تواجه اليابان مشكلة تراجع عدد سكانها وتقدمهم بالسن، وعليهم تاليا الاعتماد اكثر فاكثر على الروبوتات، فثمة عدد كبير من الشركات التي تراوح بين مؤسسات الرعاية الطبية وصانعي السيارات، تطور روبوتات قادرة على توفير مساعدة الى المسنين او الاشخاص الذين يهتمون بهم، ومن آخر الاختراعات على الساحة التكنولوجية، سرير من تصميم "باناسونيك" يتحول الى مقعد كهربائي او روبوت مبرمج لغسل شعر الاشخاص الذين يواجهون صعوبة في رفع ذراعهم، ويوضح يوكيو هوندا مدير مركز التطوير الروبوتي لدى باناسونيك "مفهومنا يقوم على توفير حل كامل الى المجتمع المتقدم في السن ليس في اليابان فقط بل في بقية ارجاء العالم ايضا"، ويسجل اليابانيون ارقاما قياسية في العمر المديد مع متوسط امد حياة يصل الى 80 عاما لدى الرجال و86 عاما لدى النساء ويضم المجتمع في صفوفه عددا كبيرا ممن تجاوزا سن المئة، الا ان معدل الانجاب متدن بشكل مزمن وهو بات يمحي اثار فورة الولادات التي سجلت بعد الحرب العالمية الثانية، ويبلغ عدد سكان الارخبيل الياباني راهنا 127،7 مليون نسمة بينهم 23،2 % فوق سن الخامسة والستين. بحسب فرانس برس.

ويتوقع ان يتراجع عدد السكان الى 89 مليونا بحلول العام 2055 مع معدل اربعة يابانيين "مسنين" لكل عشرة مواطنين على ما يفيد المعهد الوطني للابحاث حول السكان والامن الاجتماعي، ويعتبر بعض المحللين ان عددا اقل من السكان ليس بحد ذاته مشكلة كما تثبت ذلك الانجازات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققتها دول اوروبية يقل عدد سكانها عن عدد سكان اليابان، الا ان المجتمع المسن يؤدي الى الكثير من الصعوبات ولا سيما على صعيد مالية الدولة الخاضعة في الاساس لضغوطات بسبب عقدين من الركود الاقتصادي، فارتفاع عدد المتقاعدين يعني لا محال، ارتفاعا في النفقات على صعيد التغطية الاجتماعية في حين ان الدين العام الياباني الذي يبلغ ضعفي اجمالي الناتج المحلي، هو من الاعلى بين الدول الصناعية الكبرى، ولا يشجع المجتمع اليابان النساء كذلك على انجاب المزيد من الاطفال، فقد تم خفض المخصصات العائلية فيما الاقساط المدرسية مرتفعة جدا فيما لا ينظر الكثير من اصحاب العمل الى عطلة الامومة بعين الرض، ونتيجة لذلك يبلغ معدل الانجاب الوسطي لدى النساء اليابانيات 1،39 طفل لكل امرأة وهو بعيد جدا عن معدل 2،07 الضروري للمحافظة على عدد السكان على مستواه الحالي وعن معدل 3،5 اطفال لكل امرأة في سن الانجاب الذي كان مسجلا في العام 1950، ويقول هيتوشي سوزوكي الباحث في معهد دايوا "الكثير من الدول تواجه مشاكل كهذه الا ان اليابان تتصدر هذا الميل، وفي حال نجحت في حل هذه المشكلة يمكنها ان تشكل مثالا للدول الاخرى".

اما شركة "سايبر داين" هي من الشركات اليابانية التي تحاول الاستفادة من تقدم السكان في السن، فقد طورت ارجلا الية تحركها مؤشرات مصدرها الدماغ قد تساعد المسنين او الجرحى على استعادة كتلتهم العضلية والى المشي مجدد، وتعمل شركة "تويوتا" لصناعة السيارات على "روبوتات شريكة" قادرة على القيام بالاعمال المنزلية ومساعدة الاطباء والممرضين، ولا تنسى هذه الشركات الراحة الذهنية للاشخاص الذين يعيشون بمفردهم، فتستعد شركة العناية الصحية "بيب" باطلاق الدمية "اونازوكي كابوشان" القادرة على التكلم والتحرك بشكل تفاعلي مع مالكها لتكون رفيقة له، وفي المجال ذاته صممت شركة "في ستون" حيوان باندا احمر اطلقت عليه اسم "توريرو" يدفع بالصوت والحركة المسنين الى ممارسة بعض التمارين الرياضية، والروبوتات لن تحل بالضرورة مشكلة اليابان الديموغرافية الا ان التقدم التكنولوجي الذي تشكله قد يساعد المسنين على العمل لفترة اطول على ما يرى خبراء.

