السياحة في العراق... عوامل جذب دينية وتاريخية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد العراق من أبرز دول العالم، من حيث تعدد الأماكن الأثرية والدينية، خصوصا أنه موطن حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة، مثل أكد وسومر وآشور وبابل مروراً بالحقبة الإسلامية وانتهاء بالعثمانية.

على الرغم من أن العراق يحتوي خزينا أثريا قلما يوجد مثله في بلدان العالم، إلا إن الآلاف من المواقع التي تمثل مهد الحضارة الإنسانية بقيت عبارة عن كثبان رملية، ولم يتم استكشاف ما تحتها حتى ألان، وأما الجزء اليسير الذي تم تنقيبه منها فتعرض للنهب والسرقة خلال العقود العجاف التي مرت على العراق، والشيء الوحيد الذي بقي شاخصا بوجه الرياح العاتية ، ويمثل البلد وتاريخه الروحي والحضاري هو الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، حيث تطورت السياحة الدينية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة, ويتوقع المسؤولون في العراق أن يصل عدد السياح القاصدين للأماكن الدينية إلى عدة ملايين من الزوار.

في المقابل تشهد مدن إقليم كردستان العراق انتعاشا سياحيا ملحوظا خلال موسم الصيف إذ يتوافد عليها الآلاف من مختلف المناطق العراقية والعربية، هربا من سخونة الطقس، مما يسبب دعم الاقتصاد هناك، ناهيك عن الأهوار مترامية الأطراف في جنوب العراق، التي عادت الى الانتعاش مجددا، الى جانب المصايف الطبيعية المنتشرة في شمال البلاد، كلها تشكل عوامل جذب للسياح.

وبعد عقود طويلة من الحروب والصراعات التي أثرت على قطاع السياحة في العراق، بدأت مجموعات السياح بالتوافد على المواقع الأثرية والمزارات الدينية في العراق. ويبقى عامل الأمن وتوزع المهام بين الوزارات المختلفة يشكلان أهم العوائق.

السياحة تعود إلى العراق

وفي ذات الصدد قال مسؤولون وخبراء في مجال السياحة إن السياح الأجانب بدأوا يتوافدون إلى العراق مع تحسن الوضع الأمني، وغادرت العراق مجموعة سياحية روسية بعد أن أطلعت على عدد من المعالم الأثرية في بغداد وبابل وكربلاء وذي قار والمثنى، وتألفت المجموعة من تسعة أشخاص، بينهم ثلاث نساء، وأمضى السياح أسبوعا واحدا في العراق، تخلله زيارات للمتحف الوطني العراقي وبعض المعالم الأثرية والتراثية في بغداد وبابل وموقعي تلال الطار وكنيسة القصير في محافظة كربلاء، وشملت المحطة الأخيرة من الزيارة مواقع أور ولكش ولارسا الأثرية ومناطق الأهوار في مدينة الجبايش ضمن محافظة ذي قار، بالإضافة إلى موقع أوروك الأثري في مدينة السماوة بمحافظة المثنى، من جهته، قال فاضل الصائغ، المدير المفوض لشركة الرافدين للسياحة والسفر التي نظمت رحلة المجموعة الروسية، أن زيارة المجموعة جاءت بعد الجهود التي قامت بها الشركة للترويج للسياحة في العراق من خلال المشاركات المستمرة في معارض التسويق السياحي الكبيرة التي تقام في بلدان العالم المختلفة.بحسب رويترز.

وأكد الصائغ أن جميع السياح الأجانب الذين يحضرون إلى العراق كانوا يعبّرون عن دهشتهم للتطور والتقدم الذي يشهده البلد على كافة المستويات، وأوضح الصائغ أن شركته تعتزم استقدام مجموعات سياحية أخرى من ايطاليا وألمانيا وفرنسا قريبا، وأعرب طلال الزوبعي، نائب رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب العراقي، عن ارتياحه لإزدياد أعداد الأفواج السياحية الأجنبية القادمة لزيارة المواقع الأثرية في العراق، ودعا الزوبعي الحكومة العراقية إلى الإهتمام بقطاع السياحة الأثرية لما له من إمكانية لجذب السياح والأموال إلى داخل العراق، وأضاف ينبغي بذل جهود كبيرة لإعادة تأهيل وإعمار كل المواقع الأثرية وتهيئة كافة العوامل الجاذبة للسياح وتشجيع شركات القطاع الخاص السياحية.

