الدول الخليجية والحلقة المفقودة!

حسن الأنصاري

المصالح الاميركية لا حدود لها، فهؤلاء الذين اخترقوا الفضاء الى المريخ بحثا عما يفيدهم لربما بعد قرن من الآن، علينا ألا نستغرب من تعاونهم مع التيارات الاسلامية بهدف تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات إسلامية!.

 بداية علينا أن نعترف بأن الادارة الاميركية تدعم وتستند وتعتمد على المؤسسات الاستراتيجية العلمية لتنفيذ المخططات المستقبلية والتي هي عبارة عن سلسلة من الحلقات المتكاملة وما يحدث اليوم على الساحة العربية هو مجرد عملية تركيب لتلك الحلقات ببعضها البعض، وما دامت المصالح لا حدود لها فاننا لا نعلم متى وأين وكيف سوف يتم تركيب الحلقة الأخيرة في السلسلة؟!.

ولم أستغرب ما نشرته جريدة «الدار» يوم أمس عن التقرير الأميركي «هارت – رودمان» حول سيطرة الاسلاميين بعد فشل العلمانيين. وقد ذكرت ذلك في مقال قبل أكثر من ست سنوات ردا على الأستاذ الكاتب المرحوم محمد مساعد الصالح، حيث الفكرة الاستراتيجية انطلقت قبل أكثر من عشر سنوات لبناء مرحلة ما بعد «بن لادن»!. وللعلم فان مؤسسات للدراسات الاستراتيجية في المنطقة وبخبرات عربية أيضا سهمت في تكوين بعض حلقات تلك الاستراتيجية.

أكثر وأهم تلك الحلقات تخص المملكة العربية السعودية، حلقة تخص وتيرة التغيير نحو المزيد من الحريات، وأخرى تخص عزل القوة الدينية عن القوة السياسية، فكان لا بد من خلق حلقة جديدة ومن نفس الطبيعة المترسخة في الجزيرة العربية حيث في بداية الأمر رفض الرئيس السابق جورج بوش الابن توصية لجنة حكومية خاصة من المحافظين المتدينين وناشطي حقوق الانسان وضع السعودية على قائمة الدول التي تنتهك الحرية الدينية (حسب وصف اللجنة)، وأكد على ذلك وزير خارجيته كولن باول.

في تلك الفترة الزمنية (عام 2001) كانت الادارة الاميركية تعد خطة لحرب تحرير العراق بعد أن وافقت السعودية على السماح باستخدام قواعدها الجوية، لذا كانت تعتقد أن تعنيف القيادة السعودية سيعود بعكس ما يرجى منه. لكن حلقة التغيير كانت صناعتها مستمرة ولربما تصريح الشيخ صالح بن حميد (رئيس مجلس الشورى السابق) الى مجلة نيوزويك (21 يناير 2003) يؤكد ذلك حيث قال: « إنني لا أحدد زمنا للتغيير، فلا أحد يعرف ذلك ولكن التغيير آت ولكننا لا نعرف مدى سرعته».

اليوم لا نجد قوة عسكرية عربية قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني، فحلقات تلك الخطط تم تركيبها ولأجل خلق الحلقة المفقودة أخذت عجلة الزمن تتسارع بعد عقد لقاءات بين الأميركان وتنظيم مجاهدي طالبان العسكرية التي تم إعدادها وتجهيزها بأموال الدول الخليجية، وكان آخر تلك اللقاءات في عاصمة دولة خليجية، بعدها تم قتل اسامة بن لادن «المفقود».

 وأعتقد أن صناعة الحلقة المفقودة على وشك الانتهاء منها. ولو أن الحكومات الخليجية غافلة وما زالت تحلم وهي نائمة في أحضان الادارة الاميركية فسوف تستيقظ على كابوس تركيب آخر حلقة في السلسلة!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/كانون الثاني/2012 - 4/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م