روبوتات تفكر قبل أن تتصرف

في سياق متصل قام علماء يابانيون بتدريب روبوتات جديدة على التفكير والتعلم واتخاذ قرارات بشأن كيفية إتمام المهمات، فمكنوها من بلوغ مرحلة من التطور تقربها أكثر من البشر، ولكن هذا التقدم العلمي يطرح في المقابل مشاكل أخلاقية، وصمم أوسامو هاسيغاوا وهو أستاذ مساعد في معهد التكنولوجيا في طوكيو نظاما يسمح للروبوتات التجسيمية برؤية بيئتها وحل المشاكل التي تعترض طريقها فجأة، ويشرح الباحث أن "غالبية الروبوتات الحالية تستطيع إنجاز مهمات مبرمجة مسبقا ولكنها تعرف القليل عن العالم الحقيقي الذي نعيش فيه نحن البشر"، ويتابع "يقضي مشروعنا إذا ببناء جسر بين الروبوتات والعالم الحقيقي لنمكنها من التصرف بشكل أفضل عند الاحتكاك بالبشر"، وزود الباحث روبوت بـ"شبكة عصبية تزايدية منظمة ذاتيا" أي ببنية تتيح له جمع المعارف واستخدامها ل"استنتاج" الطريقة الملائمة لإتمام مهمات معينة في سياق محدد، ويستطيع الروبوت أيضا التعرف على صور وأصوات بالإضافة إلى تكرار أعمال معينة عبر تحليل البيئة المحيطة به، فإذا علمناه مثلا كيف يمسك بكوب ويسكب فيه الماء، يستطيع العثور على هذه الأغراض وتكرار هذا النشاط في ظروف مختلفة وأماكن مختلفة، وذلك من خلال التعرف على الأغراض المذكورة وتحديدها من بين جملة أغراض أخرى وكذلك من خلال تكييف حركاته مع البيئة المحيطة به، متحققا بنفسه في كل مرحلة من نتائج تحركاته. بحسب فرانس برس.

ويتعلم هذا الروبوت القادر على التفكير قبل التصرف هذه المهارات من خلال طلب المساعدة كلما وجد نفسه أمام مهمة تتخطى قدراته، وبعد تعلم المهارات الجديدة المطلوبة، يستطيع الروبوت إعادة استعمالها لغايات أخرى إذا اقتضت الحاجة، ما يستوجب منه مرة أخرى التفكير لتحديد المهارات الضرورية لحل المشكلة، وتماما كما البشر، قد يتغاضى النظام عن "الضجة" أو المعلومات غير المهمة التي يمكن أن تثير ارتباك الروبوت، ما يسمح لهذا الأخير بالتمييز ما بين المعلومات المثيرة للاهتمام وتلك التي تعتبر غير مهمة، فخلال حديث ما، يستطيع الانسان مثلا تجاهل الضجيج المحيط به للتركيز على ما يقوله المتحدث أو تركيز نظره على غرض ما من جملة أغراض أخرى، ويستطيع الروبوت أيضا التعرف على غرض ما من زوايا بصرية مختلفة من خلال الاستنتاج أي أنه يتعرف على أغراض غير تلك التي سبق له أن رآها وحفظه، ويقول هاسيغاوا "يؤدي العقل البشري هذه الأنشطة بطريقة طبيعية وآلية جدا إلى درجة أننا لا ندرك حتى أننا ننجز عملية تعرف بصري أو سمعي معقدة جدا".

ويوضح أن الروبوت الذي صنعه يلجأ إلى الانترنت لتخزين معلومات جديدة، فيقول "يحوي الانترنت كميات هائلة من المعلومات ولكن البشر هم الوحيدون حاليا الذين يستخدمونها"، وفي المستقبل، قد يجد النظام العصبي الاصطناعي استعمالات جديدة متنوعة تتيح تحسين أداء الروبوتات خلال العمل مباشرة وتمكينها من مساعدة الانسان في أعماله اليومية، فيشرح الباحث "يمكننا أن نطلب من الروبوط وضع صلصة السوشي على الطاولة، عندئذ، يتصل بالانترنت مباشرة للبحث عن صورة لزجاجات صلصة السوشي وتحديد الغرض وإيجاده في المطبخ"، ولكن التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا الخاصة بالروبوتات تطرح مشاكل أخلاقية، على ما يقر الباحث، بالنسبة إليه، ينبغي أن نفكر في المهام التي نطلبها من هذه الروبوتات "الذكية" كي نتفادى أن ترتد سلبا على البشر الذين اخترعوها.ويوضح أن "سكين المطبخ غرض مفيد ولكنه قد يستعمل أيضا كسلاح"، وبالتالي، علينا توخي الحذر بشأن الطريقة التي نستعمل فيها التكنولوجيا ومناقشة الأمر مع شخصيات من ميادين مختلفة.