السياحة في بلاد الرافدين

وفي الشأن ذاته منذ فجر التاريخ كانت بلاد الرافدين تعرف باسم مملكة الجهات الأربع، لأن من يحكمها يشرف في موقعه على الجهات الأربع من العالم. وبعد أن كانت مدن العراق في الماضي، كالكوفة والبصرة وسامراء وبغداد، تعج بالسياح الأجانب، تراجعت حركة السياحة في الفترة الأخيرة نتيجة للحروب والصراعات المدمرة التي عصفت ولا تزال تعصف بالعراق، إلا أن الحياة بدأت تدب تدريجياً في قطاع السياسة العراقي، وإن كانت تلك السياحة في أغلبها سياحة دينية منذ تسعينات القرن الماضي، إذ بدأ السياح والحجاج من إيران وباكستان والهند وبعض دول الخليج، خاصة من الشيعة، يتوجهون إلى العراق لزيارة عتباته المقدسة، وبعد عام 2008، بدأت الصحف العراقية  على استحياء  بتناول أخبار حول مجموعات سياحية غربية تأتي لمشاهدة آثار الحضارتين السومرية والبابلية، تحت حماية عسكرية أمنية مشددة ووفق برنامج حكومي تشغل الترتيبات الأمنية جل فقراته.

يضم العراق العديد من المعالم الأثرية والتراثية القديمة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كمنطقة زقورة أور، وبقايا بابل، وقلعة أربيل في شماله، كذلك يضم أهم المراقد الدينية والمزارات الإسلامية، فضلاً عن مجموعة من القصور والقلاع والمتاحف من كافة الحقب التاريخية، ناهيك عن الأهوار مترامية الأطراف في جنوبه والمصايف الطبيعية المنتشرة في شمال البلاد. وكلها كانت تشكل منذ عقود خلت عوامل جذب للسياح.

ولدعم الاقتصاد من ضرورة أن تولي الحكومة العراقية اهتماماً أكبر بقطاع السياحة الأثرية والطبيعية، مستفيدة من تجربة إقليم كردستان العراق "في الاهتمام بتطوير مرافقها السياحية، وأن في حال الاستثمار في قطاع السياحة في العراق، فإنه سيحل الكثير من مشكلاته الداخلية وأهمها البطالة، وذلك لما تجنيه من عملة أجنبية، فضلاً عن خلق فرص عمل لجيش الشباب العاطلين، إلا أن أسباب أمنية تعيق تطور القطاع السياحي في بلد يعاني من تذبذب وضعه الأمني وغياب القانون والتسامح المجتمعي والتعايش السلمي، و أن ما تشهده محافظات الوسط والجنوب، التي تضم أهم المواقع الأثرية، من اضطرابات أمنية تؤدي بدورها إلى تأخر استقطاب السياح الأجانب إلى البلاد، أما المعوقات إلا دارية التي تواجه قطاع السياحة في العراق، كشف رئيس هيئة السياحة العراقية حمود محسن اليعقوبي عن أن العامل الأمني ليس سبباً وراء تأخر السياحة في العراق، خاصة وأن "الكثير من السياح الأجانب يتوافدون على البلاد ولم يسجل أي خرق أمني يذكر ضدهم، من أبرز المعوقات ازدواجية القرارات بين وزارتي السياحة والثقافة، الأمر الذي يؤدي إلى تشتت تنفيذها، فضلاً عن غياب الوعي الثقافي للكثير من المواطنين حول كيفية الحفاظ على مرافق القطاع السياحي، الى ذلك أعلن اليعقوبي عن تشكيل غرفة عمل مشتركة مع المكتب الوطني التابع لرئاسة الوزراء، من أجل "تفعيل سياحة الآثار في العراق"، مشيراً إلى نجاح هذه التجربة التي تمكنت "من استقطاب أكثر من 22 مجموعة سياحية أجنبية خلال العام الحالي لزيارة العراق.

