الثورة البحرينية... خيارات الشعب وهامش السلطة

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: خرج آلاف البحرينيين الى الشوارع مستلهمين انتفاضات الربيع العربي مطالبين بقيود على سلطة العائلة الحاكمة ونهاية التمييز. وقمعت الحركة الاوسع نطاقا المؤيدة للديمقراطية بمساعدة قوات من السعودية ودولة الامارات. والنظام يستعين بقوى امريكية وبريطانية واردنية تعمل على قمع الاحتجاجات، كما ان هناك سياسة امنية يستخدمها النظام باستغلال الاطفال وتجنيدهم للعمل مع جهاز المخابرات من اجل معرفة النشطاء والتحركات الميدانية للشباب. لكن الاحتجاجات تواصلت بشكل شبه يومي.

وتحمل الانباء القادمة من البحرين مظاهر الخوف، وان ربيع الثورات العربية امامه عوائق كبيرة، ويرى المحتجون أن الشعب لن يقبل الترقيع السياسي ويجب الاعتراف بحق الشعب في انتخاب حكومته وسلطة تشريعية كاملة وقضاء مستقل.

فيما يؤكد قادة المعارضة أن قطار التغيير لن يوقفه شيء، وإن الشعب البحريني انطلق من مخزون الوعي للتخلص من التهميش وسوء الوضع السياسي.

الى ذلك حذر مراقبون من أن الشر في البحرين يتطاير من السلطة، وربما ان قوة الاحتجاجات وضعت الأساس لعهد جديد. لكن المخاطر والتداعيات الأمنية تهدد في أعقاب الاحتجاجات حركة قمع واسعة النطاق... ويرى محللون سياسيون ان الوضع في البحرين سيكون غير مستقر في ظل النظام الحاكم. فهناك قضايا عالقة تهم البلد لم تحل والمتمثلة بالعملية الديمقراطية وانتقال السلطة.

لكن يبقى مصير الحكومة مهدد بالسقوط بسبب المسيرة الإجرامية التي قطعتها من خلال حكمها الذي فرض نفسه بالقوة والحديد.

إن الخوف الحقيقي بالنسبة للشعب البحريني ليس في حركة القمع لكن من توقف حركة الاحتجاجات، فخيار الشعب هو الذي يحدد مستقبل البحرين. فالوضع الأمني متردي وهناك حملة اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من البحرين يرافقها حملة احتجاجت ضد النظام القمعي.

تقول رولا الصفار الناشطة ورئيسة جمعية التمريض البحرينية البالغة من العمر 49 عاماً، عن الجمال الذي اتسم به دوار اللؤلؤة عندما كان يقصده عشرات الآلاف من البحرينيين في شهري فبراير ومارس للمطالبة بالحرية و الديمقراطية.

والصفار في الوقت الراهن تستيقظ في كل يوم لترى الكتابات الجدارية التي تدين ملك البحرين والعلب المستعملة للغاز المسيل للدموع والتي أطلقت لصد الاحتجاجات الليلية التي تحدث في حيها السكني. بحسب صحيفة واشنطن بوست.

الصفار التي تعمل في مستشفى السلمانية وهو أكبر مستشفى في البحرين، قالت بأنها معرضة لأن يتم اعتقالها في أي يوم من قبل الشرطة، أما جريمتها فهي على حسب تعبيرها انضمامها لحشود غفيرة من البحرينيين المطالبين بالديمقراطية، ومن ثم معالجة المحتجين الذين أصيبوا بنيران الشرطة والجيش. وبعد تسعة أشهر، تم تحطيم الآمال. تم سحق الانتفاضة، ولا تزال العائلة المالكة في موضع صنع القرار على الرغم من أنها تضررت بشدة من حملة القمع التي قامت بها.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي باتريك كوكبيرن أن المتظاهرين أصابهم الإحباط، وقد يصر المحتجون في البحرين على أن برنامجهم ديمقراطي، لكن الكل يدرك أن إجراء انتخابات نزيهة سيتمخض عن تغيير جذري يرفع الأغلبية إلى سدة الحكم بدلا من الأقلية. على أن ذلك لا يعني أن للمتظاهرين أجندة طائفية، فالأمر لا يعدو أن يكون ببساطة انقسامات سياسية انسجمت بالفعل مع التوجهات الطائفية.

وينسب الكاتب في مقاله إلى وزير في إحدى دول الخليج القول إن 2012 سيكون من أكثر الأعوام التي تتسم بعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق. ويتنبأ الوزير بارتفاع وتيرة العنف في كل البلدان العربية دون أن يكون هنالك رابح. الا ان البحرين ستبقى منقسمة على نفسها بينما ستلقي الاضطرابات هناك بآثارها على الدول الأخرى في المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/كانون الثاني/2012 - 8/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م