المخدرات حول العالم... أذرع أخطبوطية وطوابير مدمنين

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تفتك المخدرات بالملايين من البشر في كل عام، كما تسيطر عصابات ومافيا المخدرات ذات الأذرع الأخطبوطية على مفاصل مهمة وقطاعات مؤثرة في كثير من المجتمعات والدول النامية والمتقدمة، وقد استخدمت هذه الشبكات كل امكاناتها الربحية العالية في بث الرعب والقتل والتهديد للمخالفين والمحاربين لنهجهم الاجرامي من رجال امن وقضاة وصحفيين، اضافة الى عمليات شراء الذمم لفئات اخرى مهمة.

وقد استغل التجار في عمليات تهريب وبيع المخدرات ضعف النساء والمراهقين والمحتاجين، وتحت ضغط التهديد واغراء المال، فيما اتخذت ابعاد هذه التجارة منحاً اكثر خطورة وانتشاراً من خلال استخدام الانترنت كوسيلة للعرض والترويج للمنتجات الجديدة وكذلك للبيع وكسب الزبائن، والذي ساهم في ازدياد عدد المدمنين حول العالم.

الإتجار المكسيك

فقد بلغ عدد الاغتيالات المرتبطة بالإتجار بالمخدرات في المكسيك إلى 10022 عملية اغتيال خلال التسعة اشهر الأولى من العام الجاري، بحسب احصائيات نشرتها مجلة "ريفورما"، وحسب "عداد عمليات الاغتيال" الذي وضعته الصحيفة، تتركز نصف العمليات في أربع ولايات، وتتصدر اللائحة كل من ولايتي شيواوا ونويفو ليون المتاخمتين للولايات المتحدة مع 1567 و1418 عملية اغتيال على التوالي، تتبعهما ولاية غيريرو مع 1348 عملية وسينالوا مع 1080 عملية على ساحل المحيط الهادئ، ولم تنشر بعد السلطات المكسيكية احصائيات رسمية حول عمليات القتل المرتبطة بالإتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة في العام 2011، ويعاني المكسيك ارتفاعا في منسوب العنف جراء حرب بلا هوادة تتواجه فيها كارتلات المخدرات من جهة والقوى الأمنية والعسكرية من أخرى، فالأخيرة تشن منذ كانون الاول/ديسمبر 2006 حملة وصلت حصيلتها إلى اكثر من 41 ألف قتيل خلال خمسة أعوام، بحسب مصادر حكومية وإعلامية متطابقة، وفي العام 2010، تم تسجيل 24374 عملية قتل وهو رقم قياسي بحسب المعهد الوطني للجغرافيا والإحصائيات الذي لا يميز بين العمليات الناجمة عن النزاعات بين تجار المخدرات وتلك التي يخلفها الصراع بين السلطات وكارتلات المخدرات. بحسب فرانس برس.

نساء ضعيفات

في ساق متصل اقتحم مروجو مخدرات منزل المكسيكية مارتا لوبيز وقد علموا بأنها تستعد للذهاب إلى الولايات المتحدة لزيارة ابنها المريض، فأرغموها على تهريب بعض المخدرات المخصصة للسوق الأميركي، وفي حين كان أحد الرجال يوجه مسدسا صوبها، كانت إحدى النساء تضع على خصرها شريطا لاصقا يحتوي على مخدرات مصنعة، لتنقلها معها في الطائرة، وتم توقيفها في المطار، وكان ذلك منذ ثلاث سنوات وهي ما زالت تمضي مذ ذاك الحين تمضي عقوبة بالسجن تمتد على عشرة أعوام، وذلك في سجن النساء في كولياكان في ولاية سينالوا معقل كارتيل المخدرات المكسيكي الرئيسي في شمال غربي البلد، تورط النساء في المكسيك أكثر فأكثر في تجارة المخدرات، وهن يستخدمن في معظم الأحيان ك"وسيلة" لنقل المخدرات طوعا أو إكراها، من دون أية حماية، وفي حال تم الإمساك بهن، تفرض عليهن عقوبات صارمة، إلى ذلك، تم توريط نساء أخريات في تبييض الأموال وعمليات اغتيال، كما عثر على بعض منهن مقطوعات الرأس، وتخبر مارتا لوبيز من زنزانتها التي أمضت فيها ثلاثة أعوام حتى الآن "شعرت بخوف شديد لكنني أردت رؤية ابني الذي يعيش في سان كوينتين، قالوا لي إنهم سوف يقتلونني إذا ما أبلغت عنهم". بحسب فرانس برس.

