مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية في العراق IEITI... خطوة تقويمية

تقرير: إيمان بلال

 

شبكة النبأ: منذ عقود طويلة كانت صادرات النفط العراقية تتداول وراء أبواب مغلقة، ليستمر الحال حتى عام 2008، الذي شهد فيه ذلك البلد لأول مرة تنظيم مؤتمر علني طرح من خلاله جولات تراخيص للشركات النفطية للتنقيب والاستخراج بشكل شفاف وبحضور وسائل إعلام مختلفة.

وما لا يعلمه الكثيرون ان ذلك المؤتمر، الذي عد سابقة مهدت لعدة مؤتمرات لاحقة على هذا الصعيد، جاء تلبية لدعوة المجتمع الدولي العراق للانضمام الى مبادرة الشفافية الدولية للصناعات الإستخراجية في العالم، أثناء مؤتمر شرم الشيخ الذي انعقد عام 2007، بحضور الوفد العراقي. وأنضم العراق رسميا الى المبادرة الدولية عام 2010، حسب ما أعلنه رئيس الوزراء العراقي.

الضرورة والفائدة

ويسهم انضمام العراق الى تلك المبادرة بشكل أساس في الحد من ظاهرة الفساد المالي والاداري المستفحلة، وتمهد لانسيابية أمن الصادرات النفطية والغازية دون غموض أو التباس في حال تطبيق التعليمات المنصوص عليها في بنود الاتفاقية. حيث يلتزم العراق بالإعلان عن حجم الصادرات النفطية بشكل دوري.

وشددت الحكومات السابقة التي حكمت العراق التعتيم على صادرات النفطية لأسباب سياسية تارة واقتصادية تارة أخرى، فيما كان للفساد المالي دورا بارزا في ذلك التوجه بحسب معظم المراقبين.

حيث كانت الموارد والمداخيل النقدية المتأتية من تلك الصادرات محصورة بسلطة رئيس الدولة او بعض الأشخاص في السلطة، مما تسبب بالحرمان والفقر لشرائح كبيرة من المجتمعات العراقية، وسوء ملحوظ في معظم البنى التحتية لتلك الدولة، خصوصا البنى التحتية للمرافق النفطية ذاتها.

ما هي مبادرة الشفافية؟

"مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية" هي بدأت كفكرة عام 2002 في جوهانسبيرغ "جنوب افريقيا" وهي اشبه بأتفاقية دولية لكنها ليست كذلك، بل هي اتفاق اخلاقي بين مجموعة من الدول تلتزم بما يلي:

1- على الحكومة الاعلان عن العائدات الطبيعية.

2- على الشركات التي تستخرج تلك الثروات الاعلان عما دفعته للحكومة من مبالغ مقابل تلك الثروات.

3- على الطرفين "الحكومة والشركات النفطية" ان يلتقوا بوجود طرف ثالث وهو "منظمات المجتمع المدني".

4- هنا يجب ان تقدم الحكومة تقريرا بما حصل من جهتها، والشركات تقدم تقريرها الخاص بكل ما حصل منذ بداية دخولها للعمل وحتى ساعة اعداد التقرير، المنظمات ايضا تكتب تقريرا مفصلا بما تتابعه منذ البداية..... التقارير المعدة يجب ان تكون بأرقام واحصائيات دقيقة ويجب مطابقتها جميعا لمعرفة مدى دقة النتائج.

5- اذا كانت النتائج متطابقة بنسبة مرضية يعني حقيقة المعلومات ونجاح التقارير... اما اذا اختلفت النتائج فمن المؤكد هنالك خلل ما لدى احدى الجهات او كلها وهنا يجب اعطاء التفسيرات.

6- كل هذه الخطوات وما يليها من كتابة التقرير النهائي ستكون امام وسائل الاعلام التي توصلها للمواطن الهدف الاول والأخير للمبادرة، لتكون الوسيط بإيصال كلمة المبادرة الى الناس واراء الناس اليها.

مجلس اصحاب المصلحة

من جانبه عقد العراق عدة اجتماعات لمختلف شرائح "اصحاب المصلحة" او الاطراف المعنية بالمبادرة وهم:

• مؤسسات المجتمع المدني

• القطاع الخاص – الشركات العالمية

• القطاع العام

• الاجهزة الرقابية

في 6-7 حزيران لعام 2010 جرى في دبي اجتماع لجميع الشركات العالمية التي تعمل ضمن الصناعات الاستخراجية في العراق. وتم اطلاعهم على طلب العراق الدخول للمبادرة. وجرت انتخابات لاختيار ثلاث شركات في مجلس اصحاب المصلحة، فازت في الانتخابات الشركات العالمية التالية:

• شركة شل الهولندية

• شركة اكسون موبيل الامريكية

• شركة سي ان بي سي الصينية.

