الأسبرين... حبة سحرية تنعش وتميت الانسان

 

شبكة النبأ: كما يبدو أن حبة الأسبرين أصبحت دواء لكل شيء، فهي مسكن للآلام، ومانع محتمل للجلطات، ومكافح مفترض للسرطان في قرص واحد، وربما يفكر أحدهم أن مخترع الأسبرين هو عبقري، لكن الحقيقة هي أن البشر يستخدمونها منذ آلاف السنين.

وهو أحد أشهر الأدوية وأكثرها شعبية. يستخدم لعلاج أعراض الحمى والآلام الرثوية خلال القرن الماضي وما زال حتى الآن يعتبر علاج متميزا علي بدائله. كما يستخدم لتجنب تكون الجلطات المسببة للنوبات القلبية. بات الأسبرين أكثر الأدوية إنتاجا ومبيعا في العالم .

في المقابل له اضرار ايضا حيث أن مضار تناول حبة يومياً من الأسبرين للوقاية من الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، وعلى الرغم من تناول العديد الدراسات العلمية جوانب مختلفة منه إلا إن الطريق مازال في بدايته ويبشر بالخير.

الحبة السحرية

فقد يستفيد مرضى القلب من تناول جرعات منخفضة من الأسبرين للوقاية من مخاطر التعرض لنوبات جديدة، وهو وسيلة وقاية قد تقتصر على تلك الفئة فقط دون سواهم من الأشخاص الأصحاء الذين قد يتناولون القرص بغرض الحماية من أمراض القلب، وعلى مدى فترات طويلة، كان الأسبرين علاجاً مثالياً للأوجاع والآلام الخفيفة، إلا أن الأبحاث ظلت تكشف باستمرار عن خصائص جديدة له، حتى أصبح يستخدم في الوقاية من أمراض القلب، ولتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون وأنواع أخرى من المرض، ما دفع خبراء لترجيح تقديمه جرعات منخفضة منه للمرضى والأصحاء، على حد سواء، على سبيل الوقاية من الأمراض المزمنة، بيد أن أدلة حديثة شككت في تلك الخصائص الوقائية، فقد أظهرت مراجعات حديثة لتسع اختبارات سريرية، تم نشرها في "أرشيف الطب الداخلي"، ونقلتها مجلة "التايم، بأن الأسبرين أثبت فعاليته في خفض مخاطر إصابة البالغين، في متوسط العمر، بالنوبات القلبية، إلا أن تلك الفوائد كانت "متواضعة، كما أظهرت أن القرص لا يوفر الحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية القاتلة، وأن الفوائد المحدودة لمنع الإصابة بالنوبات القلبية غير الفتاكة قد تلاشت مقابل أعراض جانبية خطرة نادرة الحدوث نسبياً، ويتمتع الأسبرين بخاصيته المخففة للزوجة الدم والمخفضة بالتالي لتكوّن  تجلط الدم (الخثر) التي قد تؤدي إلى نكسة ثانية لمريض القلب، أو تؤدي إلى السكتة الدماغية، وذلك بسبب الانسدادات التي تتسبب بها تلك "الخثر" في مسالك الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب أو في شبكة الشرايين الأخرى المغذية للرئتين وبقية الجسم، كما قد يزيد تناول الأسبرين بصفة منتظمة من خطر الإصابة بالنزيف الداخلي.

وشملت الدراسة الحديثة، وهي الأكبر من نوعها حتى اللحظة، أكثر من 100 ألف مشارك من دول نامية، وفي التجارب التسعة، قدم للمشاركين إما جرعات أسبرين يومياً، على مدى ستة أعوام، أو حبة وهمية، ووجد الخبراء أنه أمكن تجنب الإصابة بنوع بمرض القلب الوعائي لمشارك واحد بين كل 120 مشاركاً تناولوا جرعات من الأسبرين يومياً، وفي المقابل، عاني واحد من كل 73 من النزيف، كما لحظوا عدم وجود فارق مهم في حالة الوفيات بين مجموعة الأسبرين أو تلك التي تناولت أقراصا وهمية. بحسب السي ان ان.

