الإمبراطوريات الإعلامية... فضائح وإخفاقات لا تخلو من منجزات

شبكة النبأ: مع ازدياد تاثير الاعلام على الرأي الدولي، ومساهتمته العالمية صناعة الرأي العام، وقيامه بأدوار تربوية وتثقيفية متنوعة، من كشف الحقائق الى نشر المعلومات في ظل اطار اخلاقي شفاف يراعي حقوق الجميع ويحفظ كرامتهم، تنخرط بعض الامبراطوريات الاعلامية في سلوكيات قد تسبب انهيار جهد سنين من العمل المتواصل على اكتاف الورق والقلم، متسببة بالاطاحة باسماء بارزة في مجال الاعلام، او افراغ خزينة مالية لوسائل اعلامية من محتوياتها في جيب الافلاس، اذا لا يتبقى لها رصيد مالي سوى قوانين الحماية من الافلاس التي تنالها من اصدارات قضائية بعد جذب وشد.

من جهة اخرى تسعى مؤسسات اعلامية الى تأكيد مصداقيتها مع جمهورها المتابع، عن طريق فتح قنوات جديدة للتواصل، ومنح المهتم مزيدا من الدور في كتابة افكاره وتعليقاته، مستفيدة من المواقع الالكترونية وتطوير خصائصها، ومواقع التواصل الاجتماعي وروادها، في سعي حثيث وعمل دؤوب لاكتساب هوية الحقيقة بمصداقية.

كما لا يخفى ان السلوكيات الذاتية للشخصية الاعلامية تساهم بشكل فعال في رفد مسيرة الاعلامي بمزيد من التألق اذا واكبت المعايير الاخلاقية السامية، كما قد تودي به الى ظلمة السجون ليس لانه قال كلمة حق، بل لانه لم يحسن التصرف في موقف عام، يجعله عرضة للسخرية والازدراء في تثبت واضح ان الاعلام ليس مجرد حرفة يقوم بها المهتمون كيفما اتفق، بل هو رسالة انسانية يجب ان تراعي الاخلاق في كل حركاتها وسكناتها.

ووترجيت

فقد قال كارل برنستاين مراسل صحيفة واشنطن بوست السابق إن فضيحة التجسس على الهواتف التي تلاحق امبراطورية روبرت مردوك الاعلامية يمكن ان تصبح "ووترجيت" البريطانية التي تستمر عواقبها لعقود.

وقال الصحفي الأمريكي الذي ساعد على فوز صحيفته بجائزة بوليتزر بتقاريره الاستقصائية التي تسببت في سقوط الرئيس الامريكي الجمهوري ريتشارد نيكسون في أزمة السبعينات ان هناك تشابها "مذهلا" بين القضيتين. وأضاف أن القضيتين تنطويان على مزاعم فساد على أعلى المستويات وتسببتا في فقدان الشعب الثقة في المؤسسات الوطنية خاصة الحكومة.

وفي ندوة نظمتها صحيفة جارديان في بريطانيا قال برنستاين "التشابه مذهل حقا. الاثنتان لحظتان صادمتان على المستوى الثقافي ولهما عواقب هائلة ستظل معنا لاجيال."

وصرح برنستاين بأنه قاوم دوما الرغبة في مقارنة أحداث مهمة أخرى بفضيحة ووترجيت منذ ان كشف في تقاريره عن عملية اقتحام لمقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الامريكي في واشنطن عام 1972 . واستطرد برنستاين قائلا "لكن هذا حقيقي والتشابه مذهل. انها حساسيات أفسدت مؤسسة حرة والعواقب بعيدة المدى. بحسب رويترز.

واهتزت مؤسسة نيوز كورب المملوكة لمردوك بشدة حين كشف ان عاملين في احدى الصحف البريطانية المملوكة لها كانوا يتجسسون على رسائل نصية على الهواتف المحمولة لمشاهير ورجال سياسة وضحايا جرائم قتل. وكشفت الاحداث عن روابط محرجة بين الاعلام وكبار رجال السياسة والشرطة. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الحاجة الى علاقة جديدة بين السياسة ومالكي وسائل الاعلام كما تسببت الفضيحة في استقالة أكبر مسؤول في الشرطة البريطانية.

