أمراض القلب وضغوط الحياة المعاصرة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: القلب آلة عجيبة، وهي من العضلات اللاإرادية التي تضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسم عن طريق حركتي الانقباض والانبساط، ولا تتوقف إلا بموت الإنسان، ويتعرض القلب "كباقي أعضاء الجسم الأخرى" إلى مختلف الأمراض والآفات التي تقلل كفائتة وتجعله مصاب بالكثير من العلل، ومع تدخل الطب الحديث والأبحاث والدراسات العلمية في علاج مشاكل القلب المختلفة والمستعصية، إلا إن ضغوط الحياة العصرية وأسلوبها الذي اعتمد على التغذية الغير صحية وقلة الحركة، وكذلك ازدياد العوامل المساعدة للإصابة بأمراض القلب والموجودة في التدخين والكحول والبدانة وارتفاع ضغط الدم وداء السكري...الخ، أدت إلى الحاجة للمزيد من البحث والتقصي حتى يتمكن الإنسان من العيش بقلب سليم معافى.

اختبارات جديدة

حيث تهاجم معظم النوبات القلبية الناس دون سابق إنذار، ولكن أطباء يقولون إن لديهم الآن صورة أكثر وضوحا من أي وقت مضى، حول اختبارات يمكنها التنبؤ بالنوبات القلبية، وفقا للدكتور آرثر أغاتستون، أخصائي القلب في ميامي، ويقول أغاتستون إن هناك اختبارات جديدة نسبيا يمكنها إعطاء صور تظهر الأوعية الدموية الرئيسية، وتنبه الطبيب والمريض لخطر متزايد من نوبة قلبية قاتلة، واخترع أغاتستون أحد الاختبارات تلك، وهو فحص الكالسيوم التاجي، والذي يظهر الترسبات في الشرايين المؤدية إلى القلب، والترسب في هذه الشرايين هو تنبيه قوي لنوبة قلبية محتملة، والاختبار الآخر الذي يوصي به أغاتستون هو فحص الموجات فوق الصوتية للشريان السباتي، والذي يبحث عن الترسبات في الأوعية الدموية المؤدية إلى المخ، ومعروف أن الترسبات في الشريان السباتي هي علامة على تزايد احتمال الاصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية،

وقد وجدت دراسة كبيرة ممولة حكوميا أن فحص الكالسيوم التاجي هو أفضل توقع للأحداث التي تؤدي إلى أزمة قلبية مثل المخاطر التقليدية كالعمر وتدخين السجائر وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الكلي والكوليسترول الحميد، وغيره، ويرى أغاتستون أنه ينبغي إجراء فحص روتيني للكالسيوم التاجي في سن الـ50، تماما مثل فحوصات تنظير القولون وغيرها، أو إجراؤه لذوي التاريخ العائلي مع مرض القلب. بحسب سي ان ان.

الاقامة المنفردة

فيما كشفت دراسة ان العيش على انفراد عقب الاصابة بأزمة قلبية مرتبط بارتفاع خطر الوفاة خلال الاعوام الأربعة التالية كما ربطت الدراسة بين نقص الدعم في المنزل وانخفاض نوعية الحياة بعد عام واحد فقط من الإصابة، وذكرت الدراسة التي نشرت بالدورية الأمريكية لطب القلب انه رغم ان مخاطر الوفاة بعد عام واحد من الاصابة بأزمة قلبية كانت تقريبا واحدة بين المرضى الذي عاشوا بمفردهم وبين الذين اقاموا مع آخرين الا ان المخاطر تزداد بعد اربعة اعوام بالنسبة للمرضى الذين يعيشون بمفردهم بنسبة 35 في المئة، وقالت ايملي بوتشولز رئيسة فريق البحث بمدرسة الطب في جامعة ييل "ينبغي ان يكون للدعم الاجتماعي اهمية عقب الاصابة بأزمة قلبية"، ومضت تقول "ينبغي توجيه اهتمام خاص لضمان ان يحظى المرضى الذين يعيشون بمفردهم بدعم اجتماعي مناسب من الاسرة والاصدقاء والجيران لتحسين تعافيهم"، ورغم ان الدراسة لم تثبت ان الاقامة المنفردة تسبب الوفاة المبكرة ولكن الفريق فسر الاختلافات بين الذين يعيشون بمفردهم والذين يقيمون مع اخرين فيما يخص النوع والعرق والحالة الاجتماعية وملكية الحيوانات الاليفة، وقالت شارون هايس اخصائية طب القلب بعيادة مايو في روخستر بولاية مينسوتا ان ذلك مهم لان هذه الاختلافات يمكن ان تؤثر بمفردها على الرفاهية الاجتماعية ومخاطر الوفاة، واضافت قائلة "هذه اختلافات جوهرية بين اولئك الذين يعيشون بمفردهم والذين يعيشون مع اخرين، انت تقارن بين التفاح والبرتقال"، ولم تشارك هايس في الدراسة.

