التغيرات المناخية... بوابة المستقبل للنزاعات الدولية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يتفق الجميع على نتيجة مفادها إن الكرة الأرضية قد تضررت في القرون الأخيرة كثير، بسبب النشاطات والملوثات الصناعية "الغير مسئولة"، ورغم مرور ملايين السنين على عمر الأرض إلا إن ما عانته مؤخراً يفوق الأضعاف، حيث ارتفعت نسب التلوث إلى مستويات قياسية، وطرأت العديد من التغيرات على المناخ بصورة عامة وزادت سخونة الأرض، وبروز ظاهرة الاحتباس الحراري والتصحر والجفاف...الخ، ومع اتفاق الجميع على ضرورة التعاون في مكافحة مخاطر اختلال التوازن المناخي، يبرز الخلاف حول آلية العمل والاتفاق المشترك بين الدول المتطورة والنامية، وتظهر الانشقاقات واضحة بين الطرفين، حيث أجهضت الكثير من المشاريع والأفكار والاتفاقات المبدئية والتي قد تكون ذات مردود بيئي يعود بالخير على الإنسانية جمعاء بسبب مصالح سياسية واقتصادية ذات أفق محدود.      

انقسام عالمي

حيث تهدد خطة جديدة للحد من ارتفاع درجة حرارة الارض باثارة نزاع بين الدول الغنية والفقيرة وقد يواجه تنفيذها صعوبات فيما يتجادل مفاوضون بشأن مصير بروتوكول كيوتو، ويغطي بروتوكول كيوتو الصادر عام 1997 الانبعاثات من الدول الغنية فقط وتمثل أقل من ثلث التلوث الكربوني الناجم عن الانشطة الانسانية ومن المقرر ان تنتهي المرحلة الاولى من البروتوكول بحلول نهاية 2012، وتريد الدول الافقر مد العمل به بينما يقول عدد كبير من الدول الغنية ان ثمة حاجة لاتفاق اوسع نطاقا يشمل جميع الدول الاكثر تلويثا للبيئة، واقترحت استراليا والنرويج اجراء مفاوضات بشأن التوصل لاتفاق جديد ولكنها تقول ان من غير الواقعي ان يكون معدا بحلول عام 2013، وحددا موعدا مستهدفا بعد عامين في 2015، وقال مفاوض بارز من دولة متقدمة رفض نشر اسمه لحساسية المحادثات عن الاقتراح الاسترالي النرويجي "انه السبيل الوحيد للمضي قدم، ما من سبيل اخر سوى الفشل"، وتصر الدول النامية على مد العمل ببروتوكول كيوتو لالزام الدول المتقدمة بخفض اكبر لانبعاثات الكربون وتقاوم بشدة اي محاولة لتنحية الاتفاق جانبا وهو ما يعني ان الخطة الاسترالية النرويجية ستواجه صعوبات، وقد يقود الفشل في ابرام اتفاق جديد للمناخ الى اكتفاء الدول بالالتزام بخطوات طوعية من المستبعد ان توقف التغيرات المناخية، مما يهدد بمزيد من موجات الجفاف الشديد والفيضانات والاعاصير وتلف المحاصيل، كما تضعف جهود وضع سياسات صارمة للترويج لوقود انظف وطاقة صديقة للبيئة. بحسب رويترز.