كردستان

في سياق متصل أعلنت وزارة البلديات والسياحة في حكومة إقليم كردستان العراق، اتخاذها كافة الاستعدادات الضرورية لاستقبال السياح في الموسم السياحي للعام الجاري، وقال وزير البلديات والسياحة في الاقليم، إن وزارته اتخذت كافة الاستعدادت الضرورية للموسم السياحي، لاستقبال السياح من داخل وخارج الإقليم وأشار إلى انه تم التنسيق مع قوات الشرطة والأجهزة الأمنية، من أجل الحفاظ على راحة السياح وسلامة أرواحهم من أية مخاطر، وتوفير مواقع الأصطياف وأماكن الإقامة، حيث يخيم الكساد على المناطق السياحية في إقليم كردستان بسبب الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الأمن، ما يعرقل حركة الوافدين من خارج الإقليم، ونجم عن الإجراءات الأمنية انخفاض الحركة السياحية إلى نصف مستوياتها السابقة، حين كان الإقليم يغص بعشرات آلاف الزائرين سنويا خصوصا في فصل الصيف، ويفرض جهاز الأمن الكردي إجراءات مشددة بحيث يتعرض الوافدون إلى الأسئلة والتحقيق الدقيق، ويصل الأمر أحيانا إلى منع الدخول في حال عدم وجود كفيل محلي يتعهد الزائر، وإقليم كردستان العراق من أكثر المناطق العراقية استقرارا من الناحية الأمنية، ما يساعد على انطلاق مشاريع واسعة في مجال الإعمار، وتنتشر في معظم مدن الإقليم وخصوصا منطقة شقلاوة بمحافظة أربيل الفنادق والمطاعم والمقاهي، إضافة إلى منازل سياحية صغيرة مهيئة لاستقبال السياح، لكن معظمها بات مغلقا حاليا.

الاهوار

في المقابل يجري بناء مجمع لرسو للقوارب في هور الحَمار بمحافظة البصرة في جنوب العراق في محاولة لاجتذاب الزوار الى منطقة الأهوار الجنوبية العتيقة وإنعاش اقنصاد المنطقة، وأوضح فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة الهدف من بناء المنشآت الجديدة قائلا هذا الموقع أنشيء من قبل مركز إنعاش الأهوار العراقية التابع لوزراة الموارد المائية، هذا الموقع في بداية إنشائه مخصص لرسو الزوارق.. زوارق الصيادين والزوارق الاخرى.. ولذلك يسمى مرسى الزوارق. الا أنه نحن ممكن أن نستغله في موضوع آخر.. أن يكون هذا منتجع سياحي أو مرفق ترفيهي، وتشهد منطقة الأهوار عملية إحياء بعد عقد التسعينات الذي أمر خلاله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ببناء سدود في المنطقة أدت الى جفاف مياه أجزاء كبيرة من الاهوار، كما اتهم صدام سكان المنطقة بالخيانة خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988، ومع جفاف المياه في المنطقة انقطع مورد رزق عرب الاهوار الذين كانوا يعيشون على صيد الاسماك وتربية الجاموس وتصنيع البوص.

لكن بعد سقوط صدام عام 2003 أزال السكان العديد من السدود لتعود المياه للتدفق مجددا في الاهوار وعادت الطيور والاسماك الى المنطقة بمساعدة برنامج البيئة التابع للامم المتحدة، وتشير بيانات الامم المتحدة الى أن الاهوار استعادت نحو 40 في المئة من مساحتها السابقة، وساعد برنامج البيئة السكان في الحصول على مياه نقية للشرب وساعم في تمويل زراعة البوص لحجز المواد الملوثة والصرف الصحي وأدخل برامج للطاقة المتجددة، لكن الاهوار ما زالت مهددة بالجفاف وتحول المياه عنها بسبب بناء السدود على نهري دجلة والفرات اللذين يمدان المنطقة بالماء وتزايد استخدام المياه في ري الزراعة مع عودة الهدوء الى العراق بعد سنوات من أعمال العنف،وقال فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة أصبحت مناطق الاهوار ميتة ـوشبه مشلولة الا بعض المناطق التي تم غمرها (بالمياه) مثل الاهوار الوسطى بسبب اقامة سدين في قضاء المدينة والجبايش مما أدى الى غمر قسم كبير من الاهوار الوسطى. هذه الاهوار عادت الى طبيعتها وبدأ صيد الاسماك والنباتات التي تنبت بالاهوار عادت اليها الحياة من جديد. بحسب رويترز.

