قسوة الإنسان تتجاوز جنسه إلى الأجناس الأخرى

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: في معرض الحديث عن الكائنات الحية والتنوع البيئي الفريد الذي تمتاز به الأرض على سائر الكواكب المعروفة في مجرتنا أو المجرات الأخرى، لا بد أن يذكر خطر انقراض الآلاف منها والذي ينذر بدوره اختلال نظام التوازن البيئي الدقيق، مما يهدد بكارثة بيئية لا يستثنى من عواقبها احد، وذلك بفعل قسوة الإنسان المفرطة في تعامله مع الطبيعة، واستغلال خيراتها بصورة عشوائية، دون الالتفات إلى الأضرار أو الأخطاء القاتلة والمرتكبة باسم التطور والتقدم حالها في ذلك حال الصراعات التي قامت بين الجنس البشري نفسه "مع فارق إن الكائنات الحية الأخرى لم تدخل لعبة الحياة والموت بإرادتها" ولأسباب مادية لا ترتقي وقيمة الإنسان وحياته التي لا تقدر بثمن، وقد دعت العشرات من المنظمات التي تعنى بالحفاظ على هذه الثروة الإنسانية الكبرى، إلى ضرورة احترام الحياة مهما كانت وكيفما كانت، وعدم تدخل الإنسان فيها أو تغييره، كما نادت إلى اعتماد حلول أكثر نجاعة في مواجهة جشع التجار والصيادين غير الشرعيين من خلال إقرار قوانين صارمة وتفعيل رقابة الدولة.

كائنات حيه

حيث يضم كوكب الأرض نحو 8،7 مليون كائن حي، 6،5 ملايين منها تتطور على اليابسة و2،2 مليون في المياه، على ما أظهر التقدير الأكثر دقة على الإطلاق والذي نشر مؤخراً في الولايات المتحدة، ومن أصل 8،7 ملايين كائن حيواني أو نباتي، تم اكتشاف 1،23 مليون كائن (أي 1،14%) حتى اليوم ووصفه وتصنيفه (أي 14،1%)، على ما أوضح الباحثون في احصاء الحياة البحرية "سنسوس أوف مارين لايف" الذين أعدوا الدراسة التي نشرت في صحيفة "بلوس بيولوجي" العلمية الأميركية، ويتيح هذا التقدير الذي نتج عن تحاليل استندت على تقنيات التصنيف الحيوي الأخيرة حصر الأرقام السابقة التي تراوحت بين ثلاثة ومئة مليون كائن حي، وشرح كاميلو مورا من جامعتي هاواي ودلهاوزي في هاليفاكس (كندا) والمعد الرئيسي للدراسة أن "مسألة معرفة عدد الكائنات الحية على سطح الأرض حيرت العلماء منذ قرون وهذا الجواب، بالإضافة إلى أبحاث أخرى حول توزيع الأنواع ووفرتها، مهم جدا لأن الأنشطة البشرية وتأثيرها تسرع نسبة الانقراض". بحسب فرانس برس.

وأضاف أن "عددا كبيرا من الأنواع قد يختفي قبل أن نعلم بوجوده ووظيفته الفريدة في النظام البيئي ومساهمته المحتملة في تعزيز رفاه الانسان"، وقال بوريس وورن من جامعة دلهاوزي والمشارك في اعداد الدراسة أن التحديث الأخير للائحة الحمراء التي يضعها الاتحاد الدولي من أجل الحفاظ على الطبيعة يشير إلى وجود 59508 أنواع مراقبة، منها 19625 نوعا مهددا بالانقراض، ويعني ذلك أن الاتحاد الذي يعتبر مرجعا في هذا المجال يراقب أقل من واحد في المئة من الأنواع التي تعيش على الأرض، ويقدر العلماء عدد الأنواع الحيوانية بـ7،77 مليونا، منها 215644 نوعا موصوفا ومصنفا بينما يقدرون عدد الأنواع النباتية بـ289 ألفا، منها 215644 نوعا مصنف، أما أنواع الفطر والعفن فيقدر عددها بـ611 ألفا، 43271 منها مصنف، وقدر الباحثون أيضا عدد أنواع الحيوانات الأولية وحيدة الخلية ب8118 نوعا حتى اليوم، وأخيرا، أحصوا 27500 نوع من الطحالب والدياتوم (طحالب أحادية الخلية) والعفن المائي، منها 13033 نوعا محددا ومصنفا.

