بانكوك في مواجهة غضب السماء

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يعاني الجميع في تايلاند مشاعر الإحباط الممزوجة بالغضب جراء الفيضانات الأخيرة والتي دقت ناقوس الخطر، وفتحت الباب على مصراعيه لتوجيه انتقادات واسعة لعمل الحكومة وإجراءات السلامة التي وصفت –في أحسن الأحوال- بالضعف وعلى لسان الأهالي اللذين وقعوا تحت تهديد الفيضانات بصورة مباشرة.

من جهة أخرى فقد نبهت موجة الفيضانات الأخيرة إلى مستقبل تايلاند وبانكوك على وجه الخصوص، حيث توقع الخبراء المزيد من الموجات العنيفة والقادمة لهذه المدينة ذات الـ(12) مليون نسمة، من دون أن يكون هناك أي مانع طبيعي أو صناعي لمدينة تقع اغلبها دون مستوى البحر، ومع التقدم الصناعي الكبير الذي تشهده تايلاند (خصوصاً على المستوى التقني والخاص بصناعة الحواسيب والهواتف الذكية)، إلا إن تايلاند تعاني نقصاً حاداً في سبل الوقاية من الكوارث الطبيعية.

بانكوك مهددة بالغرق

فقد تشكل الفيضانات الاستثنائية التي تضرب بانكوك مؤشرا لمستقبل هذه المدينة عندما يضعفها التغير المناخي أكثر في وقت تسير فيه من الان باتجاه الغرق من دون اي رادع، على ما يحذر الخبراء، إذا لم يتبدل أي شيء، "فخلال 50 عاماً سوف تكون غالبية بانكوك تحت مستوى مياه البحر"، على ما يحذر أنوند سنيدفونغس الخبير في التغير المناخي في جامعة شولالونغكورن في بانكوك، ويعيد ذلك إلى ارتفاع يتراوح ما بين 19 و29 سنتيمترا لمستوى مياه خليج تايلاند بحلول العام 2050، على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا جنوب العاصمة التايلاندية، وسوف يلقى نهر شاو برايا الذي يجتازها ويفيض بصورة متكررة، المصير نفسه، ويضاف إلى هذه الظاهرة انزلاق أراضي المدينة الكبرى الذي يتسبب به الاستغلال الضخم للمياه الجوفية في الصناعة بالإضافة إلى استهلاك سكان المدينة البالغ عددهم اليوم 12 مليون نسمة، وبحسب دراسة للبنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية والبنك الياباني للتعاون الدولي، فإن المدينة كانت تغرق بوتيرة 10 سنتيمترات سنويا في أواخر سبعينات القرن الماضي. بحسب فرانس برس.

وبفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بهدف حماية المياه الجوفية، انخفظت الوتيرة الى أقل من سنتيمتر واحد سنويا ومن المتوقع أن تبطأ أكثر بنسبة 10% كل عام، بحسب ما يؤكد التقرير، لكن أنوند يعترض على الرقم ويتحدث عن وتيرة "مقلقة" تتراوح بين سنتيمتر واحد وثلاثة سنتيمترات، ومهما يكن الواقع، "ما من عودة إلى الوراء، (المدينة) لن ترتفع من جديد"، على ما يشير ديفيد ماكولي خبير من البنك الآسيوي للتنمية، وفي ما يتعلق بالنتيجة، صنفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بانكوك في العام 2007 من بين المدن العشر في العالم التي يتعرض العدد الاكبر من السكان والممتلكات فيها لتهديد الفيضانات بحلول العام 2070، من جهته يشير البنك الدولي إلى خطر فيضانات مضاعف بأربع مرات بحلول العام 2050، وتمتلك بانكوك نظاما معقدا للحماية يتألف من سدود وأقنية وهويسات أقنية ومحطات للضخ، لكن تلك الترسانة لم تتمكن من منع مليارات الأمتار المكعبة من المياه ومصدرها الشمال، من إغراق أكثر من خمس العاصمة خلال الشهرين الماضيين على اثر رياح موسمية شديدة.