وقد تضاعف عدد السجينات في المكسيك مرتين خلال السنوات العشر الأخيرة ليصل حاليا إلى 11000 سجينة، ثلثهن متورطات في تجارة المخدرات بحسب وزارة الأمن العام، لكن النساء لا يشكلن إلا 5% من إجمالي السجناء، ويروي الفيلم المكسيكي "ميس بالا" (2011) قصة شابة مرشحة لإحدى مسابقات الجمال، تنخرط في عالم تجارة المخدرات وتشهد على أنشطة تندرج في إطار الجريمة المنظمة، والفيلم مستوحى من قصة حقيقية تم خلالها توقيف ملكة جمال في العام 2008 لتورطها في قضية مخدرات، ويظهر الفيلم إمرأة سلبية تمتثل لأوامر المجرمين في مجتمع ذكوري، كذلك يسلط الفيلم الضوء على المخاطر المحدقة بسكان المناطق المتأثرة بالعنف الناجم عن تجارة المخدرات التي أودت بحياة أكثر من 45 ألف شخص في المكسيك منذ العام 2006، وتشكل السيارات الفارهة في شوارع كولياكان خير دليل على الثروات التي جناها بعض سكان المنطقة التي تعتبر معقل كارتيل سينالوا وهو أكبر مجموعة تجار مخدرات في المكسيك برئاسة خواكيم غوزمن الملقب بـ"إل تشابو"، من جهة أخرى تضطلع بعض النساء في الولاية بمسؤوليات كبيرة ضمن العصابات، من أمثال بلانكا كاثيريس الملقبة بـ"الإمبراطورة" وسندرا أفيلا الملقبة بـ"ملكة المحيط الهادئ" اللتين تعملان لصالح الكارتيل، لكن غالبية النساء المتورطات هن فقيرات وأميات في معظم الأحيان.

وتشرح إلينا آثاوولا من المركز المكسيكي للأبحاث في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية، "يقع اختيار العصابات الإجرامية على النساء لأنهن أكثر ضعفا (من الرجال) وأقل قدرة على الدفاع عن أنفسهن"، كذلك، فإن العقوبات التي تفرض عليهن هي جد صارمة، وتوضح تيريسا غويرا وهي محامية عضو في جماعة نسائية محلية، "في معظم الأحيان تترك السجينات لوحدهن وما من أحد ليدافع عنهن، لكن في بعض الحالات تكون السجينات صديقات تجار مخدرات أو مجرمين مأجورين، وعلى دراية بأعمال شركائهن، وفي بعض الأحيان يشاركنهم في أعمالهم"، وأكثر من نصف السجينات البالغ عددهن 75 امرأة في سجن كولياكان المحاط بالأسوار والأسلاك الشائكة، متهمات بقضايا مرتبطة بتجارة المخدرات، وعلى سبيل المثال، عرض تجار مخدرات على خوسيفا كارينو ألف دولار لتنقل في حافلة متجهة إلى الولايات المتحدة الميثامفيتامين وهو مخدر مصنع يسهل إدمانه وتخبئه في قوارير لبن الزبادي، أما ميرسيديس رودريغز، فهي تقر في مبادرة نادرة بأنها قامت بما أتت به ليس فقط بهدف تكسب المال بل أيضا حتى تشعر بلذة الخطر، لكنها تقول وهي تسمح الدموع من عينيها إن ثاني أبنائها قطع علاقته بها عند دخولها السجن منذ سنتين.