نداء لحماية بحر كورال

الى ذلك يعتبر بحر كورال الواقع قبالة ساحل أستراليا الشمالي الشرقي أحد الملاجئ الأخيرة للحيوانات البحرية المفترسة الكبرى مثل سمك القرش، على ما ذكرت دراسة نشرت قريباً ودعت الحكومة الاسترالية إلى انشاء محمية دائمة للحفاظ على الحياة البحرية، وجاء في الدراسة أن المنطقة التي تبلغ مساحتها 972 ألف كيلومتر مربع وتمتد من الحيد المرجاني الكبير إلى مياه جزر سليمان وكاليدونيا الجديدة تؤوي أجناسا كثيرة مهددة بالانقاض، وأوضح تقرير مجموعة "بو" البيئية أن "الحيد الجنوبي لبحر كورال يعتبر عالميا إحدى مناطق التنوع الحيوي التي تكثر فيها حيوانات المحيط المفترسة مثل سمك القرش والتونة والراموح"، وأضاف "تم احصاء سمك قرش يعيش في الحيد البحري والمياه العميقة في أماكن كثيرة من بحر كورال، ولا سيما في مناطق لا يطالها الصيد"، وأحصي في بحر كورال 52 جنسا من سمك القرش والشفنين والخرافيات، من بينها 18 جنسا غير موجود في أي مكان آخر، ويشكل بحر كورال الملجأ الوحيد المعروف عالميا لصغار سمك الراموح الأسود. بحسب فرانس برس.

وجاء في التقرير أنه على الرغم من أن الدراسة أجريت في جزء صغير من المنطقة، إلا أن بعض البيانات تشير إلى أن البحر يؤوي أجناسا أخرى ويشكل ممرا لهجرة الحيوانات البحرية ويساهم في العملية البيئية الخاصة بحياة بحرية فريدة، فهذه المنطقة من البحر تعج بأجناس كثيرة من الحيتان المهاجرة المهددة بالانقراض والسلاحف وسمك القرش، بالاضافة إلى التونة والراموح، ويؤوي قاع الرمال طيورا بحرية تعشش فيه وبيض السلاحف الخضراء المههدة بدورها بالانقراض، وتتكاثر الاسماك والحبار أيضا في بحر كورال، علما أنها تحتل مرتبة متوسطة في سلسلة الطعام وتلعب دورا مهما في تنظيم الشبكة البحرية واستقرارها الغذائي، وأشار التقرير إلى أن في بحر كورال نحو 341 جنسا من الضروري حمايته وفقا للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، كذلك، تشكل المنطقة معبرا للأجناس المهاجرة مثل الحيتان المحدبة وسلاحف البحر آكلة اللحوم وانقليس المياه العذبة التي تعتبر آخر الحيوانات التي تتكاثر هناك وتتنقل على مساحة ثلاثة آلاف كيلومتر حتى نيوزيلند، وبغية الحفاظ على هذا التنوع الحيوي الفريد، دعت "بو" الحكومة الاسترالية إلى انشاء محمية دائمة للحفاظ على الحياة البحرية في هذه المنطقة.

تعزيز الأنظمة البيئية

في سياق متصل أظهر تقرير للأمم المتحدة أن ضمان الأمن الغذائي لسكان العالم الذين قد يبلغ عددهم تسعة مليارات نسمة بحلول العام 2050، يتطلب كمية مياه أكبر بمرتين من تلك المتوافرة حاليا إذا لم يتم التوجه إلى أنظمة بيئية سليمة ومنظمة، وأوضح التقرير الذي أعده برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع المعهد الدولي لإدارة المياه والذي نشر الاثنين، أن "1،6 مليارات شخص يعيشون حاليا في مناطق مهددة بشح في المياه وقد يصل العدد بسرعة إلى مليارين إذا لم يتغير شيء"، وأضاف التقرير الذي نشر بالتزامن مع افتتاح أسبوع المياه العالمي في ستوكهولم أنه "إذا ما حافظنا على الممارسات الزراعية والأنظمة الغذائية نفسها" وإذا ما بقي "التمدن المتزايد" مستمرا، فإن "كميات المياة الضرورية للزراعة والتي تبلغ اليوم 7130 كيلومترا مكعبا سترتفع من 70 إلى 90% بهدف تأمين الغذاء لتسعة مليارات شخص بحلول العام 2050"، وقد استنفدت مناطق عدة يكثر فيها الانتاج الزراعي الغذائي مثل هضاب شمال الصين وبنجاب في الهند وغرب أميركا، مواردها المائية أو توشك على بلوغ هذه المرحلة، وتضاف إلى ذلك تداعيات الاحترار المناخي الذي قد يضاعف مشاكل الجفاف والفيضانات التي قد تؤدي في افريقيا وحدها إلى تراجع الانتاج الزراعي من 15 إلى 30% في نهاية هذا القرن، ويقضي الاقتراح الذي قدمته برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتغيير المقاربة المعتمدة في هذا المجال، فبحسب التقرير "ينبغي الانتقال من أنظمة إنتاج غذائي إلى (أنظمة بيئية زراعية) تقدم خدمات أكثر تنوعا"، ويتيح وضع سياسات مشتركة بين البيئة والزراعة زيادة الانتاج الزراعي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية مثل المياه بالإضافة إلى حماية الأنظمة البيئية المختلفة. بحسب فرانس برس.

