عادات وشعوب: من (الكاريوكي) الى الاحتفال بالموتى!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لا يكاد يخلوا شعب أو مجتمع أو جماعة من الجماعات عن ما في جعبتها من تقاليد وأعراف خاصة بها ضمن طقوس تنفرد بها عن الآخرين أو تشاركهم بها مع الفارق، وقد عرف الإنسان ومنذ القدم تلك العادات التي باتت جزء من منظومته الحياتية التي ترافقه من ولادته إلى مماته، حتى أصبح من العسير جداً الاستغناء عن بعضاً من تلك التقاليد والقيم الاجتماعية برغم التطور الحاصل في فهم الإنسان نتيجة نزول العديد من الأديان السماوية المتعاقبة وزيادة الوعي الثقافي والتعليم والتطور العلمي، الذي حارب ونبذ الكثير منها "وبالتحديد العادات الموروثة والتي تنم عن الكثير من الجهل واستخدام الشعوذة والتنجيم وتجاوز المحرمات"، إلا إن كل ذلك لم يؤثر على توريث الآباء للأبناء لنفس الطقوس لتتواصل المسيرة التاريخية لتلك العادات والأعراف وتمسك الشعوب بها.

كاتالونيا تودّع آخر كوريدا

فقد حمل مشجعون اسبان على اعناقهم اكبر مصارع للثيران في اسبانيا واثنين من مساعديه بعد اخر مباراة لمصارعة الثيران في برشلونة، ولكن هذا النصر يعود الى معارضي "الكوريدا" او رياضة مصارعة الثيران والذين قاموا بحملة ناجحة لحظر هذه الرياضة التي ترمز الى اسبانيا في منطقة قطالوني، ولقد كان يوما مشبوبا بالعواطف بشكل كبير في برشلونة ثاني اكبر مدن اسبانيا وعاصمة قطالوني، وقد بيعت تذاكر كل مقاعد حلبة لا مونيومنتال التاريخية التي تبلغ سعتها 20 الف متفرج سلفا وتقاضى تجار السوق السوداء 1600 يورو للتذكرة وهو ما يزيد ثلاث مرات عن القيمة الفعلية لاغلى تذكرة، وابدى مشجعون وجاء عدد منهم من الخارج اسفهم لهذا الحظر وقالوا انه يقضي على التراث وحقوق الناس، وقال جوزيف نافارو "60 عاما" وهو احد مشجعي هذه الرياضة منذ فترة طويلة "ان هذا الامر كالدكتاتورية، لا نفعل اي شيء مخالف ضد احد وتم منعنا من مشاهدة عرض عمره 300 عام"، ولكن المعارضين احتفلوا باخر ايام "القتل بعد الظهر" في قطالونيا وقالوا انهم سيحثون المناطق الاخرى على ان تحذو حذوهمو وتجمع مئات من المحتجين المعارضين لمصارعة الثيران خارج الحلبة وهم يحملون لافتات كتب عليها "وداعا" و"يوم عظيم للثيران. بحسب رويترز.

سيدة أم آنسة؟

بدوره يعتبر سؤال شائع للغاية في فرنسا، إذ يلجأ إليه الرجال لمعرفة ما إذا كانت من يخاطبونها "مرتبطة ام لا"، كما تستخدمه الإدارات الحكومية والمصارف والشركات الخاصة التي لا تزال تجبر المرأة على إيضاح حالتها الاجتماعية "سيدة ام آنسة؟"، وفيما يعتبر بعض الرجال سؤال كهذا ينم عن اناقة في التصرف، فإن سؤال سيدة أم آنسة يصيب بعض السيدات بالحيرة، وتتسائل جولييت موري الناطقة باسم منظمة "أنثى وافتخر بذلك" والتي ترى أن ذلك التمييز المفروض على الإناث ضرب من ضروب التمييز" هل سألت أحدا مطلقا ما إذا كان الرجل أعزبا ام متزوجا؟"، في فرنسا الرجل "رجل" أو سيد طوال حياته، لكن المرأة إما أن تكون آنسة أو سيدة متزوجة وذلك لأغراض رسمية أو أسباب تتعلق بجهة عمل تعتمد على حالتها الاجتماعية، هذا التمييز اختفى من الوجود في عدد من الدول الغربية، لقد حظرت ألمانيا استخدام كلمة "فراويلاين" وهي المرادف لكلمة "آنسة" بشكل رسمي عام 1972، اما الدول الناطقة بالانجليزية فتستخدم حاليا مرادفا محايدا يتكون من الحرفين "إم وإس" أو "مز" بكسر الميم ويصلح للإشارة إلى الأنثى كانت متزوجة ام ل، "موريه" و"باز" واللتان تريدان أن يستخدم لفظ "مدام" او سيدة، سواء كان المخاطب أنثى متزوجة أم آنسة، تقولان إن عشق فرنسا الدائم للفظ "مودموازيل" او "آنسة" لا يعدو أن يكون رمزا يعبر عن عشق الفرنسيين المتأصل للعلاقات الجنسية، لقد اطلقت منظمة "انثى وافتخر" ومنظمة أخرى تدافع عن حقوق المرأة اسمها "شيين دو جارد" أو "كلاب الحراسة" مؤخراً حملة تهدف لوقف استخدام اللفظ "مودموازيل"، تقول ماري نويل باز رئيسة "شيين دو جارد"، "الأمر يومي، إنه تمييز جنسي ينظر إليه باستخفاف، كلما تحركنا لمواجهة الصغائر سرعان ما ستلحق بها الأمور الأكبر". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

