كن سعيدا: مفتاح النجاح والصحة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعرف السعادة بأنها الشعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً، أو الاحساس بشيء ما، اذ أنها تسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الاحساس على الشخص، وإنما هي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط .

تعدُ السعادة مطلباً للجميع، لكن تحقيقها برأي معظم الناس أمراً ليس باليسير، سواء كانت الأسباب مادية أو نفسية أو اجتماعية، فالسعادة بالنسبة لكثيرين أمر لا يمكن التحكم به، فهو قد يغزو المشاعر أو أن يتخلى عنها، ويتساءل كثير من الناس ما هو سر السعادة؟ أهو المال؟ أم الحب أم الأصدقاء؟ أم العائلة؟ قد تبدو أسئلة مستحيلة، خصوصاً أن المجتمع يحتم علينا أن ندعي السعادة وألا نظهر مشكلاتنا.

ولكن أهمية الأمر يتعلق بمدى صدقك، وبأنك تنفق هذا المال وأنت راغب في ذلك، بدلاً من تقديم شيء والاستمرار بالتفكير السلبي وأنك تعطي وتعطي، فالكرم الحقيقي والصادق أمر جميل وذو قوة على المشاعر، وبذلك يمكنك تحقيق الحب و تكوين الصداقات والاستقرار مع العائلة وتلك الامور آنفة الذكر تمنحك مفاتيح لتحقيق السعادة.

السعادة مفتاح

وفي هذا الصدد أظهرت دراسة ألمانية أن الصحة النفسية الجيدة، أو بمعنى آخر السعادة، تساعدك على التمتع بصحة جسدية أفضل، وتحقيق المزيد من النجاح في عملك. أجرى هذه الدراسة باحثون من معهد ماكس بلانك للعلوم الاقتصادية في جينا بألمانيا، استنادا إلى دراسة مسحية بريطانية تغطي فترة من الزمن تبلغ 15 عاما. كان المشاركون في الدراسة المسحية يقدمون تقارير بصفة منتظمة عن حالتهم النفسية والاجتماعية، ومدى نجاحهم في العمل وحجم دخولهم، إلى جانب مستويات الضغط أو الاكتئاب أو القلق الذي يعانونه. واكتشف باحثو «ماكس بلانك»، الذين قاموا بتحليل تأثير مختلف العوامل في بعضها بعضا، باستخدام ما يعرف باسم «نموذج المتجهات ذات الانحدار الذاتي، أن تحسن الصحة النفسية مرتبط بما يليه من تحسن في الصحة الجسدية، ونجاح في العمل، وزيادة في الدخل. كما وجد الباحثون أن زيادة الدخل يتبعها في الأغلب تراجع في الصحة النفسية، حيث قالوا إن ذلك يشير إلى آليات تكيف، بمعنى أن الأفراد يتكيفون مع التغيرات التي تطرأ على ظروف حياتهم. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الصحة مرتبطة بالسعادة

فيما وجد باحثون أميركيون أن التنبؤ بصحة المراهق يرتبط بشكل رئيس بنسبة سعادته، ونقل موقع «هيلث داي نيوز الأميركي عن الباحثين في جامعة جنوب فلوريدا قولهم، إن مشاعر المراهقين الإيجابية ورضاهم عن الحياة أكثر أهمية من القلق والاكتئاب عند التنبؤ بالصحة الجسدية، وأجرى الباحثون دراسة شملت 400 تلميذ أميركي في المرحلة المتوسطة، فاستنتجوا من إجاباتهم أن ثمة رابطاً قوياً بين الصحة الجسدية الجيدة والرضا عن الحياة والشعور بالحماسة والفخر والقوة، ولاحظوا أن الصحة السيئة كانت مرتبطة بالشعور بالوحدة والذنب والقلق والاكتئاب، يشار إلى أن نتائج الدراسة نشرت على موقع مجلة «أبلايد ريسيرش إن كواليتي أوف لايف، وهي تشير إلى مدى أهمية الرفاهة العاطفية عندما يتعلق الأمر بصحة المراهقين الجسدية. بحسب يونايتد برس.

