معنى المشاركة الحقيقية

زاهر الزبيدي

شاءت الصدف أن ألتقي دون سابق موعد مع أحد الموظفين الذين كنت أعمل معهم في فترات سابقة، وبعد ساعتين من النقاش حول ظروف العمل في المؤسسات الحكومية وجدت أني قد اكتشفت كنزاً من المعرفة والدراية بأمور العمل مع كم هائل من المقترحات التي تغني العمل المؤسساتي الحكومي في البلد..

 ناهيك عن مجموعة كبيرة من الخطط البسيطة التي تندرج ضمن أبواب تحسين دخل الفرد وكيفية إدارة الموارد البشرية وأساليب الأنفاق وعن كيفية إدارة الموارد المالية وتوفير فرص العمل..

 لقد كانت ساعتان مثمرتان من النقاش.. اكتشفت من خلالها أن الكثير من موظفي دوائرنا الحكومية لم يتم إعطائهم فرصة حقيقية للمشاركة في وضع الخطط التي تساهم في إغناء العمل في مؤسساتهم على الرغم من المساحة الهائلة من الحرية التي توفرت لدينا، في الوقت الحاضر، لإشراكهم بصورة حقيقية في صنع القرار التي يتناغم وحركة سير العمل في المؤسسات مهما كانت أنواعها خدمية أو إنتاجية أو مكتبية.

أنها المشاركة الحقيقية التي نتحدث عنها لتوحيد رؤى موظفي الدوائر بشأن مستقبل دوائرهم وإعطائهم تلك الفرصة ليضعوا لمساتهم في خطط تلك المؤسسات وتحويل تلك اللمسات الى واقع وأعتقد بشكل قاطع انها ستؤدي الغرض منها، المشاركة، في نجاح عمل الحكومة.

لا يخفى على أحد أن موظفي الدوائر الحكومية هم أهم حلقات تطوير العمل حيث يقع على عاتقهم إدامة التواصل مع ابناء الشعب والشرائح التي وجدوا ليقدموا خدماتهم الحكومية لهم وهم، الموظفون، على التصاق تام مع عملهم ومعرفتهم كافية بالعوائق التي تعترض وترافق سير العملية الإنتاجية أو حتى المستندية في تلك الدوائر وإشراكهم سيكون مهماً جداً في إغناء العمل والتخلص من عوائقه بسهولة وعليه فأن تقريراً اسبوعياً يقدمه الموظف لرئيس قسمة أو مدير دائرته سيكون عملية منظمة يتلقى منها رئيس الدائرة مؤشرات واضحة وحية عن سير العمل دون الاعتماد على بعض الدوائر في نقل تلك الحقائق والتي تكون في أحيان كثيرة مطابقة للواقع ويقع معها المسؤول في ورطة كبيرة عندما تستفحل المشاكل البسيطة لتصبح عاهات مستدامة في العمل المؤسساتي..

ان توسيع دائرة المشاركة في صنع القرار لتشمل أبسط موظفي الدوائر سيفرز حقيقة وطبيعة العقول التي تعمل تلك الدوائر وستظهر الى سطح الواقع أفراداً يمتلكون القابلية الكبيرة على تطوير فنون الإدارة الحديثة وتطبيقاتها على أكمل وجه بعيداً عن المحاصصة وشقيقاتها ممن عثن في العمل المؤسسي فساداً وخراب.

تلك هي المشاركة الحقيقية التي يجب العمل على تفعيلها بقوة خلال تلك المرحلة الأولية من البناء التي يعيشها الوطن والتي لو تمكنا من إنجاحها فسنتمكن بقوة من إحداث نقلة نوعية كبيرة بكفاءة وفعالية في تجاوز نقاط الضعف في العمل ونوفر في الوقت نفسه إستجابة فعالة لموظفي تلك الدوائر لتنفيذ التوجهات التي تخص أعمالهم لكونهم، جميعا، سيشاركون في وضعها أو أنها قد جاءت من مشاركتهم الحقيقية.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/تشرين الثاني/2011 - 20/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م