صالونات السيدات... مشاريع صغيرة تحارب بطالة النساء

تحقيق: دعاء القريشي

 

شبكة النبأ: لم تشأ خبيرة التجميل انتصار حميد العقابي ان تفتح صالون حلاقة وتجميل للنساء في محافظة الديوانية كمصدر للرزق فما أكثر الصالونات، كانت تفكّر بأن تجمع مع هدف الرزق أهدافا أخرى أهمها القضاء على البطالة.

فكرت وبحثت العقابي كثيرا، حتى وجدت ضالتها بفتح "معهد وحلاقة الهدير لتعليم فن الحلاقة للرجال والنساء وفن السياقة والخياطة" وبذلك ضربت عصفورين بحجر واحد.

تقول إن فكرة فتح معهد الهدير كانت الأولى من نوعها على مستوى العراق، وأوضحت ان معهدها هو المعهد المهني الأول في العراق الذي جاء ليحد من حجم البطالة التي استشرت في المجتمع، وذلك عن طريق تعليم الناس كيفية كسب الرزق.

وبحسب العقابي، فأنها ومن خلال المعهد تمكنت من مد يد العون للكثيرين، فهناك الكثير من المشاكل الزوجية سببها هو الوضع المادي المتردي الذي يحول دون توفير مستلزمات عيشهم بحياة حرة كريمة، لكن المعهد درّب زوجات كثيرات على مختلف المهن التي يعنى بها المعهد، مما أسهم بحل الكثير من المشاكل.

مشيرة خلا حديثها مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، الى ان المعهد يدرب على اختصاصات مختلفة مثل تعليم الخياطة والحاسوب وقراءة والكتابة للأميين الذين لا يريدون ان يزاولوا الكثير من المهن التي تتطلب معرفة القراءة والكتابة لكنهم أميون يجهلون ذلك، فوفر المعهد لهم هذه الخدمة التي مكنتهم من العمل في مثل هذه المهن بعد حين.

وأضافت العقابي ان تعليم القراءة والكتابة في المعهد لم تكن مقتصرة على اصحاب الدخل المحدود او الضعيف من الناس الذين يريدون تعلم القراءة والكتابة بهدف العمل بمهن تتطلب ذلك، بل ان هناك الكثير من رجال الاعمال والمتمكنين ماديا جاءوا الى المعهد من معظم النواحي والاقضية رغبة منهم في تعلم القراءة والكتابة.

الهواة والراغبات بقيادة السيارات، هن الأخريات وجدن ضالتهن في هذا المعهد، حيث تدربن على قيادة السيارات، هذا غير تعليم الحلاقة للرجال والنساء، لافتة إلى ان بعض الشابات يملكن مواهب دفينة ومبدعة، وقد تمكنا من خلال المعهد من إزالة التراب عن هذه المواهب، كما قمنا بتنمية وإظهار هذه المواهب بالاستفادة منها في مهن مختلفة.

وتابعت خبيرة التجميل ان من ضمن النساء اللائي استفدن كثيرا من المعهد، نساء فقيرات وأرامل استطعنا تعليمهن الخياطة  بعدها تمكن من العمل على مكائن الخياطة ففتح معهدنا بذلك باب رزق وفرصة عيش لهن.

ولفتت الى ان من القصص التي لم تنسها، قصة مواطن من ناحية يسكن ناحية الشنافية جنوب غربي الديوانية، تركته زوجته لأنها كانت تعاني من شظف العيش معه، وبعد ان لجأ الى معهدنا تدرب عندنا على الحلاقة الرجالية، تمكن من خلالها ان يفتتح له محلا في مدينته فتحسنت وضعه المادي، ولما علمت زوجته بذلك رجعت له من جديد.

مشيرة الى ان تسريحات الشعر وأدوات التجميل كانت محدودة قبل سقوط النظام، بسبب نقص التكنولوجيا اذ اقتصرت التسريحات آنذاك على موديل واحد او اكثر منه بقليل، واستدركت لكن بعد دخول الانترنيت والقنوات الفضائية الى  العراق بعد 2003 اثر على كم ونوع التسريحات المطلوبة من لدن السيدات.

وبحسب صاحبات صالونات حلاقة وتجميل النساء، فأن العراق انفتح بعد سقوط النظام على مختلف مستحضرات التجميل منها "البلوندر" ومواد تنظيف البشرة و"الميك آب"، كما تعددت موديلات التسريحات.

وتخصصت بعض الصالونات بحلاقة وتجميل النساء وفق الطرق اللبنانية وغيرها، بعد مشاهدة القنوات الفضائية والاقراص التعليمية والمجلات المتخصصة بالتجميل التي وضعها خبراء تجميل معتمدين في كل انحاء العالمين العربي والغربي.

وكشفت العقابي انه ليست هناك خبيرات تجميل في المحافظة سواها، وهي خبيرة التجميل الوحيدة في الديوانية التي تجهّز الصالونات  بالموديلات الحديثة وطرق عمل تسريحات الشعر، كما انها تملك شهادة تمكنها من تدريب النساء بشكل رسمي ومعتمد.

وأردفت انها حصدت جوائز كثيرة على مستوى الوطن العربي، اذ حصلت على جائزة المرتبة الثالثة في مهرجان بلبنان، والثانية على الوطن العربي في مهرجان بدبي عام 2003 ، والثالثة ايضا في العام  2010 على مستوى الوطن العربي في مهرجان بدبي ايضا.

فيما تشير مروة محمد وهي احدى العاملات في مركز الهدير التجميلي للسيدات والتابع الى هذا المعهد، الى ان هناك اقبالا كبيرا على طرق التجميل الحديثة من تنظيف وماسكات وتسريح شعر وتنظيف بشرة وذلك بعد دخول الانترنيت والحداثة.

وبحسب محمد، فإن إقبال النساء يزداد على المركز في المناسبات والأعياد وكذلك بعد شهري محرم وصفر اللذين يقل فيهما الإقبال لخصوصيتهما الدينية عند محبي آل البيت (ع)، نافية تأثر الأسعار ارتفاعا او انخفاضا بالتناسب الطردي او العكسي مع المواسم او المناسبات.

وتعتبر صاحبات صالونات الحلاقة، هذه المهنة من المهن التي تتطلب امتلاكهن الذوق واللمسة الفنية، وكذلك تعتبر دخلا معيشيا، وتستخدم هذه الصالونات مستحضرات تجميل وحلاقة من مناشئ عالمية، حيث يعتمد معهد الهدير على وكيل شركة ستروس ذات المناشئ العالمية البريطانية والألمانية والسويدية واللبنانية.

فيما تلمّح الحلاقة شيماء سعدون الى ان الاعراف الاجتماعية والعشائرية قد وقفت في وقت ما بوجه اقبال الكثير من السيدات وخاصة الشابات منهن للمجيء الى صالونات الحلاقة النسائية، مستدركة لكن اعداد الزبونات بدأ يزداد بعد التطور والحداثة والانفتاح الذي شهده المجتمع العراقي، مشيرة الى ان هناك اقبالا كبيرا من نساء الريف يفوق حتى نساء المدينة.

واستدركت سعدون لكن بالطبع هناك فرق كبير بين السيدة التي تأتي من القرى وبين التي تأتي من المدينة، فالطبقة البيئية والذوق والاختيار والثقافة كلها عوامل تتدخل في رغبة وقناعة الزبونة بتسريحة الشعر او التجميل الذي تريده وخاصة بعد دخول الوشم وغيره من عمليات التجميل الجديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/تشرين الأول/2011 - 1/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م