الظلم والاضطهاد الذي تعرض له الامامية الاثني عشرية لم يوجد له
مثيل في التاريخ ولهذا كانت الثورات ردة فعل طبيعية يقوم بها العلويون
لإرجاع حقوقهم المغتصبة، ولعبت الاجندة الاعلامية في تسخير كل طاقاتها
لتقول للعالم ان الامامية هم اقلية ولا وجود لهم.
ولكن بعد نجاح الثورة في ايران ظهرت ثقافة الامامية الى العلن لا
سيما بعد ان امتلكت زمام الامور بيدها لتعلن للعالم ان الامامية ليست
اقلية بل دولة، وهنا حاول المتطفلون ان يستغلوا فارسية الثورة لإعطاء
صبغة الفرس عليها وفي نفس الوقت حياكة المؤامرات عليها لافشالها وقد
مرت الثورة في ايران بتجربة عسيرة حتى انها خلال ثلاثة اشهر حكمها ثلاث
رؤساء جمهورية بين الاغتيال والاستقالة.
وبسبب نجاح الثورة في ايران تحمل شيعة العراق شتى اصناف التعذيب
والظلم من قبل طاغية العراق، وبعد سقوط طاغية العراق وظهر الشيعة بانهم
الاكثرية وان فارسية التشيع اكذوبة، تحول الظلم من شيعة العراق الى
شيعة السعودية والبحرين، احداث البحرين ليست بخافية عليكم ولكن تعامل
السلطة الوهابية مع ابناء المنطقة الشرقية نعامل تعسفي تظلل عليه وسائل
الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وتتجاهل الامر امريكا صاحبة بوق
الديمقراطية والحرية والتغيير، ولهذا فان الشيعة الامامية في السعودية
تتعامل معهم السلطة الحاكمة تعاملا ظالما حيث انهم جعلوا المناطق التي
يكثر فيها الامامية ثكنة عسكرية.
وانا اتطلع الى زوار ابي عبد الله عليه السلام لفتت انتباهي مجموعة
من محبي الحسين نساء ورجال وفي وسطهم رجل يقف على كرسي ليؤدي لهم مراسم
الزيارة فقد اثلج صدري هذا المنظر وقلت في نفسي هؤلاء اما من البحرين
او السعودية، فاقتربت من احدهم وسالته فأجاب نحن من القطيف فقلت له
اهلا بكم في ارض الحسين عليه السلام، ان مجيئهم الى كربلاء لإحياء
مراسم زيارة عرفة وسكنهم بالقرب من جبل عرفة لهو دليل واضح على عمق
ايمانهم بعقيدتهم وتمسكهم بالعترة الطاهرة بالرغم من المخاطر المحدقة
بهم من خلال تعسف الحكومة الوهابية.
وعندما تجاذبنا الحديث علمنا منهم ان الحكومة الوهابية جعلت
مناطقهم ثكنة عسكرية وهددوهم بان اي حركة او تظاهرة او الصلاة في
الجامع سيعرضهم للمساءلة بل وهل تصدقون هددوهم بالتهجير الى العراق او
البحرين لعلمهم بان الغالبية العظمى في العراق والبحرين من الامامية.
ان زيارتهم هذه اجرها اعظم من اجر الواقفين على عرفة لانها وثيقة عهد
مع الحسين عليه السلام بالرغم من ان الظلمة يتربصون بهم، فقد تحول
اضطهاد الشيعة من العراق الى السعودية والبحرين.
|