السعادة مرتبطة بالوطنية

على صعيد اخر كشفت دراسة جديدة شملت 128 بلداً وجود رابط بين رضا الناس عن أوطانهم والشعور بالسعادة. وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن الدراسة التي أجراها مركز غالوب الأميركي، وشملت 1000 شخص في 128 بلداً أظهرت أن ثمة ارتباطاً بين الوطنية والسعادة، خصوصاً في الدول التي تنخفض فيها مداخيل الناس وفي الدول الفقيرة، وتبين ان الشعور الإيجابي بشأن الوطن مرتبط بنظرة زاهرة إلى الحياة الشخصية، وقال معد الدراسة مايك موريسون من جامعة إيلينوي ان هذا الارتباط موجود في مختلف أنحاء العالم، ولكنه أقوى في الدول الفقيرة وغير الغربية،  وأشار موريسون إلى ان الأشخاص ذوي الدخل المنخفض وفي الدول الفقيرة قد يجدون الوطنية جذابة باعتبارها طريقة لتعزية أنفسهم في الأوقات العصيبة، وأضاف أن الناس في الدول غير الغربية يميلون لأن يكونوا أقل حباً للفردية، ولذا قد يشعرون باندفاع شخصي أكبر نتيجة المشاعر الحارة التي تبرز من العمل الجماعي، وربط المستطلعون الأثرياء وفي الغرب سعادتهم أكثر من أبناء الدول الفقيرة وغير الغربية بعوامل فردية مثل الصحة والرضا عن العمل ومعايير الحياة. بحسب يونايتد برس.

مرهون السعادة

في سياق متصل كشفت دراسة بريطانية حديثة عن أن شعور المرء بالسعادة بامتلاك المال، لا يحدث إلا عند شعوره بأنه يملك أكثر من المحيطين به من أصدقاء وجيران وزملاء. يذكر أن الدراسة التي أجرتها جامعتا وارويك و كارديف البريطانيتان قامت على استقصاء شعور المرء بالسعادة، مقارنة بمن حوله من المحيطين المباشرين والذي لعبت الحالة الاجتماعية دورا أساسيا في تكوينه، وقال كريس بويس، أحد القائمين على الدراسة "أوضحت الدراسة أن دخل الشخص، حتى لو بلغ مليون يورو سنويا، لا يعد سببا كافيا لشعوره بالسعادة إذا ما علم أن دخل أصدقائه السنوي يبلغ مليوني يورو". من ناحية أخرى، اسهمت نتائج الدراسة في تفسير أسباب قلة شعور الناس بالسعادة خلال الأربعين عاما الماضية رغم ارتفاع مستوى المعيشة بشكل عام في تلك الفترة، يذكر أن الدراسة تمت على مدار سبعة أعوام، واستندت إلى بيانات خاصة بالدخل والشعور بالسعادة ،وأجريت على أشخاص مقيمين في بريطانيا، ونشرت نتائجها في مجلة " سايكلوجيكال ساينس" البريطانية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

 السعادة.. مع التقدم في العمر

وفي هذا الجانب أظهرت دراسة جديدة أن المتقدمين في السنّ أكثر سعادة من الشبان، ولا يشعرون بالقلق وضغوط الحياة، مثل من هم في العشرينات من العمر. وذكر موقع «لايف ساينس» أن دراسة أعدها مركز غالوب للإحصاء شملت 340 ألف أميركي، احتسبت العوامل التي قد تسهم في السعادة مثل الزواج، أو وجود أطفال في المنزل، أو امتلاك وظيفة. وكانت دراسات سابقة قد قلصت أسباب السعادة في الولايات المتحدة في أن يكون المرء عجوزاً ورجلاً وجمهورياً. وتشمل الدراسات الجديدة السعادة الإجمالية والتجارب اليومية حول مشاعر محددة، مثل القلق والسعادة. وظهر أن نسب الضغط والغضب تراجعت منذ عمر الشباب حتى الشيخوخة، فيما بقيت معدلات القلق ثابتة حتى عمر الـ50 حين بدأت بالتراجع، وقد ارتفعت معدلات الحزن بشكل بسيط في بداية الأربعينات، ثم عادت لتنخفض في منتصف الخمسينات. وظهر أن معدلات رضا الأشخاص عن حياتهم كانت ذات منحى انخفاضي حتى الخمسينات من العمر حين بدأت بالارتفاع. بحسب يونايتد برس.