 تفاصيل عديدة حول المبادرة تم تناولها خلال ورشة العمل التي اقيمت في الامارات لتعريف الاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني بما يمكن القيام به من دور مناط بها ازاء هذه المبادرة وكيفية متابعتها وايصال نتائجها الى المواطنين. وكانت جلسات المحاضرات التي تترواح من ثلاثة الى خمسة محاضرات متنوعة بمواضيعها وتسليطها الاضواء على جولات التراخيص او طرق ابرام العقود او اسباب ضياع او سرقة الصادرات او العائدات وغيرها من الامور التي سنتطرق لها تباعا.

تاريخ صناعة النفط الاستخراجية في العراق

* عام 1925 عقد الامتياز الأول مع شركة النفط التركية، فيما بعد شركة نفط العراق IPC)).

* 1932 و 1938 عقدي امتياز شركتي نفط الموصل ونفط البصرة.

* إنتهاء عقود الإمتياز بقرارات التأميم للفترة 1972 ـ 1975 والإعتماد على الإستثمار الوطني المباشر.

* 1968 توقيع أول عقد خدمة مع مؤسسة ايراب الفرنسية لتطوير حقول نفط ميسان.

* 1997 توقيع عقدي مشاركة في الإنتاج لحقلي غرب القرنة/ المرحلة الثانية مع شركة لوك اويل الروسية والأحدب مع شركة الواحة الصينية، (ألغي العقد الأول قبل 2003 وبقي العقد الثاني نافذاً).

جولات التأهيل بعد عام 2003

• اعلنت الجولة الاولى في 2008/6/30 من قبل وزير النفط من خلال مؤتمر حضرته وسائل الإعلام في مبنى الوزارة، 6 حقول نفطية منتجة Brown Fields + 2 حقول غازية مكتشفة غير مطورة). إحالة عقد الرميلة/ ثم لاحقاً إحالة ثلاثة عقود (غرب القرنة/1، الزبير، حقول ميسان) بعد قبول الإئتلافات بالإجور التي حددتها الوزارة.

• اعلنت الجولة الثانية في 2008/12/31 من قبل وزير النفط العراقي من خلال مؤتمر إعلامي في مبنى الوزارة، (10حقول نفطية مكتشفة غير مطورة Green Fields). تم تقديم العروض يومي 11و12/ 12/ 2009 في مبنى الوزارة (تغطية إعلامية مباشرة)، إحالة 7 عقود من أصل 10.

• اعلنت الجولة الثالثة في 6/5/ 2010 (ثلاثة حقول غازية مكتشفة غير مطورة)، تم تقديم العروض يوم 20/ 10/ 2010 في مبنى الوزارة وتمت التغطية الإعلامية المباشرة، إحالة 3 عقود من أصل 3، (نسب نجاح الجولات تصاعدية 50%، 70%، 100%).

• إعلنت الجولة الرابعة للرقع الإستكشافية (12 Blocks) يوم 25/ 4/ 2011 من قبل وزير النفط، تم إعداد مسودة العقد ومناقشته مع الإستشاري وعرضه على هيئة الرأي في الوزارة وإرسال نسخاً الى (الامانة العامة لمجلس الوزراء، هيئة المستشارين، وزارة المالية، ديوان الرقابة المالية، المحافظات التي تقع فيها الرقع، وشركات ودوائر الوزارة... ألخ)

• اعلنت جولة التأهيل الثانية في 4/ 1/ 2009 وكان آخر موعد لتسلم الوثائق 25/ 2/ 2009، تقدمت (38) شركة، تم تأهيل (10) شركات فقط. اصبح مجموع الشركات التي يحق لها الأشتراك في جولة التنافس الثانية (48) ونفس العدد كان له الحق الإشتراك في جولة التنافس الثالثة.

• إعلنت جولة التأهيل الثالثة في 14/ 4/ 2011، تقدمت (50) شركة تم تأهيل (12) منها بالإضافة الى (18) شركة التي لديها عقود و(16) شركة مؤهلة سابقاً وليس لها عقود لكنها قدمت تحديت للمعيارين القانوني والمالي, وأصبح المجموع (46) شركة يحق لها التنافس ضمن جولة التراخيص الرابعة).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/تشرين الثاني/2011 - 8/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م