حكام موتى ورؤساء يحتضرون... لكن بالجملة!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: اثيرت مؤخراً الكثير من التكهنات وعلامات التعجب من السر وراء اصابة خمسة من رؤساء امريكا اللاتينية (الرئيس الفنزويلي والباراغواي والارجنتين واثنين من البرازيل بما فيهم الرئيس السابق والحالي)، فيما وجهت اصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها المسبب الرئيسي بإصابة قادة القارة الامريكية بأنواع الامراض السرطانية، والغريب ان من قام بتوجيه هذه الاتهامات ليس جهات اعلامية او اشخاص من عامة الناس بل الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي اصيب هو الاخر بمرض سرطاني.

يذكر ان العديد من قادة العالم اصيبوا اثناء او بعد نهاية حكمهم بأنواع عديدة من الامراض السرطانية، كما تلقى العديد منهم العلاج الكيمياوي والاشعاعي وخضع قسم كبير منهم الى عمليات جراحية معقدة، وامتثل البعض منهم للشفاء ولم يوفق الاخرون لذلك.

تشافيز يتسأل!

اذ قال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز إن الولايات المتحدة ربما ابتكرت طريقة لاصابة زعماء أمريكا اللاتينية بمرض السرطان بعدما انضمت رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز الى قائمة رؤساء جرى تشخيص اصابتهم بهذا المرض، وكان التصريح مثيرا للجدل كعادة الزعيم الفنزويلي الاشتراكي الذي خضع لجراحة في يونيو حزيران لازالة ورم في الحوض، لكن تشافيز شدد على انه لا يوجه أي اتهامات بل يفكر بصوت مرتفع، وقال في خطاب تلفزيوني لجنود في قاعدة عسكرية "لن يكون غريبا اذا ما ابتكروا تكنولوجيا للاصابة بالسرطان لا يعرف عنها أحد حتى الان، لا اعرف هذه مجرد فكرة"، واضاف "لكن هذا غريب جدا جدا جد، انه صعب بعض الشيء تفسير هذا الامر او اثباته حتى باستخدام قانون الاحتمالات"، وفي الاونة الاخيرة جرى تشخيص اصابة تشافيز وفرنانديز ورئيس باراجواي فرناندو لوجو ورئيسة البرازيل ديلما روسيف والرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا بالسرطان، وجميعهم من اليساريين، ويقول الاطباء ان فرنانديز لديها فرصة جيدة جدا للتعافي ولن تحتاج للعلاج الكيميائي أو العلاج الاشعاعي، وقال تشافيز انه على زعماء المنطقة الاخرين توخي الحذر ومنهم حليفه المقرب الرئيس البوليفي ايفو موراليس. بحسب رويترز.

ويصارع خمسة من قادة أمريكا اللاتينية مرض السرطان، من بينهم الرئيس الفنزويلي الذي زعم أنه تغلب على المرض، الذي لم يحدد نوعيته، وزعم أن الولايات المتحدة، وخلال الفترة من 1946 و 1948، أجرت تجارب على بشر في غواتيمالا عرضت فيها أشخاص لأمراض منقولة عبر الجنس، وأضاف بقوله كان ذلك قبل نصف قرن، "ماذا لو اكتشف بعد نصف قرن آخر من الآن أن الولايات المتحدة تصيب الرؤوساء بالسرطان؟"، وسارع الرئيس الفنزويلي، الذي يُعرف بخطاباته المناوئة للولايات المتحدة، بالقول على إنه لا يوجه أي اتهامات بل يفكر بصوت مرتفع، وفي الآونة الأخيرة جرى تشخيص إصابة تشافيز وفرنانديز ورئيس باراغواي فرناندو لوغو، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف، والرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا بالسرطان، وجميعهم من اليساريين، وذكر الرئيس الفنزويلي أن حليفه الزعيم الكوبي السابق، فيدل كاسترو، طالما نصحه بتوخي الحذر فيما يأكله إذ أن الغذاء هو الناقل المحتمل للأمراض.

