السعودية والأبعاد طائفية مقيتة

صحيفة تتلاعب باسم الإعلامي "عبد الزهرة زكي" وتحوله إلى "عبد رب الزهرة"!

تقرير: منتصر الطائي

 

شبكة النبأ: أثار تلاعب إحدى الصحف السعودية، باسم الإعلامي والشاعر العراقي عبد الزهرة زكي، حفيظته مع آخرين من الأوساط الإعلامية والثقافية، حينما عمدت الصحيفة على تغيير اسمه من "عبد الزهرة زكي" إلى "عبد رب الزهرة زكي".

وكان الإعلامي والشاعر العراقي عبد الزهرة زكي قد نشر على صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي الـ "الفيس بوك"، موضوعا استهله بـ "في العربية السعودية.. يتحول اسمي في خبر منشور عن كتاب لي في صحيفة الشرق من (عبد الزهرة) الى (عبد رب الزهرة)".

واعتبر زكي ان ما قامت به هذه الصحيفة السعودية انما هو "تفسير ضيق الأفق ولا يتورع عن إظهار نزعة تفسيرية طائفية تقلب الأسماء بما تراه". مشيرا الى ان الصحيفة "متغافلة عن ان العبودية في مثل هذه التسمية وسواها هي غير عبودية الله التي لا يمكن ان يحتكرها الإخوة هناك".

وكانت صحيفة "الشرق" وهي صحيفة سعودية يومية شاملة، قد نشرت قبل بضعة أيام، عرضاً لكتاب شعري نظم قصائده الشاعر العراقي عبد الزهرة زكي واسماه "شريط صامت"، واستهلت الصحيفة ما نشرته بعنوان "كتاب شعري يحكي أهوال الموت والدم في العراق... (شريط صامت) للشاعر عبد رب الزهرة زكي".

ولفت زكي في تعليقات له الى ان "صحيفة الحياة كانت أكثر لطفا فقد امتنعت عن نشر مادة نقدية عن شعري بسبب الاسم وما يمكن ان يتسبب به من حرج لها ولمحررها".

وقال ان ما قامت به صحيفة الشرق "أعادني الى الثمانينات حين عرض صديق من (العربية السعودية) أن اكتب بشكل دوري في صحيفة يعمل فيها في الرياض..وتفاديا لحرجه أبلغته انه سيواجه مشكلة الاسم، اسمي، ولم يجد الرجل سوى ان يضحك ويصمت".

وأردف في تعليق آخر "إذا شئنا محاكمة التسميات وبنفس المنطوق المذهبي الذي حاكم اسمي.. فإن تسمية المملكة بالسعودية تتعارض مع كون (الملك لله) سواء على الارض او في اي مكان في الكون".

مدير تحرير مجلة الرياحين للأطفال يدعى ميثم العتابي هو أحد الناشطين على صفحات الـ "فيس بوك"، لفت الى ان ما قامت به هذه الصحيفة السعودية يذكره باللاعب العراقي الدولي "علاء عبد الزهرة"، حين كانوا يسمونه "علاء الزهرة".

فيما أشارت الصحفية العراقية دلال جويد والتي عملت في صحيفة البيان الإماراتية بحسب ملفها الشخصي في الـ "فيس بوك" الى انني "كنت اعرف مجلة في الإمارات لا تنشر نصوص الشعراء العراقيين بسبب أسمائهم الشيعية خاصة التي تبدأ بعبد، بغض النظر عن مستوى نصوصهم".

مشيرة الى ان ذلك يجري في هذه المجلة الإماراتية بالرغم من ان "القائمين عليها يفترض أنهم شعراء وأدباء"، ودعت جويد، زكي إلى عدم الاهتمام بالتلاعب باسمه وقالت "هذه حال الرؤية الضيقة إن كانت هناك رؤية من الأصل".

وأضافت لقد "عملت في الصحافة الخليجية أكثر من 12 عاما وزاملت صحافيين عرب من مختلف الجنسيات... واعرف كل هذا الدخان الذي يغلف أرواحهم".

الفنان التشكيلي احمد العبيدي عد ذلك "جمودا عقليا وعقلا نقليا" مشيرا الى ان ذلك يدل على ان هناك من هم "محاصرون بالماضي وسجن الشكل الواحد". فيما سجّل الناشط على شبكة الـ "فيس بوك" علي السعدي استغرابه من هذا التصرف وقال "العربان يتصورون أنهم قيمون على ذات الله أكثر من أي أحد آخر".

ناشط آخر يدعى احمد السعدي، يعتقد " ان المحررين في الجريدة يعون تماماً تفاهة هذا الموضوع، ولكن هناك رقابة أعلى منهم، رقابة ضيقة الأفق"، منوّها الى انها رقابة "تتحدث عن عبد المطلب وعبد يغوث تحت صوامع الجوامع دون تغيير في أسمائها لأنها أسماء علم، بتغييرها يتغير موضوع الحديث اصلاً".

ويرى السعدي انه "كان من الممكن اللجوء الى خيار أجدى وهو إزاحة (أل) التعريف فيغدو عبد زهرة زكي، وعدم حشر كلمة كاملة وسط الاسم" لينهي كلامه بـ "هذه ضريبة خصوصية الاسم وفرادته".

وروى الكاتب العراقي باسم المرعبي ان الصحفي السعودي وناشر ايلاف عثمان العمير قد قاطع ابوه شقيقه ـ عم عثمان ـ لسنوات طويلة لا لسبب إلا لأن عم عثمان كان يسكن العراق، معللاً ذلك بقوله انه يسكن أرض الكفر!! وكان عثمان مستنكراً لموقف أبيه. في إشارة الى الذهنية الموجودة لدى بعض دول الخليج العربي.

ويشير التدريسي في كلية الآداب بجامعة بغداد عبد الخالق شبلي  الى ان "صحيفة الحياة حين نشرت خبر قطع رأس محمد عبد الامير قالت (تطبيق القصاص بحق محمد عبد رب الأمير)". وكأنه يربط بين ما قامت به صحيفتي الحياة والشرق بتساؤل "ما الذي يجبر محرر يعي تفاهة الموضوع على الاستمرار بالعمل مع صحراويين لم يأخذوا من الصحراء اتساع افقها وجمال التأمل فيها؟".

وفي رد للناشط فريد البدري على الشاعر عبد الزهرة زكي قال "لو كان اسمك نتنياهو او مردخاي او شمعون بيرز لنشروا اسمك".

ويستغرب الإعلامي العراقي فيصل عبد الحسن عبر صفحات الـ "فيس بوك " ما قامت به هذه الصحيفة السعودية، وجاء في تعليق له "العجيب هم يحرمون أسماء العبد لفلان ولا يزال نظام العبودية والرق لديهم في السعودية والكثير من شيوخهم وأمرائهم لديهم عبيد، بالشكل والخدمة لديهم" متسائلا "كيف يستوي هذا وذاك وحده الله يعلم عن هذه الشيرفرونيا العجيبة لدى أخوتنا في السعودية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/كانون الأول/2011 - 25/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م