السياحة في الدول العربية بين وعود الإسلاميين والرهان على الاستقرار السياسي

 

شبكة النبأ: اسوة بالعديد من مفاصل الحياة الأخرى تأثرت المرافق السياحية في الدول العربية برياح التغيير العربي، بشكل متباين بين دولة وأخرى حسب التفاعل السياسي مع المتغيرات التي طرأت.

وفيما يشكل الانحدار في معدلات السياحة سمة مشتركة لدى معظم تلك الدول، نلحظ قلة من الدول الأخرى استطاعت النأي بالواقع السياحي من التدهور، بل قد تكون أكبر الرابحين من الخسائر الاقتصادية لنظيراتها.

وما يلحظ ايضا مسعى الإسلاميون الصاعدون حديثا الى السلطة في اجهاض المخاوف المتنامية لدى المجتمعات التي تعتمد على السواح في تنمية مواردها المادية، وذلك عبر اطلاق الاسلاميون لوعود تعهدوا من خلالها مراعاة القطاع السياحي وغض النظر عن بعض ما يعتبرونه خروجا على الشريعة والعرف الاجتماعي!

الربيع العربي

إذ يملك عمر الخالدي وهو رجل أعمال سعودي شقة فاخرة في بيروت وأخرى في القاهرة منذ عام 2006 وكانت احداهما خياره الاول عندما يقرر قضاء عطلة نهاية اسبوع طويلة أو خلال الاجازات الرسمية. ويقول الخالدي "لم أزر أيا منها (مصر ولبنان) منذ أربعة أشهر. اتردد حاليا على دبي (لانني) لا أحب الرحلات الطويلة والاوضاع الامنية غير المستقرة."

ويبدو أن قائمة المدن العربية الجاذبة للسياحة تشهد نوعا من اعادة الترتيب خلال العام المقبل في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض بلدان المنطقة لتكون مدن مثل دبي وبلدان غير عربية كتركيا وماليزيا هي الوجهة الاولى للسياح العرب بعدما كانت مصر ولبنان في الصدارة.

ففي مصر - حيث السياحة أحد أهم مصادر العملة الصعبة - لا يزال متظاهرون في ميدان التحرير وهو بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يحتجون على سياسات المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد ويطالبون بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية.

ورغم أن ثورات "الربيع العربي" لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان.

وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر ال فهيد لرويترز ان السياحة البينية العربية كانت تمثل 49 في المئة قبل الاضطرابات مضيفا "تكبدنا خسائر تتجاوز العشرة مليارات دولار في 2011. ومصر وتونس كانتا الاكثر تضررا." وتابع "كانت امالنا أن تنتهي الاضطرابات بشكل أسرع...القطاع السياحي حساس جدا والامن ركيزة أساسية في دعم السياحة."

وتشهد المنطقة العربية احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للاطاحة برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن وامتد أثرها الى سوريا والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والاردن. وتطالب تلك الاحتجاجات بتحسين مستويات المعيشة وتعزيز الحريات وتداول السلطة ومحاربة الفساد.

وقال ال فهيد "في وقت الازمات نراهن عادة على السياحة البينية العربية.. لقد تجاوزنا أزمات عديدة في السابق بهذه الاستراتيجية ولكن هذه المرة الموضوع مختلف." وتابع "وصلت نسب تسريح العمالة الى 20 في المئة. كان هناك توقعات بأن تنتهي الازمة بسرعة ولكن في حال استمرت المشاكل ستتكلف الدول خسائر أكبر وسيتضاعف عدد الخسائر في الوظائف وقد تغلق العديد من المنشات والشركات السياحية بشكل كامل." بحسب رويترز.

ولكن تلك الارقام لم تنعكس على شركات السفر والسياحة في السعودية اذ يقول راشد المقيط مدير تطوير الاعمال في مجموعة الطيار للسفر والسياحة ان "الشركات لم تسجل أي تراجع في مبيعاتها في 2011 لقد كان عاما جيدا ووجد السائحون وجهات بديلة عن الدول المضطربة."

