الحرية مقابل هامبرغر!

حسن الأنصاري

لا أدري من أين جاء الاعتقاد أن مع رحيل نظام بشار الأسد في دمشق فإن الشعب السوري سوف ينعم بالمزيد من الحريات، حيث ما زالت الحالة التونسية والمصرية متعثرة أما الحالة الليبية فمبهمة وأصبح مفهوم الحريات فقط الخروج إلى الشارع بينما ثروات الشعوب لم تحرر ويد الاستجداء ما زالت ممدودة نحو الغرب!.

قبل ستة أعوام تنبأت عن الحالة السورية عبر مقال لنا بعنوان «2006 عام الانقلاب» (جريدة الرأي العام العدد 14081 – 8 يناير 2006) وقد ذكرت في خلاصة المقال ما يلي :«السيد خدام وأقصد عبدالحليم خدام» وبتصريحاته النارية علق الجرس في رقبة البقرة السورية، فلننتظر لكي نرى متى سوف تدخل أنواع الهامبرغرات البقرية الأميركية في الأراضي السورية وبقدر حبنا للهامبرغر المشوي اللذيذ إلا أننا لا نحب أن تشوى أو تحترق البقرة السورية بتلك النار».

 هكذا نحن، بقدر اهتمامنا بذبح البقرة طبقا للشريعة ليكون لحمها حلالا إلا أننا نجهل كيف نشوي اللحم بنكهات مميزة حتى نغري أطفالنا بتناولها! وطبعا ومقابل ذلك نستذبح حتى ننال الحرية!

 المصريون أيضا سوف يعانون ويواجهون قريبا أزمة الهامبرغر الأميركي حيث اكتشف المشير طنطاوي وبعد عام من ثورة الحريات أن المساعدات الأميركية للطفل الاسرائيلي أكثر مما يمنح للطفل المصري، وسوف يقل معدل استهلاكه من الهامبرغر!

 أما التوانسة الله يعينهم! فهم يفضلون أكل الهامبرغر الحلال بـ«الكرواسون» الفرنسي حتى وإن كان ذلك مخالفا لمعايير الصناعة الأميركية، المهم أن تكون وجبة خاصة فريدة بالشعب التونسي!

وعلى الرغم من وصول الهامبرغر الأميركي للموانئ الليبية إلا أن الليبيين حتى الآن لم يتفقوا على إصدار فتوى لجواز لحوم المتردية والنطيحة والمنخنقة وما أكل السبع منها!.

المهم في الأمر أن الطفل العربي في هذه الدول الآن وبعد اعتقال حسني مبارك ورحيل زين العابدين بن علي وقتل معمر القذافي يستطيع أن يأكل الهامبرغر بحرية مطلقة وهذه نعمة لم تكن موجودة من قبل، لكنني ما زالت على يقين أن الطفل في فلسطين وفي جنوب لبنان سوف ينال حريته قريبا وهو يحمل بيده اليمنى حجرا يضرب به وجه الصهيوني وباليسرى يحمل خبز الزعتر المدهون بزيت الزيتون!.

[email protected]

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/كانون الثاني/2012 - 24صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م