البنغول مهدد بالانقراض

بدورها تركز معظم المؤتمرات الدولية الخاصة بالحياة البرية على حيوانات مهمة ومعروفة مثل النمر فيما تتغاضى كليا عن أجناس أدنى مرتبة مهددة بالانقراض، مثل حيوان البنغول (أم قرفة) المحرشف، والبنغول حيوان آكل للحشرات وهو الثديي الوحيد المزود بحراشف ويعتبر من أكثر الحيوانات التي يسعى وراءها التجار في آسيا نظرا إلى لحمه وفوائده الطبية المزعومة، وتقول كانيثا كريشناسامي من منظمة "ترافيك" لحماية الأجناس "الكميات المضبوطة هائلة، ما من جنس يستطيع البقاء حيا لفترة طويلة" في ظل هكذا ظروف، وقد أطلقت حملات دولية عدة لحماية النمر المرغوب بدوره في الطب الصيني، أهمها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي جمع في تشرين الثاني/نوفمبر ثلاثة عشر بلدا لا يزال يأوي هذا الحيوان المتوحش، وتقول كريشناسامي "للأسف، لا يلفت البنغول انتباه الناس وبالتالي السلطات لأن هذا الحيوان المحرشف يعتبر أقل جمالا من الثدييات الكبيرة"، مع أن القانون الدولي يحظر الاتجار بالبنغول إلا أن صيده منتشر في اندونيسيا وماليزيا بهدف تزويد الأسواق الصينية والفيتنامية بلحم هذا الحيوان وحراشفه التي تحول إلى بودرة تستعمل في العلاجات الطبية، ويشرح الباحث دان تشالندر المتخصص في البنغول أن هذا الحيوان استعمل تقليديا في الطب الصيني لمعالجة حالات عدة، منها تهدئة الأطفال الذين يبكون.

أما اليوم فيستعمل لمعالجة الربو وبعض الأمراض السرطانية، ولكن في غياب الأبحاث العلمية الموثوقة، "تعتبر كل هذه الاستعمالات عارية عن الصحة"، تماما مثل الشائعة التي تقول إن لحمه مفيد للكليتين، ويضيف تشاندلر من جامعة "كنت" البريطانية "إذا لم نتحرك لمكافحة الطلب ولحماية البنغول في الوقت نفسه، فسينقرض في آسيا في المستقبل القريب"، ويشير الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى أن اثنين من الأجناس الآسيوية "مهددان بالانقراض" والاثنين الآخرين "شبه مهددين"، عندما تشعر حيوانات البنغول بالخطر تلتف حول نفسها كالقنفذ ما يسهل الامساك به، ويصل ثمن الواحد منها إلى ألف دولار في السوق السوداء، ويقول ستيف غالستر مدير مؤسسة "فريلاند" لمكافحة الاتجار بالحيوانات "الأسعار جنونية، يفاجئنا أن هذا الحيوان ما زال موجودا"، وقد تم ضبط كميات من البنغول هذه السنة في تايلند وكمبوديا والهند وماليزيا والنيبال وبورما والفيتنام واندونيسي، وتم العثور على 7،5 أطنان (رقم قياسي) من لحم البنغول في مرفأ في جاكارتا في أيار/مايو مخبأة تحت سمك مجلد في صناديق كانت متوجهة إلى الفيتنام، والسنة الماضية. بحسب فرانس برس.