ويضيف المقيط "سوريا ولبنان ومصر كانت تستقبل نحو 1.5 مليون سائح سعودي سنويا وتلك الوجهات شبه مشلولة حاليا...وفي المقابل هناك طلبات كبير جدا على المقاعد والفنادق لماليزيا وتركيا ودول شمال امريكا."

يقول رئيس المنظمة العربية للسياحة "ارتفع عدد زوار تركيا من العرب بنسبة 80 في المئة مقارنة مع العام الماضي...سنعمل على اعادة استقطاب العرب الى بعض المدن الامنة مثل شرم الشيخ كما سنحاول استقطاب السياح الاتراك وبعض زوار تركيا." وأضاف ال فهيد "القطاع السياحي يتأثر سريعا ويعود سريعا...ونحن متفائلون بان تنتهي تلك الاضطرابات قريبا."

من جانبه يقول المقيط "عملنا في هذا العام على زيادة حجم استثماراتنا في امريكا وماليزيا وكندا ودبي. هناك اقبال عال جدا عليها...كما أن السعوديين باتوا أكثر اقبالا على الوجهات الجديدة والمختلفة والمبتعثين يشجعون عائلاتهم على زيارتهم."

كان مهدي مطر كبير الخبراء الاقتصاديين لدى كاب ام للاستثمار ومقرها أبوظبي قال لرويترز في مايو ايار ان دبي تستفيد بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الاشغال وعدد السائحين لان العرب الذين اعتادوا على الذهاب الى الاردن أو سوريا أو لبنان أو مصر يجدون هذه الدول تعاني اضطرابات. وأضاف مطر انذاك أن هؤلاء السائحين عدلوا مسارهم الى ثاني أفضل وجهة وهي دبي.

كما يتوافد على دبي - التي تمثل السياحة 25 بالمئة من اقتصادها - السياح الغربيون الذين اعتادوا السفر الى مصر للاستمتاع بطقس أفضل. يقول المقيط "نتمنى للدول العربية الخروج من الاضطرابات...كلما طالت المشكلة سيستمر الناس في البحث عن وجهات بديلة كما سيقوم ذلك باعادة هيكلة السوق."

مصر تتوقع التعافي

وتتوقع مصر ارتفاع ايرادات السياحة أكثر من الثلث في العام المقبل اذا تحسنت الاوضاع الامنية بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط والاضطرابات السياسية التي أعقبتها ودفعت السياح للرحيل.

وكانت السياحة تشكل أكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي قبل هذه الاضطرابات ويعمل بها نحو ثمن القوى العاملة في البلاد. وقال وزير السياحة منير فخري عبد النور "يمكننا العودة الى أرقام 2010 وهي 12.5 مليار دولار ايرادات و14.7 مليون سائح في 2012 اذا تغيرت الصورة. ولن تتغير الصورة الا اذا استتب الامن وعاد الهدوء." وتدهورت الاوضاع الامنية في البلاد بعد اختفاء قوات الشرطة من الشوارع في نهاية يناير كانون الثاني وبعد تنحي مبارك. لكن الحكومة الجديدة قالت انها ستشدد الاجراءات الامنية وتعزز وجود الشرطة في الشوارع.

وقال عبد النور "الشرطة أصبحت أكثر حضورا في شوارع القاهرة." وأضاف أن الحالة الامنية كانت دائما جيدة في المناطق السياحية الرئيسية في مصر.

وتعد السياحة مصدرا رئيسيا للعملة الاجنبية في البلاد ويقول محللون ان المشكلة الاكثر الحاحا في مصر هي تراجع الاحتياطيات الاجنبية مع انخفاض ايرادات السياحة والتصدير بسبب الاضطرابات وخروج رؤوس الاموال. وهبطت الاحتياطيات الاجنبية من نحو 35 مليار دولار في بداية 2011 الى نحو 20 مليار دولار بنهاية نوفمبر تشرين الثاني وقد تصل خلال الاشهر المقبلة الى مستويات يعجز عندها البنك المركزي عن منع تراجعات حادة للجنيه المصري.

ومن المتوقع أن ايرادات السياحة في 2011 انخفضت بنحو الثلث الى تسعة مليارات دولار حيث زار البلاد عشرة ملايين سائح هذا العام. بحسب رويترز.

