من 2011 الى 2012... انتقاله كبيرة التكلفة

 

شبكة النبأ: اختتمت القارة الاميركية الاحتفالات ببداية العام الجديد، بعد آسيا والشرق الاوسط واوروبا التي حاولت نسيان ازمة اليورو والانكماش الاقتصادي. واتسمت التهاني التقليدية لرؤساء معظم الدول بطابع انتخابي في بداية عام سيشهد اقتراعا رئاسيا في كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا خصوصا.

وفي الشرق الاوسط استقبلت دبي العام الجديد بعرض للالعاب النارية ينير برج خليفة وهو اعلى ابراج العالم (828 مترا) في مشهد اعلن انه اضخم مما كان عليه في العام الفائت. وهيمن الربيع العربي الذي سقطت فيه الانظمة في تونس وليبيا ومصر، على احتفالات رأس السنة.

عام من الازمات والنزاعات

فقد شكلت الاحتفالات فرصة لاوروبا لطي صفحة "سنة قاسية" واجهت فيها العملة الواحدة مخاطر بينما هدد الانكماش القارة العجوز. وفي رسائلهم التقليدية السنوية، دعا القادة الاوروبيون مواطنيهم الى مواجهة تحدي الازمة. فقد دعا رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس الى مواصلة "الجهود (...) حتى لا تؤدي الازمة الى افلاس كارثي".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان "مصير فرنسا قد يتغير" في 2012 بينما رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان 2012 "ستكون اصعب" من السنة التي مضت. اما الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو فقد طلب من مواطنيه قبول التضحيات لتجنب "انهيار مالية البلاد".

ودشنت استراليا الاحتفالات بالعام الجديد مع الالعاب النارية التقليدية في خليج سيدني وشاهدها اكثر من مليون ونصف مليون شخص. وفي نيوزيلندا حيث فاض عدد من الانهر افسدت الامطار الاحتفالات التي الغي بعضها في شمال غرب البلاد.

وفي اليابان تتوجه العائلات الى المعابد، وللكثيرين ستكون هذه المناسبة اليمة بسبب الزلزال والتسونامي وكارثة فوكوشيما النووية. وكذلك بالنسبة الى الفيليبين حيث اودت العاصفة الاستوائية واشي بحياة اكثر من 1250 شخصا هذا الشهر. ومن عادات الاحتفال برأس السنة، في كوبا يتم القاء المياه من النوافذ لتطهير المنازل.

اما في مونتيفيديو فيتم التخلص من الروزنامات القديمة فيما يتم الاستحمام في نهر او في البحر في نيكاراغوا لتطهير الجسد مع استقبال العام الجديد. وفي البيرو تحرق دمى ترمز الى شخصيات شريرة وايضا شخصيات سياسية غير شعبية. وسيضع الكولومبيون ثلاث قطع بطاطا تحت الوسادة واحدة مقشرة والثانية نصف مقشرة والثالثة بقشرتها.

وعند منتصف الليل يتم اختار واحدة عشوائيا واذا تم اختيار الاولى ستكون السنة الجديدة سيئة وتعني الثانية ان السنة ستكون عادية اما الثالثة فتعني ان السنة ستكون ممتازة على كل الصعد.

وفي الصين سيشهد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني بدء انسحاب الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو. وفي اميركا الجنوبية استقبلت معظم المستعمرات الاسبانية السابقة العام 2012 بتناول 12 حبة عنب عند منتصف الليل كما في اسبانيا. وفي البرازيل، وتحديدا في ريو دي جانيرو، نزل مليونا برازيلي وسائح باللباس الابيض الى شاطىء كوباكابانا لمشاهدة الالعاب النارية التي تأثرت بامطار غزيرة، والقاء الورود البيضاء والحمراء والصفراء في البحر تقدمة للالهة يمانجا لتتحقق امنياتهم.

