الزكام... ضيف الشتاء الثقيل

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: غالبا ما يحل الزكام ضيفا ثقيلا على الشخص الطبيعي بمعدل ثلاث مرات في العام الواحد، ومستمرا لمدة تسعة أيام في كل مرة ،لاسيما مـع تغـير المناخ وبدء دخول الأجواء البـاردة الممـتعة لأغلب الـدول ذات مناخ متقلب والحـارة خصوصاً، وتحوله إلى موسـم مرح تكثر خلاله الأنشطة الخارجية، يبدأ موسم مصاحب لمرض الانفلونزا التي لا تحمل التشويق ذاته، ومع بدء حكة البلعوم، والدوخة، وآلام الجسم، يمكن للمرء أن يتأكد أن الزكام قادم لا محالة، إلا أن هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن تعين على تفادي المرض أو التخفيف من أعراضه،ولكن لا يعني ذلك الاستسلام للمرض دون مقاومته وإضعافه قدر الإمكان، إذ تتعدد النصائح الوقائية والمعالجة من الزكام، مثل احتساء شوربة الدجاج التي تعمل بالفعل على تحسين الزكام، وذلك بحسب دراسات عدة، بالإضافة إلى أنها ستحمي جسمك من الجفاف، استخدام بخاخ الأنف للتخفيف من انسداد الأنف، والتخلص من البكتيريا من أنفك، اشرب الكثير من السوائل من العصائر والشاي الساخن والماء، تناول فيتامين د وكذلك إن تناول أقراص أو شراب الزنك وغيرها الكثير من نصائح الوقائية.