وخلص الباحثون إلى أن فوائد تناول الأسبرين يومياً قد لا تتفوق على مخاطره، إلا أنهم أكدوا في ذات الوقت أن فوائده الإيجابية في منع أمراض القلب الوعائية بين أشخاص سبق وأن أصيبوا بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، غير قابلة للجدل، ودعوا الأشخاص الساعين لحماية أنفسهم من أمراض القلب اتباع نمط معيشي صحي يعتمد على حمية منخفضة الدهون وممارسة التمارين البدنية بانتظام.

مضاره أكثر من فوائده

فيما وجدت دراسة جديدة أن مضار تناول حبة يومياً من الأسبرين للوقاية من الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، تفوق منافعهاأن الدراسة التي أعدها باحثون من مستشفى سان جورج بجامعة لندن، وهي الأوسع من نوعها التي تشمل أشخاصاً ليس لهم تاريخ معروف بالإصابة بأمراض القلب، توصلت إلى أن أية منافع لتناول الأسبرين للوقاية، تقابلها مضار احتمال تسببه بنزيف داخلي، وقال المسؤول عن الدراسة راو سيشاساي، "إن منافع الأسبرين للأشخاص الذين لا يعانون من عوارض قلبية معروفة أقل بكثير مما كان يعتقد سابقا، بل أن الأسبرين قد يعود بضرر كبير نظراً لتسببه بنزيف داخلي، وتبيّن أنه بينما نجح تناول الأسبرين بتجنيب الإصابة بجلطة قلبية واحدة لكل 120 شخص، أصيب واحد من 73 بنزف معوي أو معدي خطير خلال الفترة نفسها. بحسب يونايتد برس.

كما توصلت الدراسة إلى أن الأسبرين ليس له تأثير على معدلات الوفيات جراء الإصابة بالأمراض السرطانية، يذكر أن العديد من الأطباء يوصون بتناول حبة واحدة من الأسبرين (75 ملغ) يومياً، للوقاية بالنسبة للأشخاص الذين ليس لهم تاريخ سابق بالإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، ولكنهم يعانون من عوامل ترجح الإصابة كارتفاع ضغط الدم أو السمنة المفرطة.

علاج منقذ للحياة

في حين أشار بحث جديد إلى أن الأسبرين يمكن أن ينقذ آلاف الأشخاص سنويا لو أنه استخدم على نطاق أوسع مما هو عليه الآن، وتقدر الدراسة أن أربعين ألف شخص في أنحاء العالم المختلفة يمكن أن تنقذ حياتهم سنويا فيما لو اتبعت هذه الطريقة، وتقول الدراسة إن الأسبرين الذي يستخدم لتخفيف الدم وتقليل الإصابة بالتخثر الدموي، يستخدم أقل بكثير مما يجب في علاج المرضى الذين يعانون من الأزمات القلبية والجلطات الدماغية، ويأمل فريق البحث بأن نتائج بحثهم سوف تساعد على إزالة أي غموض بين الأطباء حول الأسبرين وتأثيراته، وسيقود إلى زيادة في وصف الأسبرين إلى المرضى في المستقبل، وتقول الدراسة إنه على الرغم من أن استخدام الأسبرين معروف في المساعدة في منع الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية فإن الدواء يوصف لأقل من نصف المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض.