السعادة ميزة مكتسبة وراثياً

بينما لا يمكنك شراء السعادة، وإنما يمكن اكتسابها وراثياً عبر الجينات كما تقول دراسة طبية أسترالية بريطانية مشتركة، فقد أجرت الدراسة المذكورة التي نشرت في دورية علمية بريطانية تختص بالطب النفسي،ألاتجاربها على 1000 من التوائم المتطابقين المنقسمين من بويضة واحدة وغير المتطابقين الذين أتوا من بويضتين مختلفتين، واكتشف الباحثون أن الجينات المورثة تسيطر على نصف الصفات الشخصية التي تمنح السعادة للأفراد، فيما تكون العوامل الأخرى مثل العلاقات والصحة البدنيةألاوالمهنة النصف الثاني، كما أوضح تيم بيتس أحد الباحثين المشاركين في الدراسة من جامعة أدنبرة في أسكتلندا أن نصف الفوارق التي تتصل بالسعادة لدى الإنسان كانت وراثية، وهو ما أثار الدهشة لدى الفريق البال.

وصفة تعزّز صحة القلب

وفي هذا الاطار كشفت دراسة أميركية موسعة، أخيراً، أن الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة معظم الوقت، والذين يشعرون بالإيجابية والحماسة نحو الحياة، يكونون أقل عرضة للإصابة بمشكلات القلب، مقارنة بأولئك الذين يميلون إلى السلبية والكآبة. وتعتبر الدراسة الأخيرة، التي نشرت في الدورية الأوروبية لأمراض القلب دورية أوروبا للقلب، الأولى من نوعها التي تظهر اتصالا مستقلا وواضحا بين المشاعر الإيجابية وأمراض القلب، وأوضحت رئيسة الدراسة الدكتورة في الطب وعلم النفس ومديرة مركز الصحة القلبية وسلوكياتها في المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك، كارينا ديفدسون، أنه رغم أن الدراسة هي دراسة مراقبة، إلا أنها تقترح إمكانية تقديم علاج وقائي ضد أمراض القلب عن طريق تعزيز المشاعر الإيجابية لدى الأفراد، شرط البدء بالعمل على التجارب المخبرية، قبل الإقدام على أي تطبيقات طبية. وتقول نحن نحتاج إلى تجارب مخبرية دقيقة في هذا المجال، وإن كانت التجارب معززة لاكتشافنا، فهذا أمر مهم عند بدء الأطباء علاج مرضاهم أو نصحهم لتحسين حالتهم الصحية.