وقال عبد النور "ربما كان 90 بالمئة من هؤلاء السائحين أو أكثر حول الشواطئ ... حيث كانت الحياة طبيعية تماما." وأضاف "الاوضاع تستقر وأعتقد أن الامور ستهدأ تماما حالما تنتهي العملية الانتخابية."

وتخللت العملية الانتخابية التي بدأت في 28 نوفمبر وتنتهي في 11 يناير كانون الثاني اشتباكات في القاهرة بين قوات الامن ومحتجين يطالبون بانهاء الحكم العسكري فورا. وقتل ما لا يقل عن 17 شخصا خلال الاحتجاجات في أحدث موجة عنف. وتعهد المجلس العسكري الحاكم بنقل السلطة الى المدنيين واجراء انتخابات رئاسية في منتصف 2012.

لكن النتائج القوية التي حققها الاسلاميون في الانتخابات البرلمانية أثارت مخاوف لدى الليبراليين وغيرهم في مصر من احتمال حظر بيع الخمور والاختلاط في الشواطئ. وقال عبد النور ان السياسيين والحكومة سيحمون السياحة معا لانها قطاع يعمل به ثمن القوى العاملة في البلاد. وأضاف "لا أعتقد أن أي سياسي حكيم سيجازف ويأخذ قرارا يعرض قطاعا اقتصاديا رئيسيا للخطر.

من جهته قال مسؤول في حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الاخوان المسلمين والذي يتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر أمام حشد بمدينة شرم الشيخ الواقعة على ساحل البحر الاحمر ان الحزب يريد زيادة أعداد السائحين الذين يزورون البلاد ولن يتخذ خطوات تؤثر سلبا على السياحة.

وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ان كل ما يتردد عن أن وصول الاسلاميين للحكم سيضر بالسياحة ويغلق بيوت الاف الاسر انما هي مجرد شائعات يبثها "فلول (الحزب) الوطني المنحل" للتأثير على الناخبين.

ونقل الموقع الالكتروني للحزب عن العريان قوله في كلمة أمام ناخبين في محافظة جنوب سيناء قبل المرحلة الثالثة للانتخابات التي تجرى في يناير كانون الثاني "لا يقلق أي مواطن يسعى على لقمة عيشه في هذا المجال."

وقال ان الحزب يهدف الى اجتذاب 20 مليون سائح سنويا الى مصر مقارنة مع نحو 12 مليونا كانوا يزورون البلاد قبل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك والاضطرابات السياسية التي تبعتها ودفعت السائحين للرحيل.

وقال العريان ان القوانين المتعلقة بالخمور لن تتغير وان الحزب لن يؤيد أي تشريع قد يضر بقطاع السياحة. وتباع الخمور في فنادق مصر ويمكن شراؤها أيضا من متاجر للخمور وبعض المطاعم. لكنه لمح الى أن الحزب قد يسعى لتقييد بعض أوجه شرب الخمور في العلن بناء على القوانين الحالية. وقال "القانون الحالي في الخمور اذا طبق فيه الكفاية ... لن نزيد عليه."

وبموجب القوانين المصرية يمكن حبس أي شخص يقبض عليه مخمورا في مكان عام لمدة تصل الى ستة أشهر.

اسلاميون المغرب يتعهدون بعدم فرض نظام أخلاقي

الى جانب ذلك قال عضو كبير في حزب العدالة والتنمية أول حزب إسلامي يقود حكومة بالمغرب إن الحزب لن يفرض نظاما أخلاقيا متشددا لكنه سيدعم الفنون التي تعكس التراث الثقافي المغربي. وجاء فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي بعد فوز مماثل حققه حزب اسلامي اخر في تونس في أعقاب انتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة.

وقال محمد يتيم عضو الامانة العامة للحزب "نحن في العدالة والتنمية لا نبالي بالحياة الخاصة للاشخاص وليس من مهامنا التدخل لا في عقائد الناس ولا في تصرفاتهم.