إن كلمة "مودموازيل" مشتقة من لفظ "ديموازيل" وهو لقب نبيل يعود لعهد فرنسا ما قبل الثورة، ولم يرتبط بالحالة الاجتماعية إلا في عهد نابليون، ومنذ ذلك الحين لم تنجح فى محوه ثلاث مذكرات حكومية صدرت منذ عام 1976 وكلها تؤكد أن اللفظ "مودموازيل" ليس له أي دلالة قانونية، رغم ذلك تجد السيدات غير المتزوجات، اللاتي يطلبن أن يسبق أسمائهن لقب "مدام" لأنهن يعتبرنه أكثر احتراما، غالبا ما تنقل إليهن رسالة مفادها "ألا يحاولن إثارة جدل حول تلك المسألة"، حتى في حالة سيدة مثل لورنس وهي صحفية وأم لثلاثة أطفال، تقول لورنس "انظر انهم يصرون على أن يلقبوني آنسة" وأظهرت دفتر شيكات خاص بها، حيث سبق اسمها بلقب "ميل" وهو المرادف المختصر لكلمة "مودموازيل" او "آنسة".وتناشد موريه وباز المواطنين بتحميل رسائل الحملة التي تقوم بها المنظمتين، عبر موقع اليكترونى وتدعوان الحكومة والشركات لإلغاء استخدام ذلك اللقب المهين، كما تطالبان بإلغاء استخدام كلمتي "الاسم بعد الزواج" و"الاسم قبل الزواج"، الغريب أن هناك قانون تم التصديق عليه عام 1794، يقضي بأن تحتفظ المرأة باسم المولد طوال حياته، واوضحت المنظمتان أن من حق المرأة أن تستخدم اسم الزوج بعد الزواج لكن ذلك الاسم يبقى افتراضي، إن استخدام التصنيف سيدة/آنسة لا يزال جزءا من العادات الفرنسية اليومية، وعندما تكون الحالة الاجتماعية الخاصة بامرأة غير واضحة، فإن معظم الناس يميلون لاستخدام لقب "مدام" أو "سيدة" إذا بدا أنها تجاوزت الثلاثين، رغم هذا فإن بعض الإناث ممن تجاوزت أعمارهن الثلاثين يشعرن بالسعادة عندما يخاطبهن أحدهم بلقب "مودموازيل" إذ يشعرن أنهن أصغر سنا.