تنصح الدكتورة في الطب وعلم النفس ومديرة مركز الصحة القلبية وسلوكياتها في المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك كارينا ديفدسون، بأهمية البحث عما يثير السعادة والراحة في النفس، سواء كان أخذ إجازة، أو قراءة كتاب محبب، مع أهمية تفادي فكرة عدم وجود الوقت لذلك، والعمل على اعتبار إيجاد الوقت من الضروريات الرئيسة، فقراءة كتاب ما، أو المشي، أو الاستماع إلى موسيقى محببة، يمكن أن يحسن المزاج بشكل كبير، ومن المهم وضع هذه الأنشطة التي تعزز من المشاعر الإيجابية في الجدول اليومي، كما أن قضاء دقائق معدودة في أجواء مريحة للاسترخاء الحقيقي وإمتاع الذات، أمر مفيد للصحة العقلية، كما يمكن أن يعزز الصحة الفيزيائية أيضاً على الرغم من عدم التأكد الكامل من هذه النتائج، خلال فترة 10 سنوات، تابعت ديفدسون وفريقها حالة 1739 راشداً، منهم 862 رجلاً و877 امرأة، تطوعوا لاستطلاع طبي عام 1995 ،وفي بداية الدراسة قامت ممرضات متدربات بتقييم مدى خطورة المتطوعين للإصابة بمشكلات القلب، ومع التقارير الذاتية من المتطوعين، إضافة إلى التقييم المخبري، استطاع الفريق أيضاً قياس أعراض الكآبة، والعدائية، والتوتر لديهم، ودرجات التعبير عن المشاعر الإيجابية المعروفة باسم «التأثير الإيجابي، والتأثير الإيجابي هو ما يعرف بتجربة مشاعر محببة، مثل التمتع، والفرح، والحماسة، والإثارة، والرضا، وهي المشاعر التي على الرغم من أنها قد تكون عابرة، إلا أنها غالباً ما تكون ذات سمات واضحة وسهلة التتبع لدى الراشدين، ويعتبر التأثير الإيجابي مستقلاً بشكل كبير عن التأثير السلبي، ما يعني أن الشخص السعيد غالباً والراضي عن حياته يمكن أن يختبر بسهولة مشاعر التوتر، والغضب، والكآبة من وقت لآخر، وبعد أخذ العمر والجنس وعوامل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والمشاعر السلبية، اكتشف فريق البحث على فترة 10 أعوام، أن الارتفاع في درجات المشاعر الإيجابية ارتبط بانخفاض الإصابة بمشكلات القلب بنسبة 22٪ في كل نقطة من النقاط الخمس التي حددها الفريق لاختبار مستويات التأثير الإيجابي. وبينت ديفدسون أن المتطوعين الذين لا يتمتعون بمشاعر إيجابية كانوا يعانون من مخاطر الإصابة بمشكلات القلب بنسبة 22٪، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بالقليل من المشاعر الإيجابية، والذين كانوا هم أيضاً أكثر بنسبة 22٪ باحتمال الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالذين يتمتعون بمستوى طبيعي من المشاعر الإيجابية.

سعادة المنفتحين في ذكرياتهم

في المقابل أظهرت دراسة أميركية جديدة أن المنفتحين يتمتعون بأكثر الشخصيات سعادة، بينما تكمن هذه السعادة في ذكرياتهم، وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن الباحثين في جامعة سان فرانسيسكو وجدوا أن الأشخاص المنفتحين يتذكرون الماضي بإيجابية أكثر من الشخصيات الأخرى، وهو الأمر الذي يفسّر سعادتهم مقارنة بالعصبيين الذين يتميزون بالقلق وسرعة الغضب. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ريان هويل «وجدنا أن الأشخاص المنفتحين جداً هم أسعد في حياتهم لأنهم يميلون للتمتع بنظرة إيجابية إلى الماضي وحنيناً إليه، وهم أقل عرضة للأفكار السلبية والندم». وأضاف أن الأشخاص العصبيين يتمتعون بنظرة متناقضة تماماً لنظرة المنفتحين للماضي، وهم بالنتيجة أقل سعادة. وتبيّن من خلال الدراسة التي شملت 754 شخصاً أن المنفتحين يستذكرون الأمور الجيدة من الماضي ويتجاهلون السيئة. وظهر أن النظرة الإيجابية لهؤلاء تفسّر 45٪ من الرابط بين الانفتاح والرضا الأكبر عن الحياة، أما نظرة الآخرين السلبية للماضي فتفسّر نصف الرابط بين نوع شخصيتهم ومستوى سعادتهم. بحسب يوناتد برس.