فضيحة التنصت

فيما أفادت صحيفة ذا غارديان أن الهيئة المسؤولة عن خدمة المساهمين في شركة 'نيوز كوربوريشن' الإعلامية نصحت الأخيرين بالإطاحة بمؤسسها روبرت مردوخ واثنين من أبنائه وعشرة آخرين من المديرين. وقالت الصحيفة إن هيئة خدمات المساهمين اعتبرت أن فضيحة قرصنة الهاتف أفقدت الثقة بالهيئة الإدارية ونزعت الاستقلالية عنها، وأقنعت المساهمين في الشركة بإطلاق حملة تطالب بعزل 13 من مديريها البالغ عددهم 15 مديراً.

وأضافت أن الهيئة أصدرت بياناً اتهمت فيه مجلس إدارة شركة نيوز كوربوريشن بالفشل في إظهار القدرة على ضبط ممارسات غير أخلاقية على أعلى المستويات جراء فضيحة التنصت وبشكل حمّل الشركة تكاليف مالية وقانونية وتنظيمية هائلة وأساء إلى سمعتها. وأشارت الصحيفة إلى أن الهيئة تريد إزاحة مؤسس الشركة مردوخ وابنيه لاكلان وجيمس من مجلس إدارة نيوز كوربوريشن خلال اجتماع المساهمين المقرر.

وكانت صحيفة 'نيوز أوف ذي وورلد 'المملوكة من قبل مؤسسة مردوخ الإعلامية اتُهمت بالتنصت على هواتف 4000 شخص، من بينهم سياسيون ومشاهير وضحايا الهجمات الإرهابية وعائلات جنود بريطانيين قُتلوا في العراق وأفغانستان. بحسب يونايتد برس.

وقررت شركة مردوخ إغلاق الصحيفة الأسبوعية الشعبية بسبب الفضيحة، وأصدرت في العدد الأخير منها بعد أن ظلت قيد التداول مدة 168 عاماً، كما قامت الشرطة البريطانية باعتقال 12 شخصاً على خلفية فضيحة التنصت، من بينهم الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة نيوز انترناشونال مالكة 'نيوز أوف ذي وورلد'، ورئيس تحريرها السابق آندي كولسون الذي عمل مديراً للاتصالات في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) قبل أن يستقيل من منصبه بسبب الفضيحة.

محقق خاص

في سياق متصل افادت معلومات ان محققا خاصا يعمل لحساب صحيفة نيوز اوف ذا وورلد المملوكة لامبراطور الاعلام روبرت مردوك والتي أغلقت مؤخرا استهدف متشددين اسلاميين بارزين في لندن. وتظهر البيانات التي جمعها محققو الحكومة البريطانية عام 2006 في اطار متابعة مخالفات مزعومة لوسائل الاعلام ان صحفيا في نيوز اوف ذا وورلد كلف المحقق الخاص ستيف ويتامور بجمع معلومات عن اثنين من ابرز رجال الدين المتشددين المثيرين للجدل في لندن وهما ابو حمزة وابو قتادة.

واظهرت البيانات ان محمد المصري وهو معارض سعودي يقيم في لندن استهدف بنفس الاسلوب. ولم تؤكد المعلومات ما اذا كانت الصحيفة او المحقق الخاص قاما بالتنصت على الرئاسل الصوتية الخاصة بالمتشددين وهو اسلوب غير قانوني لجأ اليه محقق اخر استعانت به الصحيفة وصدر ضده وصحفي حكم بالسجن لتنصتهما على الرسائل الصوتية لشخصيات شهيرة ومساعدين لافراد الاسرة المالكة.

وقالت مؤسسة نيوز انترناشونال الناشر لصحف مردوك في لندن انها تحقق في الامر. ووردت المعلومات الخاصة بقيام نيوز اوف ذا وورلد باستهداف متشددين في قاعدة بيانات الكترونية تعرف باسم "الكتاب الازرق " حصل عليها مكتب المفوض الاعلامي -وهي وكالة حكومية بريطانية- من الادلة التي ضبطت عند مداهمة منزل ويتامور في عام 2003. وقاعدة البيانات غير مؤرخة ولكن يعتقد انها تغطي الفترة بين عام 2001 و2003 ولا تتضمن اي ادلة عن اي معلومات ربما حصلت عليها نيوز اوف ذا وورلد عمن كانت تستهدفهم. بحسب رويترز.