ويدعو الاقتراح الاقتصاديات الكبرى لسرعة تعزيز خطوات لخفض الانبعاثات والاتفاق على سبيل لوضع معايير للتحرك ونظام للمقارنة مع ما يطبقه الاخرون والتحقق منه، وفشلت محادثات مناخية استمرت طويلا قادتها الامم المتحدة في التوصل لاتفاق في الموعد المحدد في 2009 على ان يبدأ تطبيقه في 2013 ويواجه مؤتمر في دربان بجنوب افريقيا ضغوطا لمباشرة التفاوض بشأن اتفاقية جديدة، وفيما يتجادل المفاوضون تشير بيانات الى ارتفاع درجة حراراة الارض مع استمرار تنامي الانبعاثات لاسيما من الدول النامية الكبيرة نتيجة حرق كميات أكبر من الفحم والوقود والغاز، ويتوقع علماء أن تصير فيضانات مماثلة لتلك التي شردت الملايين في باكستان العام الماضي واجتاحت مناطق في استراليا أكثر شيوعا الى جانب اعاصير اعنف فوق الاطلسي وحرائق، وذكرت خدمة الارصاد الجوية الوطنية الامريكية في منتصف اغسطس اب ان خسائر الولايات المتحدة بلغت مليارات الدولارات بالفعل بسبب الكوارث الجوية مثلما حدث في سنوات سابقة وقدرت الفاتورة الاجمالية للفيضانات والاعاصير وموجات الحر العام الحالي عند 35 مليار دولار، ولا يشمل المبلغ مليارات الدولارات من خسائر وللاغاثة من الكوارث تكبدتها الولايات المتحدة من الاعصار ايرين الذي ضرب البلاد في اواخر اغسطس اب، ويسلط كل ذلك الضوء على خفض الانبعاثات في أكبر الاقتصاديات في العالم وحقيقة انها غير كافية، وحين جرى الاتفاق على بروتوكول كيوتو كانت انبعاثات الدول الافقر اقل بكثير ولكن الانبعاثات في الدول المتقدمة تتضاءل امامها الان، على الاقل ينبغي ان تعيد المحادثات الثقة بان بوسع الدول بذل المزيد من الجهد لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض.

وقال مفاوض بارز "ينبغي ان نبتعد عن هذه الدورة السنوية لما سنقوم بتحقيقه والاتجاه لاطار زمني أكثر واقعية لتوقيت التوصل لاتفاق جديد، اشعر ان جميع المفاوضين يوافقون على ذلك، هذا واضح"، وسيكوم الاقتراح الاسترالي النرويجي محور محادثات ترأسها الامم المتحدة في بنما وهي اخر جولة قبل مؤتمر دربان، وقال الاتحاد الاوروبي انه يقر الاقتراح الى حد بعيد، وقال ارتر رونج ميتزجر كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي بشأن المناخ متحدثا عن الاقتراح "يحاول دفع مفاوضات المناخ العالمية خلال السنوات المقبلة نعتقد انه جدول زمني يبدو قابلا للتنفيذ"، وأضاف ان من المهم ان يقر اجتماع دربان اطار عمل جديدا بشأن المناخ لجميع الدول مشيرا للولايات المتحدة والاقتصاديات النامية الكبرى بصفة خاصة، وينبعث نحو ربع حجم الانبعاثات الغازية الملوثة للجو من الصين وهي الدولة الاكبر على مستوى العالم في هذا الصدد، وتتحدث الحكومة عن خطوات مثل تحسين كفاءة الطاقة ومواصفات وقود السيارات ولكنها جميعا طوعية، ومن شأن الاقتراح ان يثير انقساما بين الدول النامية، وتريد الدول الاكثر عرضة للتغيرات المناخية مثل الجزر المنخفضة عن مستوى سطح البحر المعرضة لخطر ارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات وانكماش امدادات المياه العذبة تحركا اسرع من كبريات الدول المسببة للتلوث وتشعر ان كيوتو هي السبيل.

وقال ايان فري كبير مفاوضي المناخ من جزيرة توفالو في المحيط الهادي "انه (الاقتراح) يرجيء التحرك الفعلي لمعالجة تغيرات المناخ ولن يعجب الدول المهددة، انه هدية للولايات المتحدة"، كما تقاوم الهند ثالث أكبر دولة تطلق انبعاثات كربونية الاقتراح، وقال مسؤول هندي على دراية بالمفاوضات العالمية رفض نشر اسمه "مثل هذه الخطة تستبعد كيوتو وتعيد رسم اسس التفاوض، لماذا ينبغي ان توافق الدول النامية"، ولم تصدق الولايات المتحدة ثاني أكبر دولة تسبب تلوث الجو على بروتوكول كيوتو قط ووصفته بانه معيب لانه لا يلزم الدول النامية الكبرى بتحقيق مستويات خفض للانبعاثات ملزمة قانون، وقال تود ستيرن كبير مفاوضي المناخ الامريكيين في تصريحات لوسائل الاعلام في الاونة الاخيرة "ينبغي ان يطبق اتفاق قانوني بنفس القوة القانونية علي الدول النامية الكبرى على الاقل وهذا يعني الصين والهند والبرازيل وغيرها" وأضاف ان هذا يعني عدم وجود ثغرات او شروط لتنفيذ هذه التعهدات.

