الحكومة ومكافحة الخوف!

حسن الأنصاري

أحيانا ومع تسارع الأحداث التي وقعت في فترة زمنية محددة أجد نفسي عاجزا عن التفسير:

 كيف يمكن لشعب بأسره أن ينجرف نحو الانحدار ولا يشعر بالخوف مما سوف يحدث في المستقبل؟

 ومع التقدم التكنولوجي وبعد أن أصبحت الدولة جزءا من القرية العالمية استذكر قول لينين: «أحيانا تمر عقود من الزمن ولا شيء يحدث، وأحيانا أحداث عقود زمنية تقع في أسابيع» وأعتقد أن مسلسل الأحداث لن يتوقف طالما أن الفرد فقد عامل الخوف في خضم الاضطرابات وشعوره بالكآبة والاحباط وعدم قدرة الدولة على وضع التخطيط السليم المناسب لكي يرى من خلاله مستقبل أبنائه!

هذا الفرد الذي ترعرع في أحضان الحكومة ومنذ أن كان طفلا حيث كانت الدولة توفر له الحماية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والعقائدية، هو فرد مؤسسي وأصبح شعوره مرتبطا مع مؤسسات الدولة.

 وحين تتعمد الحكومة إطلاق العنان لنشر رائحة الخوف بين ابناء طائفة من المجتمع وتسمح بالتطبيل الطائفي ولتساعد على ملء الفجوة بالتهديد بترك الكبريت قرب النار، فهي تدفع الأفراد إلى تنظيم أنفسهم حين يستشعرون أن الحماية العقائدية لم يعد لها وجود ضمن استراتيجية بناء الدولة! ولا نبالغ في الخشية من المستقبل حين نستشعر الخوف وهو ينتشر في مؤسسات الدولة من مجموعة أو فئة معينة تدفع بالحكومة نحو عدم تلبية مطالبات فرص التكافؤ لطائفة معينة وبدون سبب يتم حرمان أبنائها من تولي المناصب القيادية المؤسسية المبنية على الهيكل التنظيمي للوظائف العامة في مؤسساتها!

وهذه المناصب القيادية لا يمكن قبولها من باب الشفقة ولا نريد الخوض في تجارب مضت، ونريد أن تنهض الحكومة لتكون قادرة على مكافحة الخوف في مؤسساتها وتطبق على جميع المواطنين العدالة والمساواة بمسطرة واحدة وقبل أن يكبر شعورها بالخوف فتقع تحت سيطرة مجموعة معينة وقد لا تجد مخرجا إلا بأحداث جديدة لتضعها فوق صفيح ساخن سريع للاشتعال وعليها أن تتحمل لأنها هي التي اختارت وضعية الاختباء تحت مظلة الطائفية والفئوية!.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/كانون الثاني/2012 - 15/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م