وعلى سبيل المثال تمتع نحو ثلث الذين شملتهم الدراسة وكانوا يعيشون مع اخرين بأوزان صحية بالنسبة لأطوالهم مقارنة بنحو خمس المشاركين فقط في الدراسة ويعيشون بمفردهم، وكان المقيمون بمفردهم اكبر سنا واكثر اقبالا على التدخين بواقع الضعف، وقالت هايس "ان الدراسة تؤكد وجود اختلافات بين الاشخاص الذين يعيشون بمفردهم والذين لا يعيشون بمفردهم"، وكانت دراسات اخرى رأت ان وجود شبكة اجتماعية قوية مرتبط بالتمتع بصحة جيدة، واظهرت دراسات اخرى ان امتلاك حيوان اليف مرتبط ايضا بطول العمر، وبالاضافة الى نقص الدعم الاجتماعي فإن الاشخاص الذين يعيشون وحدهم قد لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها للتمرين وتناول العقاقير او تنسيق مواعيد الطبيب، وقالت هايس ان مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تقليل المخاطر المصاحبة للاقامة الفردية بتوفير دعم اضافي او متابعة للاشخاص الذين تعرضوا مؤخرا لأزمات قلبية، ويحتاج مرضى الازمات القلبية الذين يفتقرون لدعم اجتماعي للتحلي بالمبادرة في البحث عن علاقات مع الناس في محيطهم وعملهم واماكن العبادة، وقالت "لن تأتي هذه الاشياء اليهم لذا يتعين عليهم البحث عنه، ولكن لا ينبغي ان يظن الناس انه محكوم عليهم بالموت اذا ما عاشوا بمفردهم". بحسب رويترز.

الدفع الى التجدد

الى ذلك وجد باحثون أميركيون أن الخلايا القلبية البشرية الناضجة تفقد قدرتها على التكاثر، ما يفسّر ربّما سبب قلة قدرة القلب البشري على التجدّد، وقال الباحثون بجامعة "لوس انجلوس" الأميركية إن اكتشافهم عدم قدرة خلايا القلب الناضج على التكاثر قد يؤدي إلى طرق لإعادة برمجة خلايا عضلات القلب من اجل خلق عضلة جديدة لإصلاح التلف، وذكر العلماء أن دراسة سابقة كانت أظهرت قدرة قلب الثدييات على التجدد في فترة صغيرة جداً، خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، لكن هذه القدرة سرعان ما تزول، وأظهرت الدراسة الجديدة أنه قد يكون من الممكن إرجاع ساعة الخلايا إلى الوقت الذي كانت فيه قادرة على التوالد وإعادة نمو عضلة القلب، ويمكن أن تعيد بعض الحيوانات مثل سمندل البحر نمو الأعضاء التالفة كالقلب مثلاً في أية فترة من حياتها، بحيث يمكن للخلايا أن تعود إلى مرحلة ما قبل النضج وتتكاثر وترجع بعدها لحالة النضوج وهذا ما لا يحصل عند البشر، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة روب مادليلان "نخسر عند الثدييات هذه القدرة، وفي حال عرفنا كيف نعيد هذه القدرة للخلايا أو سبب عدم إمكانية خلايا القلب الناضجة على القيام بذلك، قد نحاول البحث عن طريقة نستخدم فيها السبل الطبيعية لتجديد القلب". بحسب يونايتد برس.