 أما بقية الاهوار مثل ناحية الشهيد عز الدين سليم وقضاء القرنة والبدير والشافي فأكثرها جافة، والاهوار منطقة مليئة بالاسماك وتعيش فيها أنواع نادرة من الطيور البرية كما تمر بها أسراب من الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، ويأمل السكان المحليون أن يساهم مشروع مرسى القوارب في توفير فرص للعمل، وقال رجل من السكان يدعى عبد الكريم البطاط عيشتنا ان شاء الله راح تكون بخير لان الحكومة أنشأت لنا مرسى سياحي في منطقة الاهوار.. منطقة السادة البطاط التي تطل على منطقة الصلال نأمل من الحكومة الجديدة أن تساعدنا أكثر،وكان السائحون الاجانب يزورون الاهوار في جنوب العراق في الستينات والسبعينات. لكن السياحة توقفت خلال الحرب العراقية الايرانية. وانهار قطاع السياحة في العراق في التسعينات عندما كان البلد يخضع لعقوبات دولية وفي فترة أعمال العنف الطائفية التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ساوة

على صعيد نفسه توجد هناك بحيرة في عمق صحراء قاحلة، تحيطها الرمال من كل صوب، لم تكن ظاهرة للعيان، فلا يكاد يبصرها قاصدها إلا حينما يصبح على أعتابها.. نامت، فغفت في قاعها أسرار الزمان الغابر، الذي يرفض أن يسبر عن أغوارها.

خلف تلك السدة الغريبة الهيئة، والتي تشبه إلى حد كبير السياج الذي يعلو قرابة الخمسة أمتار، لا شيء يوحي لك بالحياة سوى بقايا أسرار تختزنها قاع تلك البحيرة التي حار في ألغازها أعتى العلماء.. إنها بحيرة ساوة من أغرب البحيرات في العالم، تقع وسط صحراء مترامية الأطراف.. مجهولة المنشأ والتاريخ، يعدها العلماء ظاهرة تستحق الدراسة، ويعتبرها الفرس لعنة أبدية لارتباطها بارتجاج واهتزاز إيوان كسرى، وانطفاء نار المجوس، والمسلمون يعدونها مقدسة، كونها فاضت يوم مولد الرسول، ويقال أنها كانت منبع تدفق المياه الذي أغرق الأرض في عهد سيدنا النبي نوح عليه السلام، ثم عادت هذه البحيرة فابتلعت المياه من جديد بإذن الله، فيما ينسبها البعض إلى أنها من علامات قيام الساعة، حيث جفاف ماؤها واحد من تلك العلامات، أما اغرب ما قيل عنها بأنها كائن حي، يحس ويتألم، ولكنه لا ينطق، فان نطق فإنما ينطق غرابة، حيكت عنها الكثير من الأساطير، ونسج حولها الناس خيوط الخرافات، حتى أمست أغرب معالم العراق، بل والعالم. وتميزت بأنها ظلت عصية على التفسير، حتى أن البعض يراها واحدة من أفلام الرعب أو الخيال العلمي، ويذهب البعض إلى أكثر من ذلك، فينظرون إليها على أنها أعجوبة ثامنة كان يجب إضافتها إلى عجائب الدنيا الشهيرة. ذكرها المؤرخون والرواة كثيراً، فقد روي عنها أنها أفاضت الماء يوم ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث يقال انه وفي الليلة التي ولد فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اهتز إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، إلى جانب أن بحيرة ساوة قد فاضت.