الحمّامات التركية

الى ذلك فان حمّامات البخار شهيرة جداً في أوساط زوّار إسطنبول في أشهر الصيف الحارة، وكانت إلى عهد قريب عادةً شعبيةً عامةً ليس في تركيا وحدها بل في دول عربية عدة، والآن تحولت إلى ذاكرة للنظافة الشعبية، اذ ان أعداد الأتراك الذين يذهبون إلى حمامات المدينة آخذ في الانخفاض بصورة مستمرة، وتحولت معظم الحمامات التاريخية إلى استخدامات أخرى أو أغلقت أبوابها بشكل كامل، وتنساب الثرثرة الممتعة والأحاديث خلال الهواء الساخن المعبأ بالبخار، ويجلس عدد قليل من النساء إلى جانب حوض الاستحمام، يسكبن المياه على أطفالهن قبل التحرك صوب لوح الرخام الكبير الموجود في وسط الحمام، وتستخدم المساعدات إسفنجات خشنة لتنظيف بشرة الزائرين، وربما تنتقل الأحاديث تجاه اختيار مرشحات للزواج من أبنائهن، وبعد الانتهاء من الإسفنجة تأتي مرحلة الصابون والتدليك القاسي، كل هذا كان هو المشهد الشائع في الحمامات التركية في إسطنبول في العقود الغابرة، أما اليوم، فزيارة أحد الحمامات هو تجربة مختلفة تماماً، فأول ما تلحظه عندما تذهب الى حمام «سمبرليتس» في وسط اسطنبول القديم هو الرفوف الزجاجية المملوءة بعناية بمنتجات الاستحمام الملونة والمعروضة للبيع، وتلمع شمس النهار من خلال نوافذ في قبة وسقف الحمام، وتسقط أشعتها على التصميم الداخلي للحمام المزدان بالرخام الأبيض، ولا تسمع همساً في الحمام، واختفى دور الحمام كمكان للتعارف وتبادل المعلومات، كما كان قديم، ويقول روسن بالتاجي، مالك حمام «سمبرليتس»، «عصر الحمامات القديمة انتهى»، ففي الماضي، كانت زيارة الحمام هي الوقت الوحيد الذي يمكن أن تقضي فيه التركيات الوقت مع أنفسهن بحرية، لكن في هذه الأيام يمكنهن ارتياد المطاعم ودور العرض والأسواق التجارية»، كما أن أغلب المنازل أصبح بها حماماتها الخاصة، ما يقلل من أهمية الحمامات العامة، وهذا يوضح السبب في ان هذه الحمامات التركية التقليدية تحولت إلى مصدر جذب للسائحين. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويقول شاب تركي «لم أذهب يوماً ما إلى أي حمام»، مضيفاً أنه يرغب في رؤية حمام عام من الداخل، لكنه لا يعرف ما هو الإجراء المتبع للذهاب إلى هناك، قائلاً «لم ننشأ على الذهاب إلى الحمام».ويوضح كيرك هيندرسون، الذي يُجري أبحاثاً عن الدور الاجتماعي للحمام التركي، أن كثيراً من الأتراك يتأفّفون من الحمامات، قائلاً «يعتقد كثير من الأتراك أن الحمامات هي أماكن تفتقر الى قواعد الصحة العامة، وهي خاصة بالسائحين فقط»، وأدى هذا التوجه إلى مشكلات اقتصادية عويصة بالنسبة لحمامات المدينة، إذ تحوّل عدد كبير من الحمامات القديمة إلى مقاهٍ ومتاجر، ويستخدم فقط 50 حماماً في الوقت الحاضر من أصل 100 حمام كانت موجودة إبان فترة الخلافة العثمانية في إسطنبول، وتوجد بعض تلك الحمامات في حالة مزرية وتحتاج الى الترميم، غير أن سلطات المدينة لا توفر أموالاً من أجل صيانته، وتجني معظم الحمامات اليوم الأموال الخاصة بها من خلال السائحين، وينتقد هندرسون الحمامات مثل «سمبرليتس» قائلاً: «تركز بصورة كبيرة عليالسائحين، وهذا أفقدها الشعور التقليدي»، من جانبه، يعتقد بالتاجي أن أموال السياحة ستبثّ الحياة فيها لفترة قصيرة فحسب، ويقول «وكالات السياحة تروج بكثرة لزيارة الحمامات، لكن لن يدوم الأمر طويلاً»، ويعتزم بالتاجي تحويل حمامه إلى نادٍ صحي (إس بي إيه)، ويوفر حمامات الطمي والاعتناء بالأظافر، إضافة إلى حمام البخار التقليدي.

التنجيم في آسيا

في سياق متصل لطالما استشارت شين يي-تينغ العرافين ليوجهونها في القرارات الرئيسية في حياتها من الانسجام مع عريسها الى توقيت زفافها وصولا الى تسمية طفله، وتوضح المعلمة التايوانية (38 عاما) التي استعان والداها بعراف لاختيار اسمها من تشكيلة احرف صينية تبشر بالنجاح "هذا الامر جيد لجلب الحظ السعيد وراحة البال، افضل ان اكون بمأمن بدلا من الندم لاحقا"، فالشعائر الروحية والمعتقدات الشعبية لا تزال تهيمن على الحياة اليومية لكثيرين من شباب ومسنين اغنياء او فقراء في آسيا رغم الحداثة التي تعم المنطقة بسرعة، وفي المجموعات الصينية الاتنية والمجتمعات حيث لا يزال تأثيرها قويا مثل كوريا وتايلاند ثمة اتباع كثر جدا لفلسفة فينغ شوي عندما يريد المرء البحث عن المنزل المثالي او المكتب او مواقع دفن الموتى، فالكثير من ناطحات السحاب في هونغ كونغ بنيت تماشيا مع "قواعد" فينغ شوي في حين ان وجهة اعلى برج مراقبة في سنغافورة غيرت جذريا بعد تحذيرات من انها تقضي على الحظ في هذه المدينة، ويقول دايف هام من شركة "سينغابورز كلاسيكال فينغ شوي كنسالتنسي"، "الاشخاص الذين لا يبلون بلاء حسنا يريدون قلب سوء الحظ الذين يلازمهم اما الاشخاص الذين يحققون النجاح فيريدون المحافظة على ثروتهم"، هذه المتعتقدات غالبا ما تكون متطرفة ومبالغا به، فيعتقد ان نينا وانغ صاحبة الامبراطورية العقارية في هونغ كونغ انفقت ملايين الدولارات على مراسم فينغ شوي بهدف الشفاء من مرض سرطان قاتل، وقد رفضت احدى المحاكم قبل فترة قصيرة "طلبا غير نزيه" لمنجم ادعى انه يحق له ان يرث ثروتها المقدرة بحوالى 13 مليار دولار، كما ان بعض الصينيين على استعداد لدفع مبلغ اضافي للحصول على ارقام هاتف او لوحة تسجيل لسيارتهم تتضمن الرقم "8" لان لفظه شبيه بلكمة "محظوظ" بلجهتي "مندارين" وكانتون" الصينيتين، ويتم تجنب الرقم "4" اذ انه يلفظ تماما مثل كلمة "موت". بحسب فرانس برس.