وهذه الالوان مستخدمة ايضا في بوليفيا والبيرو حيث يسود اعتقاد انه يجب ارتداء اللون الاحمر للحصول على الحب في العام الجديد فيما يرمز الاصفر الى المال والابيض الى التناغم. وكانت لندن احتفلت ببداية العام الذي ستستقبل فيه دورة الالعاب الاولمبية بالعاب نارية تقليدية فوق نهر التيمز، تلت الدقات ال12 لليل لساعة بيغ بن.

وفي موسكو حضر عشرات الآلاف من الاشخاص اطلاق الالعاب النارية في الساحة الحمراء. اما في برلين فقد انتظر نحو 400 الف الماني قرب بوابة براندبورغ الدقات ال12 التي تؤذن ببداية العام.

وفي باريس تجمع حوالى 360 الف شخص في جادة الشانزيليزيه وقرب برج ايفل. ومع ان السلطات منعت شرب الكحول في الشوارع، لم تخل حقائب السياح والباريسيين من هذه المشروبات في منتصف الليل.

وفي ايطاليا تجمع ستون الف شخص في ساحة القديس مرقص في البندقية من اجل قبلة منتصف الليل بينما حضر نحو 300 الف شخص من سكان روما والسياح عرضا تلته حفلة موسيقية في وسط العاصمة.

وفي امستردام تقدمت دميتان عملاقتان يبلغ ارتفاعهما 14 مترا لرجل وامرأة يرتديان الزي التقليدي من بعضهما من اجل قبلة منتصف الليل امام اعين آلاف الفضوليين. وفي فيينا افتتح "حفل الامبراطور" التقليدي السنوي في هوفبورغ القصر الشتوي لاسرة هابسبورغ، بينما دشن آلاف الاشخاص في اجواء احتفالية في بلغراد تحت الالعاب النارية جسرا على نهر السافا هو اول جسر يبنى في العاصمة الصربية منذ 41 عاما. بحسب فرانس برس.

تايمز سكوير

في حين تدفقت حشود من المحتفلين على الشوارع المحيطة بميدان التايمز في نيويورك وسط اجراءات أمنية مشددة مساء السبت لتوديع عام ميلادي شهد الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على المدينة ولاستقبال العام الجديد.

وأبرز مظاهر الاحتفال المتوقع ان يحضره نحو مليون شخص هو انزال كرة بلورية ضخمة ومضيئة في اخر دقيقة من العام المنقضي وهو التقليد المتبع منذ عام 1907.

ورفعت الكرة قبل ست ساعات من موعد انزالها وتمنع الشرطة التي أغلقت الشوارع المؤدية للميدان المحتفلين من احضار مواد كحولية او حقائب محمولة على الظهر او حقائب كبيرة او اي امتعة معهم الى داخل الساحة.

ومن المقرر ان يشمل الاحتفال الصاخب عروضا يبثها التلفزيون لنجوم البوب جاستين بيبر وليدي جاجا و سي لوو جرين واخرين. وقال تيم توبكنز رئيس تحالف تايمز سكوير انه من المتوقع ان يملاء المحتفلين نحو 20 بناية ممتدة من الميدان باتجاه سنترال بارك.

ميدان التحرير

كما احتشد الاف المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة محتفلين بالعام الجديد بعد عام شهد تقلبات سياسية واشتباكات دامية وهجمات وبشائر تحول ديموقراطي ايضا. وقالت امرأة تحمل العلم المصري "نحن هنا للترحيب بالعام الجديد معا كمسيحيين ومسلمين".

وقال مشارك اخر "هنا بدأت الثورة، وهنا ستستمر". وتحول ميدان التحرير الى ساحة لحفل موسيقي حاشد احياء لذكرى ضحايا الانتفاضة حيث تم انشاد اغان وترانيم في الميدان الذي كان القلب الرمزي للاحتجاجات التي اطاحت بحسني مبارك في شباط/فبراير الماضي وشهد ايضا اشتباكات دامية منذ ذلك الحين.