احتجاج على كتاب أطلس

الى ذلك احتج اختصاصيو مناخ بريطانيون على النسخة الأخيرة لأطلس "تايم أتلاس أوف ذي وورلد" التي صدرت مؤخراً والتي تقلص جليد غرينلاند بنسبة 15%، وتصدرت النسخة الأخيرة من الأطلس عناوين صحف كثيرة لأنها أكدت خلال الترويج لإطلاقها أن جليد غرينلاند ذاب بنسبة 15% في غضون 12 عاما، كاشفا عن مساحة من اليابسة تضاهي مساحة بريطانيا وايرلند، واحتج علماء مجموعة "سكوت بولار" برئاسة جوليان دوديسويل قائلين إن "صور الأقمار الصناعية الأخيرة لغريلاند تظهر بوضوح عددا كبيرا من الجبال الجليدية ومساحات مغطاة بالجليد على الدوام فيما يبين الأطلس الجديد أراضي من دون غطاء جليدي"، ووجهوا ملاحظاتهم في رسالة إلى الناشر وهو مجموعة "هاربركولينز" التابعة لمجموعة "نيوزكوربوريشن" التي يملكها روبرت موردوك، ويجمع العلماء على أن الاحترار المناخي يؤدي إلى تقلص الجليد في غرينلاند ولكنهم يحتجون على النسبة التي يذكرها الناشر نظرا إلى أن المعلومات الخاطئة تقوض مصداقية التغير المناخي.ولكن الناشر تمسك ببياناته التي تستند، على حد قوله، على معلومات من المركز الأميركي لبيانات الثلج والجليد. بحسب فرانس برس.

المحيط المتجمد الشمالي

في سياق ذي صلة قال مدير المركز الرئيسي لمراقبة المحيطات في العالم ان الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي انحسر بالفعل الى ثالث أدنى معدل له على الاطلاق هذا العام في تراجع قد يؤدي الى صيف بدون جليد بحلول عام 2030، وذكر مارك سيريز مدير المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد ومقره الولايات المتحدة ان منطقة المحيط المتجمد الشمالي ستنكمش بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لكن من غير المرجح أن يفوق الانكماش ما حدث عام 2007 منذ بدء تسجيل بيانات القمر الصناعي قبل 32 عام، وعلى الرغم من أن الغطاء الجليدي للمحيط لا يؤدي الى ارتفاع منسوب المياه فيه عندما يذوب مثلما يحدث عند ذوبان قطعة ثلج في كوب ماء فان العلماء يقولون ان حلول صيف بدون جليد سيكون له تأثيرات على استغلال الموارد في المنطقة، وقد يؤدي الامر الى تغيير أنماط الطقس أو التسبب في ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بشكل أسرع، ووقعت شركتا اكسون موبيل وروزنيفت اتفاقية لاستخراج النفط والغاز من المنطقة القطبية عند روسيا في عملية تنقيب قد يساعدها انحسار الجليد في فصل الصيف شمالي روسي، وقال سيريز "تقول الارقام اليوم انه اذا توقف الذوبان الان فسيكون ثالث أكبر ذوبان في سجل القمر الصناعي"، وأضاف "وصلنا الى ما هو أقل بقليل عن 4.6 مليون كيلومتر مربع وكنا عند هذا الحد في 2010 (في الحد الادنى)، نحن مستمرون في النمط العام للذوبان ومازال أمامنا مهلة قبل انتهاء الموسم"، وقال "هل سنحطم الرقم القياسي الذي حدث في 2007، لا أعتقد ولكننا سنقترب منه"، ويتفق معظم العلماء على أن المحيط المتجمد الشمالي في طريقه ليخلو تماما من الجليد في صيف ما خلال هذا القرن لكنهم يختلفون بشدة حول موعد حدوث ذلك. بحسب رويترز.