يذكر ان شركة "سيتشوان للطيران" الصينية دفعت 280 الف دولار للحصول على رقم الهاتف 88888888، ونظام البروج الصيني السابق يؤثر كثيرا على خيارات الناس، ففي تايوان تتراجع نسبة الولادات بشكل كبير في سنوات النمر بسبب اعتقاد مفاده ان الاطفال ولا سيما الاناث الذين يلدون في هذا البرج اقل حظا لانهم يحملون صفات هذا الحيوان الشرسة، وفي حين يعتمد الصينيون على التقويم القمري فان سكان جاوا في اندونيسيا يعتمدون على رزنامتهم القديمة التي اقيمت في عهد مملكة ماتارام في القرن السابع عشر، قبل اتخاذ اي قرار مهم، وإمام صيافي (35 عاما) وهو مقاول في مجال البناء يؤكد انه يصوم دوما في يوم عيد ميلاده لتجنب سوء الطالع وهو يختار توقيت اطلاق مشاريعه الجديدة وفقا للرزنامة، ويوضح "عندما تكون البداية جيدة فان الحظ السعيد سيستمر"، ويقال ان غالبية الشركات الاندونيسية الكبيرة ترسل ممثلين الى جبل كاوي في مقاطعة جاوا الشرقية حيث يقوم الاشخاص بتقديمات لضمان النجاح لمشاريعهم، والهنود كذلك يعتمدون بشغف على الفلك وعلم الاعداد الذي يستخدم الارقام واحرف الابجدية لقراءة الغيب وهم يلجأون اليه في كل شيء من ابرام صفقات تجارية الى اختيار عنوان فيلم في بوليوود، ان اللجوء الى الاطباء المشعوذين لا يزال منتشرا في ماليزيا المتعددة الثقافات في حين ان كهنة الشينتون في اليابان المتطور جدا تقنيا، يلجأون الى شعائر تطهير للقطارات الجديدة السريعة جدا في حين يعمد المقاولون الكبار الى استشارة المنجمين والعرافين.الا ان سريلانكا تبقى بلد المنجمين بامتياز}، وكان الرئيس السابق راناسينغي بريماداسا لجأ الى تغيير الاسم الى "شريلانكا" بعدما حذره منجمون من ان طريقة الكتابة السابقة هي نذير شؤوم بالنسبة له، ويقال ان الجيش السريلانكي ومتمردو نمور التاميل استعانوا بخدمات منجمين قبل شن هجماتهم ضد بعضهم البعض في خضم الحرب، ويقول عالم الاجتماع شوداماني باسنيت في النيبال "لا يملك الناس دائما القوة على حل مشاكلهم لذا يلجأون الى التنجيم لايجاد مخرج".

كاريوكي في الصدارة

على صعيد مختلف وبعد أكثر من أربعين عاما على اختراعه في اليابان، ما زال الكاريوكي يشكل إحدى وسائل الترفيه المفضلة لدى الآسيويين، أما من جهة أخرى فيعتبر مرحلة شبه إلزامية تسبق توقيع العقود بين رجال الأعمال، والكاريوكي الذي يعني باليابانية "الأوركسترا الفارغة" يشكل بالنسبة إلى أهالي هونغ كونغ مساحة للهروب من الواقع إلى الخيال وفرصة للاسترخاء جماعيا في مكان مخصص للترفيه في هذه المدينة التي تسير على إيقاع سريع جدا يكاد يكون جنوني، ويرتاد نحو ثلث سكان هذه المنطقة البالغ عددهم 1،9 مليون نسمة والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 34 عاما، الأماكن المخصصة للكاريوكي مرة واحدة شهريا على أقل تقدير، بحسب مكتب "سينوفات ميديا أطلس" للدراسات، وشعبية هذا النوع من الترفيه تتنر في كل أرجاء آسيا تقريب، ومن "علب" هونغ كونغ الى أكشاك شوارع مانيلا مرورا بقاعات غناء سيول أو "نورايبنغ"، يسحر الكاريوكي القرى الصغيرة كما المدن الكبيرة في القارة الآسيوية، إلى ذلك، يعتبر الكاريوكي جزءا مهما من الطقوس التي ترافق توقيع عقود العمل، فالسهرات الممتدة إلى ساعات متأخرة من الليل والتي غالبا ما تستهلك خلالها كميات كبيرة من الكحول، تساهم في بناء ثقة تتخطى حاجز اللغة والثقافة، ويوضح رجل أعمال سويسري يعمل في تجارة الساعات الفاخرة أنه "في الصين، تتخطى العلاقة بيننا وبين العميل عملية توقيع عقد ما". بحسب فرانس برس.