التدخين وانتظام دقات القلب

في سياق متصل يتوجب على المدخنين أن يفكروا مرتين قبل المضي في هذه العادة السيئة بعدما أظهرت دراسة جديدة أنها التدخين يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي أن باحثين من عيادة "مايو" الأميركية أجروا دراسة ظهر من خلالها أن التدخين يرفع خطر المعاناة من اضطراب دقات القلب، وراجع الباحثون الأميركيون بيانات أكثر من 15 ألف شخص بين الـ45 والـ54 من العمر، تمت متابعتهم لمدة متوسطها 15 سنة، واكتشفوا أن 876 منهم عانوا من عدم انتظام دقات القلب خلال هذه الفترة، وبيّنت الدراسة أن خطر عدم انتظام دقات القلب كان 1.32 مرة أعلى عند المدخنين السابقين، ومرتين أعلى عند المدخنين الحاليين مقارنة بالذين لم يدخنوا أبد، وقالت إحدى معدات الدراسة ألانا شامبرلاين، إن عدم انتظام دقات القلب "حالة صحية خطيرة تتسبب بتراجع نوعية الحياة وترفع إلى حد كبير خطر الإصابة بالجلطات"، ويشار إلى أن تفاصيل الدراسة تنشر في تقرير بمجلة "دقات القلب" الأميركية الصادرة في آب-أغسطس. بحسب يونايتد برس.

حدة الم الصدر

من جهتها ذكرت دراسة ان شدة الالم لا تزيد احتمال ان اي شخص يدخل الى غرفة الطوارىء وهو يعاني من الام في الصدر يكون مصابا بنوبة قلبية، كما وجد باحثون في مستشفى جامعة بنسلفانيا فحصوا اكثر من 3000 مريض ان الم الصدر الحاد لا ينبىء بشكل جيد عن من هو مصاب بالفعل باحتشاء عضلي قلبي ولا عن اي من المرضى كان اكثر عرضة للاصابة، وقالت انا ماري تشانج احد واضعي الدراسة التي نشرت في دورية حوليات طب الطواريء Annals of Emergency Medicine ان العكس كان ايضا صحيح، واضافت "اذا لم يكن الم الصدر حادا هذا لا يعني انها ليست نوبة قلبية"، وباستخدام ميزان مدرج من صفر الى عشرة حيث يمثل الصفر عدم وجود الم والعشرة اسوأ الم يمكن تخيله قاس الباحثون مستويات الالم لحوالي 3300 مريض جاءوا الى قسم الطوارىء في مستشفى جامعة بنسلفانيا يشتكون من الم الصدر، ثم تابعوا المرضى لمدة 30 يوما لمعرفة من اصيب بمزيد من الاحداث المرتبطة بالقلب، ولم يزد احتمال ان يكون المرضى الذين كانوا يعانون من اشد الم في مصابين بنوبة قلبية او ان يصابوا بها في غضون الشهر التالي بالمقارنة مع المرضى ذوي الالم الاقل، والالم الذي استمر لاكثر من ساعة لم يكن ايضا علامة مفيدة للنوبة القلبية مقابل حالات اخرى، وقال الاطباء ان الم النوبة القلبية ايضا لا يستقر دائما في منطقة الصدر لكن ربما في الصدر او الذراع او الفك الخلفي او البطن، لكن رغم ان شدة الالم لم تكن مؤشرا جيدا للمصاب بنوبة قلبية في المستشفى فان الوصول الى ادارة الطواريء في سيارة اسعاف كان مؤشرا جيد، وقال جيمس فيلدمان وهو طبيب طوارىء في مركز بوسطن الطبي احد المشاركين في الدراسة ان هذا ربما يرجع الى ان الاشخاص يميلون الى استبعاد الم الصدر حتى يكون لديهم اعراض يعتبرونها خطيرة بما يكفي لتبرير استدعاء خدمات الطوارىء، واضاف "ربما يكون او لا يكون الم الصدر نوبة قلبية لكن يمكن ان يكون قطعا شيئا ما خطير". بحسب رويترز.