مواسم خاصة

وفي هذا السياق نشرت دراسة في قسم الطب في جامعة فاندربت ، اذ أن الحفاظ على ترطيب الجسم وإشباعه بالماء، يعين على التخفيف من أعراض الزكام، مثل انسداد الأنف وآلام البلعوم ، بينما ينصح رئيس تحرير مجلة كتاب مايو كلينيك للعلاجات المنزلية الطبيب فيليب هاغان، بأنه يمكن محاربة آلام وحكة البلعوم من خلال إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كأس من الماء الدافئ، والغرغرة به، إذ يعمل الملح على إيصال الماء الزائد إلى أنسجة البلعوم، ما يقلل من تأثير الالتهاب، والتخلص من الام البلغم، والاحتكاك، كما أن حركة الغرغرة والتخلص من مائها يعينان على تنظيف الفم والبلعوم من البكتيريا والفيروسات، ما يعمل على الوقاية من الزكام في حال عدم الإصابة بها بعد، يمكن لاستخدام بخاخات السائل الملحي الخاصة بالأنف أن تكون مفيدة وتعيق تطور الزكام، في حال استخدامها مع أول مؤشرات المرض، وذلك بحسب الدراسات، وعلى الرغم من أن استخدام الأدوية المسكنة للآلام قد يعين على تهدئة آلام الجسم، بينما يمكن لأدوية الحساسية التخفيف من حكة العين وسيلان الأنف والتهاب الجيوب الأنفية، من دون الحاجة إلى الحصول على وصفة طبية، إلا أنه يفضل دائما تفادي شرب أدوية الكحة، إذ يؤكد بروفيسور الطب ونائب رئيس مجلس إدارة قسم طب الأطفال وأمراض الأطفال المعدية في كلية الطب في جامعة كولورادو هارلي روتبارت، أن تناول العسل الطبيعي، ذو تأثير صحي مشابه لأدوية الكحة، بالإضافة إلى المذاق الأطيب، ناصحا بتناول ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من العسل مع الشاي، ما يعالج مشكلات الكحة، «فليس هناك حتى الآن أدلة على أن مركبات الزنك لونغاز التي تحتوي عليها أدوية الكحة تعمل بالفعل على علاجها، قد يكون من الأفضل دائما تفادي إجهاد الجسم بالعمل في فترة الإصابة بالزكام، إذ يقوم الجسم بمحاربة فيروس الزكام بشكل أكثر فاعلية في حالة الراحة، «ولكن إن كنت مضطرا إلى العمل، فالأمر ليس خطيرا، ولا يجب عليك سوى الابتعاد قدر الإمكان عن الزملاء، إذ يعتبر أول أيام المرض أكثرها قدرة على العدوى، بحسب الطبيبة في قسم الطب الباطني في مركز الرحمة الطبي في بالتيمور جانيت أوماهوني، مشددة على أهمية تكرار غسل اليدين قدر الإمكان لتفادي نشر الجراثيم، إضافة إلى استخدام السائل المعقم لليدين، ويجب الحرص الدائم على شرب الكثير من السوائل، من ماء وعصائر، إضافة إلى شوربة الدجاج في فترة الغداء، إذ تعتبر هذه الوصفة القديمة والشهيرة، واحدة من أشهر وأنجح الوصفات التي أثبتت الدراسات فاعليتها، بينما يمكن للقليل من الأنشطة الرياضية الخفيفة أن تعمل على تقوية جهاز المناعة في الجسم، بحسب سادلر، ولكن الرياضة الخفيفة جدا، أي ألا يقل معدل نبضات القلب عن 100، ويعين الغذاء الصحي على شحن الجهاز المناعي وتعزيز فاعليته، لذا يجب أن تشمل وجبة العشاء أطعمة غنية بالبروتينات، مثل شرائح اللحم من دون شحوم، أو السمك، أو البقول، إلى جانب القليل من النشويات من القمح الكامل، والأرز الأسمر، ومجموعة كبيرة من الخضراوات الطاردة للسموم من الجسم، لينتهي المساء بحمام ساخن قبل النوم في حال استمرار الشعور بالمرض والانزعاج، قد تعين الطرق السابقة على حماية الجسم من الإصابة بالزكام، أو التخفيف قدر الإمكان من أعراضه، ولكن، وفي حالة استمرار الشعور بالانزعاج والتعب، إضافة إلى الحمى، وبدء القيء، وازدياد الصداع، فتجب استشارة الطبيب فورا، فهي إشارات وأعراض لاحتمال الإصابة بمرض أخطر من الزكام المعتاد، ووجوب الخضوع لعلاج مضاد للفيروسات، والمضادات الحيوية، والعلاجات الأخرى المطلوبة، وعدا ذلك اعتماد الروتين السابق بشكل يومي على مدى أيام قليلة، والتأكد يوما بعد يوم من تخلص الجسم من المرض. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