"أولوياتنا هي تحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة. لكن ولابد أن تكون للحكومة الجديدة سياسة في هذا المجال .. لكن لن تكون شرطة الاخلاق مثلا" مفندا مخاوف من أن انتصار الحزب يمكن أن يؤدي الى توتر على غرار ما حدث بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس.

ومن شأن فرض نظام أخلاقي متشدد ان يشكل تحديا لقطاع السياحة المغربي الذي يمثل عشرة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي ويعمل به نحو 450 الف شخص. لكن يتيم قال ان حزب العدالة والتنمية لن يجبر السياح على ارتداء الحجاب.

وقال "فيما يخص الاداب العامة والاخلاق العامة والاماكن العامة هناك قوانين تنظمها. لكن لن نرغم النساء على ارتداء الحجاب لان ديننا دين تسامح حتى الله سبحانه وتعالى يقول ..لا اكراه في الدين.. كما هناك اية (تقول) لست عليهم بمسيطر. بحسب رويترز.

وكان مسؤولون كبار في الحزب قد انتقدوا في السابق مهرجانات موسيقية بوصفها خليعة رغم أن الملك محمد السادس دعم مثل تلك الاحداث مرارا. وقال يتيم ان مثل تلك الاحداث سوف تزدهر في عهد حكومة الحزب اذا ساهمت في دعم الثقافة المغربية.

وكان سياسيون من حزب العدالة والتنمية قد أبلغوا المطرب البريطاني المثلي التون جون بأنه غير مرحب به في المغرب لان وجوده على حد قولهم من شأنه أن يشوه صورة المملكة. ورغم ذلك أحيا جون حفلا حضره الالاف.

ولم تركز احتجاجات الشوارع التي انتقدت المهرجانات على الجانب الاخلاقي وانما على الاجور الضخمة التي يحصل عليها نجوم مثل شاكيرا وكاني ويست في بلد يقبع نحو ربع سكانه تحت خط الفقر.

وقال يتيم "لم نكن يوما ضد الفن والثقافة كنا دائما ضد تبذير المال العام في المهرجانات" معتبرا أن حصول الفنانين على مبالغ طائلة "من شأنه أن يخلق نوعا من الحقد من طرف المواطن الفقير." وأضاف "بالرغم من أن حجتهم أن هذه المهرجانات لا تمول من الميزانية العامة وانما من أصحاب الشركات الخاصة ولكن مهما يكن فهذه الاموال المغرب أولى بها في منافع أخرى .. هناك أولويات."

ومضى يقول "نحن لسنا ضد المهرجانات ولذلك جميع المهرجانات ستبقى وربما ستزدهر أكثر. نحن مع المهرجانات التي تساهم في الرقي بثقافتنا ولا تبذر المال العام. برنامجنا هو خلق ثقافة وطنية ... تساهم في ترسيخ الهوية الوطنية والهوية التاريخية مع احترام قيم الجمال والذوق العام والمواطنة والتضحية."

عمان

من جهتهم قال عاملون في قطاع السياحة العماني ان عددا قياسيا من الزائرين تدفق على السلطنة في أول شهرين من موسم العطلات اذ دفع الاضطراب السياسي في أنحاء المنطقة السائحين للتوافد على السلطنة الهادئة.

وأظهرت بيانات وزارة السياحة أن عمان استقبلت 220 ألف سائح في أكتوبر تشرين الاول ونوفمبر تشرين الثاني من العام الجاري بزيادة 50 في المئة مقارنة بنفس الفترة من عام 2010.

وقال خلف الجديدي صاحب شركة كثبان الصحراء التي تنظم معسكرات في مناطق نائية "الاضطراب السياسي في مصر وسوريا والبحرين بل اليمن دعم عمان. السائحون الذي يزورون ليبيا وتونس عادة غير متأكدين بشأن الوضع هناك. الان يجدون عمان مكانا أكثر أمنا لقضاء عطلة هادئة."

ومع انخفاض درجات الحرارة في أوروبا من المتوقع أن يصل المزيد من السائحين الذين يبحثون عن طقس أكثر دفئا خلال عطلتي عيد الميلاد ورأس السنة الى الدولة الخليجية التي ليست عضوا في أوبك.

