ملكة جمال العالم وامتهان كرامة المرأة

عصام حاكم

شبكة النبأ: بعفوية شديدة وبلهجة عراقية صادقة يتملكها سحر الاستحياء اتت بعض الكلمات الرافضة والمستنكرة من قبل بعض النساء كردة فعل طبيعية على ما عرضه قناة (anb) اللبنانية التي نقلت لمشاهديها تفاصيل اختيار ملكة جمال العالم للعام2012، فقد تم عرض من وقع عليهن الاختيار وهن بأشكال واوضاع مختلفة وقطعا تكون البلدان هي ايضا مختلفة لكن ما جمعهن هو حب التتويج بمنصب ملكة جمال العالم.

 ورغم علم المتسابقات المسبق بان الاختيار ليس عشوائيا بل يخضع لقوانين صارمة وصادمة في بعض الاحيان لمن لا تمتلك مواصفات مميزة ومقاسات خاصة كالطول ومقاس الصدر والبطن واشياء اخرى ذات علاقة مباشرة بالجسد الانثوي، ناهيك عن الامور الاخرى وهي شكلية نوعا ما كالثقافة العامة وسرعة البديهية وما الى ذلك، لكن يبقىالشيء المهم والعنوان الابرز ان تكون المتسابقة متحررة تماما وان لا تبالي نهائيا من ان تضع جسدها بالكامل عرضة للكاميرات التلفزيونية وللحكام وللمشاهدين في كل بقاع العالم وكما ولدتها امها عسى ان يصل الخبراء والمتخصصين الى قناعة كاملة بان هذه المتسابقة او تلك تستحق علامة كاملة.

وعلى هذا الاساس وتلك المشاهد جاء امتعاض ام كرار وتذمرها وعدم تعاطيها مع هذه الفكرة كون الجو العائلي الشرقي والاسلامي بالتحديد مزدحم بالكثير من الضوابط الاجتماعية والاسرية والعقائدية، وقالت: ان قيمة المرأة لا تتمثل بجسدها فقط، بل في دورها المهم والفعال في بناء الاسرة والمجتمع وهو دور لا يقل عن دور الرجال، وان المسابقة بحد ذاتها تمثل امتهان صريح وواضح لكرامة المرأة وهي اشبه ما تكون بسوق النخاسة والعبيد بحله جديدة لاسيما وان اسباب المفاضلة في اختيار ملكة الجمال يكون في المقام الاول منصب باتجاه اجراء مسح ميداني وتفصيلي لأدق الخصائص الانثوية.

ام صلاح وبطريقة غير مباشرة وبخت ابنها وتهمته بعدم الحياء وانتهاك حرمة تلك الاجواء الاسرية المقدسة جاء ذلك من خلال إيماءه بسيطة ومتواضعة حينما غطت راسها بالعباءة كي لا ترى تلك المشاهد العارية والمفضوحة وهي تسأل وباستغراب كيف يتسنى للمرأة ان تعرض جسدها امام الغرباء كدمية او اداة للتسلية والمرح؟ شيء مخجل وغير مقبول.

أما صلاح فقد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه وقد تناوشته الالسن من كل صوب ومكان خصوصا وان الجلسة كانت عائلية وبامتياز وهي تضم اخواته وزوجات اخوانه وامه ونساء اخريات متقدمات في العمر كانوا ضيوف عندهم.

الا ان عزائه الوحيد انه كان يتابع القنوات بالدور عسى ان يصل على قناة الجزيرة الرياضية وهو غير مسؤول عن ما تعرضه القنوات التلفزيونية وان هذه الدول تعتبر هذا الموضوع طبيعي ولا يدخل في مقاييس الشرف، وان المرأة لها كامل الحرية في التصرف بجسدها بعدما تتجاوز السن القانوني 18 عام وهي ليست دول اسلامية.

ام عباس وبحكم الميانة والصداقة التي تجمعها بأم صلاح بدأت حديثها المقتضب بمجموعة من الشتائم والسباب على امل ان تفند مزاعم صلاح وروايته غير المحبوكة. وتتابع: وهي لا تصمد امام النقد العجائزي كما تقول هي، خصوصا وان المحطات التلفزيونية فيها الغث والسمين وعلى المتتبعان يحدد اي البرامج يود مشاهدتها مع الاخذ بنظر الاعتبار الجو العائلي ناهيك عن الالتزام الاخلاقي والديني الذي يحتم علينا الابتعاد عن متابعة مثل تلك البرامج غير اللائقة.

 ام علي تعمل مدرسة في المرحلة الاعدادية وكانت في زيارة خاطفه لبيت ام صلاح بمناسبة المولود الجديد الا ان الموقف تطلب منها التدخل على امل ان توضح فكرة اقامة مسابقات الجمال.
 وتتابع: فالهدف من اقامة هذه المسابقة يبدو وللوهلة الاولى سليما في الظاهر وهو يدعو الى تنشيط دور المنظمات الانسانية من اجل مكافحة الامراض والمجاعة في الدول الافريقية ودول العالم الثالث ولكن يضمر الكثير من التحديات الاخلاقية التي تشوه صورة المرأة وتفرغها من محتواها كأساس مهم في بناء المتجمع.

وفي نهاية تلك الجلسة النقدية رحب صلاح بكل الآراء المطروحة وبروح رياضية حتى لا يغضب من حضر لتلك الندوة العائلية خصوصا صديقات والدته وجيرانه وابدى لهن اعتذاره الشديد على ان لا يعود الى تلك القناة نهائيا وكبادرة حسن نيه حجب القناة عن منظم القنوات واقفل محضر الاتهام الذي سجل ضد مجهول بحق من استباح كرامة النساء وسعى لتقديمهن بهذا الشكل المهين والمرفوض.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/كانون الثاني/2012 - 4/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م