إصدارات جديدة: الأخرس في عراق ما بعد الزلزال

 

 

 

اسم الكتاب: خريف المثقف في العراق

الكاتب: محمد غازي الأخرس

الناشر: التنوير للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

شبكة النبأ: طيلة أربعة عقود من الثقافة العراقية تصارعت ثلاث فئات من المثقفين في العراق على احتلال وتسيّد المشهد الثقافي فيه وهم اليساريون والقوميون والاسلاميون، القوميون هم الاسبق في الظهور بحكم نشأة الدولة العراقية وما ترافق معها من احداث وما جرى بعدها وظهور الافكار القومية في اوروبا وحركات التحرر الوطني وغيرها.

ترافق اليساريون كذلك او تاخروا عنهم قليلا بظهور الحركات والاحزاب اليسارية وبلغت ذروتها بعد ثورة 14 تموز عام 1958... في الستينات ظهرت التيارات الاسلامية كرد على هذين التيارين وخاصة بعد نكسة حزيران 1967.

الكاتب يصل الى نتيجة مفادها ان (الفاعلين الاساسيين) ويعني بهم اولئك المثقفين  كانوا ابطال سردية اسمها (خريف الثقافة العراقية) حيث تصل تناقضات قرن كامل الى نهايتها المتوقعة: الجميع ضد الجميع، الجميع قتلة والجميع مقنولون، الجميع ضحايا والجميع جلادون.

هذه النتيجة تتبع الكاتب اسبابها من خلال خصائص المثقف العراقي الذي انتج لنا هذا التاريخ..وهو يطرح سؤالا جوهريا: هل للمثقف العراقي خصائص ثابتة وجوهرية تتمظهر بوصفها خصائص لا تاريخية معزولة عن السياق الذي يحيطها؟ هل الانتهازية والتقلب ونقل البندقية من كتف الى اخرى خصيصة عراقية اصيلة ام هي مجرد ردة فعل تقوم به اي ذات تجد نفسها في خضم زلزال تضطرب معه البنى القارة والعلاقات المستقرة؟

هذه التساؤلات يحاول الكاتب الاجابة عنها من خلال فصول الكتاب الخمسة، متخذا من غزو العراق للكويت نقطة انطلاق نحو كنس اوراق الخريف الثقافي من خلال تتبع ما جرى داخل العراق بعد احتلال الكويت والانتفاضة الشعبانية مركزا على تاثيرات الانكسارة الكبرى بدءا من ظهور المد الديني مرورا بخيبة المثقفين ووصولهم الى عتبة العدمية وانتهاءا بوقوعهم ضحايا التطرف الثقافي في الافكار والممارسة..

وقد ظهر في عقد التسعينات ما اسماه الكاتب بالضد النوعي في الثقافة العراقية من خلال الصحف اليومية ومحطات الاذاعة والتلفزة ونوادي وجمعيات الشعراء والكتاب التي اسسها عدي صدام حسين وعملية الصراع الذي نشب بين حراس الثقافة العراقية القدامى والصاعدون الجدد الى سدة المشهد الثقافي.. إضافة الى ظهور الكتاب المستنسخ وانتشاره وما تمثله هذه الظاهرة من تشويه للكتاب والنتاج الابداعي والقرصنة اللامحدودة لابداعات الاخرين.

هذا الضد النوعي خلق ظاهرة اخرى تمثلت بهرب المثقفين العراقيين من البلاد بعد الانتفاضة متتبعا اساليب ذلك الهرب ومركزا على دخولهم فعليا في مرحلة عدمية لامثيل لها.. وهو مايركز عليه الفصل الثاني وفيه ظهر ايضا صراع جديد ناشب بين فئتين من المثقفين سيعرفان اصطلاحا بمثقفي الداخل ومثقفي الخارج.. وكل فئة تدعي تمثيل الثقافة العراقية دون غيرها عبر محاولات الاقصاء والتهميش الذي تمارسه الفئة الثانية بادعاء انها لم تتلوث بادران السلطة وانها بقيت بمعزل عن كيل المديح لها والالتفاف حولها.

في الفصل الثالث يقف الكاتب مطولا عند لحظة مواجهة زاخرة بالدلالات بين نمطين من الثقافة وقد بدأ الصراع المقصود من منتصف التسعينيات.. احد هذين النمطين هاجرت رموزه من العراق في السبعينيات وصاغت لها خطابا خاصا في حين خرج ممثلو النمط الاخر من البلاد بعد حرب الكويت..ولم يكن لقاء الثقافتين وديا وقد بدا في بعض ملامحه وكانه امتداد لصراع قديم ابطاله الشيوعيون والبعثيون.

في الفصل الرابع يترسم الكاتب صورة المثقف العراقي كما تم التقاطها قبل الغزو الامريكي للعراق واثناءه ويتم التركيز على استكناه طريقة فهم المثقف لهويته الوطنية وكيفية قراءته للحرب وتعاطيه معها.. وفي هذا الفصل يشخص الصراع في بضعة رموز اشهرها المفكر كنعان مكية الذي طرح فهما جديدا للهوية.

في الفصل الخامس يتتبع الكاتب مجريات الاحداث المتعلقة بالمثقفين بعد سقوط نظام صدام حسين وطرائق تجدد الصراعات القديمة بينهم حيث تصل الامور الى حد القتل الجسدي وحيث يبدو المثقفون وكانهم يتصارعون في مركب سكران يمكن ان يهوي بهم بين لحظة واخرى.

وقد توقف الكاتب عند ظاهرة العنف المطردة الظهور في تاريخ المثقف العراقي.. وقدر تعلق الامر بهذا الاخير يبدو العنف المقصود رمزيا غالبا، رغم وجود اشارات لاباس بها بوجود عنف فعلي مستوحى من صراع الايديولوجيات في العراق.

توزعت فصول الكتاب على العناوين التالية:

الفصل الاول: واخيرا هبت العاصفة

الفصل الثاني: لعبة النرد

الفصل الثالث: على اعتاب الزلزال.. الثقافة ضد نفسها

الفصل الرابع: في قلب الزلزال

الفصل الخامس: العراق ما بعد الزلزال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/كانون الثاني/2012 - 24صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م