واكتشفت السلطات أن مجموعة من التجار أجهزت على 22 ألف ومئتي بنغول وباعتها في غضون أربعة عشر أشهرا في ولاية ساباه في بورنيو شرق ماليزيا، بحسب منظمة "ترافيك"، وغالبا ما تنقل حيوانات البنغول حية للحفاظ على لحمها طازجا ولكن عددا كبيرا منها ينفق على الطريق من الجوع أو العطش، كذلك، يحقنها التجار عادة بالماء بهدف زيادة وزنه، وتكدس هذه الحيوانات المسكينة في أماكن ضيقة جدا إلى درجة أنها تفقأ أعين بعضها البعض بمخالبها وهي تحاول الهرب، ويحذر الخبراء من أن انقراضها يغير النظام البيئي في الغابات المدارية فيزيد عدد النمل والنمل الأبيض، ولكن الحكومات الآسيوية لا تبدي استعدادها لمواجهة "العصابات الكبيرة والتجار الذين لديهم معارف" وتجني أحيانا ملايين الدولارات، على ما يقول ستيف غالستر، ويضيف أن القوانين غير كافية وأن القضاة لا يأخذون الموضوع على محمل الجد فالكثير من التجار يفلتون من العقاب.

موسوعة الحياة

فيما أعلنت مكتبة الاسكندرية أنها شاركت في اطلاق (موسوعة الحياة) التي تتيح على الانترنت www.eol.org"" بالانجليزية والعربية والاسبانية معلومات عن 700 ألف كائن حي تشمل طيورا وحيوانات ونباتات وبكتيريا وفيروسات، وقال اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة في بيان ان المشروع الذي يهدف الى جمع وتوثيق معلومات عن كل أنواع الكائنات الحية على الارض عملت فيه المكتبة "كشريك وثيق" بالتعاون مع مؤسسة "سميثسونيان" وهي مؤسسة تعليمية وبحثية أمريكية أسست عام 1846، وأضاف أن المكتبة أسهمت بخبرتها التقنية في تدويل نظام (موسوعة الحياة) واعادة تأسيس بنيته التحتية لتمكين المستخدمين من تصفحه والتفاعل مع محتواه بأكثر من لغة، وتابع قائلا ان المكتبة أثرت الموسوعة بمحتوى عربي لتكون مصدرا علميا ثريا عن التنوع الحيوي في العالم العربي، وفي رأيه أن اتاحة الموسوعة باللغة العربية "يعتبر خطوة كبيرة في مواجهة ندرة المحتوى العلمي العربي على شبكة الانترنت مما يلبي احتياجات الكثير من العلماء والطلبة والجمهور العربي بشكل عام" حيث تسمح الموسوعة بتفاعل زوارها من خلال اضافة التعليقات وتقييم المحتوى، و"موسوعة الحياة" مشروع دولي يعتمد على الجهود التطوعية وبدأ عام 2007 بتمويل خاص في الولايات المتحدة بهدف جمع وتوثيق معلومات عن كل أنواع الكائنات الحية على الارض من نبات وحيوان وكائنات دقيقة يقدر عددها بنحو 1.9 مليون نوع واتاحتها مجانا على الانترنت للعلماء والباحثين والطلبة والجمهور العام، وقال البيان ان الموسوعة تشمل اليوم أكثر من 700 ألف نوع من الكائنات الحية جمعت من نحو 160 جهة مشاركة اضافة الى 35 مليون صفحة رقمية مأخوذة من قراءات عن تلك الكائنات من مكتبة تراث التنوع البيولوجي و600 ألف صورة للكائنات الحية المختلفة. بحسب رويترز.