وحمل البعض صور الضحايا بينما حمل اخرون شموعا فيما صدحت اغاني الثورة عبر مكبرات الصوت. كما شاركت فرق كنسية في منصة بالميدان مرددة ترانيم واغاني شارك فيها مسيحيون ومسلمون بينما حمل البعض بالونات بألوان العلم المصري السوداء والبيضاء والحمراء وانطلق بعضها في الهواء.

كما شمل الحفل ادعية وصلوات مسيحية وبين الفقرة والاخرى صدرت عن حشود شعارات متقطعة من قبيل "يسقط يسقط حكم العسكر!" و"مسلم مسيحي ايد واحدة!". وكان النشطاء الذين ساعدوا في اطلاق انتفاضة 25 يناير دعوا الى وقفة بالشموع في الميدان "لتذكر كافة الشهداء والجرحى والمعتقلين، على امل استمرار الثورة ونجاحها". وقال النشطاء على فيسبوك انهم يأملون ان تكون 2012 "سنة الحرية".

وكان الميدان شهد في الاشهر الاخيرة احتجاجات مطالبة بسقوط الحكم العسكري الذي تولى السلطة بعد الاطاحة بمبارك. فقد تعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي بتسليم السلطة الى حكومة مدنية حينما ينتخب رئيس للبلاد في حزيران/يونيو في اطار عملية انتقالية شهدت اول انتخابات تشريعية في مصر منذ الاطاحة بمبارك.

وفي رسالة بثها على فيسبوك الجمعة، حث المجلس العسكري كافة المصريين على العمل مع القوات المسلحة خلال اسبوع الاحتفالات لضمان الهدوء. وتعهد بحماية الكنائس مع اقتراب احتفال الكنيسة القبطية بعيد الميلاد في السابع من كانون الثاني/يناير.

قتلى الاحتفالات

الى ذلك قتل شخص خلال الاحتفالات بالعام الجديد في ايطاليا عندما انفجر مخزون من الالعاب النارية كان لديه، وقتل اخر برصاص طائش في الهواء، كما ذكرت وسائل الاعلام الايطالية. واصيب اكثر من 100 شخص بجروح بسبب المفرقعات والاسهم النارية في هذا البلد الذي يبقى فيه التقليد قويا وخصوصا في الجنوب.

ولتفادي الحوادث، منعت سلطات اكبر اربع مدن ايطالية، باري (جنوب) وميلانو والبندقية وتورينو (شمال)، بيع الاسهم النارية والمفرقعات. وفي مدن اخرى، صادرت الشرطة قرابة ستة اطنان من الاسهم النارية والمفرقعات وخصوصا في نابولي. وفي كاساندرينو قرب نابولي في منطقة يحتفل ابناؤها تقليديا بالعام الجديد باطلاق العيارات النارية، قتل رجل برصاصة طائشة.

وقتل ثلاثة اشخاص واصيب ستون على الاقل بجروح الاحد في مدينة كراتشي الساحلية في باكستان جراء اطلاق السكان الرصاص في الهواء ابتهاجا بالعام الجديد، كما اعلنت الشرطة.

واعلن حميد برهاير المسؤول في شرطة المنطقة ان "العيارات النارية في الهواء ابتهاجا بالعام الجديد ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص. واصيب ايضا اكثر من ستين شخصا بجروح". واستنفر المسؤولون لمنع حصول اي عمل عنف في المدن الكبرى في البلاد، لكن الاحتفالات بالعام الجديد جرت بهدوء عموما.

وفي كراتشي، كبرى مدن باكستان، نزل الاف الاشخاص الى الشوارع لاستقبال العام 2012، لكن الشرطة منعت الغالبية منهم من التوجه الى الساحل متذرعة باسباب امنية. وكراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، مسرح لاعمال عنف دامية منذ سنوات بين حركات سياسية ومجموعات اتنية، واسفرت اخر اعمال العنف هذه عن مقتل مئة شخص في غضون اسبوع في تشرين الاول/اكتوبر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/كانون الثاني/2012 - 8/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م