الرئيس البرازيلي السابق مصاب بسرطان الحنجرة

فيما اعلن المستشفى السوري اللبناني في ساو باولو في بيان ان الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا مصاب بسرطان الحنجرة في نبأ اثار مفاجأة كبرى في البرازيل حيث ما زال مرجعا سياسيا مهم، وقال المستشفى ان الرئيس السابق (66 عاما) الذي حكم البرازيل بين العامين 2003 و2010 ويتمتع بشخصية قوية وبشعبية كبيرة، اخضع لفحوص اظهرت انه مصاب بـ"ورم في الحنجرة"، موضحا انه سيخضع لعلاج كيميائي، واضاف المصدر نفسه ان "المريض في صحة جيدة وسيخضع لعلاج لا يستدعي بقاءه في المستشفى"، وصرح جوزيه كريسبينيانو الناطق باسم معهد المواطنة الذي اسسه لولا بعد مغادرته السلطة، ان الرئيس السابق الذي كان مدخنا في الماضي، "توجه الى المستشفى لانه شعر بالم في الحلق"، واشارت الصحف الى "بحة اكثر من عادية" لدى لولا المعروف بصوته الجهوري، وقال كريسبينيانو ان الرئيس السابق سيبدأ العلاج الكيميائي، وصرح ناطق باسم المستشفى ان زعيم كتلة حزب العمال اليساري غادر المكان، مشيرا الى ان عدد الجلسات التي سيخضع لها غير معروف، واكد وزير المالية غيدو مانتيغا للصحافيين ان الرئيس السابق بعدما زار لولا في المستشفى ان الرئيس السابق "يتمتع بمعنويات عالية"، واضاف مانتيغا الذي يقود اقتصاد البرازيل منذ الولاية الاولى للولا "انها مشكلة يمكن حلها بالعلاج الكيميائي واكتشفت من البداية، والتوقعات جيدة"، ولولا الميكانيكي السابق غادر السلطة بشعبية قياسية بلغت ثمانين بالمئة، بعدما امضى ثماني سنوات في الرئاسة. بحسب فرانس برس.

وخلال ولايته طبق برامج اجتماعية سمحت لـ29 مليون برازيلي بالخروج من الفقر ووضع بلاده في وسط الساحة الدبلوماسية الدولية، وبقي لولا بعد مغادرته السلطة ونجاح في الدفع باتجاه انتخاب ديلما روسيف (63 عاما) المناضلة السابقة في عهد الديكتاتورية (1964-1985)، نشيطا والقى محاضرات وتم تكريمه في جميع انحاء العالم، وقد احتفظ بدور كبير في التنسيق السياسي داخل حزبه، ودشن لولا مؤخراً جسرا في ماناوس في الامازون (شمال) مع روسيف قبل ان يحتقل الخميس بعيد ميلاده السادس والستين في ساو برناردو دو كامبو في ضاحية ساو باولو حيث يقيم، وقال في تسجيل فيديو وضعه معهده على موقعه الالكتروني بمناسبة عيد ميلاده "اشعر بالفخر لانني كرست اكثر نصف سنوات عمري الست والستين للنضال من اجل الديموقراطية في هذا البلد"، والمستشفى السوري اللبناني متخصص في علاج الاورام السرطانية وعولج فيه جوزيه الينكار نائب الرئيس لولا وقد توفي في اذار/مارس من سرطان انتشر في امعائه بعدما تم تشخيصه في 1997، وقد تلقى لولا رسالة دعم من روسيف التي تمنت له "الشفاء العاجل"، وكانت ديلما روسيف تلقت في 2009 علاجا لاصابتها بسرطان الجهاز اللمفاوي اعلن اطباؤها لاحقا انها شفيت منه، وقالت روسيف "باسمي وباسم كل اعضاء الحكومة انضم الى الشعب البرازيلي لاتمنى الشفاء العاجل للرئيس لولا"، واضافت ان لولا "زعيم سيواجه هذا التحدي بفضل قوته وتصميمه وقدرته على تجاوز كل الصعوبات"، وتلقى لولا رسائل دعم من رئيسي باراغواي فرناندو لوغو والاكوادور رافايل كوريا.