ولم يتسن الاتصال بويتامور للتعليق. وكان قد ادين في عام 2005 بنقل معلومات للصحفيين من قاعدة بيانات سرية خاصة بالشرطة وصدر ضده حكم بوضعه تحت المراقبة. وقد صرح  الماضي لهيئة الاذاعة البريطانية انه طلبت منه في بعض الاحيان معلومات سرية- مثل تفاصيل عن حسابات مصرفية او اتصالات هاتفية- وقام بنقلها.

الفي وظيفة

من جهة أخرى اعلنت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) خطة تقضي بالاستغناء عن نحو الفي موظف بهدف خفض النفقات في اطار جهود الحكومة خفض العجز القياسي في الميزانية. وقال المدير العام مارك ثومبسون لموظفي الهيئة انه سيتم الاستغناء عن كل تلك الوظائف بحلول 2017، موضحا ان البي بي سي مضطرة الى خفض ميزانيتها بنسبة 20% بعد تثبيت الحكومة لرسم التلفزيون الذي يدفعه كل من يملك تلفزيون في بريطانيا حتى عام 2016-2017.

وكان اعلن رسميا عن خفض الوظائف في تقرير "تقديم الجودة اولا" الذي نشرته البي بي سي بعد مشاورات استمرت تسعة اشهر مع الموظفين حول كيفية توفير المال. وقال التقرير ان تلك العملية تنطوي على "اوسع تحول في تاريخها يحمل في طياته خيارات مؤلمة للبي بي سي من بينها الاستغناء عن عدد كبير من الوظائف على كل مستوى من مستويات الهيئة".

واضاف انه سيتم "فقدان نحو الفي وظيفة على جميع مستويات البي بي سي" خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفا ان الهيئة ستحاول تجنب الطرد الاجباري من الخدمة. وقال ثومبسون "برأيي هذه هي اخر مرة ستتمكن فيها البي بي سي من القيام بهذا المستوى من التوفير دون خسارة خدماتها او جودتها او كلاهما". بحسب فرانس برس.

ويعمل في البي بي سي حاليا 22 الفا و899 موظفا، حسب تقرير الهيئة السنوي. وتحصل البي بي سي 3,5 مليار جنيه استرليني (5,4 مليار دولار، 4,05 مليار يورو) سنويا من رسوم الرخص. وفي مراجعتها السنوية للانفاق، ثبتت الحكومة رسم التلفزيون عند 145,50 جنيه استرليني لغاية عام 2016-2017.

تبحث عن مشتر

كما أعلنت صحيفة لاتريبون التجارية الفرنسية أنها طرحت نفسها للبيع بعدما فشلت في ايجاد مستثمرين جدد وقالت انها تعتزم أيضا طلب الحماية من الافلاس قبل نهاية العام 2011. وتعمل الصحيفة التي تنافس صحيفة ليزيكو الاكبر بالفعل تحت حماية المحكمة من الدائنين. وقالت الصحيفة في بيان "في مواجهة تدهور شديد وسريع في احتياطاتنا النقدية منذ الصيف لم يعد امام الادارة من خيار سوى اتخاذ هذا القرار الضروري وان كان مؤلما." بحسب رويترز.

 وستنظر محكمة باريس التجارية في أي عرض للشراء بحلول يناير كانون الثاني. في الوقت ذاته ستستمر لاتريبون في الصدور بينما يتم اتخاذ القرار بشأن الملكية. يأتي الاعلان بعد عامين قاسيين في الصحيفة شهدا بيع قطب الاعلام الان فيل حصته البالغة نسبتها 78 في المئة للمدير العام فاليري ديكان مقابل يورو واحد كمقابل رمزي.