نفق الى امريكا

من جانبها قالت السلطات الأمريكية والمكسيكية إن الشرطة اكتشفت "نفقا كبيرا لتهريب المخدرات عبر الحدود" من المكسيك الى كاليفورنيا وصادرت أكثر من 17 طنا من الماريوان، وقالت وكالة الهجرة والجمارك الامريكية ان النفق الذي يبلغ طوله حوالي 370 مترا يربط بين مستودعات في المنطقة الصناعية جنوب سان دييجو ومدينة تيخوانا المكسيكية الحدودية، وقالت الوكالة ان مسؤولين اتحاديين أمريكيين اكتشفوا النفق بعدما أوقفت الشرطة شاحنة بضائع صغيرة شوهدت تغادر مستودعا بالقرب من ميناء اوتاي ميسا واعتقلت رجلين، وكشف تفتيش لاحق للمبنى مدخل النفق في الارض، وفي قاع حفرة طولها ستة أمتار كان هناك ممر 1.2 متر في 0.9 متر وبه دعائم هيكلية وكهرباء وفتحات تهوية، وتيخوانا هي البوابة الرئيسية لاطنان من المخدرات تدخل كاليفورنيا من المكسيك، وفي العام الماضي اكتشفت السلطات نفقين كبيرين يربطان المدينة الصناعية بالقطاع المتاخم للحدود الى الجنوب من سان دييجو، والمكسيك تقع في قبضة عنف وحشي لتجار المخدرات أودى بحياة أكثر من 42 الف شخص منذ تولي الرئيس فيليبي كالديرون منصبه قبل خمس سنوات وأرسل الجيش لسحق هذه العصابات القوية، وذكرت السلطات أيضا أنها عثرت على نفق مخدرات أصغر بكثير يمر تحت الحدود من ولاية سونورا شمال المكسيك الى ولاية اريزونا الامريكية. بحسب رويترز.

طفرة عقارية في بوليفيا

الى ذلك تتغير ملامح مدينة لا باز الواقعة في جبال الأنديز من جراء الطفرة العقارية التي تعكس النمو الاقتصادي ومن جراء أيضا تجارة المخدرات التي تبيض اموالها بحسب بعض الخبراء في بلد يعتبر من أفقر دول أميركا الجنوبية، وتحافظ العاصمة المتمركزة في واد على علو 3600 متر على طابعها الأنديزي الذي لا مثيل له لكن المباني تنتشر بسرعة كبيرة ناهيك عن الورش الاخرى قيد البناء، والأمر سيان بالنسبة إلى مدن أخرى من قبيل سانتا كروز (الشرق) وكوتشابامبا (الوسط) وسوكر إي تاريخا (الجنوب)، وفي إحدى الدراسات الأكثر شمولية في هذا المجال، أكدت شركة الاسمنت "سوبوتسي" في العام 2010 أن "مساحة الامتار المربعة التي شيدت مؤخرا وسلمت توازي 24 مبنيا من 100 طابق لكل مبنى"، وقد ارتفعت مبيعات الاسمنت بنسبة 12% في العام 2008 و13% في العام 2009 في حين نما قطاع البناء بمعدل 10% في السنة أي ضعف اجمالي الناتج المحلي، وكما هي الحال في البلدان جميعها، يعكس النمو العقاري دينامية اقتصادية ووفرة سيولة، ويشرح الاقتصادي ألبيرتو بونادونا من جامعة "سان أندريس" أن هذه السيولة "متأتية من الصادرات بدفع من الارتفاع الهائل في اسعار المواد الأولية" بالإضافة إلى التحويلات المالية التي يرسلها البوليفيون من الخارج والقروض الميسرة ومن طبقة متوسطة بدأت تظهر في بلد معروف بفقره، ومن بين هذه "الصادرات" المعادن والنفط بطبيع الحال وكذلك الكوكايين التي تعتبر بوليفيا ثالث مصدر لها على الصعيد العالمي، وتزداد المساحات المزروعة بورق الكوكا من سنة إلى أخرى وهي تصل راهنا إلى 31 ألف هكتار بحسب تقديرات الأمم المتحدة. بحسب فرانس برس.