العوامل الوراثية

من جهة اخرى أظهرت دراسة سويدية جديدة أن خطر الإصابة بانسداد التجلط الوريدي، وهو تكوّن جلطة دموية في أحد الأوردة الدموية بالساق أو الحوض، قد يزيد 50 مرة لدى الأشخاص الذين تتواجد الحالة في عائلاتهم، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي ان الباحثين بجامعة "لاند" السويدية وجدوا أن الأشخاص الذين تعرّض واحد أو اثنان من أفراد عائلاتهم للانسداد التجلطي الوريدي هم أكثر عرضة 50 مرة للإصابة بمثل هذه الجلطات، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تظهر أن خطر الإصابة بهذه الحالة ينتقل في العائلات، فيما قد تنتقل هذه الجلطات إلى القلب أو الرئتين أو الدماغ بحال عدم معالجتها لتصبح قاتلةْ، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة بنغت زولر، "وجدنا أن العوامل الوراثية مهمة بالنسبة لخطر الإصابة بالانسداد التجلطي الوريدي، إن تاريخ إصابة احد أفراد العائلة بالحالة يعد عامل خطر مهم"، وتبيّن من خلال بيانات جمعت عن 45362 شخصاً أدخلوا المستشفى لتلقي العلاج بسبب الإصابة بالإنسداد التجلطي الوريدي، أن 2393 منهم لديه أخ أو أخت كانوا أصيبوا بالحالة، وظهر أن الخطر عند من يتراوح عمرهم بين 10 و19 عاماً، يتزايد 5 مرات بحال وجود الحالة في عائلاتهم، في حين أن الخطر يتضاعف لدى من هم بين الـ 60 والـ 69 عاماً. بحسب يونايتد برس.

زراعة صمام صناعي

بدورهم قال جراحو القلب في جامعة هايدلبرغ الألمانية إنهم نجحوا في إجراء جراحة صعبة لقلب مريضة في الحادية والثمانين من عمرها حيث نجحوا ولأول مرة في ألمانيا زراعة صمام صناعي لها في منطقة ما يعرف بالصمام المترالي وذلك باستخدام القسطرة وذلك حسبما أفاد مستشفى هايدلبرغ الجامعي والتي أضافت أن هذه هي الجراحة الثانية على مستوى العالم التي تمت بنفس هذه الطريقة حتى الآن، وقال البروفيسور رافي بيكيريديان الذي قاد الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة المعقدة إن زراعة مثل هذا الصمام كانت تتطلب في السابق جراحة قلب مفتوح أو تدخل جراحي بنسبة قليلة عبر  فتحة في القفص الصدري وقمة القلب وأن هاتين الإمكانيتين لم تتوفرا في حالة المريضة شديدة الإصابة وذلك بسبب تقدم سنها وإصابتها بأمراض أخرى مما يجعل إجراء جراحة لها في القلب ينطوي على مخاطر كبيرة، وإذا لم يغلق الصمام المترالي فإن القلب يعجز عن ضخ دم فيه نسبة كافية من الأكسجين للجسم، وخضعت المرأة الألمانية لجراحة في القلب مرتين وزرع لها صمام صناعي تعرض اخيرا لالتهاب أضر به، ونجح الأطباء خلال هذه الجراحة الأخيرة في استخدام رباط ضاغط لإغلاق ثقب بحجم واحد سنتمتر في وريد خصر المريضة عقب إدخال الصمام عبره ثم انقبضت فتحة الجدار الأذيني بالقلب تلقائيا بعد مرور هذا الصمام وغادرت المرأة غرفة العناية المركزة بعد يومين من الجراحة حسبما أفاد المستشفى الجامعي في هايدلبرغ الذي شدد على أن مثل هذا التدخل الجراحي ممكن فقط في حالة ما إذا كان هناك صمام صناعي بالفعل في نفس المكان الذي أدخل فيه الصمام الجديد، وحسب الأطباء فإن العالم شهد ثلاث عمليات جراحية من هذا القبيل وأن هذه الطريقة اعتبرت غير ممكنة عقب فشل الأطباء في تنفيذها قبل عدة سنوات في كند، ومشيرا لذلك قال جراح القلب بيكيريديان، "أثبتنا الآن بعد زملائنا بمستشفى سان رافائيل الجامعي في ميلانو والذين نجحوا في هذه الجراحة مطلع عام 2011 أن هذه الجراحة ممكنة". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الضحك والشوكولاته