بسبب اشارة

في حين أوقفت محطة تلفزيون روسية مذيعة روسية شهيرة عن العمل لتوجيهها اشارة نابية باصبعها الوسطى بعد ذكر اسم الرئيس الامريكي باراك اوباما اثناء قراءتها نشرة اخبارية على الهواء. ولوحت تاتيانا ليمانوفا الحائزة على جائزة صحفية باصبعها الوسطى خلال قراءة خبر عن قمة منتدى دول اسيا والمحيط الهادي (أبك) في الولايات المتحدة فور ذكرها اسم اوباما. بحسب رويترز.

وانتشر التسجيل المصور بسرعة على الانترنت واعتبر العديد من المشاهدين ان اشارتها تمثل اهانة للرئيس الامريكي الذي التقى نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على هامش القمة. وقال متحدث باسم المحطة التلفزيونية لوكالة انترفاكس الروسية "الاشارة كانت موجهة لطاقم التحرير. لم يكن هناك اي معنى ضمني من اي نوع وليس لها اي علاقة بالمعلومات التي اذاعتها تاتيانا ليمانوفا."

الدخل الاعلى

من جهتها احتفظت المذيعة الامريكية الشهيرة أوبرا وينفري بمكانتها كصاحبة أعلى دخل في عالم الترفيه لكن نجمة البوب ليدي جاجا وبيثيني فرانكل وهي ربة منزل من المشاركات في برنامج "ربات منزل حقيقيات من نيويورك" تسيران بخطى متسارعة على طريق الثراء وفقا لما ذكره موقع فوربز على الانترنت.

وظلت أوبرا في المركز الاول بدخل بلغ 290 مليون دولار من مايو ايار 2010 الى نفس الشهر من عام 2011 وتقدر ثروتها بنحو 2.7 مليار دولار. لكن برنامجها الشهير الذي قدمت اخر حلقاته كان مصدر دخلها الرئيسي كما أن معدلات مشاهدة شبكتها التلفزيونية (أون) ضعيفة منذ تدشينها في يناير كانون الثاني. بحسب رويترز.

 وقالت دوروثي بومرانتز من فوربز والتي أعدت قائمة صاحبات أعلى دخل في مجال الترفيه "امام الشبكة طريق طويل قبل أن يبدأ المعلنون في دفع المبالغ التي كانت تتقاضاها وينفري عن برنامجها."واحتلت ليدي جاجا المركز الثاني بفارق كبير بصافي دخل 90 مليون دولار تليها فرانكل بمبلغ 55 مليون دولار.

تحقق الارباح مجددا

من جانب آخر اعلنت المجموعة الاميركية لصحيفة "نيويورك تايمز" انها عادت لتحقق الارباح في الفصل الثالث لكنها اشارت الى تراجع جديد في عائدات الاعلانات التي انخفضت بنسبة 8,8 %. وبلغت الارباح الصافية في الفصل الثالث 15,68 مليون دولار فيما كانت المجموعة تعاني عجزا قبل عام وفي الخريف الماضي ايضا. وبلغ رقم اعمال المجموعة 537,23 مليون دولار بتراجع نسبته 3,1 % اذ ان تراجع عائدات الاعلانات عوضه جزئيا ارتفاع مرتبط بالتوزيع (+3,4 %).

وقالت المديرة العامة جانيت روبنسون في بيان "نموذج الاشتراك عبر الانترنت بقي اولويتنا خلال الفصل الثالث". واطلقت المجموعة  نسخة موقع الصحيفة "بوسطن غلوب" الذي يطلع عليه في مقابل اشتراك مالي، بعد سبعة اشهر على اعتماد هذه الصيغة في موقع "نيويورك تايمز" احد اهم الصحف في الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وفي نهاية الفصل الثالث بلغ عدد المشتركين في النسخة الالكترونية لصحيفة "نيويورك تايمز" 324 الف مشترك فيما تجاوز عدد مستخدمي الانترنت الذي يدفعون للاطلاع على معلومات على الموقع 1,2 مليون شخص. واوضحت روبنسون ان هذه الصيغة التي توفر امكانية الاطلاع مجانا على اخبار الموقع للمشتركين في النسخة الورقية كان لها تأثير ايجابي على التوزيع "مع ارتفاع في الطلبيات الجديدة".