ضاربة في القدم حسب ما يقوله الخبراء في مجال المياه والجيولوجيا، ومياها لا يوجد مثيل لها سوى في بحر قزوين، وأنها ربما ترتبط بطريقة أو بأخرى ببحر قزوين، وهو ما دفع ببعثة سوفيتية لزيارتها في العام 1976، ساوة، تلك البحيرة اللغز، والتي تكونت عبر عصور غابرة، وأقترن بريقها بخضرة مدهشة زادتها تألقاً وجمالاً، وتنعكس فوقها أشعة الشمس عمودية لتضيء ما في جوفها من أسرار، هذه البحيرة التي كانت تعد يوماً مركزاً لعلاج مختلف أنواع الأمراض الجلدية، نتيجة طبيعة مياهها، باتت اليوم تبحث عمن يعالجها من جراحات المحتل، ذلك المحتل البشع، الذي ذبحها بغير سكين، ليجعلها اليوم تبدو مهجورة تماماً، فلا زائر لها، وليس فيها أو قربها أي حياة، ولا أماكن للاسترخاء أو المشاهدة، ولا محلات أو مطاعم أو فنادق قربها، ولا خدمات، بل أن من يذهب إليها يموت عطشاً وقربه الماء، ما أضاف ذلك إلى موتها موت جديد.

قصور الهاشميين

وأخيراً في الطريق الممتد بين مركز محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وموقع سرسنك السياحي القائم بين سلسلتي جبال قاره ومتين، وغير بعيد عن الحدود التركية، والذي اشتهر أكثر بعد إقامة قصر للملك فيصل الثاني فيه، على أرض مساحتها أربعة دونمات، اشتراها من ابن المنطقة، المسيحي عوديشو عام 1938، وبنى عليها بيتاً للاستراحة سمي لملكيته لملك «قصراً»، بينما لا تتجاوز مساحته الكلية الثمانمائة متر مربع، وبما يعني أن أي تاجر متوسط الحال في العراق أو الأردن يستطيع بناء ما هو أفضل منه بعشرات المرات،وقد قال مدير السياحة في سرسنك إياس النقشبندي إنه كان للرئيس السابق صدام حسين في نفس المنطقة 53 قصراً وفي العام 2005، آثرت قيادة إقليم كردستان أن تعيد الأمور إلى طبيعتها، فأعلنت إعادة ملكيته إلى الهاشميين، ممثلين بعميد آل البيت عبد الله الثاني، وأضافت إلى مساحته قطعة أرض تبلغ مساحتها أربعين دونماً، وقد ذكر مدير السياحة في المنطقة أن الملك عبد الله قرر تخصيص جزء من المساحة المضافة لتكون حديقة عامة لأهالي المنطقة.

السياحة الدينية

الى ذلك تطورت السياحة الدينية وبشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة, ويتوقع المسؤولون في العراق أن يصل عدد السياح القاصدين للأماكن الدينية إلى أكثر من مليون ونصف مليون زائر، وقال مدير الإعلام في وزارة السياحة والآثار عبد الزهرة الطالقاني إن السياحة الدينية هي الوحيدة الممكنة في ظل تردي الأوضاع الأمنية.

وعرض الطالقاني الإحصاءات التي سجلتها الوزارة منذ عام 2006 حيث بلغ عدد الزوار في ذلك العام 350 ألف شخص وفي عام 2007 أكثر من خمسمائة ألف شخص, وفي عام 2008 بلغ عدد الزائرين مليون شخص, ووصل إلى أكثر من مليون و250 ألف سائح عام 2009، وأشار الطالقاني إلى الأسباب التي أدت إلى توقع الوزارة بزيادة عدد الزائرين إلى المليون ونصف المليون لعام 2010 وفي تزايد في عام 2011.