من جانبها فان مشاهدة أفلام هزلية وتناول الشوكولاته وركوب الدراجة الهوائية بكل زخم والحد من ضغوط العمل وساعاته، وصفات للمحافظة على صحة القلب يقدمها أطباء قلب أوروبيون يجتمعون هذا الأسبوع، وتبين دراسات كثيرة تقدم خلال مؤتمر الجمعية الأوربية لأطباء القلب الذي يعقد في فيلبينت، أن نمط عيش ونظام غذائي مناسبين هما الطريقتين الفضلتين للوقاية من أمراض القلب، بحسب منظمة الصحة العالمية، سوف يقضي 23،6 مليون شخص في العالم في العام 2030، أي 6 مليون وفاة إضافية مقارنة مع يومنا هذ، وقبل حوالى عقد من الزمن لاحظ باحثون من كلية الطب في بالتيمور (الولايات المتحدة) أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب هم الأقل تمتعا بمزاج مرح، لذا قرروا اكتشاف إمكانية تأثير الضحك مباشرة على وظائف الشرايين.فعرضوا لمتطوعين مقاطع من فيلم قاس "سايفنغ برايفت راين"، لاحظوا أن ذلك يؤدي إلى تضيق في أنسجة الشرايين، في المقابل، عندما عرضوا لهؤلاء فيلما هزليا أضحكهم، توسعت تلك الأنسجة، وقد تراوح الاختلاف في قطر الشرايين ما بين 30 و50%، وهو "مشابه تماما لمفعول التمارين الجسدية أو استخدام عقاقير ستاتين"، بحسب ميشال ميلر مدير مركز طب القلب الوقائي، وأضاف أن "الضحك بانتظام يعتبر ولا شك أحد عناصر نمط الحياة الصحي بهدف تفادي أمراض القلب". بحسب فرانس برس.

إلى ذلك، يأتي تناول الشوكولاته التي تشتهر بتأثيرها المضاد للتأكسد والمثير للنشوة والغبطة، وقد يؤدي ذلك إلى الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وعمد الدكتور أوسكار فرانكو وفريقه من جامعة كامبريدج (بريطانيا) إلى التدقيق بسبع دراسات كما صنفوا نحو 10 ألف مشارك وفقا لاستهلاكهم للشوكولاته، وفي خمس دراسات "ارتبطت المستويات المرتفعة من استهلاك الشوكولاته بانخفاض بنسبة 37% في عدد حالات أمراض القلب وبنسبة 29% في عدد حالات السكتات الدماغية، مقارنة مع استهلاك الشوكولاته بمستويات منخفضة"، ولم يسجل أي تأثير جدير بالذكر في ما يتعلق باحتشاء القلب.لكنه لا بد من الحذر عند الارتكاز على هذه النتائج، فإذا كانت الشوكولاته غنية بالدهون ومحلاة، هذا يعني أن استهلاكها بكميات كبيرة قد يساعد في زيادة الوزن والسكري، وأمراض القلب، لذا اقترح الباحثون تطوير صناعة الشوكولاته العادية الأقل دسما وتحلية، من جهة أخرى، الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب يعني أيضا تحسين ظروف العمل، وبحسب دراسة أعدتها تيا لالوكا من جامعة هلسينكي، فإن وظيفة "مع مستوى ضغط عال ومتطلبات كثيرة" تشكل خطرا على صحة القلب، ويأتي الخطر أكبر إذا ما أضيفت إلى ذلك ساعات عمل طويلة.

ولاحظت أن الأشخاص العاملين يتمتعون عموما بصحة أفضل مقارنة مع العاطلين عن العمل، إلا في حال كثرت المطالب وازدادت الضغوطات لفترات طويلة، إلى ذلك وبهدف الحفاظ على صحة القلب، يقترح الأطباء الاختصاصيون نشاطا معينا ألا وهو ركوب الدراجة الهوائية وإنما بشكل مكثف، بحسب دراسة أشرف عليها طبيب القلب الدنماركي بيتر شنوهر، ومقارنة مع الرجال الذين يدوسون بهدوء، يعيش هؤلاء الذين يدوسون بزخم أطول مع 5،3 سنوات إضافية، والذين يقومون بجهد معتدل يعيشون أطول مع 2،9 سنوات إضافية، وهذا يصح لجميع الوفيات، ولكن خصوصا لتلك الناجمة عن أمراض القلب، وبالنسبة إلى النساء الفارق يأتي أخف مع 3،9 و2،2 سنوات إضافية.

