المعضلة العراقية... إصرار على الانقسام وتوسيع الفجوة الطائفية

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: لا تزال الأزمة السياسية الناجمة عن الصراع بين القادة السياسيين في العراق تراوح مكانها مما طغت المخاوف الأمنية. ولاشك ان مايحدث في العراق من دمار هو نتاج طبيعي لانقسامات سياسية وطائفية تقف خلفها كتل سياسية تؤمن بالانحياز للتكتلات الطائفية والسياسية بعيدا عن الاستحقاقات الانتخابية.

لازال العراق يدفع فاتورة العنف الذي نجح في حصاد أرواح الكثير من العراقيين اثر عمليات القتل الذي مارسته قوى عالمية تهدف الى فرض وجودها عن طريق دعم الحركات التي تؤمن بالعنف كوسيلة، وقوى أخرى تسعى لاستغلال عطف القادة من أجل بسط نفوذها، وفي خضم الصراع السياسي يرى مراقبون هناك غموض يلف المشهد العراقي خصوصا هناك ازمة بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون وتعد مشكلة اصدار مذكرة قبض بحق الهاشمي الذي اتهم بتدبير اعمال ارهابية، من المشاكل التي اريد لها ان تطيح بالعملية السياسية ومع اصرار الهاشمي بعدم تسليم نفسه للقضاء، او مغادرة العراق ومع واستمرار نهج الكتلة العراقية التي تقف دفاعا عن الهاشمي سيزداد الوضع تدهورا، وحتى المحادثات التي اجراها  رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري مع قيادات القائمة العراقية. إلا انها فشلت بسبب اصرار العراقية على موقفها. وهذا ترك العراق في دوامة العنف.

وربما ستعمل تلك التحديات من اجل خللت الوضع الأمني أكثر مما قد تطيح بما تحقق من تقدم امني، ويرى مراقبون أن الكتل السياسية تتبنى سياسات عنيفة ومثيرة للفتن. وفي حالة ازدياد الأحتقان فأن المسؤولية حينئذ ستقع على الجميع لأن ماجرى في العراق من اعمال عنف ترك أثرا في نفوس العراقيين وبالتالي سيخسر الجميع. فان سلسلة التفجيرات أتت نتيجة التجاذبات السياسية والمنعطف الذي شهدته سياسة التوافقات مما حرك الصراع الذي يعبر عن هشاشة النظام السياسي وعجز القادة عن الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل المشاكل العالقة.

لقد أصبح واضحا ان جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية، تريد الاستئثار بالسلطة وبالثروات. وأن وراء كل طرف جهة خارجية تدعمه في مواجهة الأطراف الأخرى. ومن هنا، فإن العراق، لايمكن أن يحفل بالاستقرار في هذه الحالة، لكن مع الاسراع لأنهاء الأزمة عبر الحوار والتفاهم قد ينهي هذا النزاع.

ويرى محللون سياسيون ان العراق سيخرج من أزماته في حالة توسيع دائرة المشاركة السياسية عبر اشراك جميع القوى الوطنية التي تهدف الى  تصحيح مسار العملية السياسية.

الولايات المتحدة من جهتها وجدت نفسها في مأزق أمام مايحدث من صراع وخصوصا بعد ان اوضح الجانبان العراقي والأمريكي طبيعة العلاقة بين البلدين مما دعا ذلك الولايات المتحدة الأمريكية  اللجوء إلى أساليب دبلوماسية عالية المستوى عبر زيارة وفود  لاخماد ما يجري من توتر سياسي يرى فيه مراقبون قد يشعل من فتيل الأحتقان الطائفي والسياسي وبالتالي قد يؤدي الى حرب داخلية.

أن التوترات السياسية جعلت الولايات المتحدة أمام مفرق طرق من توجيه مسارها في العراق. وهناك اسئلة حول وجودها الدبلوماسي الذي قوامه 16 الف فرد. غير أن نشاطات السفارة قد تتيح لها نفوذ على الشؤون السياسية.

وتأمل إدارة أوباما على المدى القصير أن تساهم اتصالاتها الرفيعة المستوى في تهدئة تلك التوترات. يذكر ان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أودييرنو التقى المالكي واجراء اتصال هاتفي بين  نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مع العديد من القادة العراقيين حول الأزمة.

وبالنظر لطبيعة التحالف العراقي الامريكي اصبح العراق اليوم في موقع مهم يتطلب من الدولة الحليفة ان تحض حلفاءها في المنطقة بتوجيه رسالة ايجابية إلى قادة العراق بالتخلص من الاضطرابات التي تعصف بالدولة، وكذلك احترام الديمقراطية وارادة الشعب العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/كانون الأول/2011 - 3/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م