وعادة ما يوصف الأسبيرن لكل المرضى الذين أصيبوا بأزمة قلبية حادة أو ذبحة صدرية مؤلمة نجمت عن عدم وصول دم كاف لعضلة القلب، وتقول الدراسة الجديدة إن الكثير من المرضى يمكن إنقاذهم عن طريق استخدام الأسبرين بشكل أوسع، ويقول الدكتور كولن بيجنت، وهو كبير الباحثين في الدراسة، إن الدراسة تظهر أن الأسبرين مفيد على نحو أوسع مما يعتقد الآن، وفي العديد من الحالات ويضيف الدكتور بيجنت أن ما يحتاجه الأطباء هو ضمان وصف الأسبرين أو الأدوية الأخرى المخففة للدم للمرض الذين يحتاجونهان وكان الباحثون قد راجعوا 287 تجارب مختبرية تضمنت مئتي ألف مريض، وقد نسق الدراسة علماء من خدمة الاختبارات السريرية في جامعة أوكسفورد، وتقول مؤسسة أمراض القلب البريطانية إن أحد الأسباب الرئيسية للاسخدام الواطئ للأسبرين ربما يكون نقص الاستشارات الواضحة حول فاعلية الدواء في علاج المصابين بأمراض القلب والشرايين والجلطة الدماغية، ويحذر الباحثون من أن الأسبرين ملائم فقط للذين يعانون من خطر الأزمات القلبية أو الجلطات الدماغية، وينصحون باستشارة الأطباء قبل تعاطي الأسبرين بانتظام. بحسب البي بي سي.

ويقول البروفيسور السير تشارلز جورج، المدير الطبي لمؤسسة أمراض القلب البريطانية إن نتائج هذه الدراسة تؤكد من جديد ما عرفناه لفترة طويلة بأن الأسبرين هو علاج منقذ للحياة يقدم منافع كبيرة لآلاف المرضى، ويضيف أن الأسبرين ليس علاجا للجميع لكن المهم هو أن يقدم لكل الذين يمكن أن يستفيدوا منه، كما تشير الدراسة إلى أنه من غير الواضح إن كان الأسبرين مفيدا للأشخاص العاديين الذين يمكن أن يتعرضوا لخطر الإصابة بأمراض القلب وتخثر الدم.

قصة دواء عجيب

على صعيد اخر يقول الدكتور كارول واتسون، أستاذ أمراض القلب في جامعة كاليفورنيا إن "الأسبرين هو واحد من تلك الأشياء التي كانت موجودة منذ وقت طويل وقبل حتى أن تكون هناك تجارب سريرية أو أي نوع من المعرفة العلمية، وعاد الأسبرين إلى الواجهة مؤخرا،  بعد أن نشرت دراسة في مجلة لانسيت، تقول إن حبة أسبرين يوميا يمكنها على ما يبدو خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة على الأقل خلال فترة 20 عاما، وكلمة "أسبرين" لم تأتي من فراغ، فهي مشتقة من كلمة "سبيرايا،" وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي المصادر الطبيعية للمكونات الرئيسية للعقار وهي حمض الصفصاف،ويمكن العثور على هذا الحمض، والذي هو بمثابة الأسبرين في العصر الحديث، في الياسمين والفول والبازلاء وبعض الحشائش مثل البرسيم، وأنواعا أخرى من الشجيرات، ويقول ديارمويد جيفريز، مؤلف كتاب "الأسبرين: قصة الدواء العجيب،" إن قدماء المصريين كانوا يستخدمون قشرة الصفصاف كعلاج للآلام والأوجاع، لكنهم لم يكونوا يعرفوا آنذاك أن ما كان يخفض درجة حرارة الجسم والالتهاب كان حمض الصفصاف. بحسب السي ان ان.

وأتت كتب أبقراط، الطبيب اليوناني الذي عاش من سنة 460 إلى 377 قبل الميلاد، على ذكر تلك المادة، وقالت إن أوراق الصفصاف يمكنها تخفيف الآلام والحمى، ولم يكن حتى آلاف السنين في وقت لاحق أن بدأ الناس في عزل المكونات الأساسية للأسبرين، فقد أعاد رجل دين في القرن 18 يدعى إدوارد ستون، اكتشاف الأسبرين، عندما كتب تقريرا عن كيفية إعداد مسحوق لحاء الصفصاف الذي أفاد نحو 50 مريضا عانوا من أمراض البرد وغيرها، وفي بدايات 1800 ميلادية، اكتشف الباحثون في جميع أنحاء أوروبا حمض الصفصاف، وتمكن الصيدلي الفرنسي هنري ليرو من عزل مكوناته في عام 1829، بينما اكتشف هيرمان كولبي حمض الصفصاف الاصطناعي في عام 1874، أما الأسبرين الذي نعرفه اليوم، فقد خرج إلى حيز الوجود في أواخر عام 1890 في شكله الحالي، عندما استخدمه الكيميائي فيلكس هوفمان في باير بألمانيا لتخفيف آلام الروماتيزم عن والده، وابتداء من عام 1899، بدأ توزيع مادة على شكل بودرة لهذا العنصر إلى الأطباء لإعطائها للمرضى، وأصبح هذا العقار حديث الساعة، إلى بدأ يباع على شكل أقراص دون وصفة طبية في عام 1915.