ويفسر الاقتصادي نابوليون باشيشو من معهد "فونداسيون ميلينيو" قائلا "في البلدان التي تزدهر فيها تجارة المخدرات، يشكل قطاع العقارات منفذا لتبييض الأموال من خلال تشييد مبان وشراء شقق وبيعه، ولا شك في أن ذلك يؤثر على الطفرة الحالية"، وغني عن القول ان ما من دراسة تربط بوضوح طفرة المباني بتبييض الأموال لكن يذكر أن آخر طفرة عقارية شهدتها البلد كانت في الثمانينيات عندما بلغت تجارة المخدرات أعلى مستوياته، ويوضح ألبيرتو بونادونا أنه "كل ثمانية دولارات متأتية من الصادرات الشرعية، يقابلها لار من التجارة غير الشرعية"، ويشير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن تجارة المخدرات تشكل ما بين 3 و 5% من اجمالي الناتج المحلي في بوليفي، لكن لهذه الطفرة أسباب طوبوغرافية أيضا فلم تعد المدينة الواقعة في قلب واد تتسع إلا لمبان عمودية، وفي حي ميرافلوريس السكني، تهدم المنازل لتشييد مبان من خمسة طوابق، غير أن المدينة التي تقع على ارض صلصالية معروفة بهزاته، وقد ادى صدع جيولوجي معروف وانزلاق التربة البطيء، إلى تدمير 1500 مسكن في بداية العام 2011، كما يخشى من أن يستلزم هذا التحضر "توسيع شبكة الخدمات الأساسية والنقل مما يعتبر عملية جد معقدة في ظل تضاريس المدينة"، على حد قول المهندس خافيير كريسبو المستشار في البلدية، لكن من سيوقف هذا التوسع؟، ويقول خبراء اقتصاد ان فقاعة عقارية تتشكل الان وقد يكون لانفجارها تداعيات أليمة على الأسر البوليفية التي تغرق في الديون من دون التمتع بقدرة شرائية.

المخدرات الجديدة

فيما حذر المرصد الاوروبي للمخدرات والادمان ان بروز مخدرات جديدة بانتظام بعضها يباع عبر الانترنت كمواد قانونية يشكل "تحدي العقد" بالنسبة لاوروبا راهن، وفي تقريره السنوي الذي نشره مؤخراً في لشبونة اعتبر المرصد في المقابل ان استهلاك الكوكايين "قد يكون وصل الى الذروة فيما القنب الهندي "تراجع في صفوف الشباب" والمخدرات المركبة الاصطناعية مثل حبوب اكستازي والانفيتامين "فتشهد استقرارا او تراجعا طفيفا بشكل عام"، اما على جبهة المخدرات الجديدة، رصدت 39 مادة جديدة منذ مطلع السنة الراهنة بعد 41 رصدها المرصد والانتربول في العام 2010و وتتم تاليا مراقبة كثر من 150 مادة بواسطة نظام الانذار الاوروبي المبكر، واعتبر المرصد الاوروبي للمخدرات والادمان ان "البروز السريع لمواد جديدة غير مراقبة غالبا ما تباع تحت تسمية "مولدات قانونية للنشوة" يشكل تحديا متزايدا في اوروبا وعلى الصعيد العالمي"، وقال فولفغانغ غوتز مدير المرصد ان "سياسات مكافحة المخدرات والتحركات الاوروبية يجب ان تكون مصممة من الان وصاعدا لمواجهة تحديات العقد المقبل" مع بروز هذا الوضع الجديد، وتكمن الصعوبة الرئيسية في مواجهة هذا البروز، في "التفاعل المتزايد" بين اسواق "مولدات النشوة القانونية" و "المواد المحظورة" على ما جاء في التقرير الذي شدد على ظهور عدد قياسي من المتاجر بلغ 600 تبيع عبر الانترنت هذه المواد، ويأتي المرصد خصوصا على ذكر مادة الميفيدرون وهي مخدرات مركبة قريبة من الكوكايين او الاكستازي التي تباع عبر الانترت ك"مولد نشوة قانوني" و بواسطة الشبكات غير "القانونية". بحسب فرانس برس.