نقاش القراء

الى ذلك أطلق موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني صيغة جديدة لنظامه الخاص بتعليقات متصفحي الشبكة العنكبوتية، من خلال اللجوء إلى شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".. أما الهدف فرفع مستوى النقاش. وتتضمن هذه "التحسينات" فئة "المعلقين الموثوقين" الذين سبق أن قاموا بمجموعة من "التعليقات المميزة".. هؤلاء يستطيعون أن يبثوا تعليقاتهم على الشبكة العنكبوتية من دون مراقبة أو تعديل مسبق.

وقد أعلنت جيل أبرامسون رئيسة تحرير الصحيفة الأميركية البارزة، بنفسها عن التحديثات وذلك على موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني الذي يحصي بحسب بياناته الخاصة نحو 50 مليون زائر شهريا وكذلك على صفحات "الرأي" في النسخة الورقية للصحيفة. وتأتي هذه التعديلات في وقت تبحث صحف عدة في كيفية تحسين مستوى النقاشات على مواقعها الإلكترونية وتفادي تكرار ما ينشر من نقد في غير محله وإهانات، غالبا ما يقوم بها أشخاص لا يكشفون عن هويتهم.

ولا يستطيع قراء هذه الصحيفة أن يتحولوا إلى "معلقين موثوقين" إلا من خلال دعوة وشرط أن يقبلوا بربط تعريفهم عن أنفسهم بصفحتهم على موقع "فيسبوك". وبالتالي يتحول الإسم والصورة المستخدمان على حسابهم "فيسبوك" كتوقيع لهؤلاء المعلقين على موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني. وهذه طريقة تمنعهم من اتخاذ اسما مستعارا، وهو أمر لا يسمح به "فيسبوك".

وتشير "نيويورك تايمز" قائلة "أدركنا أن أحاديث الأشخاص الذين يستخدمون أسماءهم، تأتي أكثر إثارة للاهتمام كما تنم عن احترام أكبر". أما هؤلاء الذين يرغبون بالنشر بأسماء مستعارة أو من دون الكشف عن هويتهم، فبإمكانهم القيام بذلك إلا أن تعليقاتهم سوف تخضع للتدقيق بهدف تفادي نشر انتقادات شخصية وكلام بذيء وكل ما من شأنه أن يشكل انتهاكا للمعايير التي تعتمدها الصحيفة.

وكانت صحف أميركية عدة قد ألزمت متصفحيها على شبكة الإنترنت بالتعريف عن أنفسهم بأسمائهم الحقيقية، إذا ما رغبوا بنشر تعليقات لهم، وذلك بهدف تفادي أي انسياق. إلى ذلك، لا تنشر بعض الصحف الأميركية إلا تعليقات متصفحيها الذين زودوها برابط "فيسبوك".

و"غانيت" أكبر مجموعة صحافية في البلاد وهي التي تنشر "يو أس أيه توداي"، تأتي ضمن تلك الفئة التي تستخدم منصة "فيسبوك" لنشر التعليقات على مواقعها. بالنسبة إلى دان كينيدي وهو أستاذ محاضر في الصحافة في جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن، فإن الصيغة التي تتبناها صحيفة "نيويورك تايمز" من شأنها أن تؤدي إلى "نقاش أكثر مدنية وقيمة". ويوضح أن "التعليقات هي وسيلة جيدة لا يتم استخدامها كما يجب، تعتمدها وسائل الإعلام بهدف تطوير علاقة مع قرائها وبالتالي إنشاء +مجتمع+". بحسب فرانس برس.

ويأسف لأنه "غالبا جدا ما لا تؤخذ التعليقات على محمل الجد"، إذ إن وسائل الإعلام "تجد نفسها مع عشرات المعلقين الذي يرفضون الكشف عن هويتهم أو الذين يعتمدون أسماء مستعارة... وهؤلاء غالبا ما يكونون الأشخاص أنفسهم الذين يعبرون كما يحلو لهم عن كراهيتهم وعنصريتهم". ويلفت كينيدي إلى أن الارتباط ب"فيسبوك" قد يؤدي إلى إثارة القلق لدى بعض القراء. وقد يرى البعض أن عدم الكشف عن الهوية هو أمر محبذ أحيانا. وعلى سبيل المثال عندما يخشى أحدهم أن يثير له ذلك مشاكل مع رب عمله، إذا ما تم التعرف عليه.لكن كينيدي يشير إلى أنه "لا ننشر رسائل مجهولة المصدر في بريد القراء" في النسخة الورقية.. "وما من سبب لمعاملة مختلفة مع التعليقات على الشبكة الإلكترونية".