"آسيمو" أسرع روبوت في العالم

فيما أعلنت شركة "هوندا" اليابانية عن تطويرها للروبوت المشهور "آسيمو" ويعني الفقاعة، والذي أنتجته في العام 2000، على شكل إنسان كبير الحجم، ويرتدي "آسيمو" زي رائد فضاء، ويحمل على ظهره حقيبة، وقد أظهر "آسيمو" قدرته على التمييز بين أصوات ثلاثة أشخاص يتكلمون في آن واحد، ويستطيع المشي والجري، كما يستطيع أسيمو في نسخته الجديدة أن يفتح الزجاجات ويصب المشروبات، بل والتفكير بشكل مستقل، بالإضافة إلى أنه يجيد القفز على قدم واحدة بعد أن أصبح أكثر ذكاء ورشاقة، وجاء عرض الروبوت الأخير، بعد أن طورته شركة "هوندا" اليابانية لإثبات استخدامه بشكل علمي، وليس كدمية متحركة يتم عرضها بشكل جذاب كما يدعي البعض، وقال أحد مسؤولي الشركة بأن "آسيمو" قد أستخدم للمساعدة في حل تداعيات الكارثة النووية التي وقعت باليابان، حيث أنه تمكن من فتح وإغلاق صمامات في محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية، التي تعرضت لإنصهار في أذار (مارس) الماضي، ويتمتع "آسيمو" الجديد بصفات أكثر انسيابية من النسخة الحالية، بعد أن تم تعديل الذراع وتزويده بمحركات إضافية للكتف والكوع وأصبحت حركاته أكثر سلاسة، حتى أنه أصبح أسرع روبوت في العالم، تزيد سرعته الحالية عن ثلاثة أميال في الساعة، وأصبح هذا الروبوت الجديد يحتوي على خمس كومبيوترات وأجهزة استشعار في داخله، ليصبح قادرا على الابتعاد عن الحواجز التي تعترضه، والمشي تلقائيا عبر خارطة محفوظة في داخله، إضافة إلى أنه أصبح قادرا على الصعود والنزول عن السلالم، وأنه قادر على المصافحة مثل أي انسان عادي، لكن حجمه بقي كما هو 51 بوصة (ما يقارب 130 سنتمتراً)، ويذكر أن شركة "هوندا" تعتزم استخدام "آسيمو" للقيام بأعمال سكرتيرة في مكاتبها في أوائل العام المقبل، ويمكن استئجار الروبوت بمبلغ 20 مليون ين ياباني (أي حوالي 170 ألف دولار) في العام.

بساط الريح أقرب للواقع

الى ذلك لم يعد بساط الريح رواية من نسج الخيال او التراث، بل اقتربت الفكرة من الحقيقة، بعد ان نجح باحثون في ابتكار بساط "سحري" مصنوع من البلاستيك، صنعوه في مختبرات جامعة برينستون البريطانية، والمشروع السحري عبارة عن بساط صغير بطول عشرة سنتيمترات من النسيج البلاستيكي الشفاف الذكي الذي يتحرك بفعل موجات من التيار الكهربائي تدفع جيوبا صغيرة جدا من الهواء من الامام الى الخلف ومن تحت البساط، ويتحرك النموذج التجريبي لبساط الريح السحري، حسب ما جاء في العدد الخير من دورية الفيزياء التطبيقية، بسرعة سنتيمتر في الثانية، ويعتقد ان التحسينات والتطويرات يمكن ان تجرى على البساط السحري وتجعله يطير بسرعة متر في الثانية، ويقول مخترع البساط الطالب نواه جافريز ان الفكرة جاءته من بحث رياضي قرأه اخيرا بعد فترة بسيطة من شروعه في التحضير لرسالة الدكتوراه في جامعة برينستون.