المال لا يشتري السعادة

من جانب اخر هل يمكن أن يجعلك المال سعيداً ليس حقاً، ولكن الباحثين الأميركيين قالوا، اول من أمس، إن حصولك على نحو 75 الف دولار سنوياً، يمكن ان يخفف وطأة ضغوط الحياة. وقال دانيل كانيمان وانجوس ديتون من مركز الصحة والرفاهية في جامعة برنستون في نيوجيرسي، ان استطلاعاً للرأي شمل 1000 اميركي اظهر انهم سعداء بشكل عام، وإن حصولهم على مزيد من المال يحقق لهم مزيداً من الرضا، وكتبا في محضر جلسات الاكاديمية الوطنية للعلوم المزيد من المال لا يعني بالضرورة مزيداً من السعادة، ولكن نقص المال مرتبط بالألم المعنوي، وأضافا ربما يكون 75 الف دولار هو الحد الذي لا تعني الزيادة بعده في الدخل تحسن قدرة الفرد على فعل امور هي الاكثر اهمية لحالتهم المعنوية مثل قضاء الوقت مع اشخاص يحبونهم وتجنب الالم والمرض والتمتع بوقت الفراغ. بحسب رويترز.

والاستطلاع الذي اجاب المشاركون فيه على 450 سؤالاً مركزاً عبر الهاتف بينها اسئلة مفصلة عن الدخل والرضا والمشاعر والضغوط اطلق عليه مؤشر جالوب للاتجاهات الصحية والسعادة، واستطردا انخفاض الدخل يفاقم الألم المعنوي المصاحب للمحن مثل الطلاق واعتلال الصحة والوحدة. نستنتج ان الدخل المرتفع يعني حياة مرضية ولكنه لا يشتري السعادة. ووجدا أن مشاعر السعادة تزيد مع ارتفاع الدخل ولكن حتى مستوى 75 الف دولار سنوياً فقط، وقال كانيمان وديتون على سبيل الطمأنة في دراسات اخرى للمستوى المعيشي وجدنا ان اغلب الناس سعداء تماماً ويشعرون بالرضا في حياتهم، وكان نحو 85٪ من المشاركين في الاستطلاع يبتسمون ويشعرون بالسعادة كل يوم برغم ان 39٪ منهم يشعرون بالضغط.

السعادة تكلّف 10 آلاف دولار سنوياً

بينما أعلنت دراسة  لجامعة ايرازم في روتردام، تنشر نتائجها الشهرالمقبل «أن السعادة لا تشفي لكنها قادرة على إبعاد الامراض، وبالاستناد الى نحو 30 دراسة اجريت في دول مختلفة على فترات راوحت بين السنة و60 سنة، يؤكد الاستاذ الهولندي روت فينهوفن ان السعادة لها منافع كتلك التي يأتي بها الاقلاع عن التدخين، للعيش لفترة اطول، واضاف أن السعادة قد تزيد متوسط الاعمار من سبع سنوات ونصف السنة الى 10 سنوات، وتنسب الدراسة لمجموعة من الاقتصاديين انه عندما تبلغ قدرة الفرد الشرائية سقف 10 آلاف دولار سنوياً فإن المنافع التي تقدمها الشروط المادية من ناحية السعادة تزداد بشكل مضطرد. بحسب فرانس برس.

الرضا.. مفتاح سعادة ‏

‏من جهتهم قال باحثون أميركيون إنهم حددوا الأسباب التي تجعل المعمرين سعداء، وتمدّ في أعمارهم، وما الذي يسبب كآبة من هم في الثمانينات من العمر وما فوق، وذكر موقع «ساينس دايلي»، أمس، أن الباحثين من برنامج علم الشيخوخة في جامعة إيوا ستايت، توصلوا في الدراسة التي ضمت 158 معمراً من ولاية جورجيا الأميركية، إلى أن رضا المسن عن حياته في الماضي والإنجازات التي ربما حققها خلال ذلك، تعد المفتاح الرئيس لسعادته عند الشيخوخة. ورأى مدير برنامج الشيخوخة وأستاذ التنمية البشرية لدراسات الأسرة في ولاية إيوا الباحث بيتر مارتن، أن الماضي هو أفضل مؤشر إلى المستقبل، مضيفاً لن تستطيع تغيير حياتك بشكل كلي عندما تكون في الـ85 أو الـ90 من العمر، وأضاف مارتن أن الإنجازات التي حققتها في الماضي والسعادة التي عشتها ستساعدك على العيش باطمئنان بقية السنوات الأخيرة من حياتك. بحسب يونايتد برس.