ويعود السبب خصوصا إلى تطور عمراني سريع جدا. فتصبح المساحة الواجب حمايتها أكبر "وبالتالي تصبح أماكن تصريف (المياه) أقل"، بحسب فرانسوا مول الخبير في إدارة المياه في معهد الأبحاث من أجل التنمية، يضيف "لكن السؤال الوحيد هو في معرفة تاريخ" وقوع ذلك.وينبغي على تايلاند وعاصمتها المشيدة على سهل معرض للفيضانات أن تهتما بتخطيط الأراضي، وبشكل أوضح التخطيط لنقل بعض المصانع أو النطاقات المخصصة للبناء الأكثر عرضة للتهديد إلى خارج المدينة، ويرى أنوند أنه "قد يكون من الأفضل بالنسبة إلى الذين يرغبون بعدم التبلل على مدار الساعة و365 يوما في العام، أن ينشئوا مدينة جديدة، ففي البلاد أراض كثيرة متوفرة"، من جهته يرى روبرت نيكولس المهندس في جامعة ساوثمبتون البريطانية أنه "بهدف البقاء حيث هي، على المدينة أن تحمي نفسها وتستثمر بزخم في وسائل دفاع جديد خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة".

فالكلفة ستكون ولا شك مرتفعة جد، وقد قدر البنك الآسيوي للتنمية بعشرة مليارات دولار سنويا على أقل تقدير، الاستثمارات الهيكلية اللازمة بهدف التأقلم مع التغير المناخي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، لكن، في حين أن انتباه الجميع يتركز على الفيضانات، تواجه تايلاند تهديدا معاكس، الوجه الآخر للعملة نفسه، ويشير جيري فيلاسكيز المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة المكلفة بالاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، إلى أن "الخطر الحقيقي قد يكون، الجفاف"، ويضيف "كيف نجد توازنا ما بين فائض من المياه كل 20 و30 و40 عاما وبين جفاف قد يقع مرة كل خمسة أعوام؟، أنتم بحاجة إلى نظام لإدارة المياه بأداء عالي".

تزايد مشاعر الاحباط

من جهة اخرى حاولت السلطات التايلاندية القضاء على الغضب المتزايد بين ضحايا الفيضانات المروعة في الوقت الذي غمرت فيه المياه احياء جديدة، وبدأت الفيضانات في يوليو تموز ودمرت أجزاء كبيرة من حوض نهر تشاو برايا في وسط البلاد وتسببت في مقتل 400 شخص والاضرار بأكثر من مليوني شخص، ونجت بانكوك الداخلية التي تحميها شبكة من السدود والاسوار المصنوعة من الرمال من المياه، ولم تصل الفيضانات الى أغلب أجزائه، لكن كميات كبيرة من المياه تنجرف الى الشمال والشرق والغرب من المدينة في طريقها الى البحر وحولت وسائل الدفاع في المدينة مسارها الى ضواح جديدة بينما انحسرت في ضواح أخرى، ويطالب السكان الغاضبون في حي بشمال شرق المدينة بفتح بوابة قناة صناعية للسماح بخروج المياه من أحيائهم التي غمرتها المياه، واشتبك سكان مع الشرطة وأمرت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا بفتح البوابة مترا واحد، لكن سلطات المدينة حذرت من أن تدفق المياه عبر القناة الصناعية يمكن أن يتحرك عبر قناة أخرى الى أجزاء كبيرة من المدينة مازالت جافة حتى الان بما في ذلك منطقة صناعية. بحسب رويترز.