وقد تخلى هذا الشاب الموهوب عن مشروع اكثر جاذبية يتعلق بانتاج الدوائر الإلكترونية بالطرق الحديثة المتطورة، لصالح مشروع بدا اقرب للاسطورة منه للحقيقة، وهو "بساط علاء الدين السحري"، ويقول البروفيسور جيمس ستروم من الجامعة ان مجموعة البحث التي يقودها جافريز اعترفت في مرحلة من المراحل ان المشروع كان اقرب للخيال والحماقة منه لهندسة القرن الحادي والعشرين، واضاف ان الصعوبة تمثلت في السيطرة على تحرك البساط لانه كان يتغير على موجات ذات سرعات عالية، الا ان فريق البحث تمكن بعد بحوث استمرت نحو سنتين من السيطرة على تقنيات حركة البساط، وطابقوا النظرية ميدانيا، فدبت الحياة في النموذج الاولي  للبساط السحري، وعبر العالم لاكشمنرايانان مهاديفان، الذي كتب بحثا حول الموضوع في عام 2007، عن الدهشة والاعجاب للنتائج الاخيرة والنجاح المتحقق، ويقول جافيرز ان النموذج الاولي من البساط محدود الامكانيات نظرا لحجمه الصغير وثقل بطاريات التشغيل، لكنه اكد ان الفريق يعمل حاليا على تطوير نموذج يعمل بالطاقة الشمسية يطير لمسافات طويلة.

التكنولوجيات وخدمة التسوق المستقبلي

من جهتها فان تطور التكنولوجيا يفتح الابواب امام التسوق المستقبلي، من غرفة تبديل افتراضية تسمح للشخص برؤية نفسه مرتديا الملابس مع امكانية ارسال صورة الى المقربين منه لاستشارتهم، واجهزة لوحية لزيارة المتاجر من الداخل، ففي المعرض العلمي للعقارات التجارية (مابيك) في كان في جنوب فرنسا يظهر "متجر الغد" كيف ان اجهزة لوحية تعمل باللمس من طراز "آي باد" وهواتف ذكية وشبكات التواصل الاجتماعي او حتى شاشات يتم التحكم بها من خلال الحركة بفضل تكنولوجيا "كينيكت" من مايكروسفوت، يمكن ان تغير نمط المبيعات، وقد طورت هذا النموذج هيئة التنافسية للصناعات التجارية في ليل (بيكوم في شمال فرنسا) مع شركات عدة من بينها "آي دي غروب" التي تمتلك ماركات عدة لملابس الاطفال فضلا عن متاجر العاب، وفي الداخل يؤدي مرور الزبون امام "جدار صور دينامكي" الى قلب مكعبات تحمل صور اطفال يرتدون ملابس مختلفة، ويمكن تصور ان يتمكن المارة في المستقبل، بحركة يد بسيطة استعراض تصاميم الملابس، وعلى جدار اخر اجهزة لوحية تعمل باللمس تحث المرء على زيارة المتجر افتراضي، وفي الداخل يمكن للطفل ان يتصفح كاتالوغ الالعاب عند طرفية ورؤية السلعة التي تهمه بالابعاد الثلاثة واضافتها الى سلة مشتريات افتراضية في حين يمكن للاهل برمجة الجهاز ليظهر فقط الالعاب المناسبة لفئته العمرية او في اطار ميزانية محددة، ويمكن من خلال ذلك الاستفادة من مساحة المتجر من دون عرض كل محتويات الكاتالوغ. بحسب فرانس برس.

وتلتقط غرفة التبديل الافتراضية او "المرآة الحرية" صورة الزبون وتلبسها مثلا مجموعة من الملابس التي لا يمكن قياسها لانها مغلفة بالبلاستيك مقترحة المقاس المناسب، وعلى الشاشة يمكن للطفل ان يلعب بمسدسات بزات تنكرية لرعاة البقر او بدرع احد الفرسان، ويمكن ارسال الصورة عبر فيسبوك لطلب رأي الاقارب، وعلى شاشة عملاقة اخرى تسمح اليد والهاتف الذكي بتصفح مجموعة من اثاث غرف الاطفال بتقنية الابعاد الثلاثة واضافة سلعة الى السلة، ويمكن لاحد العاملين في المتجر بواسطة جهاز لوحي مساعدة الزبون على اعادة تشكيل غرفة الطفل افتراضيا ليقوم بالخيارات المناسبة، ويمكن نصب شاشة ضخمة من النوع ذاته خارج المتجر تمكن المستهلك الاطلاع على محتوى المحل والقيام حتى بمبيعات خارج ساعات الدوام على ما يؤكد برونو دوبوا مدير المشروع لدى بيكوم، فبواسطة هاتف ذكي مجهز بتقنية "ان اف سي" يمكن للمستهلك الاطلاع على معلومات عن السلعة واردة على بطاقة مكتوبة بالحبر الالكتروني مثل مكوناتها وتأثيرها على البيئة ورأي المستهلكين الاخرين فيها او اذا كانت مناسبة للحساسيات التي يعاني منها الفرد.