وعن العوائد المالية للسياحة الدينية يقول الطالقاني مازالت السياحة الدينية في طور النمو والعائدات جيدة، لكننا نطمح لأن تكون أكبر في المستقبل القريب ولا سيما أن عدد السائحين يتزايد يوماً بعد آخر ،وأخذ المسؤولون على عاتقهم مهمة تطوير المدن المعنية من حيث بناء الفنادق والمرافق السياحية وهناك أربعون مشروعا قيد الإنشاء يقوم بها القطاع الخاص، والوزارة تعمل على إنشاء مدينة الزائرين في كربلاء، والمستثمرون الآن يتوافدون إلى المدن الدينية في العراق لإقامة مشاريعهم، كما أن رؤساء إدارات المحافظات الدينية يهتمون الآن بتطوير شوارع وخدمات تلك المدن، وأشار الطالقاني إلى أن مدينة سامراء التي تضم مرقد الإمامين علي الهادي والعسكري عليهما السلام، بالإضافة إلى مدينة الكاظمية في بغداد، وفي السياق ذاته قال الخبير في شؤون السياحة في العراق حسن الفياض السياحة الدينية في العراق في تطور خلال السنتين الماضيتين لكنها لم تصل إلى مستوياتها المطلوبة، وعن أسباب عدم وصولها لأعلى المستويات قال الفياض "هناك عدة أسباب أهمها الوضع الأمني غير المستقر وعدم توفر الخدمات المطلوبة لإنعاش السياحة الدينية.

غربيون يتجولون في العراق

على صعيد متصل وصلت بريجيت جونز بريطانية مسنة الى العراق مع سبعة آخرين، هم أربعة بريطانيين وأميركيان وكندي، للتجول بهدف السياحة وزيارة المواقع التاريخية والدينية، على الرغم من عدم استقرار الأوضاع الأمنية بشكل تام، وفيما يفكر معظم المسنين، مثل جونز 77 عاماً بقضاء العطلة في الريف الانجليزي، قررت هي زيارة العراق مع أربعة بريطانيين آخرين، وقالت جونز التي تسكن لندن عندما نعيش في مكان جميل، لسنا في حاجة إلى مكان فائق الجمال لقضاء الإجازة، وأضافت العجوز المرتدية وشاحاً أسود، فقد سبقها رحلة نظمتها شركة سياحية فرنسية إلى إقليم كردستان العراق ، لكنها الأولى لسياح غربيين في أنحاء أخرى من العراق الذي كان من أخطر بلدان العالم، فقد تنقلت المجموعة من محافظة إلى أخرى في وسط البلاد وشمالها وجنوبها، وتختصر جونز رحلتها بوصفها بأنها كانت صعبة للغاية، وأضافت لكننا شاهدنا محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية، أحد مكانين بدأت فيها الخليقة، في إشارة إلى مسقط النبي إبراهيم الخليل عليه السلام ،والرحلة التي كلفت آلاف الدولارات لكل سائح تلقت دعم وزارة السياحة العراقية التي تأمل أن تتكرر في المستقبل. وتضم المجموعة الأميركي جو راولينز 79 عاماً، وهو عسكري سابق من فرانسيسكو زار باكستان وأفغانستان وإيران، وتؤكد جونز أهمية العراق قائلة لهذا البلد أهمية تاريخية، وهذا ما يهمني، لكنها أشارت إلى أن عائلتها قابلت باشمئزاز خبر خطتها السفر إلى العراق. بحسب فرانس برس.

وأضافت ان الجميع، عدا ابنة اختي، يعتبروني مجنونة وكثيرة الترحال مع زوجي، لكنني منذ وفاته قبل أربع سنوات، أذهب إلى الأماكن التي كان يرفض الذهاب اليها، وبررت قرارها بالقول أنا فضولية وأقوم بما ارغب فيه من دون الاهتمام بالصحف، وأعتقد أن العراق يسير باتجاه الأفضل يوما بعد يوم، لقينا ترحيبا من العراقيين، وقال ديفيد تشونك، وهو مصر في 36 عاماً، مازحاً إن نيويورك أكثر خطورة الآن، بسبب الأزمة المالية، وقال جيف هان، مدير شركة هانترلاند ترفلز البريطانية التي نظمت الرحلة،  شاهدنا كل المناطق التي خططنا لها، وواجهتنا مشكلات أمنية في معظم الأماكن التي كانت متوقعة، في إشارة إلى نقاط التفتيش والإجراءات الأمنية المشددة في عموم العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/كانون الثاني/2012 - 21/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م