وربطت الدراسة بين تراجع القوى العقلية عند من هم في الـ80 وما فوق، وبين شعورهم بالكآبة، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في دور العجزة، ودعت المؤسسات الاجتماعية التي توفر الرعاية لهم إلى إخضاعهم لبرامج إنعاش ذهني وتحفيز مشاعر السعادة بينهم.

الرجل المثقف.. أكثر سعادة

وعلى صعيد نفسه أظهرت دراسة نرويجية جديدة أن الرجال الذين يتمتعون بحضور الحفلات الموسيقية، والذهاب إلى المعارض الفنية، ويستمتعون أكثر بالأنشطة الثقافية، هم على الأرجح أكثر سعادة في حياتهم، ورضا عن صحتهم، وذكر موقع هلث دي نيوز الأميركي، أن باحثين في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، وجدوا أنه رغم ارتباط التمتع بالأنشطة الثقافية بدخل أعلى، فإن للفنون تأثيراً مفيداً في الأشخاص، بغض النظر عن عوامل أخرى قد تؤثر في الصحة والسعادة، على الأرجح أكثر سعادة من غيرهم ووجد الباحثون أن التشجيع على المشاركة الثقافية، قد يكون سبيلاً للتشجيع على صحة أفضل، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة كونراد سايبرز إن التركيز كان على النشاط الفيزيائي وسيلة لتعزيز الصحة الجيدة، خلال العقود الأخيرة. بحسب يونايتد برس.

 لكن من يتأكد أن كل الأشخاص لديهم قدرة متساوية على القيام بتمارين مكثفة خمسة أيام في الأسبوع، وأضاف أشك في ذلك، لأن الدراسات أظهرت أنه تتم تمضية 50٪ من أوقات الفراغ في أنشطة غير فيزيائية، لذلك فإن الباحثين في هذه الدراسة كان هدفهم التحقيق في إذا ما كانت المشاركة في أنشطة ثقافية ستكون لها ارتباطات بالصحة الجيدة، أو الرضا عن الحياة، وقلة القلق والاكتئاب، وقال سايبرز «يبدو أن الرجال يتلقون فائدة صحية أكثر من النساء، لدى المشاركة في أنشطة ثقافية مختلفة، يشاهدون فيها أداء الآخرين، مثل حضور المعارض الفنية والحفلات الموسيقية، وتبيّن أن تأثير السعادة عند الجنسين كان موجوداً، لدى المشاركة في هذه الأنشطة.

الألمان أكثر الشعوب سعادة

الى ذلك أظهرت دراسة بريطانية أجريت حديثاً أن الألمان يتوسطون قائمة أكثر الشعوب الأوروبية سعادة، حيث احتلوا المركز 11 بين الدول الاثنتين والعشرين التي شملتها الدراسة.في المقابل، احتلت الدانمارك صدارة القائمة تليها سويسرا والنمسا ثم النرويج، بينما جاءت في المراكز الأخيرة كل من المجر وبلغاريا وأخيراً أوكرانيا، وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين الذين قاموا بالدراسة استفادوا في بحثهم من دراسة تمت في عامي 2006 و2007 وشملت أكثر من 40 ألف شخص من 22 دولة. وتركزت الأسئلة حول الشعور الشخصي بالسعادة وكيفية تأثير الوسط الاجتماعي في إحساس الفرد بالسعادة، وجاء مستوى علاقات الألمان الاجتماعية بالأسرة والأصدقاء وما يعرف بالشعور الإيجابي دون المتوسط، بالإضافة إلى ذلك أظهرت الدراسة أن الألمانلديهم إحساس ضئيل بالراحة في عملهم، مقارنة بالشعوب الأخرى، حيث احتلوا المركز السادس عشر في هذه الخاصية. في المقابل أظهرت الدراسة مستوى متقدماً للألمان في صفات مثل الحيوية والتحمل والاعتداد بالنفس، حيث حصلوا على نسبة أعلى من المتوسط فيها، يذكر أن الدراسة أجرتها مؤسسة «علوم الاقتصاد الحديثة» في لندن إن إي إف. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