وهناك ايضا وسيلة للتعرف البيومتري من خلال بصمات الاصابع للتأكد من ان الزبون الذي يسدد الفاتورة هو فعلا صاحب بطاقة الدفع، لكن يبقى معرفة ما اذا كانت الماركات التي ستعتمد هذا النوع من التكنولوجيا ستقوم بذلك في متجر وحيد يشكل واجهة لماركتها او انها ستنشره على نطاق واسع، ويقول فيليب ليهارتيل وهو عضو في تحالف من ثلاث شركات استشارات تريد نشر كتاب عن الابتكارات المئة على صعيد المتاجر في العالم "في حال عدم اعتماد الابكتارات الجديدة التي ستأتي في المسقبل ستخسر المتاجر من زبائنها"، وذكر على سبيل المثال متاجر تيسكو في كوريا الجنوبية التي زادت رقم اعمالها كثيرا من دون فتح متاجر جديدة، من خلال تحويل جدران المترو الى "حائط مشتريات" يحاكي طاولات العرض في السوبرماركت يمكن للمسافرين من خلالها هو ينتظرون قطارهم شراء الشراء عبر هاتفهم الذكي على ان يتم تسليمها الى عنوانهم.

اختراعات للأولاد والراشدين

من جهة اخرى يقدم معرض هونغ كونغ للتكنولوجيا اختراعات متنوعة مفيدة وغير مفيدة مثل كتاب تلوين تنبعث في رسومه الحياة وفيلم "يقرأ" أفكار المشاهد وثوب يستحيل شفافا بحسب نبضات القلب، ويجتمع عدد من المخترعين والموزعين والتجار في هونغ كونغ بمناسبة الدورة الآسيوية الأولى من معرض "سيغراف" المتخصص في التصميم البياني المعلوماتي والتكنولوجيا التفاعلية والاعلام الرقمي، ولكن الاختراعات الأكثر غرابة وهي نماذج لم تطرح بعد في الأسواق معروضة في قاعة "التكنولوجيات الناشئة"، واخترع الباحثون كتاب تلوين تصبح صوره ورسومه حية عند عرضها على شاشة كمبيوتر فيرى المشاهد مثلا طائرا رسمه طفل للتو ينقر ديدانا في الوحل، وما يميز هذه الاختراعات هو أنها تجمع العالم الواقعي والعالم الرقمي، ومن بين التكنولوجيات المعروضة هاتف صغير يسمح للمستخدم بدغدغة أصدقائه عن بعد فيذبذب عندما يلمس المتصل شاشة هاتفه، ويقول مارك بيلينغرست مدير مختبرات التكنولوجيا البشرية في جامعة كانتربري في نيوزيلندا أن الهاتف يسمح لنا "بالتواصل جسديا" مع أصدقائنا عن بعد. بحسب فرانس برس.

ويوضح أن الأبحاث باتت اليوم تكسر الحواجز الجسدية والعقلية القائمة بين الانسان والكمبيوتر، ويضيف "نحن على مشارف عصر "المعلوماتية غير المرئية"، يمكننا أن نتفاعل مع العالم بشكل طبيعي والكمبيوتر يتتبع ما نفعله ويتصرف على هذا الاساس"، وبالتالي، يعدل فيلم درجة العنف الموجودة في مشاهده بحسب النبضات الكهربائية التي تتحسسها أقطاب موصولة بجمجمة المشاهد، وتغير ورقة لونها بحسب حرارة اليد التي تلمسها ويزداد ثوب شفافية مع تسارع نبضات قلب المرأة التي ترتديه، إلى ذلك، يرسل روبوت معلومات عن محيطه عبر حزام هزاز يرتديه المستخدم، ويقول مارك بيلينغرست "إنها أمور قد نراها في فيلم مثل ترمينيتور"، ويرتدي الباحث البيلاروسي دمتري تسيتسيروكو الذي طور هذا الروبوت بالتعاون مع جامعة تويوهاشي للتكنولوجيا في اليابان نظارات سوداء كبيرة يرى من خلالها الصور التي تنقلها "عينا" الروبوط بينما يحذره الحزام من العوائق المحيطة به، وفي اليابان أيضا، طورت جامعتا كييو وطوكيو روبوتا صغيرا اسمه كوكي يحضر وجبة بسيطة بينما يشاهد صاحبه التلفزيون أو يستحم، ويقول الباحث دايسوكيه ساكاموتو "إنه روبوت بسيط يكفي أن نحضر له المكونات لينجز مهمته، ولكنه سيتمكن من فعل كل شيء بمفرده في المستقبل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/كانون الثاني/2012 - 6/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م