كاسترو يتنبأ بنهاية العالم

من جهة اخرى رأى فيدل كاسترو في مقال نشر على موقع كوباديبيت الرسمي ان العالم يتقدم "حتما" باتجاه الهاوية لان مشاكل خطيرة مثل التغييرات المناخية وخطر حرب نووية ما زالت "بعيدة" عن الحل، وكتب الرئيس الكوبي السابق ان "مخاطر عديدة تهددنا لكن اثنتين منها هما الحرب النووية والتغيرات المناخية، حاسمتان وبعيدتان جدا عن الحل"، وهذه المقالة التي تحمل عنوان "السير الى الهاوية" هي الاولى التي ينشرها فيدل كاسترو (85 عاما) هذه السنة بينما تحدثت شائعات على موقع تويتر للرسائل القصيرة عن وفاته، وكان آخر مقال نشره كاسترو في وسائل الاعلام الكوبية يعود الى 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وكتب زعيم الثورة الكوبية الشيوعية ان "هذه المسيرة الحتمية (باتجاه الهاوية) اقرب الى الحقيقة"، واضاف ان العالم يملك حاليا اكثر من "عشرين الف قذيفة نووية" واستخدام "اقل من مئة منها كاف" للتسبب "بالموت الرهيب" لكل سكان الارض، وانتقد فيدل كاسترو الذي حكم كوبا 48 سنة ثم تخلى عن السلطة لاخيه راوول في تموز/يوليو 2006 لاسباب صحية، غياب اي سياسة في مجال التغيرات المناخية. بحسب فرانس برس.

زعماء اصيبوا بالسرطان وهم في السلطة

فيما قال متحدث باسم حكومة الارجنتين إن رئيسة البلاد كريستينا فرنانديز مصابة بسرطان الغدة الدرقية، واضاف أن الخلايا السرطانية لم تنتشر، وفيما يلي تفاصيل عن بعض زعماء العالم الذين اصيبوا بالسرطان وهم في السلطة:

1. رئيسة الارجنتين فرنانديز، جرى تشخيص اصابة فرنانديز بورم حليمي لم ينتشر، وذكر المتحدث باسم الرئاسة ألفريدو سكوتشيامارو للصحفيين أن رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز تتعافى جيدا في أعقاب جراحة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة أجريت لها مؤخراً لاستئصال ورم سرطاني بالغدة الدرقية، وقال سكوتشيامارو "الجراحة التي خضعت لها رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أجريت بدون أي مضاعفات" مضيفا أنها ستبقى في المستشفى نحو 72 ساعة، وقال الاطباء ان احتمالات شفائها تزيد على 90 في المئة، واصطف أنصار الرئيسة خارج المستشفى منذ ليل الثلاثاء حاملين لافتات كتب عليها "القوة يا كريستينا"، وولد هذا التشخيص تعاطفا في دولة أجل مواطنوها ايفا بيرون زوجة الزعيم الراحل خوان بيرون والمعروفة باسم ايفيتا لعقود بعد أن توفيت بمرض السرطان وهي في الثالثة والثلاثين من عمره، وعلى غرار ايفيتا تحظى فرنانديز بشعبية لجهودها من أجل فقراء الارجنتين، وتتمتع فرنانديز بشعبية واسعة بين المواطنين الذين يستفيدون من انفاقها السخي في مجال الرعاية الاجتماعية لكنها لا تتمتع بنفس الشعبية بين قادة قطاع الاعمال الذين يقولون ان تدخلاتها في الاقتصاد تنفر مستثمرين، وهي واحدة من عدة زعماء يميلون لليسار في امريكا اللاتينية الذين أصيبوا بالسرطان، من جهتها دعت رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز قبل جراحة لاستئصال ورم سرطاني النقابات والشركات الكبرى الى الاعتدال في أول مرة تظهر فيها في العلن منذ الاعلان عن اصابتها بالمرض، وقالت الرئيسة الارجنتينية "اريد ان اطلب المساعدة منكم جميعا ليس من اجلي وانما من اجل هذا الوطن"، ودعت زعماء النقابات ورؤساء الشركات الى اتباع "الحكمة والتوازن" في وقت ادى فيه ارتفاع التضخم الى تزايد المطالب برفع الاجور وتآكل القدرة التنافسية للمنتجات الارجنتينية.

2. الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، قام تشافيز بأول رحلة خارجية له هذا الشهر الى أوروجواي بعد أن قال الرئيس الاشتراكي البالغ من العمر 57 عاما انه شفي تماما بعد اربع جلسات من العلاج الكيميائي، ولم يكشف الاطباء عن نوع السرطان الذي اصاب تشافيز بعد أشهر بعد خضوعه لجراحة في كوبا لازالة ورم خبيث في حوضه.

3. رئيس باراجواي فرناندو لوجو، تم تشخيص اصابة لوجو بسرطان لمفومة لاهودجكينية الذي يحدث في الجهاز الليمفاوي في اغسطس اب 2010، والجهاز الليمفاوي عبارة عن شبكة منتشرة في جميع أنحاء الجسم تقاوم الامراض، وخضع الرئيس لاربعة أشهر من العلاج الكيميائي وقال الاطباء ان السرطان كان خامدا في نوفمبر تشرين الثاني 2010.

4. ديفيد طومسون رئيس وزراء باربادوس، جرى تشخيص اصابة طومسون بسرطان البنكرياس في سبتمبر ايلول 2010 وهو مرض غالبا ما يكون مميت، وتلقى رئيس الوزراء العلاج الطبي في الولايات المتحدة لكنه توفي في أكتوبر تشرين الاول 2010 وكان عمره 48 عاما.

5. الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، جرى تشخيص اصابة ميتران بالسرطان ولم يكن مضى وقت طويل على انتخابه رئيسا في عام 1981، لكنه لم يكشف عن هذه المعلومات حتى اجرى عملية جراحية في عام 1992، وفي عام 1994 خضع ميتران لجراحة ثانية في البروستاتا واعقبها علاج كيميائي، وقال انه سيستقيل اذا أصبح الالم لا يحتمل، ورغم ان ميتران اضطر الى تقليص أنشطته من سبتمبر ايلول 1992 وكان ضعيفا جدا في الاشهر التسعة الاخيرة في منصبه الا انه ظل بكامل قواه الذهنية، وأكمل ميتران فترتي رئاسة الواحدة من سبع سنوات ليصبح أطول رؤساء فرنسا شغلا للمنصب.

6. الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، في ابريل نيسان 1974 توفي بومبيدو وهو في السلطة بسبب نوع نادر من السرطان يصيب خلايا البلازم، وكانت وفاته صدمة للجمهور الذي ابلغ أن الرئيس كان يعاني نوبات متكررة من الانفلونز، وتوفي بومبيدو في عهد كان الحديث فيه عن صحة الرئيس من المحرمات.

7. شاه ايران محمد رضا بهلوي، دفعت اعمال الشغب الشاه إلى مغادرة ايران في يناير كانون الثاني عام 1979، ولجأ الى الخارج في وقت لاحق وكان يعالج من مرض سرطان الغدد اللمفاوية في الولايات المتحدة، وتوفي الشاه في المنفى في مصر في يوليو تموز 1980.

8. الرئيس التشيكي فاتسلاف هافل، كان فاتسلاف هافل مدخنا شرها واجريت له جراحة في عام 1996 لازالة جزء من الرئة اليمنى بعد الاصابة بالسرطان، وأعيد انتخابه رئيسا بعد ذلك بعامين وتنحى عام 2003 في ختام ولايته، وتوفي هافل في وقت سابق.

9. الرئيس الامريكي رونالد ريجان، في عام 1985 خضع ريجان لعملية جراحية لازالة ورم سرطاني حميد في القولون، وأدى ذلك الى أول استحضار للرئيس بالانابة من تعديل المادة 25 في الدستور الامريكي، واستمرت الجراحة ثلاث ساعات فقط واستأنف ريجان توليه سلطات الرئاسة في وقت لاحق من ذلك اليوم، وفي اغسطس اب 1985 خضع لعملية جراحية لازالة خلايا سرطان الجلد في أنفه، وفي أكتوبر تشرين الاول تمت ازالة مزيد من خلايا سرطان الجلد التي تم الكشف عنها في أنفه، أكمل ريجان فترتي رئاسة كل منهما أربع سنوات عام 1989 وتوفي عام 2004.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/كانون الثاني/2012 - 27صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م