ويروي رجل الأعمال هذا الذي يرفض الكشف عن هويته "إذا ما كنت في صدد إتمام صفقة في شنغهاي أو تيانجين أو بكين، فالعميل سيقترح عليك لا محال "فلنذهب إلى الكاراوكي"، فنقضي الليل ونحن نغني ونلعب بالنرد ونحتسي المشروبات، هنا، تجد دائما مضيفات للاهتمام بك، ويتقدم الليل شيئا فشيئا"، ويضيف "أغني دائما لألفيس بريسلي، غنائي سيء جدا، لكنني أقوم بذلك بكل ثقة وجدية، والصينيون يقدرون ذلك، وفي نهاية المطاف، تأتي علاقاتي معهم على نحو أفضل وكذلك عمليات البيع"، وليالي الكاريوكي هذه "إلزامية" للأعمال في مناطق عدة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، على ما يشرح ماثيو تشو المتخصص بالثقافات الصينية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية، ويضيف "الأمر لا يتعلق فقط بقضاء وقت ممتع، فهو فرصة لمراقبة سلوك شركائك في التجارة عندما يثملون، وهذا طقس يتكرر"، من جهة أخرى تقترح بعض المؤسسات الصينية المخصصة للطبقة الراقية، طاولات خاصة لتوقيع العقود، بالنسبة إلى ماتياس وو كاتب مسرحي من هونغ كونغ خصص أحد أعماله لهذا الترفيه، فإن شعبية الكاريوكي تأتي كتلبية لحاجة ملحة لدى الآسيويين، ويلفت وو "في الغرب لديكم أطباء الأمراض النفسية، لكننا في آسيا لا نؤمن بفرويد والناس لا يتحدثون عن مشاكلهم، فيأتي الكاراوكي كأسلوب يعبرون من خلاله عن مشاعرهم السلبية وعن الأسئلة الشخصية التي لا يتجرأون بطرحها".

دليل على الهيبة

من جهتهم ووسط سحابة من الغبار المتصاعد، يتنافس نحو خمسين فارسا للاستحواذ على جيفة عنزة مقطوعة الرأس، وعلى المدرج يتأمل المارشال محمد فهيم، وهو النائب الاول للرئيس الافغاني، البوزكاشي "خاصته" الذي يرمز الى نفوذه.لعبة البوزكاشي العنيفة جدا والاستعراضية المدهشة التي يقال انها تعود الى حقبة جنكيز خان (القرن الثالث عشر) في آسيا الوسطى لا تزال تشكل احد رموز الهوية الافغانية، ويزعم أنها كانت بمثابة تمارين تدريبية للمحاربين الذين كانوا يلعبون بجثة أحد الاعداء، وفي السهل الشمالي المنطقة الريفية التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا شمال كابول، تشب الأحصنة لتشق طريقها وسط حشد الفرسان المتزاحمين للاستحواذ على الجيفة، وتجلد السياط المثقلة بالرصاص الجياد والرجال على حد سواء، ويدس بعض اللاعبين صدورهم بين جوانب الجياد لمحاولة الامساك بالجيفة الثقيلة، وفجأة يخرج أحدهم من بين حشد الفرسان مثبتا الجيفة تحت احدى رجليه وينطلق بسرعة نحو عمود في الجانب الآخر من الميدان يتبعه الفرسان الآخرون، ويحاول بعضهم ان يسلبوه غنيمته، فالرابح سيكون الفارس الذي سيتمكن من وضع الجيفة في دائرة محددة على الأرض أمام قدمي المارشال فهيم، ولتحقيق ذلك، ينبغي على اللاعب ان يتحلى بالقوة والرشاقة في الوقت نفسه، ولا يرتدي اللاعبون لحمايتهم الا سترة وسروالا من المخمل السميك وجزمة جلدية، وقد استبدل بعضهم قبعة الفرو التقليدية بخوذة سائقي الدبابات الروس، وهذه اللعبة التي لا تنطوي على قواعد لطالما مارستها الشعوب الناطقة بالتركية في شمال افغانستان والبلدان المتاخمة. بحسب فرانس برس.

