الرياضة مع الزوج... فوائد ذات مردودات خاصة

شبكة النبأ: عندما يقرر الزوجان العمل معا خارج المنزل أو ممارسة الرياضة بشكل مشترك فعليهما تذكر أن هذه المشاركة يمكن أن تقوي العلاقة بينهما، ولكن من ناحية أخرى يجب عليهما إدراك أن التنافس الشديد يمكن أيضا أن يعرض هذه العلاقة للإحباط.

وقد يبدأ التشارك _او التنافس_ بين بعض الأزواج داخل غرفة المعيشة حول من يمسك بـ"الريموت كنترول"، او قد يشمل ارتداء حلة التدريب الرياضي والخروج من المنزل، فالمشاركة في ممارسة الرياضة يمكن أن تخفف من التوتر الذي يطرأ على العلاقة بين الزوجين.

وقد يكون توجيه تعليمات من الشريك أثناء ممارسة الرياضة أكثر صعوبة، فهو لا يظل على المستوى الموضوعي وإنما يتوجه إلى مستوى العلاقة مباشرة. وفي هذا الصدد فإن تلقي التعليمات يثير بسرعة الشعور بالقصور، بينما يدعو خبرء نفسيون الى إظهار البطاقة الحمراء للشريك الذي يقوم بدور المعلم، اذ إنه أمر حقيقي أن يمكن لأحد الزوجين أن يعلم الآخر كيف يلعب الرياضة ولكن هذا يتطلب مهارات تعليمية خاصة.

تجنب المنافسة

اذ تقول بنتي كلاين وهي إخصائية نفسية ألمانية في كتاب ألفته عن السعادة والتغلب على الضغوط التي تتعرض لها العلاقة الزوجية إن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة من أجل الترفيه وأيضا أولئك الذين يتبعون هدفا محددا مثل إكمال سباق ماراثون يمكن أن يشعروا بالكثير من الأحساسيس الإيجابية.

ويرى الإخصائي النفسي في مجال الرياضة ينز كلينرت الذي يعمل في أكاديمية للرياضة في مدينة كولونيا المشاركة في ممارسة الرياضة من منظور اجتماعي نفسي، ويقول إن كل شريك في علاقة لديه الهوية الخاصة به وكذلك هوية جمعية، ويمكن للرياضة أن تكون وسيلة لتطوير كلتا الهويتين. ويوضح كلينرت أن من المهم إحداث توازن عند المشاركة في الرياضة، فعندما يتشارك الزوجان بالفعل في القيام بالعديد من الأعمال فيجب أن تخدم الرياضة هدف تدعيم الهوية الخاصة للشريك، وإذا تشارك الزوجان في بضع أنشطة أخرى فيصبح للرياضة معنى كبير لتدعيم الهوية الجمعية للزوجين. وينصح كلينرت باختيار نوعية الرياضة الجماعية التي يشارك فيها فريق مثل التجديف، اذ أن هذه النوعية تقوي الروح الجماعية.

فرصة للتحدث

من جانب اخر، يفضل كريستيان ثيل وهو مستشار في شؤون العزاب والعلاقة بين الأزواج الرياضات التي تتيح الفرصة للتحدث بين الزوجين، ولا يحبذ رياضة السباحة كنشاط مشترك بين الزوجين، ويقول إن رياضة الهرولة ليست مناسبة أيضا لأن المشاركين فيها لا يمكنهم تبادل الحديث بسهولة، والقاعدة الأساسية تتمثل في أن كل ما يحبه الزوجان يمكن أن يصبح رياضة مشتركة.

غير أن ثمة جانبا مختلفا للموضوع، فيقول ثيل إنه حتى عندما يجد الزوجان نوعية من الرياضة يمكن أداؤها بشكل مشترك، فلا يعني ذلك حل كل المشكلات، فالرجال يريدون غالبا إنجاز الكثير وهم يسعون للمنافسة بجدية، ويفكر الكثيرون في فترة شبابهم، عندما كانوا يتمتعون باللياقة البدنية وينقلون هذا الشعور إلى العلاقة، ويريدون أن يبرهنوا على أنهم لا يزالون يتمتعون بالقوة والنشاط.

ويضيف ايضا "عندما لا يستطيع الشريك قبول التحدي فيمكن أن يثير الأمر مشاعر الإحباط، وعندما يفكر أحد الزوجين على الدوام بأنه يجب عليه التفوق على الطرف الآخر فإنه يمكن ربط هذا التفكير بالإفتقار إلى تقدير الذات. ويقول كلاين إن أدراك أحد الزوجين أنه يسعى للمنافسة بشدة فعليه يطرح السؤال الأكثر عمومية وهو ما إذا كان ذلك نتيجة أنه يشعر بأنه أقل قيمة في العلاقة الزوجية ويتعين عليه دائما أن يثبت ذاته.

ويضيف كلينرت إن المنافسة تعد جزءا طبيعيا من الرياضة، ويتساءل عما إذا كان التنافس جائزا أيضا في العلاقة بين الزوجين. ويعرب كلينرت عن ثقته بأنه يمكن أن يكون جائزا وإن كان ذلك يتوقف على قوة العلاقة. ويوضح أن بعض الأزواج يمكنهم بوضوح الفصل بين التنافس بينهما في الملعب وبين استمرار العلاقة بينهما بشكل طبيعي. فيمكن للزوجين أن يتنافسا بقوة لمدة ساعة في ملعب للتنس ثم يعودان الى المنزل متشابكي الذراعين، ومادام التنافس يظل محصورا في الملعب أو طوال ممارسة الرياضة فلن يمثل السلوك التنافسي مشكلة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ولكن عندما تسير الأمور على ما يرام ويشعر الشريك بأن مهاراته تلقى القبول هنا تتكشف الاثار الإيجابية لممارسة الرياضة معا، والأهم أن المشاركة في النشاط الرياضي تعطي دافعا للتواصل بين الزوجين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/كانون الأول/2011 - 25/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م