وتمثل هذه الكارثة أول اختبار كبير لحكومة ينجلوك شيناوترا الاخت الصغرى لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطيح به في انقلاب عام 2006، وسيكون انقاذ بانكوك من فيضانات مروعة انتصارا مهما لينجلوك حديثة العهد بالسياسة والتي انتخبت في وقت سابق من العام الجاري، وتمثل بانكوك التي يسكنها 12 مليون نسمة 41 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي لتايلاند، لكن استمرار المحنة في المناطق النائية والاقاليم التي غمرتها كميات كبيرة من المياه الى الشمال سيزيل البريق عن أي انتصار لينجلوك خاصة مع انتشار الاعتقاد بأن هذه المناطق تمت التضحية بها لانقاذ العاصمة، وتغرق المياه اقليمي باتوم تاني وأيوتايا الى الشمال من بانكوك منذ أسابيع الى جانب سبع مناطق صناعية ظهرت على مدى العقدين الماضيين على أراض كانت تستخدم سابقا في زراعة الارز، وقالت ينجلوك التي عقدت اجتماعا وزاريا لوضع خطة انقاذ ان اعادة المناطق الصناعية للعمل سيستغرق ثلاثة أشهر، وتبحث الحكومة خطة انقاذ قال وزير الطاقة بيتشاي ناريبتابان انها ستتكلف ما يصل الى 900 مليار بات (30 مليار دولار) منها 800 مليار بات لاصلاح نظام ادارة المياه و100 مليار لاعادة تأهيل المناطق الصناعية، وخفض بنك تايلاند المركزي توقعاته للنمو الاقتصادي هذا العام للنصف تقريبا الى 2.6 في المئة بعد أن كانت 4.1 في المئة في يوليو تموز وقال ان الاقتصاد سيتلقص 1.9 في المئة في الربع الذي ينتهي في ديسمبر مقارنة بالاشهر الثلاثة السابقة بسبب الفيضانات، وأغرقت الفيضانات نحو أربعة ملايين فدان وهي مساحة تماثل تقريبا مساحة الكويت ودمرت 25 في المئة من محصول الارز الرئيسي في أكبر مصدر للارز في العالم.

ارتفاع الامواج يختبر وسائل الحماية

من ناحيته يختبر ارتفاع الامواج لاعلى مستوى السدود في بانكوك في الوقت الذي زاد فيه الامل في ان وسط العاصمة التايلاندية قد ينجو من أسوأ فيضانات منذ نحو نصف قرن لكن لم يكن هذا عزاء للضواحي والاقاليم التي أغرقتها المياه حيث تزيد المخاوف من الامراض، وأسفرت الفيضانات عن سقوط 381 قتيلا على الاقل منذ يوليو تموز وأضر بحياة اكثر من مليوني شخص، وخفضت السلطات توقعات النمو، وجاءت المياه التي تتدفق في حوض نهر تشاو برايا من الشمال مع ارتفاع الامواج في خليج تايلاند على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب من تايلاند مما أدى الى مخاوف من أن وسائل الحماية من الفيضانات في المدينة ستنهار، وقالت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا التي انتخبت هذا العام وهي حديثة العهد بالسياسة ان مصير المدينة في يد شبكة من السدود والحواجز المصنوعة من أجولة الرمال، وقالت ينجلوك للصحفيين "يتوقف الامر على منسوب البحر وفي بعض الاحيان على مدى صحة الطريقة التي نضع بها أجولة الرمال، نتمنى أن تكون أجولة الرمال قوية بما يكفي، لذلك اذا لم تسقط أجولة الرمال سيكون الوضع على ما يرام". بحسب رويترز.

لكن الخطر لم ينته بعد وأصدر رئيس البلدية تحذيرا جديدا لمن يعيشون قرب النهر وبجانب القنوات لنقل متعلقاتهم الى مناطق مرتفعة أو الاستعداد للرحيل، وهناك عدة أجزاء من شمال بانكوك أغرقتها المياه بكميات كبيرة الى الشمال في حين أن أقاليم مثل باتون تاني وأيوتايا تغمرها المياه منذ أسابيع، وتتزايد مخاوف من انتشار أمراض تنقلها المياه مثل الملاري، وقال ماثيو كوشرين من الاتحاد الدولي لجمعيتي الصليب الاحمر والهلال الاحمر ان الوضع حرج وان الكثير من الناس يعيشون في مياه الفيضانات دون الحصول على الطعام والماء، وأضاف "هناك أكثر من مليوني شخص تضرروا على مدى الاشهر القليلة الماضية، والكثير منهم ما زالوا متضررين"، وتابع أنه الى جانب تزايد خطر الاصابة بالاسهال والامراض التي ينقلها البعوض فان اصابات الجلد تمثل أكبر مشكلة.