وغالبية المخدرات الجديدة هي خصوصا من مشتقات القنب المركبة والقات الاصطناعي المركب او مشتقات اصطناعية من الادوية مثل الكيتامين والفيسيكليدين، وقال فولفغانغ غوتز "على غرار العالم الذي نعيش فه فان سوق المخدرات يتطور بسرعة وبطريقة عالمية ليتكيف مع التهديدات والفرص المتاحة"، الا ان التقرير يعكس صورة اكثر ايجابية بقليل فيما يتعلق بالكوكايين والقنب، فهو يشير الى "بعض المؤشرات الايجابية بان استهلاك الكوكايين قد يكون وصل الى الذروة وان استخدام القنب قد تراجع في صفوف الشباب"، من بين هذه "المؤشرات" هو ان دولا مثل الدنمارك واسبانيا وايطاليا وبريطانيا هي اربع من خمس دول تسجل اعلى مستويات الاستهلاك شهدت "تراجعا في استهلاك الكوكايين في الاشهر الـ12 الاخيرة لدى البالغين الشباب (15 الى 34 عاما)" وهو ميلس جل اضا في كندا والولايات المتحدة، وقد تفسر الازمة الاقتصادية التي تمر بها دول اوروبية عديدة جزئيا هذا التراجع وخصوصا ان سعر الكوكايين مرتفع نسبيا ويراوح بين 50 و80 يورو للغرام، وبموازاة ذلك ارتفعت عمليات ضبط الكوكايين من 56 الفا العام 2004 الى 99 الفا العام 2009، واشار المرصد كذلك الى ان تراجع استهلاك القنب مرتبط جزئيا بتراجع استهلاك التبغ اذ ان المادتين غالبا ما تستهلكان مع، الا ان القنب الهندي يبقى نوع المخدرات "الاكثر انتشارا وشعبية في اوروبا"، اما بالنسبة للانفيتامين واكستازي فاشار المرصد الى ان الميول في السنوات الخمس الاخيرة تظهر استخداما "مستقرا او بعض التراجع" لدى البالغين الشباب في فئة 15 الى 34 عاما.

حظر سياح المخدرات

من جهتها فرضت بعض مقاهي بيع مخدر الحشيش في مدينة ماستريخت الحدودية الهولندية حظرا على بعض السياح مؤخر، وتقول سلطات المدينة ان فيض السائحين القادمين لشراء المخدرات يهدد النظام العام ويخلق مشاكل مرورية، ويقول اصحاب المقاهي ان الحظر لن يجدي نفعا وسيسبب ضررا للاقتصاد المحلي، الا ان الحظر لا ينطبق على السائحين من المانيا وبلجيكا، وهم الغالبية العظمى من الزبائن الاجانب للمقاهي، وتاتي تلك الخطوة فيما يناقش البرلمان الهولندي اقتراحا بحظر على مستوى البلاد، وتقول انا هوليغان انه ينظر للحظر كاختبار لمدى امكانية تطبيقه في مدن هولندية اخرى، وهناك نحو 700 مقهى في هولندا تصنع وتبيع المخدرات رغم ان ذلك ليس مرخصا لكنه لا يعد جريمة، ويزو حوالى 6 الاف شخص مقاهي ماستريخت يوميا، اغلبهم ياتي عبر الحدود من المانيا وبلجيك، لكن لاحقاً سيطلب من اي زائر لا يحمل الجواز الهولندي او الالماني او البلجيكي ان يرحل، وتم وضع اجهزة كشف اليكتروني للتدقيق في جوازات السفر وبطاقات الهوية كما ستقوم الشرطة بعمليات تفتيش مفاجئة، الا ان منتقدي الحظر يقولومن انه يتعارض مع سياسات الاتحاد الاوروبي بشأن المساواة وحرية الانتقال، ويقول رئيس اتحاد مقاهي ماستريخت مارك جوسمانز ان الحظر سيؤدي الى اضرار اكثر من المنافع، فالسياح الذين تجذبهم المقاهي ينفقون سنويا ما يصل الى 140 مليون يورو في اماكن اخرى بالمدينة، ويقول المراسلون ان وزارة العدل الهولندية تريد ان تعمل المقاهي مثل النوادي الخاصة المغلقة على اعضائها فلا تقدم خدماتها الا للسكان المحليين، وكانت محكمة العدل الاوروبية قضت في ديسمبر/كانون الاول الماضي بان بامكان السلطات الهولندية حظر السائحين من مقاهي بيع الحشيش لانها تحارب سياحة المخدرات. بحسب بي بي سي.