قواعد مشاركة

من جهتها كشفت وكالة فرانس برس للانباء عن قواعدها لتنظيم مشاركة صحافييها في المواقع الاجتماعية على الانترنت. وقالت ادارة فرانس برس ان "قسما كبيرا من الصحافيين يتابعون هذه المواقع من اجل متابعة الاخبار واخرين يريدون كذلك المشاركة بشكل فاعل في تبادل الاراء".

ووفق نص القواعد تطلب فرانس برس من صحافييها الراغبين في مواصلة التواصل على تويتر او فيسبوك، في اطار نشاطاتهم المهنية، احترام معايير الوكالة وقيمها القائمة على الاستقلالية والتوازن والحياد. وتدعو الوكالة الصحافيين الذين يريدون المشاركة في اطار مهني الى استخدام اسمائهم والاشارة الى عملهم بالوكالة باضافة ا ف ب على سبيل المثال الى جانب اسمائهم على تويتر لتمييز ما يقدمونه من معلومات ذات طابع مهني عن حياتهم الشخصية.

وفي اطار تشكيل المواقع الخاصة يمكن نشر معلومات تتعلق بالتغطية الصحافية فضلا عن ملاحظات شخصية وتفاصيل جاذبة وتقارير مع الاحتفاظ بتغطيات السبق الصحافي للخدمات التجارية لفرانس برس. ولا ينبغي نشر الاخبار العاجلة للوكالة على المواقع الاجتماعية للصحافيين، اذ انها مخصصة لاستفادة الجهات المتعاقدة مع الوكالة لتلقي الاخبار. بحسب فرانس برس.

والصحافيون مطالبون بضمان الابقاء على "موقف حيادي فيما يتعلق بمجالات تغطيتهم" والامتناع عن "الاضرار بالصورة الحيادية العامة للوكالة". ويتم مراجعة تلك القواعد بشكل دوري تماشيا مع تطور التقنيات واشكال التعبير.

تفتح كواليسها

كما فتحت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أبوابها أمام القراء فسمحت لهم من الآن فصاعدا بتتبع المراسلين والتواصل معهم إفتراضيا.. عبر شبكة الانترنت. وقررت الصحيفة التابعة لليسار الوسط أن تنشر على موقعها الإلكتروني لائحة أخبار تتضمن المقالات التي يعمل عليها الصحافيون بهدف السماح لقرائها بمساعدتهم من خلال التواصل معهم على موقع "تويتر".

وتعتبر هذه الفكرة جريئة في بلد تحتدم فيه المنافسة بين الصحف ولا تتردد فيه الصحف الشعبية في دفع المال لصحافيين غير تابعين لها للنفاذ إلى هذا النوع من المعلومات. ويقول جايمس راندرسون مدير قسم العلوم في الصحيفة "كانت ردة الفعل الأولى أن هذه الفكرة غير منطقية وأن الصحف المنافسة ستتمكن من النفاذ إلى كل ما نفعله. ولكننا لم نواجه أية مشاكل تتعلق بسرقة المواضيع (...) ونحن لا نضع المواضيع المحظورة على هذه اللائحة".

وتظهر خلفه على شاشة الكمبيوتر لائحة المواضيع التي باتت مفتوحة أمام الجميع والتي أضافتها الصحيفة إلى القائمة اليومية الخاصة بصفحات المحليات والدوليات والرياضة والاقتصاد والعلوم. ويضم موقع الصحيفة الإلكتروني رابطا يسمح للمستخدمين بزيارة حسابات الصحافيين الشخصية على "تويتر" لتقديم الملاحظات أو الاقتراحات إليهم.

ويقول جايمس راندرسون إن "غالبية ردود الفعل كانت إيجابية جدا والكثير من الناس يحبون أن يتعرفوا إلى طريقة عمل الصحف". إلى ذلك، تسمح هذه الخطوة لصحيفة "ذي غارديان" اليومية بالاستجابة إلى تطلعات القراء.