التنوع الحيوي والتجارة غير الشرعية

من جهة اخرى تتمتع الفيليبين بتنوع حيوي غني وتؤوي آلاف الأنواع الحيوانية والنباتية الفريدة من نوعها في العالم، ولكن قطع اشجار الغابات والتجارة غير الشرعية تهدد بقائها بشكل متزايد، وما يميز هذه الغابة الاستوائية الضخمة المحاطة بالشعب المرجانية هو أنها تضم أنواعا من الحيوانات لا نجدها في أي مكان آخر في العالم، مثل ببغاء "كوكاتو" والصقر آكل القردة وجاموس الماء المسمى "تاماراو" الذي لم يتبق منه إلا مئتي نموذج، بالإضافة إلى تماسيح وسحليات وعدد لا يحصى من الأزهار، وتعتبر الفيليبين التي تضم أكثر من 53 ألف نوع تم إحصاؤه، من البلدان السبعة عشر التي تتمتع بتنوع هائل ويعيش فيها ثلثا الأنواع الحيوانية في العالم، بحسب تصنيف منظمة "كونسرفايشن انترناشونال" غير الحكومية، ولكن إرثها الرائع يعتبر من الأكثر عرضة للانقراض، وتقول تيريزا مونديتا ليم مديرة الوكالة العامة للمحميات والحياة البرية "إذا لم نحرك ساكنا فسيختفي خمس الأنواع الحيوانية الكبيرة لدينا بعد عشرين سنة"، معتبرة أنه ينبغي البدء بحماية بيئتها الطبيعية، وراحت 93% من غابات الفيليبين البدائية ضحية تجارة الخشب وتوسع المدن ويتوقع أن تستمر في هذا الاتجاه نظرا إلى الضغط السكاني في هذا البلد الفقير الواقع جنوب شرق آسي، ويعيش 95 مليون شخص في فقر مدقع في هذا البلد الجبلي الكبير الموزع على سبعة آلاف جزيرة حيث يعيش شخص من أصل ثلاثة بأقل من دولار واحد في اليوم، ويكفي الطبقات الفقيرة، ولا سيما في الأرياف، قطف الأزهار لتأمين لقمة عيشها. بحسب فرانس برس.

وفي هذا السياق، تذكر تيريزا موديتا ليم أزهار السحلب (أوركيد) شبه المنقرضة التي تباع في الأسواق بثمن زهيد وتقول إن "الاتجار بها هو مصدر الرزق الرئيسي في بعض القرى"، ويمهد البؤس الطريق للتجار غير الشرعيين الذين يعتمدون على عدد كبير من الصيادين غير الشرعيين للتزود بالسلع، وتقول ليم إن الصيادين المحليين لا يقبضون إلا 500 بيزوس (حوالى 9 يورو) مقابل ببغاء فيما يقبض الوسطاء مبلغا أكبر منه بخمس مرات، وعلى الصعيد العالمي، يدر الاتجار بالحيوانات 20 مليار دولار أميركي سنويا ويأتي بعد الاتجار بالاسلحة والمخدرات، بحسب شبكة مراقبة الحياة البرية في جنوب شرق آسي، وبات هذا النشاط غير الشرعي منتشرا في كل أنحاء الفيليبين، فحيوان أبو بريص مطلوب لفوائده الطبية أفعلية كانت أم مزعومة ويصل سعره أحيانا إلى 1200 دولار باعتبار أنه يشفي من مرض نقص المناعة البشرية المكتسب (ايدز)، وقد يصل سعر بعض الطيور النادرة إلى 20 الف دولار، وخصصت حكومة الرئيس بينينيو أكينو الذي انتخب سنة 2010 مبالغ إضافية لمكافحة التجارة غير الشرعية وتمكنت الشرطة من ضبط عدد كبير من الحيوانات المحتجزة في المختبرات، لكن مهمة التعقب اصبحت أكثر تعقيدا وصعوبة، فبعدما كان بيع الأنواع المهددة بالانقراض يتم في وضح النهار في أحياء العاصمة مانيلا، بات التجار يتحركون في سرية مطلقة، وتقول تيريزا مونديتا ليم "التجار يعرفون أنهم مراقبون، ولذلك آثروا السرية، ينبغي التحرك" ولا سيما على الانترنت، أما جوزيفينا دي ليون من وزارة البيئة فتقول بأسف إن الأحكام الصادرة في حق التجار غير صارمة، فقد حكم على التجار الموقوفين في السنوات العشر الأخيرة بدفع غرامة صغيرة لا أكثر.

نوع جديد من الدلافين

من جهتها اكتشفت عالمة أسترالية أن مجموعات من الدلافين تعيش بالقرب من ملبورن (جنوب أستراليا) تنتمي إلى نوع من الدلافين لم يكن معروفا حتى اليوم، وكان العلماء يعتقدون أن هذه الدلافين التي يبلغ عددها 150 تقريبا تنتمي إلى أحد النوعين المعروفين للدلافين كبيرة الأنف، ولكن كايت شارلتون-روب الباحثة في جامعة موناش استنتجت أنها مختلفة عند مقارنة الجماجم وبيانات الحمض النووي وبعض السمات الجسدية لدى نماذج يعود أقدمها إلى القرن العشرين، وأطلقت على الدلافين الجديدة اسم "تورسيوبس أستراليس" ولكن اسمها الشائع سيكون دلافين "بورونان" وهو اسم يستعمل محليا للاشارة الى دلفين كبير، وقالت الباحثة "إنه اكتشاف رائع ومدهش بما أنه منذ أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن هناك سوى ثلاثة أنواع جديدة ومعروفة من الدلافين"، وأضافت "والمدهش أكثر هو أن هذا النوع كان موجودا أمامنا فهناك مجموعتان في خليج بورت فيليب وفي غيبسلاد لايكس في ولاية فكتوريا". بحسب فرانس برس.