وتوقع تقرير من وزارة السياحة ارتفاع عدد السائحين الوافدين الى البلاد 35 في المئة في 2012. واستقبلت عمان 1.12 مليون سائح من يناير كانون الثاني الى نوفمبر هذا العام.

وقال طلال العريمي مساعد مدير فندق انتركونتننتال مسقط "نعمل بكامل طاقتنا الان وسيستمر هذا الحال خلال الاشهر الثلاثة المقبلة أو نحو ذلك. أعداد السياح غير مسبوقة هذا الموسم ولا يسعني سوى ربطها بظاهرة الربيع العربي." وتشهد سوريا احتجاجات ضد الحكومة منذ ثمانية أشهر وما زالت البحرين تعاني من تبعات فض احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مارس اذار.

وامتدت الاضطرابات الى عمان في وقت سابق من العام حيث نزل مئات العمانين الى الشوارع للمطالبة بتوفير المزيد من الوظائف ورفع الاجور ووضع حد لفساد مسؤولي الحكومة ولكن حجم الاحتجاجات ونطاق المطالب كان أقل بكثير منه في دول عربية أخرى.

وقال الجديد "ينبغي أن نكون شاكرين لان الاحتجاجات التي شهدتها عمان على مدار خمسة أشهر لم تضر بسمعتها كمزار سياحي مهم في الخليج. يعتبر الزائرون عمان أكثر الدول العربية التي يمكن زيارتها أمنا ونحن نستفيد كثيرا من ذلك في هذه اللحظة." بحسب رويترز.

وقتل شخصان في فبراير شباط حين فرقت قوات الامن في مدينة صحار الصناعية حشدا من المحتجين يرشقها بالحجارة. وتعهد السلطان قابوس باصلاحات ومساعدات لتهدئة الشارع.

ويوجد في عمان عدد كبير من الواحات والقري فضلا عن شواطيء ذات رمال بيضاء تمتد بطول 1700 كيلومتر وتجتذب السياح من أوروبا والولايات المتحدة.

لبنان يتوقع ارتفاع اعداد السياح 20 %

من جهته توقع وزير السياحة اللبناني فادي عبود يوم الاثنين ان ترتفع أعداد السياح القادمين الى لبنان بنسبة 20 بالمئة في 2012 لتعوض انخفاضا بنفس النسبة خلال العام الحالي. ورغم أن ثورات الربيع العربي لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان.

وفضلا عن تداعيات ثورات المنطقة على قطاع السياحة المحلي شهد لبنان أزمة سياسية في بداية العام ادت الى الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. كما عاشت البلاد في النصف الاول من 2011 حالة توتر وترقب للقرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري والذي اتهم عند صدوره في يونيو حزيران أربعة عناصر من حزب الله بالاغتيال وهو ما نفاه الحزب.

وقال عبود من القاهرة "توقعاتي ترتكز على وضع سياسي وأمني مستقرين. اتوقع أن تكون زيادة عدد السياح في العام 2012 بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع العام 2011 الذي شهد تراجعا بنسبة 20 بالمئة." بحسب رويترز.

واوضح أن أعداد السياح حتى شهر نوفمبر تشرين الثاني بلغت حوالي مليون و 700 الف سائح أي بانخفاض نحو 200 الف عن العام 2010 حيث بلغت عدد السياح حولي مليون و900 الف. وأضاف "توقعاتنا للعام 2012 خيرة (متفائلة) جدا. نحن نعتبر انفسنا وجهة سياحية مميزة جدا في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالموضوع الامني والاستقرار الذي ينعم به لبنان فبالتالي نحن نعتقد أن موسم الصيف (المقبل) والمواسم الاتية ستكون خيرة جدا."

ومضى يقول انه حتى نوفمبر كان هناك انخفاض حوالي 20 بالمئة بعدد السياح عن سنة 2010 "لكن فيما يتعلق بالانفاق توجد زيادة. ويقتصر انخفاض (اعداد الزوار) على السائح العربي ولكن توجد زيادة في انفاق السياح الاوروبيين والامريكيين والافريقيين."