وفي خمسينات القرن الماضي، أعلنتها الحكومة الأفغانية "رياضة وطنية" ونظمت بمناسبة عيد ميلاد الملك ظاهر شاه اول مباراة بوزكاشي في كابول، كما يروي جوزف كيسيل في روايته بعنوان "لي كافالييه" (الفرسان)، وكانت البوزكاشي لفترة طويلة أكثر من مجرد لعبة إنما دليل هيبة ونفوذ بالنسبة الى اعيان شمال البلد، وهم الوحيدون الذين كانوا قادرين على الإنفاق على أفضل الجياد واستخدام اللاعبين الاكثر بسالة، وايواء واطعام مئات الاشخاص طوال ايام، مكانة المدعوين وأعدادهم، ونوعية العرض تحدد نجاح مباريات البوزكاشي ومنزلة منظمه، وفي أفغانستان، "الهيبة هي مصدر النفوذ" على ما يشير عالم الانتروبولوجيا الاميركي ويتني ازوي في كتابه بعنوان "لعبة بوزكاشي والسلطة في افغانستان"، وهو يرى في هذه اللعبة صورة مجازية تعكس السياسة الأفغانية، أي بعبارات أخرى معركة ضارية حيث يكون كل من لا يربح خاسرا وحيث "الهدف هو التمسك حتى الموت" بجيفة الحيوان تماما كالتمسك بالسلطة، وزعماء الحرب فاحشو الثراء والمثيرون للجدل، الذين قادوا المقاومة ضد السوفيات (1979-1989) والحرب الأهلية ثم النضال ضد طالبان هم الآن الاعيان الجدد في أفغانستان، فالجنرال عبد الرشيد دستم الزعيم السابق للمليشيات الأوزبكية والقائد العام للجيش الأفغاني حاليا، والمارشال فهيم الساعد الأيمن السابق للقائد الافغاني الراحل أحمد شاه مسعود في بانشير (شمال غرب) يملكان اثنين من اشهر اسطبلات البوزكاشي، وفي السهل الشمالي، بنى المارشال فهيم المتهم بجني ثروته من نشاطات اجرامية مدرجه الخاص الذي تفوق مساحته مساحة ملعب كرة قدم، لكنه اكثر محدودية من سهول الشمال اللامتناهية حيث يمكن ان تمتد اللعبة على طول كيلومترات، محاطا بمدعويه، يحدق بفخر الى الجوائز التي يقدمها للرابحين فيما يصيح فارس مشيدا بسخاء المارشال امام جمهور حاشد اتى للاستمتاع بالعرض على حساب المضيف النافذ.

مصارعة الحيوانات في افغانستان

من جهة اخرى يقبل الافغان على مباريات مصارعة الجمال كما يقبل البريطانيون على مباريات كرة القدم، لما فيها من متعة وتسلية، على ما يقول هيشاك (42 عاما) في مدينة مزار شريف شمال افغانستان، وفي صباح مدينة مزار شريف المنعش، يتوافد مئات الافغان الى حلبة مصارعة الجمال في هذه المدينة التي تعد كبرى مدن الشمال الافغاني، رجالا وشبابا واطفالا، لكنهم ذكور حصر، وتعد مصارعة الحيوانات في افغانستان تقليدا متجذرا في البلاد، على غرار مباريات "البوزكاشي" التي جرت في المكان نفسه قبل أيام بمناسبة عيد النوروز، رأس السنة الافغانية، وتتنافس في العاب المصارعة هذه ديكة وكلاب وجمال وخراف وطيور، ويقول زبيل هولاخان (40 عاما) "نحن نحب كرة القدم والرياضات الاخرى ايضا، لكن مصارعة الحيوانات جزء من تقاليدنا"، وهو حضر الى المكان برفقة قريبه حميد (25 عاما) الذي يثني على قوله، تبدأ جولة المصارعة ببطء، وهي تجمع هذه المرة جملين مهيبين يقتربان من بعضهما بخطوات ثقيلة، ثم يبدآن بالتدافع، ثم يتشابكان، ويحاول كل منها طرح الآخر أرض، يسقط أحدهما، فيجثو على ركابه، وعندما يخال المشاهدون أنه هزم، ينهض من جديد، لكنه يبدو متعبا مثل خصمه ولا يبالي بدعوة سائسه للنهوض ومتابعة المصارعة، فانتهت المباراة على هذا الحال، وفي هذه الاثناء، تبدأ مصارعة بين حملين. بحسب فرانس برس.

وهذا النوع من المصارعات غالبا ما يكون خاطفا وعنيفا.فما ان اطلق الكبش الابيض من وثاقه حتى هاجم خصمه الاسود، فواجهه خصمه، ودار اشتباك بالقرون بينهما تخللته هجمات متتالية من كل منهما، ولم يتمكن أي من الحملين من حسم المعركة، فأعلن مالكا الكبشين وقف المباراة حفاظا عليهم، وانتهت هذه المباراة ايضا بالتعادل على نحو المباراة السابقة، بعد ذلك، أدخل الى الحلبة جملان آخران، فقال احد المشاهدين لمن الى جانبه "اراهن على أن هذه المباراة ايضا ستنتهي مثل سابقتها"، فأجابه الآخر "قبلت الرهان"، وحددا قيمة الرهان بألف افغاني (16 يورو)، وهو مبلغ كبير نسبيا في هذا البلد، ومع أن مبدأ الرهان والقمار يخالف تعاليم الاسلام، الا انه لا يغيب عن مباريات مصارعة الحيوانات في هذه البلاد ذات الغالبية الاسلامية الساحقة، ويقول زبيل هولاخان ان "البعض يراهنون على مبالغ كبيرة مثل 50 الفا و100 الف (800 الى 1600 يورو)"، ومع بدء المباراة، ظهر ان الجملين المتنازعين يبديان إصرارا بخلاف ما سبق، فبدآ بالتدافع الكتف على الكتف والعنق على العنق، ونجح احدهما في وضع رقبته تحت قائمة الآخر ثم حاول رفعها لقلبه ارضا، فيما حاول الخصم ان يلوي عنقه، وظلت نتيجة المعركة غير واضحة، وشهدت محاولات وهجمات عدة، وسط تهليل الجمهور، وفي نهاية الامر، وفي وسط عاصفة من الغبار، تمكن احد الجملين من الجلوس على عنق خصمه فتدخل ساسة الجمال معلنين فوزه.