قوة المناعة

فيما أكد عالم الفيروسات الأميركي جاك جوالتني أن ظهور علامات الإنهاك والتعب على المصابين بنزلات البرد دليل على سلامة جهاز المناعة لديهم وليس ضعفه. وأقر الأستاذ بجامعة فيرجينيا الأميركية، بالتناقض الظاهري في ما ذهب إليه، قائلا يبدو أن هناك مفارقة في الأمر، ولكن يبدو أن جميع من يصابون بنزلات البرد مرات أقل هم الذين يقل استعداد جهازهم المناعي للمقاومة أو تكون مناعتهم ضعيفة، جاءت تصريحات جوالتني في ما نقلته عنه الصحافية الأميركية المتخصصة في تحرير الأخبار العلمية جينفر أكرمان، في كتابها «وا عجباه» الذي استعرضته مجلة شبيغل الألمانية. وشددت أكرمان في كتابها على أن أعراض الإنهاك والضعف التي تظهر على المصابين بنزلات البرد سببها قوة مناعة الجسم، وليس ضعفها، خلافا للاعتقاد السائد بين العلماء حتى الآن بأن إصابة الجسم بالفيروسات تؤدي إلى إنهاك خلايا الجسم، ما يؤدي إلى سلسلة من الآلام والشكاوى لدى المرضى، وقالت أكرمان إن الفيروس المسبب لنزلات البرد يدخل خلية الإنسان بشكل سلمي للغاية، عن طريق إيهام الخلية بأنه مفيد لها، قبل أن ينتبه الجسم إلى خطورة هذا الفيروس ويدق نواقيس الخطر برد فعل شديد وقاس ضد الفيروس، وتطرح هذه الرؤية الجديدة حسب محرر مجلة شبيغل، فرانك تادويش، تساؤلات بشأن جدوى تناول المرضى المضادات الحيوية والمكملات الغذائية، وحذرت أكرمان من أن اللجوء إلى هذه العقاقير والمكملات هو آخر ما يجب على المصاب بأعراض البرد التفكير فيه، لأن تناول هذه المضادات سيزيد من هذه الأعراض غير المرغوب فيها من خلال زيادة المناعة. ونقلت أكرمان عن خبراء تحذيرهم من أن الإجراءات الفعالة التي يتخذونها ضد نزلات البرد والمكملات الغذائية التي يتناولونها للتقوي بها ضد أعراض الإنهاك يمكن أن تفقد الجسم توازنه، ورأت طبيبة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة فيرجينيا بيرجيت فينتر، أن من الأفضل ترك العمليات الملتهبة للجسم وعدم كبتها، لأن كبتها ربما يؤدي إلى منع الجسم من تكوين الأجسام المضادة، التي وإن كانت تؤدي إلى عدم شعور المرضى بالراحة، إلا أنها تعتبر أحد المضاعفات المرغوبة للمرض، وأكدت أكرمان أن الفيروس الذي ينجح الجسم في صده لا يعود إلى الجسم أبدا، حيث يتعرف عليه الجسم، ويرفض دخوله خلاياه من خلال الأجسام المضادة التي يكونها ضد هذا الفيروس. وأشارت إلى أن هناك ما لا يقل عن 200 نوع من الفيروسات تتسبب في إصابة الإنسان بنزلات البرد، وأن فترة إصابة الأشخاص فوق الـ50 بأعراض دور البرد تبلغ نصفها لدى المراهقين، حيث يكون الجسم قد كون مع تقدم السن مناعة ضد العديد من أنواع الفيروسات «لذا فإن الأطفال يجتذبون نزلات البرد مثل المغناطيس ، وذلك لأن الشعور بانسداد الجيوب الأنفية ليس سببه المخاط، بل سببه تورم الأوعية الدموية التي يمكن أن تنفجر بسبب شدة الضغط، وأشارت الصحافية الأميركية إلى أن الكثير من الناس لا يعلمون السبب الحقيقي وراء إصابتهم بأعراض نزلات البرد، وأن علماء الفيروسات متفقون منذ زمن بعيد على أن البرد أو البلل ليسا السبب وراء الإصابة بهذه النزلات. ولتأكيد هذه الحقيقة ذكرت أكرمان أن متطوعين قاموا خلال العديد من الدراسات بوضع أرجلهم العارية في ماء مثلج أو الجلوس في العراء بملابس مبللة حتى شعروا بالبرد الشديد، فوجدوا أن خطر الفيروسات لا يكمن في العراء بل داخل الغرف، حيث تتوافر للفيروسات الكثير من فرص الانتشار، وعلى الرغم من أن العلماء اعتقدوا وقتاً طويلاً أن الفيروسات تنتقل مع سعال المريض وعطسه، إلا أنهم أصبحوا يرجحون أن هذه الفيروسات تكمن ساعات فوق الأيدي وأشياء مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر ومقابض الأبواب، وتستطيع العيش طوال هذه الفترة حتى تنتقل إلى عائل. كما أن الفيروسات الممرضة لا تنتقل للمريض عبر الفم، خلافاً لما كان معتقداً منذ وقت طويل بل عبر الأنف والأعين، لذا فباستطاعة شخص سليم أن يقبل شريكه المريض من دون خوف من انتقال العدوى إليه، وباستطاعته كذلك الشرب من فنجانه. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