مرضى السكري

الى ذلك أظهرت دراسة علمية اسكتلنديةحديثة أنه «من غير المستحسن استعمال الإسبرين لمرضى السكري الذين يريدون تفادي التعرض لنوبة قلبية». وجاء في تقرير نشر في المجلة الطبية البريطانية، أول من أمس، أنه لدى معاينة 1300 شخص يتناولون الاسبرين ولا يعانون من عوارض أمراض القلب، تبين أنه ليس لهذا الدواء اي حسنات، بالإضافة الى امكانية ان يتسبب بنزف في المعدة. ويناقض هذا التقرير ارشادات كثيرة كانت تحث مرضى السكري على تناول الاسبرين لتدارك خطر تعرضهم لنوبات قلبية. يذكر ان اكثر من 80٪ من المصابين بالسكري يتوفون بنوبات قلبية، ما جعل الاطباء ينصحون هؤلاء المرضى بتناول حبة اسبرين يومياً كإجراء وقائي لخفض احتمال الاصابة بنوبة قلبية. بحسب بي بي سي.

سرطان القولون

من جهتهم قال باحثون أميركيون أول من أمس، إن تناول الأسبرين لا يساعد فقط على منع سرطان القولون من معاودة المريض مرة أخرى، ولكنه ايضاً قد يحد من خطر الموت بهذا المرض. ويحتل الاسبرين مركزاً بارزاً في العديد من وصفات التداوي. ويمكن لجرعة يومية صغيرة من الأسبرين أن تقي من الأزمات القلبية والجلطات، وكذلك تبعد الأوجاع والآلام، وتوصلت دراسات أخرى الى أنه يمكن للأسبرين أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. وتظهر أحدث دراسة نشرت في دورية الرابطة الطبية الأميركية أنه قد يمنع الوفاة بسرطان القولون. ودرس الدكتور اندرو تشان من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفارد في بوسطن، وزملاؤه تأثير استخدام الأسبرين في 1279 رجلاً وامرأة مصابين بسرطان القولون الذي لم يمتد لأجزاء اخرى من الجسم. ووجدوا أن الذين تناولوا الأسبرين بانتظام بعد تشخيص حالتهم بالإصابة بالسرطان كانوا أقل عرضة للموت بنسبة نحو 30٪، مقارنة بالذين لم يتناولوا الأسبرين. وهؤلاء الأشخاص ايضاً كانوا اقل عرضة للموت لأي سبب آخر بنسبة 21٪ خلال فترة الدراسة التي استمرت لأكثر من عقدين. وقال تشان في بيان «هذه النتائج ترجح أن الأسبرين ربما يؤثر في بيولوجية الأورام السرطانية بالإضافة إلى منع ظهورها. بحسب رويترز.

الصداع النصفي

بينما أعلن فريق بحث ألماني أن الصداع النصفي يمكن علاجه بالأسبرين، وتمكن الفريق من إثبات أن الأسبرين قادر على التعامل مع الصداع النصفي بفعالية العقاقير المخصصة نفسها لعلاج هذا النوع من الصداع، ووفقا للبحث، يعتبر الأسبرين بديلاً أقل في السعر وفي الأعراض الجانبية التي يسببها، بينما يعادل مفعوله على المرض مفعول عقار «سماتريبتان» المخصص لعلاجه، ويساعد كل منهما على التخلص من بعض الأعراض مثل الغثيان والحساسية من الضوء، وقال الباحثون إن «الدراسة تهدف إلى بحث تطبيقات الأسبرين من أجل الوقاية من حوادث الأوعية الدموية الدماغية، ومن هناك انتقل إلى الجوانب المتعلقة بالشفاء من الصداع النصفي».