تأثير الضوضاء

من جانب اخر حذر مختصون من التعرض للضوضاء الشديدة، مشيرين إلى أنه كلما تعرض الإنسان للضوضاء بشكل مبالغ فيه، ازداد تأثير ذلك في صحته، وقال رئيس ورشة عمل مبادرة «الحماية من الضوضاء» التابعة للجمعية الألمانية للصوتيات بالعاصمة برلين، ميشيل ياكر كوبرس، إنه عندما يكون الانسان مستغرقاً في مرحلة النوم العميق ذات الأهمية القصوى للاسترخاء، ثم يمر قطار مثلاً، ستتغير حينئذٍ درجة تعمقه في النوم، وأظهرت الأبحاث أيضاً أن جسم الإنسان يستجيب لما يتعرض له من ضوضاء من خلال إفراز هرمونات الضغط العصبي، التي لا يتم تحللها بعد ذلك، وهو الأمر الذي يؤدي على المدى البعيد إلى تدهور حالة عضلة القلب بسرعة،غ وأضاف كوبرس «ينشأ خطر الإصابة بنوبة قلبية من خلال التعرض لمستوى صوت مستمر يبلغ 60 إلى 65 ديسيبل على مدار اليوم، مع التعرض لمستوى يبدأ من 50 إلى 55 ديسيبل أثناء الليل، مع الأخذ في الحسبان أن مستوى الصوت قد يبلغ في بعض وسائل المواصلات 75 إلى 80 ديسيبل». بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الكولسترول الجيّد

في حين وجدت دراسة أميركية جديدة أن رفع معدلات الكولسترول الجيّد يخفض من خطر الإصابة بأزمات القلب والسكتات الدماغية لدى المصابين بمرض السكري، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة، غريغوري نيكولز، في مركز «كايسر برمانينت للأبحاث الصحية» إن خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية يزيد مع انخفاض معدلات الكولسترول، وركز نيكولز وزملاؤه على مرضى السكري لأنهم أكثر عرضة لأمراض القلب، ووجدوا أدلة ملحوظة على أن خفض كمية الكولسترول السيئ المعروف علمياً بـ«البروتين الدهني المنخفض الكثافة»، يمكن أن يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، وشملت الدراسة 30067 مريضاً وتمت مراقبة معدلات الكولسترول بنوعيه عندهم، من عام 2001 حتى عام ،2006 وظهر أن 61٪ لم ينتج عندهم تغيرات في المعدلات، بينما زادت معدلات الكولسترول الجيد عند 22٪ فيما انخفضت عند 17٪، وتبيّن أن من ارتفعت لديهم معدلات الكولسترول الجيد أصيبوا أقل بأمراض القلب والسكتات الدماغية بنسبة 8٪ مقارنة بمن لم تتغيّر لديهم المعدلات، فيما أصيب من سجل لديهم انخفاض في الكولسترول الجيد بهذه الأمراض والسكتات بنسبة تزيد 11٪ على من لم تتغير لديهم المعدلات. بحسب يونايتد برس.

التغذية المتوازنة

على صعيد مختلف يسهم اتباع نظام غذائي صحي متوازن من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أكدت مؤسسة القلب في مدينة فرانكفورت غرب ألمانيا، مشددة على ضرورة احتواء الوجبة المتوازنة على ثلاثة مكونات أساسية، أوله، الفاكهة والخضراوات المحتوية على الفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية التي تحمي الجسم من السموم، والمكون الثاني هو منتجات الحبوب الكاملة، التي تمد الجسم أيضاً بالفيتامينات والكربوهيدرات التي تساعد على الشعور بالشبع وتحفز عملية الهضم، أما المكون الثالث والأخير فيتمثل في منتجات الألبان التي تمد الجسم بعناصر عدة، من بينها البروتين والكالسيوم.وكوجبة خفيفة للأطفال في المدارس، تنصح المؤسسة الألمانية بتقديم الخبز الأسمر مع جبن خالي الدسم، فضلاً عن إمكانية تناول ثمار العنب أو أية فاكهة أخرى وشرائح الطماطم والخيار، وأشارت المؤسسة إلى أن ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام والإقلاع عن التدخين لهما تأثير إيجابي في صحة القلب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تشرين الثاني/2011 - 6/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م