أما المصافحة التي تبدو أقل خطراً فإنها قد تكون أخطر من التقبيل، حسبما ذهبت أكرمان، وكذلك لمس مقبض ملوث لباب. وأصبح باستطاعة العلماء الآن معرفة مصدر الإصابة بالعدوى الفيروسية، وهي على سبيل المثال: مساند الأيدي في القطارات ومترو الأنفاق، سلال المهملات في مترو الأنفاق، أو الأثقال المختلفة في صالات اللياقة البدنية، وكلها أماكن يؤكد العلماء تراكم الفيروسات عليها بكميات كبيرة. ويشدد العلماء على أن ميكروباً واحداً يكفي لنقل العدوى، والحقيقة اللافتة أن أي غطاء للمرحاض أنظف 100 مرة من المكتب، بل إنه قد تبين حسب الباحثين أن الفيروسات استطاعت البقاء حية لمدة أسابيع على العملات الورقية.

الزنك

الى ذلك قال الباحثون إن تناول أقراص أو شراب الزنك في اليوم الأول لمن إصابة بالزكام يسرّع عملية الشفاء، كما يساعد على التخفيف من حدته، وشملت الدراسة 1360 شخصاً خضعوا لـ15 اختباراً، وأظهرت الاختبارات أن الزنك يمنع فيروسات الزكام من التكاثر، كما يزيد المناعة في الجسم، وتبين أن المرضى الذين تناولوا الزنك لمدة 7 أيام شفوا من المرض أسرع من المرضى الآخرين الذين لم يتناولوه، كما تبين أن الأطفال الذين تناول 15 ملغ من الزنك يومياً لمدة 5 أشهر أصيبوا أقل من غيرهم بارتفاع درجات الحرارة وتغيبوا لعدد أقل من الأيام عن المدرسة، غير أن الباحثين حذروا من أن تناول الزنك على المدى الطويل لأنه قد يكون ساماً، ويؤدي إلى الإصابة بالغثيان والإسهال وألم المعدة. بحسب البي بي سي.

الإدمان

على صعيد اخر اظهرت دراسة جديدة اجريت على الفئران ان لقاحاً ضد الإدمان على الكوكايين استخرج من فيروس الزكام قد يكون واعداً لمساعدة البشر المدمنين على المخدرات، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن الباحثين في جامعة "ويل كورنيل" للطب في نيويورك تمكنوا من اكتشاف لقاح استخرج من فيروس الزكام، يبدو انه قادر على إثارة ردة فعل مناعية فعالة وطويلة الأمد عند الفئران تتمثل بمهاجمة جزيئات الكوكايين ومنعها من الوصل إلى الدماغ، وقال المسؤول عن الدراسة، رونالد كريستال، إنه في حال نجاح اللقاح على البشر، سيكون الأول من نوعه وقد يوفر للمدمنين على الكوكايين وربما النيكوتين والهيروين والأفيون طريقة سهلة للإقلاع عن عادتهم، لكنه اشار إلى ان هذا اللقاح لم يختبر بعد على البشر ولم تصادق إدارة الغذاء والدواء على استخدامه العلاجي بعد، وقال الباحثون إن بياناتهم الدراماتيكية تظهر إمكانية اللقاح على حماية الفئران ضد آثار الكوكايين، واعربوا عن الاعتقاد بأن ذلك سيكون واعداً جداً في مكافحة الإدمان عند البشر. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

حمّام القدم

بينما يمكن الحد من نزلات البرد وشيكة الحدوث عن طريق بعض الوصفات المنزلية البسيطة، ومع مثل هذه الأمراض غير المعقدة ينبغي على المرء عدم اللجوء إلى تناول الأدوية على الفور، ولكن يجب عليه أولاً محاولة تعزيز قوى الشفاء الذاتي للجسم، وأوضح اتحاد روابط الصيادلة الألمان بالعاصمة برلين، أن ما يُعرف باسم حمام القدم، يُعد من أشهر هذه الوصفات العلاجية البسيطة، ولإجراء حمام القدم، فإن المرء يحتاج إلى اثنين من الأحواض أو الأواني المخصصة للقدم. وفي البداية يتم وضع القدمين من ثماني دقائق إلى 12 دقيقة تقريباً في إناء به ماء ساخن بدرجة 39 مئوية. وبعد ذلك يتم وضع القدمين في ماء بارد لثوان. وفي النهاية يتم تجفيف القدمين جيداً، وارتداء جوارب مصنوعة من الصوف ثم الاسترخاء في سرير دافئ 20 دقيقة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