وقال "انفاق السائح الذي يأتي برا أقل من انفاق الذي يدخل من المطار. فالاعداد التي خسرناها جراء سياح البر لم تؤثر كثيرا على الانفاق." وأوضح الوزير أن السياحة في لبنان "تمثل 22 بالمئة من الدخل القومي. هذا الرقم كان العام الماضي ونحن هذا العام نتوقع برغم انخفاض العدد ان نبقى بنفس النسبة تقريبا" بفضل ارتفاع الانفاق.

وشهد اقتصاد لبنان نموا بطيئا هذا العام بلغ نحو اثنين بالمئة وهو أقل بكثير من مستويات تراوحت بين سبعة وثمانية بالمئة على مدى السنوات الاربع الماضية. ولبنان واحد من أكثر البلدان مديونية في العالم اذ يبلغ الدين العام نحو 60 مليار دولار.

ويروج لبنان لنفسه منذ فترة طويلة كبلد متنوع يضم اثارا رومانية وكهوفا جيرية ومنتجعات وشواطيء وحياة ليلية صاخبة. ويركز في حملته الترويجية على المغتربين اللبنانيين والمنحدرين من أصل لبناني.

وقال ان أعداد السياح العرب الذين يأتون الى لبنان برا انخفض 90 بالمئة هذا العام مع الاضطرابات المستمرة منذ شهور في سوريا وهي الدولة المجاورة الوحيدة التي لها حدود مفتوحة مع لبنان. واضاف "حوالي 300 الف سائح يأتون الى لبنان برا وبالطبع فان الانخفاض هو اكثر من 90 بالمئة... بدون أدنى شك الاحداث في سوريا كان لها تأثير مباشر على سوق السياحة في لبنان."

وقال عبود أن احصاءات حركة الركاب بمطار بيروت تشير الى ارتفاع في عدد الزوار بنسبة تتراوح بين ثلاثة وخمسة بالمئة.

ويواجه الرئيس السوري بشار الاسد منذ أكثر من ثمانية أشهر احتجاجات مناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما وتقول الامم المتحدة انها أسفرت عن سقوط أكثر من 4000 قتيل.

وقال وزير السياحة الذي قام بزيارة الى بلدان في امريكا الجنوبية لتوقيع اتفاقيات سياحية في اكتوبر تشرين الاول ان "الخطة الاولى والاساسية بالنسبة الى وزارة السياحة هي تنويع مصادر السياح والتركيز أكثر وأكثر على المنحدرين من أصل لبناني. واضاف "في الزيارة الاخيرة الى أمريكا الجنوبية تبين أن عندنا أكثر من عشرة ملايين من أصل لبناني. فمن غير المستحيل ان يأتي مثلا نصف مليون سائح من امريكا اللاتينية الى لبنان سنويا."

ولكنه شدد على أن من المعوقات أمام السياحة في لبنان أسعار تذاكر السفر جوا حيث انها مرتفعة جدا مقارنة مع بلدان أخرى. وقدم وزير السياحة مثلا على أن المغترب اللبناني اذا ما أراد زيارة بلاده مع عائلته فهو بحاجة الى ان يدفع ما بين 1200 و1300 دولار لكل تذكرة سفر. ووصف هذا الرقم بانه "مخيف جدا" وقال ان تذكرة السفر بين لندن- القاهرة أو لندن-لارناكا أو لندن-تل ابيب مثلا هي بنصف سعر تذكرة لندن- بيروت.

كما اشار الى عدم وجود رحلات مباشرة بين معظم بلدان أمريكا الجنوبية ولبنان مشيرا الى أن حوالي 200 الف ارجنتيني يزورون اسرائيل سنويا بينما لا يزيد عدد الزوار من الارجنتين للبنان عن حوالي 2000 زائر.

وتحدث عبود عن أهمية المؤتمرات الاقتصادية والفعاليات الثقافية التي تشهدها بيروت وخصوصا حفلات المطربة فيروز التي تجتذب العديد من السياح. وقدمت فيروز في التاسع والعاشر من ديسمبر حفلتين في لبنان اجتذبت كل منهما نحو أربعة الاف شخص من اللبنانيين والعرب الذين طاروا الى بيروت خصيصا لهذه المناسبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/كانون الثاني/2012 - 9/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م