فيما أعلن باحثون ألمان أن الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية "أركتيك" قد انخفض إلى أدنى مستوياته منذ بداية أعمال الرصد بواسطة الأقمار الصناعية في العام 1972، وفي الثامن من أيلول/سبتمبر، انخفضت مساحة الغطاء الجليدي في الأركتيك إلى 4،24 ملايين متر مربع، ما يعتبر أدنى بنسبة 0،5% من الرقم القياسي السابق المسجل في أيلول/سبتمبر 2007 حسب معهد الفيزياء البيئية التابع لجامعة "بريمن"، ويعتبر العلماء أن تضاؤل منسوب الجليد البحري في الأركتيك يشكل في الوقت عينه مقياسا للاحترار ومحفزا له مع آثار سلبية على الصعيدين العالمي والمحلي، وبحسب الباحثين، يعتبر هذا الانخفاض أيضا دليلا إضافيا على دور الإنسان الكبير في التغيرات المناخية خلال العقود الاخيرة، وفي بيان يشرح غيورغ هيغستر مدير وحدة الاستشعار عن بعد عبر الصور التابعة لمعهد التحاليل الفيزيائية، "لم يعد التغير الطبيعي من سنة إلى أخرى الناجم عن تأثرات المناخ هو السبب الذي يفسر انخفاض الجليد الثلجي، إذ أن النماذج المناخية قد أظهرت أن الانخفاض يعزى بالأحرى إلى الاحترار العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية الذي له تأثير أكبر في الأركتيك نظرا لأثر البياض أو الوضاءة"، فالبياض يزداد عندما يحل مكان مساحة كانت في السابق مغطاة بالثلج أو الجليد العاكس للضوء الذي يعكس غالبية أشعة الشمس، بحر أزرق يمتص الحرارة، وقد ارتفعت درجات الحرارة في منطقة الاركتيك بضعف سرعة المعدل العالمي خلال السنوات الخمسين الأخيرة، وقد تضاءل الغطاء الثلجي في هذه المنطقة بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، وأوضح البيان أنه يتعذر قياس تضاؤل الكثافة بالدقة عينها التي تقاس بها مساحة السطح، ولم يعلن المركز الوطني لمعطيات الثلج والجليد في الولايات المتحدة الذي يرصد أيضا الغطاء الثلجي في الأركتيك على أساس يومي عن انخفاض قياسي، فالمعطيات التي نشرها على موقعه الإلكتروني تشمل الفترة الممتدة حتى السادس من أيلول/سبتمبر فقط لا غير.

اندثار غابات كندا

من جهتها قالت لجنة رسمية ان الاضرار الناتجة عن التغيرات المناخية في كندا ستعادل نحو واحد بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في 2050 لان درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي الي اندثار الغابات وغمر المناطق المنخفضة بالمياه وزيادة الامراض، وقالت المائدة المستديرة الوطنية بشان البيئة والاقتصاد انه يجب على الحكومة المحافظة في كندا "التي ينتقدها بشدة نشطاء الحفاظ على البيئة لعدم قيامها بما يكفي لمكافحة الاحتباس الحراري" اتخاذ اجراءات للحد من اثار التغير المناخي الذي يلقي باللوم فيه على الانبعاثات الغازية الضارة، وترتفع درجات الحرارة في المناطق الشمالية من كندا "ثاني أكبر دولة في العالم" بوتيرة اسرع من باقي الكرة الارضية، وقالت اللجنة التي شكلتها الحكومة في 1988 لتقديم المشورة بشان قضايا البيئة "التغير المناخي يمثل عبئا متزايدا على اقتصاد كندا يمتد أثره على المدى البعيد"، ووفقا للاحتمال الاكثر ترجيحا "الذي ابرزته اللجنة" فان الضرر الناجم عن الاحتباس الحراري سيتراوح بين 0.8 بالمئة و1.0 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي بحلول 2050 وقد يصل الي حوالي 2.5 بالمئة بحلول 2075، وقالت اللجنة "يعتمد حجم التكاليف على عنصرين، نمو الانبعاثات العالمية والاقتصاد الكندي ونمو السكان"، وبناء على مدى سرعة ارتفاع درجات الحرارة في العالم والاجراءات التي ستتخذها الحكومة قالت اللجنة ان الضرر في 2050 يمكن ان يتراوح بين 21 مليار دولار كندي (20 مليار دولار) و43 مليار كندي سنوي، وأوصت اللجنة باتباع بضع اجراءات للمساعدة في الحد من الضرر الناجم عن التغير المناخي، وانسحبت كندا من بروتوكول كيوتو بعد ان تولت حكومة المحافظين السلطة في 2006 وتبنت في وقت لاحق هدفا أكثر تواضعا بشان خفض الانبعاثات. بحسب رويترز.

