إصدارات جديدة: المرأة المعاصرة وقدرتها الكبيرة على التحضّر

 

 

 

الكتاب: المرأة ومثلث السعادة

الكاتب: صباح عباس

الناشر: مركز البيت السعيد

عدد الصفحات: 207 قطع كبير

قراءة: شبكة النبأ المعلوماتية

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: المرأة كائن حريص بطبعه، ونتيجة لهذا الحرص تتضاعف الأعباء على المرأة، سواء في الجانب التربوي، او العملي، او تطوير الذات، لهذا يستدعي الأمر مؤازرة قوية ومخلصة للمرأة، من أجل مساعدتها على القيام بأدوارها المطلوبة منها، وأقول أدوارها، لأن دور المرأة لا ينحصر في مجال واحد، فهي ليست دمية جمالية تمنح الجنس للرجل فقط، ولا تتحدد بالبيت والعائلة والدور التربوي، وإن كان دورا كبيرا ملقى على عاتقها، كما أنها لا تكتفي بالعمل المنزلي او المعيشي، لهذا هي متعددة الأدوار والمهام، مما اكسبها ذلك مكانة كبيرة في ترصين المجتمع، وزيادة لحمته واستقراره وتطوره أيضا، فهذا الامر يتطلب وقوفا قويا الى جانب المرأة، لكي تؤدي أدوارها على أفضل وجه.

يأتي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (المرأة ومثلث السعادة) لمؤلفه الكاتب (صباح عباس) ليؤازر المرأة، ويخفف عنها جزءا من الأثقال الملقاة على كاهلها، وذلك من خلال طرح الكتاب لبعض السبل والطرائق المبسطة، والواضحة التي تساعد المرأة على تحقيق سعادتها، من خلال قيامها بالادوار المطلوبة منها، سواء في البيت او خارجه.

ولا يخفى في هذا المجال ما قدمه الامام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) عبر مؤلفاته العديدة التي عالج فيها قضية المرأة عموما، حيث أشاد مؤلف هذا الكتاب في المقدمة بفكر الامام الشيرازي وما بذله من جهد كبير وعميق في هذا المجال فقال:

(منذ قرابة خمسة عشر عاما، قرأت في كتاب - الفقه الاجتماع- للسيد الراحل محمد الحسيني الشيرازي، مخططا تربويا أحسبه الاجمل فيما قرأت، وهذا نصه:

إن العالم اليوم لم يتمكن ان يحل مشكلة المرأة في العصر الحاضر، حيث انها اذا اشتغلت بالحمل والولادة والتربية والاعمال المنزلية فاتها الاقتصاد، وان اشتغلت بالاقتصاد لم تتمكن من ادارة المنزل والانجاب والتربية، وإن أمكنت للرجل، إلا أن العاطفة النسوية في لا تحصل بتربية الرجال، ثم اذا وضعت التربية على الرجال كان خلاف قاعدة البنية لهما حيث ان الرجل للاعمال الخشنة والمرأة للاعمال الخفيفة).

ويضيف المؤلف: في تقديري ان المخطط الذي قدمه السيد الراحل الحل الانجح لمعالجة مشاكل المرأة المعاصرة.

وأكد المؤلف في مقدمته التي تصدّرت الكتاب على (أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في الحياة والواقع) ويضيف المؤلف (انطلقت في اغوار هذا الكتاب لاضع المرأة المعاصرة، في الخط الامامي من معركتها الحضارية، ولتقف على مسؤولياتها، ولترتقي في فهم الأحداث والتحولات، ولتمتلك القدرة البالغة في حُسن قراءتها وفت التعاطي معها).

من الواضح أن الكاتب يبغي من مؤلَّفه هذا، أن يعاون المرأة المعاصرة، على تحقيق الموازنة بين متطلبات التحضّر، وبين التمسك بالقيم الاسلامية والانسانية التي لا تخدش كرامة الانسان، لاسيما المرأة نفسها، وهي محاولة تستحق التقدير، من لدن المرأة والمجتمع عموما، فقد وزّع المؤلف مضامين كتابه على ثلاثة أضلاع، يبدو أنه خطط لها واستقاها من عنوان كتابه (المرأة ومثلث السعادة)، ويرى الكاتب، أن المرأة يمكن لها أن توزّع أدورها الهامة، على ثلاثة اضلاع هي:

الاول: الانجاب والتربية

يعد الانجاب من اهم ادوار المرأة في الحياة، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، فالمرأة هي التي تمد المجتمع بالنسغ الجديد من خلال مواصلة الإنجاب، وهي التي تساعد على تطوير وتنمية ومراعاة هذا النسغ، لكي يكون صالحا وناجحا في المنتج الذي يقدمه في مسيرة حياته، ويشير الكاتب الى ان الامومة هي نبع الحنان، وهي التي تصنع شخصية الانسان المتوازنة عقليا وعاطفيا، مبينا القارق بين قسوة الولد ورقّة الأم، ويُظهر فيها جانب الإيثار والتضحيات الكبيرة التي تقدمها الام في جانب الانجاب، ويقول الكاتب في هذا الصدد (أن الأمومة فضيلة ملكوتية، تجسدت في كيان الانسان الترابي وتجلت فيها، جميع معاني الصراحة والصدق والحب والصفاء والعدل والتقوى الجميلة) ويؤكد الكاتب على ان الامومة عطاء بلا حدود، ثم يقدم لنا تصورا فنيا للعلاقة بين الآباء والابناء في التشريع الاسلامي، ويضيف أن للوالدين دورهما في هذا المجال، لكن الام لها الاثر الاكبر في هذا المجال، فيما يؤكد على ان للمرأة رسالة مقدسة، عليها أن تقوم بادائها بكل امانة وحرص، ويرى أن دور المرأة في البيت يتصدر ادوارها الأُخر، ويؤكد أن حسن التبعل فن وذوق، ويقدم لنا انموذج المرأة متمثلا بالصديقة الزهراء –عليها السلام- في تربية ابنائها.

الثاني: ترفيع المرأة نفسها بالعلم والصنعة

المرأة كائن حيوي تحب النجاح دائما، وترفض اليأس، لهذا تبحث عن آفاق التطور وفرص النجاح، وترغب ان تربي ابناءها على هذا المنوال، وهذه اهداف عظيمة تتكفل بها المرأة في الغالب، لا سيما اذا وجدت من يدعمها ويقف الى جانبها، في المؤازرة والتشجيع وما شابه، يضرب لنا المؤلف مثلا عن امرأة اسمها هيمنواي، بدأت في التسعين من عمرها كتابة ذكرياتها الرائعة والمفيدة، على شكل مقالات تنشرها في احدى الصحف، ولم تتوقف حتى بعد ان بلغت المئة، ويتساءل الكاتب ماهو السر الذي يقف وراء نجاح هذه المرأة، ويقول (ان في اعماق المرأة منطقة ساخنة ونداء فطري يوجهها لاستغلال الطاقات الخيرة في داخلها وابرازها الى حيز الوجود) لهذا يحث الكاتب المرأة، على أن تحلق بأحلامها لكي تحدث انقلابا في خططها ومشاريعها، نحو المسارات التي تصب في تحقيقها على ارض الواقع، وينصح المرأة على الكفاح الدائم، لكي تبقى في القمة دائما، وينصح ايضا باقتناص ثلاثين دقيقة من اجل التفاعل الخلاق مع شخصيات الماضي، ويدعو الى التوقف والتأمل الدائم والمثمر، لاستعادة الطاقات والنشاط المطلوب دائما، لحركة المرأة على الصعيدين المادي والتربوي او سواه، ويطالب المرأة بالتعلم من تجارب الآخرين، ويؤكد أن الوقت المطلوب لاكتساب الخبرات متوافر شريطة التنظيم الجيد للوقت.

الضلع الثالث: العمل مع مراعاة الحشمة

العمل ايضا هو احد الادوار المهمة التي تتميز بها حياة المرأة، ولكن وفق ضوابط وتخطيط يليق بشخصية المرأة ويحترم كرامتها، ويتلاءم مع قدراتها الجسمانية التي تختلف فيها عن قدرات الرجل، لاسيما العضلية منها، ويؤكد الكاتب ان لا ضير في عمل المرأة، على ان لا يتحول ذلك الى انتهاك لشخصيتها وخصوصيتها، ويتحدث الكاتب عن مفهوم عمل المرأة ويرجعه الى بدايات الثورة الفرنسية، ثم يعرج على المساواة بين المرأة والرجل، حيث تطلبت مراحل عدة في المجتمع العربي، ونقرأ عن الاسلام ومصطلح المرأة العاملة حيث (أدركت المرأة المسلمة حقيقة دورها في المجتمع منذ عرفت الإسلام، وبدأت تعمل وتعمل بجد وإخلاص وتقوم بدورها وتساهم في مجتمعها خير قيام) كما يقول المؤلف الذي يؤكد ايضا على ان (مصطلح عمل المرأة في الاسلام أشمل وأعمق مما ينادي به دعاة تحريرها من قصره على العمل المأجور فقط) ويتطرق الكتاب في هذا الضلع الى مشاكل المرأة في العمل، وعملها بين رفض المجتمع وقبوله، ثم الموازنة بين الوظيفة والاسرة، في حين يفرد الكاتب حيزا للمرأة في المجتمع الامريكي، وقضايا الانحلال والعنف وانحدار القيم، ليخلص في خاتمة الكتاب الى مخطط يقترحه على المرأة لحياة سعيدة ومتوازنة وكما يلي:

اولا: ابذلي المزيد من الجهد لتكوني دائما في القمة.

ثانيا: لا تفقدي رغبتك في التصميم.

ثالثا: امتلكي قوة التركيز لتحققي اهدافك الكبيرة.

رابعا: كوني مؤمنة بامكانية تحقيق اهدافك.

خامسا: تجاوزي الصدمات وتخطي الاخفاقات لتصلي الى اهدافك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/تشرين الأول/2011 - 28/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م