وفي بعض المناطق فرت التماسيح من المزارع التي أغرقتها المياه وتسللت الثعابين التي تبحث عن مناطق جافة الى المنازل، وأغرقت الفيضانات نحو أربعة ملايين فدان أو ما يوازي مساحة الكويت تقريبا وجاءت بعد أمطار موسمية غزيرة بشكل غير معتاد، وقضت أسوأ فيضانات في تايلاند منذ نصف قرن على ربع محصول الارز الرئيسي في اكبر بلد مصدر للارز في العالم، كما أغرقت المياه سبعة مناطق صناعية أنشئت على مدى العقود الماضية على أرض كان يزرع بها الارز الى الشمال من العاصمة، واستغل البعض فرصة العطلة التي اعلنتها السلطات لمدة خمسة أيام لترك المدينة، اما من بقوا فيها فقد خزنوا احتياجاتهم ونفدت المواد الغذائية الرئيسية في الكثير من المتاجر.

الفيضانات وانتاج الحواسيب الشخصية

فيما ستؤدي الفيضانات في تايلاند التي تؤثر على صناعة المكونات الالكترونية في البلاد الى تباطوء في صناعة اجهزة الكمبويتر الشخصية العالمية في العام 2012 وحتى الى تراجع بنسبة 20 % في الامدادات استنادا الى سيناريو كارثي يضعه بعض المحللين، وقد تتراجع امدادات القرص الصلب المكون الاهم في الحواسيب الشخصية (بي سي) بنسبة 30 % خلال الربع الاخير الى 125 مليون وحدة مما سيضطر صانعي اجهزة الكمبيوتر الى خفض انتاجهم وفق شركة الدراسات "آي اتش اس".وتفيد الشركة المنافسة "أنترناشونال داتا كوربورنشرن" (اي دي سي) ان هذا قد ينعكس في اوسوأ الحالات الى تراجع في تسليم اجهزة الحواسيب الشخصية بنسبة 20 % مقارنة بتوقعات الفصل الاول من العام المقبل، فالمصانع التايلاندية المنتجة للاقراص الصلبة تقع بشكل عام في مناطق صناعية في السهول الوسطى التي تغمرها مياه الفيضانات منذ تموز/يوليو، وهي تؤمن 40 % من حاجات السوق.

وتقول لورين لوفيردي من "اي دي سي"، "النقص في الاقراص الصلبة سيؤثر خصوصا على الشركات الصغيرة للحواسيب الشخصية والاجهزة الرخيصة" الثمن مثل اجهزة القراءة الالكترونية واجهزة الكمبيوتر الرخيصة الثمن، وتضيف "الا ان كبار الموزعين سيتأثرون ايضا بالنقص في الاقراص الصلبة ولا سيما في ما يتعلق باجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تتركز فيها الكثير من مبيعات الحواسيب الشخصية"، وتضيف شركة "اي اتش اس" ان "أسعار الاقراص الصلبة ارتفعت تحسبا للنقص المتوقع ومن المرجح ان تبقى مرتفعة بنسبة 10 % على عدة فصول"، وقد اغلق منتجون كبار من مثل "توشيبا" و"ويسترن ديجيتال" جزءا كبيرا من مصانعهم في تايلاند اثر الفيضانات، ويشدد المحلل بيتر ميزيك من مصرف "جيفريز" على ان شركات المعلوماتية الكبرى مثل "ديل" و"هويليت باكارد" تملك ما يكفي من المخزونات من الاقراص الصلبة لمواجهة اي اضطرابات في الامدادات لما تبقى من السنة، وقال ناطق باسم "ديل" ان مجموعته "تتوقع ان تكون امدادات الاقراص الصلبة محدودة خلال الاسابيع المقبلة ونعمل بشكل وثيق مع المزودين للحد من التأثير السلبي على المستهلكين"، وللمفارقة يقول يزيك ان النقص "قد يكون ايجابيا بالنسبة لديل وهويليت باكارد خلال الربع الاول من النسة اذ ان الموزعين سيطلبون منهما هذه السلعة قدر الامكان"، لكنه يضيف "الا اننا نظن ان الامر قد ينقلب خلال الربع الثاني لان مخزونات الحواسيب الشخصية والاقراص الصلبة ستكون قد نفدت وانتاج الاقراص الصلبة لم يعد بعد الى مستواه الطبيعي". بحسب فرانس برس.