جزيئات الايروسول

من جانب اخر قال علماء المناخ إن الامطار الموسمية الصيفية التي تمد منطقة جنوب اسيا بنحو 80 في المئة من احتياجاتها المائية صارت أكثر جفافا خلال السنوات الخمسين الاخيرة وربما يعزى ذلك إلى جزيئات الايروسول المنبعثة من احتراق الوقود الحفري، وجزيئات الايروسول دقائق مجهرية من اي مادة صلبة او سائلة او ملوثات معلقة في وسط غازي او في الهواء، وقال باحثون في دورية "ساينس العلمية" ان أنماط الدورة المعيارية الدورانية للهواء تزيح كتل الامطار الموسمية نحو اجواء الهند ويبدو ان جزيئات الايرسول تداخلت مع هذه الانماط، واضاف الباحثون انه خلال الفترة بين عامي "1950 و1999" ظهرت اثار الجفاف بصورة جلية في القطاع الاوسط من شمال الهند وصاحب ذلك انخفاض هطول الامطار من يونيو حزيران الى سبتمبر ايلول بنسبة عشرة في المئة اما بقية ارجاء الهند فقد شهدت تراجعا في الامطار حول نسبة خمسة في المئة خلال الفترة ذاته، وقال الباحثون إن لا يبدو ان ذلك من الاثار المباشرة لظاهرة الانبعاثات الغازية الناجمة عن زيادة درجة حرارة كوكب الارض (الاحترار) حتى على الرغم من ان حرق الوقود الحفري والكتلة الحيوية ينتج عنه جزيئات الايروسول وأيضا انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسهم في ظاهرة الاحترار، وقالت الرابطة الامريكية لعلاج امراض الرئة التي تسعى جاهدة للحد من الانبعاثات الغازية في الولايات المتحدة ان الملوثات الجزيئية يمكن ان تزيد من مخاطر الاصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة ونوبات الربو وتؤثر ايضا على نمو الرئتين ووظائفها. بحسب رويترز.

وقال يي مينج المشارك في دراسة اجراها معمل ديناميكا الموائع الجيوفيزيقية التابع للادارة القومية الامريكية للمحيطات والغلاف الجوي في برينستون بولاية نيوجيرزي انه في اجواء جنوب اسيا اسهمت جزيئات الايروسول فعليا في ابطاء اثار ظاهرة الاحترار من خلال التفاعل مع اشعة الشمس وعكس جزء منها الى الفضاء، وقال مينج في مقابلة ان نفس الاثار المؤدية لخفض ظاهرة الاحترار تميل الى ابطاء دورة الهواء من الشمال والجنوب وهي المسؤولة بدورها عن تحريك كتل الامطار الموسمية، واضاف مينج أن منطقة نصف الكرة الشمالي ومنها الهند تميل الى احداث مزيد من انبعاثات جزيئات الايروسول لانها أكثر تطورا ونموا عن نصف الكرة الجنوبي، وقد يعطي ذلك املا في امكانية الحيلولة دون ان تسهم جزيئات الايروسول في جفاف الامطار الموسمية، ويعلق العلماء الامال على اتخاذ دول صناعية كبرى مثل الولايات المتحدة ومعظم الدول الاوروبية خطوات من شأنها خفض التلوث بجزيئات الايروسول مما يعني الحد من انطلاقها في اجواء المدن، ومضى مينج يقول هو وزملاؤه انه اذا واصلت الهند والدول الاسيوية الاخرى تطوير اقتصادياتها فانها تسهم ايضا في تراجع الانبعاثات الغازية، واضاف ان ذلك من شأنه القضاء على ظاهرة جفاف الامطار الموسمية في غضون 20 الى 30 سنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تشرين الثاني/2011 - 18/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م