خريطة للسلاحف البحرية

على صعيد مختلف نشرت عدة مؤسسات بيئية دولية دراسة جديدة مؤخراً، تتضمن خريطة بالمناطق الأكثر خطراً على السلاحف البحرية في العالم، أظهرت أن السواحل الهندية، التي تضم ما يقرب من نصف أنواع السلاحف المهددة بالانقراض، هي أكثر المناطق خطراً على تلك الكائنات في العالم، وتُعتبر الدراسة الأولى من نوعها تتضمن تقييماً لأماكن تجمعات السلاحف البحرية في العالم، بحسب ما يقول مؤلفها، ومن شأنها أن تقدم نموذجاً لجهود حماية هذه الكائنات في المستقبل، وتم إعداد الدراسة بمبادرة مشتركة من قبل "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة" IUCN، و"مجموعة أخصائيي السلاحف البحرية" MTSG، ومنظمة "الحماية الدولية" CI، بالإضافة إلى "المؤسسة الوطنية للأسماك والحياة البرية" في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال الرئيس المشارك لمجموعة السلاحف البحرية، رودريك ماست، وهو أيضاً نائب رئيس منظمة الحماية الدولية، إن "هذا النظام التقييمي يقدم قاعدة أساسية لحالة جميع السلاحف البحرية، يمكننا من خلالها قياس التقدم الذي أحرزناه في توفير الحماية لتلك التجمعات المهددة بالخطر في المستقبل"، وتابع ماست، في بيان، قائل، "من خلال هذه العملية، تعلمنا الكثير عن التجارب الناجحة وغير الناجحة في حماية السلاحف البحرية. بحسب سي ان ان.

وحتى الآن نحن نتطلع إلى ترجمة هذه الدروس المستفادة إلى إستراتيجيات لحماية السلاحف البحرية وموائلها"، وبحسب الدراسة، فإن نحو نصف أنواع السلاحف المهددة بالانقراض تعيش في مياه شمال المحيط الهندي، وفي شواطئ التعشيش، الواقعة ضمن المناطق الاقتصادية الخالصة لبعض الدول، منها الهند وسريلانكا وبنغلاديش، وتتضمن الأنواع المهددة في تلك المناطق، نوعين، أحدهما "السلاحف ضخمة الرأس"، والتي يتم تصنيفها "مهددة بخطر الانقراض"، ضمن "القائمة الحمراء" للكائنات المهددة بخطر الانقراض، الخاصة باتحاد صون الطبيعة، بالإضافة إلى نوع "ريدلي"، المصنفة "عرضة للانقراض"، وتعليقاً على الدراسة، قال بي سي تشودري، من معهد الحياة البرية في الهند، "التقرير يؤكد أن الهند هي موطن لأكثر أنواع السلاحف البحرية المهددة بخطر الانقراض في العالم"، وتابع بقوله إن "الدراسة تمثل جرس إنذار للسلطات من أجل أن تقوم بعمل المزيد لحماية السلاحف البحرية في الهند، وموائلها، لضمان بقائها على قيد الحياة"، ومن بين المناطق الساخنة الأخرى، التي تضم تجمعات من السلاحف البحرية المهددة بالخطر، منطقة شرق المحيط الهادئ، والتي تمتد من الساحل الغربي للولايات المتحدة وحتى أمريكا الجنوبية، وكذلك منطقة شرق المحيط الأطلسي، وتحديداً قبالة الساحل الغربي لقارة أفريقي، وتُعد السلاحف البحرية من الكائنات كثيرة الهجرة، وترتحل في مساحات بحرية شاسعة من المحيط بين مناطق التعشيش والتكاثر والتغذية، وهي تواجه تهديدات عدة، بما في ذلك صيدها من أجل لحومها، أو الحصول على بيضها، أو نتيجة تلوث شواطئ التكاثر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/تشرين الأول/2011 - 25/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م