الاستخدام اليومي يفقد الرؤية

في سياق متصل ذكرت دراسة أوروبية أن البالغين الذين يتناولون الاسبرين بشكل يومي تزيد عندهم بمقدار الضعف احتمالات الإصابة بما يسمى بالتنكس البقعي، وهو فقدان للبصر مرتبط بالسن، وذلك مقارنة بالاشخاص الذين لا يعتمدون نهائياً على هذا المسكن. ولم تظهر الدراسة التي نشرت في دورية طب العيون ان الاسبرين يسبب فقدان البصر، لكنها مثيرة للقلق اذا ما ادى الاسبرين بطريقة أو بأخرى إلى تفاقم في خلل العين، بالنظر لعدد البالغين الذين يعتمدون عليه بشكل يومي لمكافحة امراض القلب، وقال وليام كريستن من جامعة بريجام ومستشفى السيدات في بوسطن الذي لم يشارك في الدراسة: «بالنسبة للاشخاص الذين يعانون من تنكس بقعي مرتبط بالسن ليس من الحكمة على الارجح التوصية باستخدام الاسبرين». وجمع باحثون بقيادة بولوس دي جونج في معهد هولندا لعلم الأعصاب والمركز الطبي الاكاديمي معلومات عن صحة وانماط حياة اكثر من 4700 شخص فوق سن 65 عاماً. وشملت الدراسة بالغين من النرويج واستونيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليونان واسبانيا، ومن بين 839 شخصاً يتناولون الاسبرين بشكل يومي اصيب 36 منهم بشكل متقدم من مرض يطلق عليه التنكس البقعي الرطب او نحو 4٪ يعتمدون على العقار يومياً. وبالمقارنة بذلك اصيب نحو 2 من كل 100 لا يتناولون الاسبرين بشكل متكرر بالنوع نفسه من التنكس البقعي. ويؤدي النوع المصحوب بالرطوبة في المرض والذي ينتج عن تسرب اوعية دموية في العينين الى فقدان الرؤية في منتصف مجال الرؤية داخل العين. والنوع الجاف اكثر شيوعا واقل خطرا رغم ان المصابين به يعانون ايضا من خلل في الرؤية. ويشكل النوعان الرطب والجاف من التنكس البقعي السببين الرئيسين لفقدان الرؤية بين البالغين فوق 60 عاما الذي يصيب الملايين في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون ان استخدام الاسبرين ليس مرتبطا بالنوع الجاف ولا حتى بالمراحل المبكرة من المرض، وقال كريستن: «لا اعتقد ان ذلك مدهشا. اعتقد ان اثار الاسبرين قد تكون مختلفة في المراحل المبكرة من التنكس البقعي المرتبط بالسن أكثر من المراحل المتأخرة». وأبلغ دي جونج «رويترز» انه يوجد خلاف بشأن الربط بين امراض القلب والتنكس البقعي. بحسب رويترز.

 وكتب في رسالة عبر البريد الالكتروني ان فريقه قام بتحليل «دقيق قدر الامكان» عما اذا كان مرض القلب قد اثر في النتائج، وانه وجد ان مستخدمي الاسبرين بصرف النظر عن صحتهم القلبية معرضون لخطر الاصابة بالنوع الاشد خطورة من فقدان الرؤية. وقال انه بالنسبة للمصابين بامراض القلب الذين يتعاطون العقار للحفاظ على أوضاعهم الصحية من التدهور، فإن فوائد الاسبرين تضاهي مخاطره على صحة العينين. واضاف قائلاً: «عين سليمة بقدرة بصرية كاملة ليس لها فائدة في جسد ميت». وقال دي جونج ان دراسات اوسع تتابع اشخاص مع مرور الوقت وتسجل استخدامهم للاسبرين وحالاتهم البصرية ستسهم في حل دور الاسبرين في التنكس البقع.