ويقول جايمس راندرسون "كان لدينا موضوع صحي مهم ولكننا لم نسلط الضوء عليه كثيرا. وبفضل +تويتر+، أدركنا أن الناس قلقون بالفعل على مستقبل النظام الصحي البريطاني فنشرنا في اليوم التالي تحقيقا أكثر شمولية". ويضيف "علينا الحفاظ على مسافة معينة لأن +تويتر+ ليس بالضرورة تمثيليا ولكن من المفيد أن نجمع الآراء".

ومنذ فضيحة صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" المتهمة بالتنصت على شخصيات مهمة، أبدى القراء رغبة في التعرف إلى طريقة عمل الصحف، على ما يقول دان روبرتس مدير صفحة المحليات. ويوضح "لم يعد الناس يقبلون أن نقول لهم +نحن نعمل في سرية تامة وليس من شأنكم أن تعرفوا ما إذا اعتمدنا التنصت الهاتفي أو الكذب للحصول على المعلومات أو ما إذا لفقناها+. يريدون صحافة مهنية والقدرة على التعبير عن آرائهم في الوقت نفسه".

وسبق أن اختبرت صحف عدة هذا النوع من "الصحافة المفتوحة"، مثل صحيفة "نوران" اليومية السويدية التي أنشأت قبل عامين منتدى للمناقشة يستطيع القراء من خلاله اقتراح مواضيع للكتابة. وقد أدت هذه الخطوة إلى ارتفاع عدد زائري موقع الصحيفة الإلكتروني واستقطاب أصحاب الإعلانات من جديد بعد تخلفهم بسبب الركود الاقتصادي.

وفي كندا، فتحت صحيفة "وينيبغ فري برس" مقهى لقرائها كي يتناقشوا مباشرة مع الصحافيين. ولكن مبادرة "ذي غارديان" لم تستقطب حتى اليوم إلا عددا قليلا من القراء من أصل 2,9 مليون قارئ يزورون موقعها الإلكتروني كل يوم. ويتلقى الصحافيون مئة رسالة فقط في اليوم، علما أن ما هو جدير بالقراءة منها قليل جدا. بحسب فرانس برس.

ولكن هذه المبادرة تندرج في إطار استراتيجية رقمية اعتمدتها الصحيفة على أمل قلب الموازين بعدما تكبدت خسائر تشغيلية بقيمة 33 مليون جنيه استرليني العام الماضي (38,4 ملايين يورو). وبعد 190 سنة من إنشائها، لا تبيع الصحيفة اليوم سوى 233 ألف نسخة وتأمل زيادة عائداتها من النسخة الرقمية من 47 مليون جنيه استرليني هذه السنة إلى 91 جنيه بين العامين 2014 و2016.

جائزة بايو

من جهته حصل المصور الروسي يوري كوزيريف والصحافي النيوزيلندي جون ستيفنسن والصحافية الكس كروفورد العاملة في تلفزيون سكاي نيوز على جائزة بايو كالفادوس للمراسلين الحربيين. ومنحت جائزة المراسلين الشبان الى سارة حسين الصحافية في مكتب وكالة فرانس برس في القدس على تغطيتها للثورة الليبية.

ويعمل يوري كوزيريف في وكالة نور ونال الجائزة على الصور التي التقطها في ليبيا. ومنحت الجائزة الثانية في فئة الصور الى المصور في وكالة فرانس برس بدرو باردو على تحقيقاته المصورة حول حرب الكارتيلات في المكسيك. ونال جون ستيفنسن جائزته على تحقيق قام به في افغانستان تحت عنوان "العيون مغلقة تماما" ونشره في مترو ماغازين، في حين فازت الصحافية الكس كروفورد التي تعمل في شبكة التلفزة سكاي نيوز بجائزتها على تحقيق قامت به حول معركة الزاوية في ليبيا. بحسب فرانس برس.

وتمنح جائزة بايو كالفادوس للمراسلين الحربيين التي اطلقتها مدينة بايو عام 1994 لتحقيقات عن النزاعات او عواقبها على المدنيين او ايضا عن حدث يتعلق بالدفاع عن الحريات والديموقراطية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/كانون الأول/2011 - 19/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م