الاحتفال بالـموتى

من جانبهم فان المهاجرين الغينيين يحتفلون بالـ"موتى" فى نيويورك المهاجرين الغينيين يحتفلون بالـ"موتى" فى نيويورك رغم أن قاعة الرقص كانت ممتلئة على عينها، والمشروبات كانت توزع هنا وهناك والفتيات الجميلات كن يتبخترن بكعوبهن العالية وقصات شعرهن الرائجة ذهابا وإيابا، إلا أن هذا المشهد لم يكن فى قاعة احتفال وإنما كان فى حفل تأبين سيدة غينية تدعى جيرترود ماين إيكول، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الأيرلنديين ربما يكونون معروفون بحماستهم، غير أن الغنيين أكثر الشعوب التى تعرف كيف تحتفل بالموت، باعتبار أنه جزء لا يتجزأ من أى حياة، وأضافت أن هذه الحفلات فى مدينة نيويورك ترمز لمدى سرعة اندماج جالية من المهاجرين الغنيين، وذكرت الصحيفة، أن هذه الحفلات تعقد تقريبا كل أسبوع فى قاعات وصالات الكنائس الاجتماعية فى أماكن متفرقة من المدينة، وتتسم بالسهر طوال الليل وتوفير المشروبات مع الاستماع إلى أنواع الموسيقى المختلفة، ورغم أن الأسر الغنية تجمع الأموال لتغطية نفقات الجنازات، إلا أن فريق من رجال الأعمال المرموقين، ومنهم الموسيقيين والمصورين والسقاة وحراس الأمن يقومون بالمساعدة فى التجهيز لتلك الحفلات وإتمامها على أكمل وجه، ومضت "نيويورك تايمز" تقول إن هذه الحفلات ربما تتضمن وجود رجل دين ليتلو الصلاة أو لا، ولا تقتصر على طائفة بعينها فالمتوفى من الممكن أن يكون مسيحى أنجيلى أو كاثوليكى رومانى أو علمانى، ولا تعتمد على مكان الوفاة، فهو من الممكن أن يكون وافته المنية فى نيويورك أو أفريقيا، قبل عدة أيام أو حتى شهور، ولكن الجنازات كلها تحقق الغاية نفسها والمتمثلة فى تسهيل حياة المهاجرين الغنيين فى الغربة، عن طريق جمع التبرعات لأسرة المتوفى، ومراعاة مطالب المهاجرين من الممرضات والطلاب والعلماء وسائقى سيارات الأجرة"، بالنسبة لنا هذا احتفال، وإنما للأمريكيين هذا مكان للحزن، إن كنت غينيا وأتيت إلى هنا، سترى 10 أو 12 شخصا تعرفهم وسوف يقدمونك بدورهم إلى شخص آخر، لتجد نفسهم قبل أن تدرك تعرف الجميع، ولماذا أذهب إلى حانة عندما أستطيع أن أتى إلى هنا وأحصل على المشروب مجانا"، هكذا قال مانى تماكلوى، الميكانيكى البالغ من العمر 27 عاما.

البريطانيون يؤمنون بالخرافات والشعوذة

فيما كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ديلي ميرور" مؤخراً أن اثنين من كل ثلاثة بالغين في بريطانيا يؤمنون بالخرافات والشعوذة، ووجدت الدراسة أن 32 مليون بريطاني يؤمنون بالخرافات إلى درجة أنهم يرفضون السير تحت السلالم، ويرمون الملح دائماً خلف أكتافهم ويحيون طائر العقعق، وقالت إن البريطانيين يتبعون أيضاً الطقوس مثل التقاط أرقام اليانصيب نفسها لاعتقادهم بأنها ستقودهم لكسب الجائزة الكبرى، فيما يؤمن 11 مليوناً منهم بتعويذات الحظ، و12 مليوناً بالحظ الايرلندي، وأضافت الدراسة أن الطقوس العشرة الأكثر انتشاراً بين البريطانيين المؤمنين بالخرافات هي، استخدم أرقام اليانصيب نفسها أولاً، وثانياً تجنب السير تحت السلالم، وثالثاً تجنب وضع الأحذية الجديدة على الطاولة، ورابعاً رمي الملح وراء الكتف، وحلت تحية طائر العقعق في المرتبة الخامسة، وتجنب العبور من الدرج في السادسة، وعدم عبور مسار القط الأسود في السابعة، وعدم السير فوق مصارف المياه في الثامنة، وعدم إتباع الروتين نفسه قبل ممارسة الرياضة في التاسعة، فيما جاء تجنب الشقوق في الأرصفة في المرتبة العاشرة والأخيرة. بحسب يونايتد برس.