72 ألف سعودي تحت العلاج

من جهة اخرى كشف مسؤول سعودي أن عدد السعوديين الذين يتلقون العلاج من إدمان المخدرات خلال العام الماضي، بلغ 72 ألفاً و700 شخص، وقال مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية المستشار الدولي في الأمم المتحدة، عبدالإله الشريف، إن عدد المتهمين بقضايا تهريب وترويج المخدرات خلال العام الماضي، تجاوز 43 ألف متهم في 33 ألفاً و795 قضية، ونقلت صحيفة «عكاظ» عن الشريف تأكيده أن عدد المدمنين والمراجعين للعيادات الخارجية، والمراجعين للبرامج التأهيلية بمستشفيات الأمل العامة (الخاصة بعلاج الإدمان) خلال العام الماضي، بلغ 72 ألفاً و700 شخص، بواقع 37 ألف مراجع لمستشفى الأمل في الرياض، و18 ألفاً في جدة، و12 ألفاً في الدمام و5700 مراجع في منطقة القصيم، وقال إن عدد القضايا المسجلة بلغت 33 ألفاً و795 قضية خلال العام الماضي، ما يدل على أن المملكة مستهدفة من قبل مهربي ومروجي المخدرات، وأوضح الشريف أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات شرعت باعتماد خطة تتضمن طرق التواصل مع كل فئات الشباب والفتيات، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» لبث رسائل التوعية والوقاية، ولتحصينهم ضد عصابات ترويج المخدرات إلكترونياً. بحسب يونايتد برس.

الترويج الكترونياً

بدورها ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الشرطة الصينية اعتقلت 12125 شخصا خلال حملة على بيع المخدرات عبر الانترنت وصادرت اكثر من 300 كيلوجرام من المواد المخدرة، وقالت الوكالة ان الشرطة تلقت معلومات عن حجم المشكلة بعد الكشف عن غرف للدردشة في مدينتين بغرب البلاد وهما لانتشو وشيان كانت تستغل لبيع المخدرات، ونقل عن ضابط شرطة قوله "كان يسمح للزوار الجدد بدخول غرفة الدردشة فقط بعدما يقدمه "معارفه" ويأخذ المخدرات عبر كاميرات الانترنت"، وبدأت الشرطة في اعتقال المشتبه به في مطلع سبتمبر ايلول وفقا لما ذكره التقرير الذي اوضح ان اصغرهم يبلغ من العمر 14 عام، واضافت "تحول المشتبه بهم في اعمال جنائية الى الانترنت لصعوبة الكشف عنهم"، وقالت شينخوا انه يتعين على مواقع الانترنت ان تتحمل مسؤوليتها "في محاربة مثل هذه الانشطة غير المشروعة " وانه ينبغي سن قوانين جديدة للتعامل مع هذه المشكلة الجديدة. بحسب رويترز.

الخشخاش في ميانمار ولاوس

من جانب اخر قال تقرير للامم المتحدة ان زراعة الخشخاش الذي يصنع منه الافيون عادت للارتفاع في ميانمار ولاوس رغم الحملات الحكومية للقضاء عليها حيث اغرت الاسعار العالية والطلب القوي من الدول المجاورة المزارعين الفقراء في هاتين الدولتين، وأظهرت عمليات مسح مشتركة بالاقمار الصناعية وطائرات الهليكوبتر نفذها مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة وحكومتا ميانمار ولاوس ان مساحة الارض المزروعة بالخشخاش الذي يصنع منه الافيون والهيروين زادت بنسبة 14 بالمئة في ميانمار وبنسبة 38 بالمئة في لاوس مقارنة بالعام الماضي، وتشكل الدولتان جزءا مما يسمى (المثلث الذهبي) بمنطقة جنوب شرق اسيا والذي انتج في السابق اكثر من 70 بالمئة من الهيروين في العالم، وتسهم ميانمار بنسبة 91 بالمئة من الانتاج الاقليمي وبنسبة تقدر بتسعة بالمئة من الانتاج العالمي. بحسب رويترز.

وتوفر افغانستان ثلاثة ارباع الانتاج العالمي على الاقل، وكشف المسح أن زراعة الخشخاش في منطقة جنوب شرق اسيا قفزت بنسبة 16 بالمئة عام 2011 وان مساحة الارض المزروعة زادت الى الضعف مقارنة بخمس سنوات مضت، وقال يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة "هناك حاجة للاعتراف بان انعدام الامن والاستقرار السياسي والتنمية المستدامة من العوامل الرئيسية وراء زيادة انتاج الافيون"، وزادت زراعة الخشخاش للعام الخامس على التوالي في ميانمار بعدما تراجعت لست سنوات، واظهر المسح ان نحو 107700 فدان من الاراضي استخدمت لانتاج الافيون بزيادة نسبتها 14 بالمئة عما كانت عليه عام 2010، وفي لاوس لازالت المساحة الاجمالية اقل مما كانت عليه قبل عشر سنوات لكنها زادت بنسبة 38 بالمئة عن عام 2010.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/كانون الأول/2011 - 2/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م