سرطان الثدي

على الصعيد نفسه أفادت دراسة نشرت في بريطانيا ان بعض الادوية المضادة للالتهابات مثل الاسبرين، يمكن ان تخفف بنسبة 20% من خطر الاصابة بسرطان الثدي، وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة «انترناشونال جورنال اوف كلينيكال براكتيس» الجمعة وتتضمن خلاصة دراسات اجريت على 37 الف امرأة منذ 27 عاما، ان الادوية المضادة للالتهابات التي لا تحتوي على مادة الستروييد يمكنها ان تلعب دورا ايضا في معالجة النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي، ويشدد واضعو الدراسة على ان نصح النساء بتناول الاسبرين دوريا، يجب ان تسبقه دراسات اخرى ضرورية، تحدد ما اذا لم تكن التأثيرات الجانبية لتناول الاسبرين اكثر ارتفاعا من النتائج الايجابية المنتظرة على صعيد الوقاية. بحسب فرانس برس.  

فعال ضد الفيروسات

من جهة أخرى تمكن العلماء من تحديد أن بعض الأدوية المسكنّة للالتهابات، مثل الأسبرين، يمكن أن تكون لها القدرة على وقف انتشار بعض الفيروسات الضارة والحد من فعاليتها، يشار إلى أنه من الفعاليات الأخرى المفيدة للأسبرين والمعروفة على نطاق واسع قدرته على تحسين صحة المصابين ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، ويقول الفريق العلمي الذي وقع على هذا الكشف الجديد، وهو من كلية الطب في جامعة نيوجيرسي الأمريكية، إن هناك دلائل متزايدة على أن الأسبرين قادر على منع تكاثر وانتشار فيروس يعرف علميا باسم سيتوميجالو، أو سي أم في اختصارا، ويوجد هذا الفيروس عند الكثير من الناس، وهو خامل في العادة، لكنه يمكن أن يكون نشطا ويهاجم جهاز المناعة في حال ضعفه بسبب تعرض الجسم لفيروس اتش آي في المسبب للأيدز، أو كثرة تعاطي الأدوية الكابحة لرفض الجسم للعضو المزروع، ويقول الباحثون الأمريكيون إن المكونات الكيماوية في الجسم التي تتسبب في التهابات الانسجة لها تأثير حاسم على قدرة هذا الفيروس على إعادة الإنتاج والانتشار ويبدو حسب الفريق العلمي أن التخفيف من درجة الالتهابات، باستخدام أدوية مثل الأسبرين، يمكن أن يقلل كثيرا من تلك الكيماويات، التي تفرزها الجسم، التي تعرف علميا باسم الـ بروستاجلاندي، ولاحظ العلماء، الذي ينشرون ملخصا لبحثهم في مجلة الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم، أن معالجة نسيج جلد بشري بهذا النوع من الأدوية في المختبر أظهر تراجعا كبيرا في تواجد الفيروس. بحسب البي بي سي.

يذكر أن هناك دلائل علمية قوية تشير إلى أن المرضى الذي تزرع لهم أعضاء ويصابون بفيروس سي ام في هم أكثر عرضة للإصابة لتصلب الشرايين، مقارنة بالمرضى غير المصابين بالفيروس، ويقول البروفيسور بول جريفيس الباحث في فيروس سي ام في كليات الطب بلندن، في تصريحات لبي بي سي اونلاين، إن هناك حاجة لمزيد من البحوث في هذا المضمار، ويشير هذا الباحث إلى أنه على الرغم من عدم فعالية الفيروس بشكل عام، لكنه يمكن أن يكون له تأثير سيئ على بعض المرضى، وخصوصا اولئك الذي تجرى لهم عمليات زرع أعضاء ويتعاطون أدوية لكبح رفض الجسم لها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/كانون الثاني/2012 - 1 /ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م