وقد يؤثر النقص في الاقراص الصلبة ايضا بطريقة غير مباشرة على نوع اخر من المكونات وهو سوق الذاكرات الحية (درام) التي تعاني من اسعار متدنية، وهذا الوضع قد يسوء في حال تباطأ الانتاج العالمي للحواسيب الشخصية على ما تفيد شركة "اي اتش اس اي سابلاي".وفي وقت شارف موسم الامطار على نهايته في تايلاند وبدأت مياه الفيضانات تنحسر يتوقع ان يتمكن منتجو الاقراص الصلبة من معاودة نشاطهم بحلول نهاية السنة وتتوقع "أي دي سي" عودة الانتاج والاسعار الى مستويات طبيعية في حزيران/يونيو.

ترشيد المبيعات وامال على الحواجز

الى ذلك بدأت المتاجر في العاصمة التايلاندية بانكوك في ترشيد البيع مؤخراً في حين حذرت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا من أن مياه الفيضانات يمكن أن تغمر أجزاء من العاصمة لفترة تصل الى شهر، وبعد صدور تحذير لاهالي منطقة مطلة على نهر زاد القلق في المدينة التي يسكنها 12 مليون نسمة على الاقل حيث هرع السكان لتخزين امدادات المياه والغذاء، وقالت ينجلوك للصحفيين "بعد تقييم الوضع نتوقع أن تظل مياه الفيضان في بانكوك لمدة اسبوعين الى شهر قبل أن تصب في البحر"، وأضافت "لكن، لن نشهد مياها يبلغ منسوبها مترين أو ثلاثة أمتار تبقى شهرين أو ثلاثة كما شهدنا في أقاليم أخرى"، وخلفت أسوأ فيضانات في تايلاند منذ نصف قرن 366 قتيلا على الاقل منذ منتصف يوليو تموز وأضرت بنحو 2.5 مليون شخص مع وجود أكثر من 113 ألف شخص في مراكز ايواء و720 ألفا في حاجة لرعاية طبية، ومع اقتراب الامواج المرتفعة في خليج تايلاند قال سري سوباراتيد مدير مركز تغير المناخ والكوارث التابع لجامعة رانجسيت ان مدى صمود الحواجز هو الذي سيحدد مصير المدينة، وقال "في أسوأ الاحتمالات في حالة انهيار كل الحواجز فان كل أجزاء بانكوك ستغمرها المياه بصورة أو بأخرى"، ومن الصعب ذكر رقم محدد للخسائر الاقتصادية لكن البنك المركزي عدل توقعاته بالنمو الى 3.1 في المئة هذا العام بعد أن كانت النسبة المتوقعة 4.1 في المئة في وقت سابق، وتوقع وزير المالية نموا بمعدل اثنين في المئة. بحسب رويترز.

وتسببت الفيضانات في اغلاق سبع مناطق صناعية في اقليم أيوتايا ونونتابوري وباتوم تاني المتاخم لبانكوك مما تسبب في خسائر قيمتها مليارات الدولارات وأضر بسلاسل الامداد الدولية للصناعة وجعل نحو 650 ألف شخص بلا عمل بشكل مؤقت، وأقر مجلس الوزراء في وقت سابق ميزانية حجمها 325 مليار بات (6. 10 مليار دولار) لاعادة بناء البلاد في حين تعقد سلطات المدينة ووزارة التجارة اجتماعات مع مديري المؤسسات الصناعية وسلاسل الفنادق والشركات ومنتجي المواد الغذائية لمحاولة الحد من الخسائر وبدء عملية الاصلاح، ومن الممكن أن يؤدي سقوط أمطار غزيرة الى تعقيد الازمة ومن المتوقع حدوث عواصف رعدية، ومن المنتظر أن تضر الفيضانات بشدة بالنشاط السياحي في البلاد الذي يعمل به نحو مليونا شخص ويمثل نحو ستة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، ولمواجهة الفيضانات تحول السلطات يوميا ما يصل الى ثمانية مليارات متر مكعب من المياه الى القنوات ونهر حول شرق بانكوك وغربها في اتجاه البحر.لكن كمية المياه الكبيرة التي تتدفق عبر المدينة ما زالت تمثل قلقا اذ بلغ منسوب المياه في نهر تشاو برايا مستويات قياسية، ومع تزايد الذعر بين السكان قرر المسؤولون عن سوق كبيرة في وسط بانكوك ترشيد البيع بحيث لا يحصل المشتري الواحد على أكثر من كيس أرز وعلبة بيض، ونفدت الكميات المعروضة من المياه المعبأة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/تشرين الثاني/2011 - 23/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م