فيتامين «د»

في حين أشارت نتائج دراسة جرت في فنلندا إلى أنه اذا لم يكن بالإمكان التعرض لفترة قصيرة لأشعة الشمس، فإن البديل هو تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين «د» بصفة يومية لتفادي الاصابة بنزلات البرد خلال فصل الشتاء. وتتركز ابحاث العلماء على مدى جدوى فيتامين «د» في الوقاية من نزلات البرد والانفلونزا والأنواع الأخرى من عدوى الجهاز التنفسي اذ تتزايد الشكوى من هذه الاصابات خلال أشهر الشتاء عندما لا يحصل الناس على قدر كافٍ من التعرض لأشعة الشمس، ويقوم الجسم عادة بتخليق فيتامين «د» عند تعرض الجسم لأشعة الشمس. وقال الباحث ايكا لاكسي من جامعة تامبيري بفنلندا، إن بعض الدراسات السابقة وجدت ان أولئك الذين لديهم معدلات بسيطة نسبياً من فيتامين «د» في الدم يصابون بمعدلات أكبر بأمراض عدوى الجهاز التنفسي بالنسبة الى اولئك ممن لديهم معدلات أكبر من هذا الفيتامين. وقال لاكسي، إن الأبحاث المعملية الحديثة اوضحت ان فيتامين «د» يمكن ان يلعب دوراً مهماً في تقوية جهاز المناعة ضد الكائنات المسببة لعدوى الجهاز التنفسي. وتضمنت الدراسات التي اجراها فريق لاكسي البحثي اعطاء مجموعة اولى من بين 164 مجنداً جرعات عشوائية من فيتامين «د» عبارة عن 400 وحدة دولية وإعطاء مجموعة مقارنة ثانية اخرى اقراصاً مموهة لا تحتوي على اي مادة فعالة وذلك بصفة يومية لمدة ستة اشهر من اكتوبر الماضي وحتى مارس الماضي وهي الفترة التي يتضاءل خلالها مخزون الجسم من فيتامين «د» فيما ترتفع معدلات الاصابة بنزلات البرد. وبعد ستة اشهر وجد الباحثون انه لا توجد فروق حادة واضحة بين المجموعتين في متوسط عدد ايام الغياب عن الخدمة بسبب العدوى التنفسية وتتضمن النزلات الشعبية والتهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي وعدوى منطقة الأذن والتهاب الحلق.

