العمل الأمني في العراق... بين الجوهر والمظهر

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: لموضوع الأمن أهمية كبرى ولولا الأمن لما تستقر الحياة البشرية بالشكل الذي يتلائم مع كيانه، وللأمن انواع وتعاريف كل حسب موضوعه ولكن بشكل عام مايهمنا هو أمن الدولة والمجتمع وهذا يتم عبر استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية وممارسة الدبلوماسية ويكون التركيز على القوة العسكرية لأنها الشغل الشاغل ومن اولويات السياسية العراقية.

الملف الأمني مازال في صدارة الملفات المهمة، لان اي خلل فيه يؤدي الى اشكالات كبيرة، ويأتي الملف الامني وتداعياته ليلقي بظلاله على الشارع العراقي ويجعله يعيش هاجس الخوف والقلق من المجهول، لكن مايحدث من تداعيات امنية تجعل من المواطن يعيش في هاجس مخيف من المستقبل.

وبعد ثماني سنوات، تعيش المدن العراقية حالة استنفار امني والملفت للنظر ان المدن اصبحت ثكنات عسكرية، في وقت يرى فيه محللون من الواجب ان يكون "الأمن الذكي" هو المسيطر على الساحة لا عبر تحويل المدن الى ثكنات عسكرية.

وبالرغم من ان المرجع الصحيح لتحقيق الأمن هو بيد الاجهزة المسؤولة عن تحقيق الأمن وهو ضروري لتحقيق الاستقرار. يعد الوضع الأمني في العراق واحدا من المواضيع الأكثر جدلا، وتسعى الحكومة العراقية من خلال أجهزتها المختصة إلى توفير الأمن. والملاحظ في العراق ان ماتقوم به الأجهزة الأمنية هو اجراءات تقليدية لأن الجرائم عادت تكون مدعومة باستراتيجيات تعتمد على استغلال الفجوات. 

ويعد الكشف المبكر عن الجرائم واتخاذ الاجراءات الوقائية من المواضيع الحيوية والمطلوبة. ومع هذا ينبغي على القائمين بالمهام الامنية إتخاذ عدة احتياطات من اجل تقدم العملية الامنية والنظر في المسائل المهمة منها  إحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الشرعية والإلتزام بالحفاظ على قيم المجتمع وقدسية أسرار العمل والمبادرة وسرعة الإستجابة والتعاون وإتخاذ أساليب عمل مرنة بعيداً عن البيروقراطية والقيود الروتينية.

وينبغي للجهات القائمة على حفظ الأمن اكتساب المهارات والقدرات والمعارف التي تمكنهم من القدرة على التعامل مع الازمات الأمنية والخطط الأمنية الذكية وخطط الطوارئ والإخلاء لمواجهه العنف.

ومن الأولويات التي ينبغي على رجال الأمن التحلي بها عدة نقاط.

1. التعرف على كيفية وضع خطة أمنية ذكية.

2. التعرف على أسباب الازمات الأمنية ووسائل التنبؤ بها.

3. التعرف على كيفية تفادي الازمات وتقليل النتائج السلبية لها.

4. مواجهة الازمات الأمنية وكيفية إدارتها.

5.  تنسيق وسائل الإتصال والإعلام.

6. كيفية وضع خطط الطوارئ والإخلاء وتنفيذها.

7. كيفية تقيمهم ومواجهة الأثار الناتجة عن الازمات الأمنية.

8. كيفية وضع الخطط البديلة لمواجه أي أزمة أمنية.

ينبغي على الأجهزة الأمنية ان لاتفقد التركيز عند اداء مهامها، وعليها ان تنظر الى الواقع الذي يعيشه المواطن. مازالت الامال بان التدهور الأمني لابد ان ينتهي وينعم المواطن بالامن، وما يحصل من ارباكات أمنية يجب ان يكون رسالة واضحة لحل العقد الأمنية.

ويرى خبراء ان الأجهزة الأمنية مطالبة بان تأخذ بعين الاعتبار تحديات المرحلة الحالية وتضع الخطط الكفيلة لحماية المواطنين وتكثيف الجهد الاستخباري وتنفيذ ضربات استباقية ضد المجاميع الاجرامية.

ان غياب الوعي الأمني هو العامل الرئيسي الذى ساعد فى فتح المجال امام الظواهر السلبية التي يقصد منها حفظ أمن المجتمع، كما سبب فقدان الوعي الأمني مضايقة المواطن الذي يقع ضحية الارباكات الأمنية.

ان القوة الحقيقية ليست في القوة العسكرية فقط، ونرى الكثير من قوات الأمن ومع هذا تحدث عمليات ارهابية كبيرة.

ورغم ان الأجهزة الأمنية بمختلف اصنافها تريد فرض نجاحات امنية وهذا يعتمد على تنفيذ استراتيجيتها ولكن عليها إتباع اسلوب جديد، إذ يبدو ان المسؤولين الامنيين يعتمدون في خططهم على برامج كلاسيكية فان مايجري بعيد عن اسلوب "الأمن الذكي" التي تمارسه مدن عاليمة كبرى.

لقد كشفت الخطط الأمنية عن مخططات ارهابية ومع هذا بقي الأمر مرهون بتطور ذكاء القوات الأمنية وهي بحاجة إلى التوازن بين الافراط والتفريط في فرض الأمن، وأن تلاحظ أن المدن ليست ثكنات عسكرية.

وتبقى العلاقة الايجابية مطلوبة بين رجل الأمن كجهة رسمية معنية بتحقيق الأمن والإستقرار والمواطن كجهة مستفيدة وان يتحمل الطرفين مسؤليتهم وإيجاد الحلول المناسبة للوصول إلى المستوى الأمني المطلوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/كانون الثاني/2012 - 16/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م