موسقة على شفة الطف

فريد النمر

"للذين عبروا من خلال دموعنا شموعا قافلين بمحرمهم الأبدي نحو قبة من طفوف الحسين"

 

العابرونَ بضفةِ  الحلم المخبأ في جدار الأمنيات لم تزل آمالهم من يدلق الفجر لترويه ورودُ الياسمينْ

العابرون نسائم منحت بقاياها الصباح فتساقطوا ألقا بثغر الأمسياتِ على ضفافِ القادمينْ

العابرون تنفست حدقاتهم مهجَ الضياء وتسلقوا المعنى السّماء بحزنهم وفي دماهم موجة من حبّ ينحتها الذهولُ كظلهِ في ثوبِ عنوانٍ حزين

العابرون رمقوا المسافات الغيوبَ نفائسا وتتبعوا سكك النجوم تقودهم كمشاعل ,وبسلم من نبضهم رصفوا على حدق الرؤى وجنوا نذورا عن خطايا الواهمين

العابرون ترجلوا في كل أمس غابر نثروا دماء بياضهم فوق المياه وتسربلوا بخيوط قنديل شهي غنى لموعده الصباح على تراب الوالهين

العابرون تشبثوا بعرى الدورب تخاصروا في لثغة الضوء النقي نوافذا مذ أفرغوا لبكائهم قيثارة إذ ارخصوا للموت مقصلة الجراح على البقايا المعدمين

العابرون تساقطوا وهجا يبلل من ظلام الأمس جرح يقينهم وتعاهدوا بالحب يغسلوا ما تلاشى من طفولات حنين تلتم في حبب اليقين

العابرون مواهب رمقت مصارع دربها وتسابقوا نحو المفازات المضيئة ينثرون وجوههم على امتداد الخالدين

العابرون سنابل لم تنحني للريح تفزع شوقها الا لرعشتها التي نثرت ذراها في حنايا العاشقين

العابرون تجردوا في نهنهات مولّه عشق الحقيقة ريشة للتو تبذر حزنها منذ استدلّ رحيلها بالماء للوقت الذي أذكته همسة عاشق ما بين أبكار وعين

العابرون ترابهم مروية من عزّ يرفل بالنقاء المستظل كعزمهم مذ آثروا طيف المنون معابرا فأضاؤوا ألوان الحياة ,من رشفة كالعيد من, معنى الكرامة في عيون الحالمين

العابرون تلك الوجوه بريئة كالعطر يقطف آية حبلى تموسق للطفوف شهادة حمراء يرسمها الدعاء

" لبيك يا صوت الحسين"

العابرون بكل قلب موله عشقوا التراب مبادئا وعلى ابتسامة ثغرهم قرآن فجر يستمد طريقه من موعد الطف المعتق بالصلاة على مواويل السنين

العابرون تحية من نور يشرق بوحها لغة تهز شحوبنا وتعيد عزف جراحنا رمقا يزمّ نزيفه في كل زاوية للحزن في وجع سجين

العابورن غدٌ بألف تحية رسمت على الشمس الكئيبة يا سماء السادرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/تشرين الثاني/2011 - 3/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م