مرض خطر

على صعيد نفسه غالباً ما يُعد السعال، بصفته عرضاً لنزلات البرد، من الأعراض غير الخطرة، ومن ثمّ يمكن الشفاء منه ببساطة بتناول أدوية السعال، ولكنه يمكن أيضاً أن يُمثل عرضاً للإصابة بمرض خطر. وتتمثل مؤشرات الخطر، على سبيل المثال، في مصاحبة السعال بآلام في الجبين أو في المنطقة المحيطة بالعينين؛ حيث قد يرجع سبب هذه الآلام إلى الجيوب الأنفية، طبقاً لما أشارت إليه الصيدلانية كارين غراف، عضو اتحاد روابط الصيادلة الألمان بالعاصمة برلين. ومن ضمن المؤشرات الأخرى المثيرة للشك وجود إفرازات مائلة للحُمرة أو الإصفرار. وينبغي استشارة الطبيب عند الشعور بصعوبة فى التنفس وإحساس بالألم عند السعال، أو إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى ما فوق 39 درجة، وكذلك إذا استمر ارتفاعها لما يزيد على يومين أو ثلاثة. كما ينبغى مراجعة الطبيب أيضاً، إذا ما استمر السعال أو الآلام الأخرى لمدة أطول من أسبوعين، أو إذا ما أشار الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة والشعور الشديد بالمرض للإصابة بالأنفلونزا، أي الإصابة بنزلة برد حقيقية، يذكر أن نزلات البرد عادةً ما تبدأ فى اليومين أو الثلاثة الأولى بسعال جاف، ولكن قد يعقب ذلك خلال الأسبوعين الأول والثاني سعال مصحوب بإفرازات مخاطية. ولا يمكن التمييز بين هذين النوعين من السعال على نحو دقيق، ولكن يمكن القول إن السعال الإفرازي هو إفراز الجسم لأكثر من ملعقتين تقريباً من الإفرازات المخاطية على مدار اليوم، ولعلاج السعال يتم استخدام المستحضرات المستخلصة من النباتات الطبيعية، مثل نبات اللبلاب والزعتر، إلى جانب العقاقير الكيميائية، ولكن لا يتمتع كل مستحضر طبي بالفاعلية مع كل المرضى، فمهدئات السعال، على سبيل المثال، لا تكون مفيدة مع المصابين بالسعال الإفرازي؛ حيث إنها تحول دون إخراج الإفرازات المخاطية. وكذلك ينبغي عدم استخدام الزيوت الطيّارة مع الأطفال الصغار إلا بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني. من ناحية أخرى قد يكون السعال الجاف أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية خفض ضغط الدم.

علاج طبيعي

من جهة اخرى يعد احتسِ شوربة الدجاج التي تعمل بالفعل على تحسين الزكام، وذلك بحسب دراسات عدة، بالإضافة إلى أنها ستحمي جسمك من الجفاف، استخدم بخاخ الأنف للتخفيف من انسداد الأنف، والتخلص من البكتيريا من أنفك، اشرب الكثير من السوائل من العصائر والشاي الساخن والماء بدرجة حرارة الغرفة، نم بمساعدة مخدة إضافية تحت رأسك، ما يعينك على التنفس بشكل أفضل، تناول فيتامين سي قد يقصر من مدة المرض، واستعن بالعصائر الطبيعية تماماً للحصول عليه، إن كنت تتناول الأدوية فتناولها كما وُصفت لك، فأخذ المزيد أملاً بتأثير أكبر قد يلغي التأثير الفعال والإيجابي للدواء، ولا تتوقف عن أخذها عندما تشعر بالتحسن، بل بالكمية والمدة الموصوفة.

احصائيات من كندا

واخيراً قال باحثون كنديون، إنه في أي شهر من السنة يكون ثلث البالغين في كندا مصابين بالزكام أو الأنفلونزا أو التهاب الحلق، إلاّ أن خُمس هؤلاء يتجاهل العوارض جميعها، وأجرى الباحثون في جامعة الملكة الطبية في كينغستون مراجعة لـ80 دراسة وبحثاً، تمثل عمل أكثر من 300 باحث من أكثر من 100 مؤسسة وجامعة في كندا، وتوصل الباحثون إلى أن ثلثي البالغين في كندا، الذين يشعرون بعوارض الأنفلونزا أو الزكام، يستخدم بعض أنواع العلاج الذاتي، خصوصاً النساء، وتعتبر علاجات الزكام والأنفلونزا ومضادات الالتهاب هي ثاني أكثر العلاجات استخداماً في كندا، إذ ينفق عليها الكنديون أكثر من 300 مليون دولار سنوياً، علماً بأنه معروف أن أياً من هذه العلاجات، لا يغيّر في مسار هذا النوع من الأمراض. وقال الباحثون إن الإجراءات الوقائية التي تؤدي إلى تخفيف بسيط للأنفلونزا، قد يكون لها تأثير كبير في تقليص الكلفة على نظام الرعاية الصحية في كندا، وعلى الاقتصاد بالتالي. بحسب يونايتد برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/تشرين الثاني/2011 - 25/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م