خطوات السـعادة

وبحسب دراسات نشرت أخيراً ، وجدت ان هناك عدة خطوات لتحقيق السعادة وهي كما يلي:

قد لا تكون مضطراً لأخذ رحلة والسفر بعيداً، فالسعادة تكمن في التخطيط لها، إذ بينت أبحاث هولندية قامت بقياس مستويات السعادة لدى 1530 هولندياً راشداً، لـ10 أشهر، إذ أخذ 974 من بين المتطوعين رحلة ما، وتبين أنهم كانوا أكثر سعادة قبل السفر مقارنة بأولئك الذين لم يقوموا بالرحلة، لتعود مستويات السعادة لديهم إلى شكلها الطبيعي المشابه لأولئك الذين لم يسافروا بعد أن عادوا من السفر.

إظهار الامتنان والتقدير للأمور البسيطة التي يقوم بها الشريك، يمكن أن يكون له تأثير فاعل على سعادة الشريكين، فهناك الكثير من الأبحاث التي تدعم الرابط بين الامتنان والتقدير وبين السعادة، بحسب غور، إذ أظهرت دراسة أميركية لجامعة نورث كارولينا، أن الشعور بالامتنان على الأمور البسيطة التي يقدمها الآخرون، تعمل على تعزيز العلاقات.

أثبتت الدراسات أن القليل من التعبير عما يختلج في الصدر، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في النفس، وبينت دراسة بريطانية، طبقت على آلاف الأفراد، عبر استطلاع للرأي حول صحة العقل، ومستويات الرضى لديهم، أن جلسات الأطباء النفسيين المتكررة، التي غالباً ما تقتصر على الحديث عن المشكلات والتعبير عن ما يقلق الأفراد بمبلغ 1300 جنيه إسترليني، تساوي في مستوى سعادتها، الحصول على 41 ألف جنيه إسترليني.

إن الأطفال الذين يتقبلون ويحتضنون ذواتهم وجذورهم، هم أكثر سعادة وأكثر مقاومة للتوتر، بحسب دراسة أقيمت في جامعة ويك فوريست في أميركا، التي بينت أهمية الاعتزاز والزهو بالذات والخلفية العقائدية والعرقية للنفس، وهي الدراسة التي تم تطبيقها على 415 طفلاً في الصف التاسع من جذور مكسيكية وصينية، إذ أجابوا أولا عن علاقاتهم بهوياتهم العرقية، ومن ثم كتابة يومياتهم لأسبوعين حول ما يقلقهم، وحول حالتهم النفسية، وما يشعرون به، وتبين أن أولئك الفخورين بجذورهم والمعتزين بها كانوا أكثر سعادة ومقاومة للمشاعر السلبية مقارنة بالآخرين.

بناء على دراسة كندية، قام الباحثون باستطلاع 109 طلاب جامعيين، وسؤالهم ما إذا كانوا سيشعرون بسعادة أكبر إذا ما قاموا بإنفاق المال على أنفسهم، أو على الآخرين، وكانت النتيجة الأولية هي أن الأغلبية يفضلون إنفاق المال على أنفسهم، ولكن الباحثين قاموا في مرحلة أخرى بإعطاء المال لـ46 شخصاً، طالبة منهم إنفاقه على متطلبات شخصية أو إنفاقه على شراء شيء جديد شخصي، بينما طلبت من آخرين إنفاقه على شخص آخر أو التبرع به، وكانت المجموعة الأخيرة، بحسب الدراسة تشعر بسعادة أكبر ممن أنفقوا المال على أنفسهم،وقام الفريق أيضاً باستطلاع آراء 632 أميركياً، حول شعورهم بالسعادة، ومن ثم مقارنته بمدخولهم والتزاماتهم المادية، وعادات الإنفاق لديهم، وبينت الدراسة أن أولئك ممن ينفقون بشكل أكبر على الآخرين، سواء كان على شكل هدايا أو التبرع الخيري، كانوا أكثر سعادة على من ينفقون المال على أنفسهم فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/تشرين الأول/2011 - 24/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م