اصدارات جديدة: صورة الفلك والتنجيم في الشعر العباسي

 

 

 

الكتاب: صورة الفلك والتنجيم في الشعر العباسي

الكاتب: فواز أحمد طوقان

الناشر: دار الفارابي في بيروت

عدد الصفحات: 1107 صفحات في كبيرة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يرى الباحث الاكاديمي فواز أحمد طوقان في كتاب قيم وضخم له ان المعارف العلمية في الفلك والتنجيم كانت مطروقة في الشعر القديم الا أن التطور في العصر العباسي كان الأكثر جلاء في المجتمع.

وقال الدكتور طوقان الاستاذ الجامعي والشاعر والوزير السابق في حكومة الأردن في خلاصة لبحثه الطويل المعمق "تبين لأهل ذاك العصر سرعة انعكاس الحياة الجديدة في الشعر. وبالرغم من ان المعارف العلمية في الفلك وشقيقها التنجيم كانت مطروقة في الشعر القديم الا ان التطور العظيم في هذا العلم كان الأكثر جلاء في المجتمع. بحسب رويترز.

"أجل لقد عرفت اللغة العربية منذ بواكير النصوص التي وصلتنا عن معالم القبة الزرقاء وأبلغ دليل على ذلك هذه المفردات الفلكية وأسماء الاجرام السماوية العربية الأصيلة التي زخر بها الشعر والاسجاع منذ الجاهلية. الا ان التطور العلمي الواسع الخطوات والتقدم النوعي في معارف الانسان من علم النجوم والكواكب والشهب والافلاك والبروج لاقى استجابة لدى الشعراء."

وقد ورد ذلك في كتاب طوقان الذي جاء في جزءين والذي حمل عنوانا "صورة الفلك والتنجيم في الشعر العباسي". وقد صدر الكتاب عن دار الفارابي في بيروت في 1107 صفحات كبيرة القطع.

اضاف طوقان يقول ان السؤال عن مدى "تطويع المعرفة الفلكية والتنجيمية في التصوير الشعري" يغدو "سؤالا مشروعا". وتابع يقول "ومن هنا كانت هذه الدراسة الموسعة في شعر العصر العباسي الممتد. ويعضد مشروعية السؤال ان المام العامة والخاصة بعلم الفلك وصناعة التنجيم كان واسع الانتشار وعميق الغور. فالى اي مدى كان انعكاس ذلك في نتاج الشعراء..

"يجب التوكيد بديئا ان المعرفة الفلكية والتنجيمية في العصر العباسي نفذت في فنون الشعر جميعا.. المدح والفخر والرثاء والهجاء والغزل والوصف. كما ان مفردات اللغة المتعلقة بهذه المعرفة من الناحية الفنية بالاضافة الى اسماء الاجرام السماوية وجدت طريقها بيسر الى الصورة الشعرية في هذا العصر."

ورأى ان اشتغال الشاعر بادخال المفردة الفلكية او اسم الجرم السماوي كان "ضربا من التعالي المعرفي امام متلقي شعره... ورأينا الشاعر يستخدم المفردة الفلكية او اسم الجرم السماوي ليوحي لمتلقي شعره بأن وراء هذا اللفظ خصائص فلكية مهمة ذات اخيلة شعرية يعرفها الشاعر حق المعرفة ويجب ان يكون المتلقي على علم بها.

"فاذا عمد الى استخدام المريخ كان يوحي الى المتلقي بأن الصورة الشعرية تتجه نحو الحرب والبطش والقسوة من جهة او الى سوء الطالع والنحوسة والخيبة. واذا تناول الفرقد والسها والعيوق فانه يقصد تصوير العلو والرفعة واستحالة ادراك المطلوب."

وأعلن انه تبين له "ان من تناول مفردات الفلك ذات الدلالة العامة كالكوكب والنجم والشهاب ومن بينها الشمس والقمر في حالتي التعريف والتنكير يختلف عنه في تناوله المفردات ذات الدلالة الفلكية الخاصة."

وقال "وبينت الاحصاءات العديدة ان المفردات الخاصة بالفلك والتنجيم واسماء الاجرام السماوية وصور الكواكب الثمانية والاربعين والبروج الاثني عشر واسماء الكويكبات كان استخدامها في الشعر قليلا بالمقارنة بأسماء الكواكب الخمسة السيارة المتحيرة (زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد) وأسماء بعض منازل القمر كالثريا والسعود الاربعة بالاضافة الى بعض الاجرام كسهيل والعيوق والفرقد والشعرى والجوزاء."

وقال ان النسبة عند ابي نؤاس كانت 403 مفردات عامة الى 90 مفردة خاصة وعلم فلكي وعند ابي تمام 237 الى 44 وعند المتنبي 215 الى 29 بينما هي 685 الى 113 عند ابن الرومي وهي اعلى نسبة بين شعراء ذلك العصر.

وقال "بلغ مجموع هذه الكواكب الاكثر استخداما عند ابي نؤاس 43 اسما بينما المسميات الاخرى 20 وعند ابي تمام 23 و19 وعند البحتري 44 و16 وعند ابن المعتز 7 و9 وعند ابن الرومي 82 و16 وعند المتنبي 24 و4.

"ونستدل من هذه الملاحظة ان تناول الشعراء للاعلام الفلكية كان محدودا بشكل عام وانحصر اغلبه في عدد قليل من اسماء الاجرام السماوية وغيرها من الاعلام الفلكية كاسماء الصور والبروج."

اضاف "واستفدنا من تناول شاعرين مكفوفين لموضوع الفلك في شعرهما ان دقة الوصف وبراعة استخدام المفردة الفلكية في موضوعها المناسب وبالذات عند المعري جاء من الرصيد اللغوي للشاعرين المكفوفين. وانه لمن نافل القول التوكيد على ان هذه المعرفة جاءتهما من معجم اللغة ومن الحصيلة الثقافية المختزنة من العلوم النقلية وليس من دراسة الطبيعة بالتجربة والحس والمعاينة.

"ولعل هذا الاستنتاج يمكن ان يعمم على اكثر من شاعر تناولنا نتاجهم في هذه الدراسة ممن لم يحرموا نعمة البصر. هذا التعميم ينتج بالضرورة ملاحظة مهمة مفادها ان استخدام المفردات الفلكية واسماء الاجرام السماوية عند العديد من الشعراء في العصر العباسي كان مثيلا لاستخدام القاموس الصحراوي في المقدمات الطللية بعد العصر الأموي وبالتالي فاننا نرى ان شيوع الفلك في الشعر العباسي ليس حصيلة خبرة علمية باكثر منه حصيلة لغوية."

وخلص إلى القول ان الشاعر "سعى إلى أعظام صوره وخلق تألق علوي لها وفي ظنه ان موضوعات القبة الزرقاء تعزز الشعرية في صوره وتطلقه والسامع من أسار الواقع المكرور الى الفضاء الرحيب."

واشاد في الختام بشاعرين "كانا مجيدين في استخدام المفردات الفلكية وأسماء الاجرام السماوية" وهما البحتري وابن الرومي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/كانون الثاني/2012 - 5/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م