المهق والتقاليد في تنزانيا

من جانب اخر تعتقد جماعة حقوقية كندية ان مئات من المهق "الذين تخلو أنسجتهم من الصبغات التي تعطي لونا للجلد" قتلوا في ممارسات للسحر الاسود في تنزانيا وان فتيات منهم اغتصبن اعتقادا بأن هذا يشفي من مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، ومن المعروف ان ما لا يقل عن 63 امهق بينهم اطفال قتلوا اغلبهم في شمال غرب البلاد، وقال بيتر اش مؤسس ومدير جماعة (تحت نفس الشمس) لرويترز "نعتقد ان هناك مئات ومئات من القتلى في تنزانيا لكن لا يجري ابلاغ الشرطة الا بعدد صغير فقط"، وأضافت "هناك اعتقاد انه اذا اقام مريض الايدز علاقة مع فتاة من المهق فان هذا سيشفيه، لذا تغتصب العديد من الفتيات المهق في هذا البلد بسبب هذا الاعتقاد الخاطىء"، ويوجد حوالي 1.4 مليون تنزاني مصاب بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز من بين تعداد السكان البالغ 40.7 نسمة، ويقتل الضحايا المهق للحصول على دمائهم وشعرهم واعضائهم التناسلية واجزاء اخرى من أجسادهم لاستخدامها في جرعات سحرية يقال انها تجلب الحظ في الحب والحياة والعمل، وقال اش ان هناك اعتقادا بأن "الامهق لعنة وبأنه من الشيطان وليس بشرا"، وتحدث نشطاء عن تسميم ثلاثة مراهقين مهق من عائلة واحدة في شمال تنزانيا وسرقة عظامهم بعد ذلك من قبورهم. بحسب رويترز.

الكلاب ضمن قائمة الطعام

من ناحيته لم يكن يوم الخميس سعيدا للكلاب في كوريا الجنوبية لانه أحد الايام الثلاثة الاشد الحرارة وفقا للتقويم القمري الكوري والتي يكون فيها حساء الكلاب أحد الوسائل للتغلب على شدة الحر، وفي يوم (شوبوك) يعمل الناس على حماية اجسادهم من الحرارة الشديدة من خلال تناول اطباق صحية تقليدية مثل حساء الجنسنج بالدجاج وثعبان البحر المشوي وطبق "بو-شين-تانج"، وتربى الكلاب في كوريا الجنوبية من اجل ان تؤكل ويقول محبو هذه النوعية من الاطباق ان "بو-شين- تانج" - وهو مكون من لحم كلاب مسلوق يوضع في خليط من التوابل الحارة والمركزة والخضراوات مفيد للصحة، ويعتبره البعض طبقا شهي، وقال شين جوان ساب (56 عاما) الذي كان يجلس داخل مطعم يقدم حساء الكلاب "اتناول حساء الكلاب لانه يمدني بالطاقة حتى عندما اكون متعبا للغاية"، واضاف "بالمقارنة مع لحوم أخرى فانه يحتوى على بروتين اكثر ودهون اقل، اعتقد انه صحي ونظيف وهو لحم مناسب لنا بصورة أكبر"، ووجهت انتقادات من انحاء العالم للكوريين بسبب تناول الكلاب باعتباره عملا وحشيا وكانت الممثلة الفرنسية والمدافعة عن حقوق الحيوانات بريجيت باردو ضمن ابرز المنتقدين لهذه الممارسة، لكن الكوريين الذين يحبون لحم الكلاب لا يأبهون بمثل هذه الانتقادات اذ امتدت صفوف طويلة أمام المطاعم التي تقدم هذه الاطباق. بحسب رويترز.

"عين الحسود فيها عود"

من ناحية اخرى تنتشر في اليمن، كما في بعض الدول العربية، ظاهرة الاعتقاد في الحسد والإصابة بـ"العين"، ولهذه "العين" في الموروث التقليدي اليمني ثلاثة أنواع، المعجبة بنعمة من النعم فتؤثر فيها وتفسده، والحاسدة تتمنى زوال النعمة عن المحسود، والقاتلة تخرج من الحاسد بقصد الضرر بإرادة ومشيئة منه، نجلاء، فتاة يمنية في العشرينات من العمر، أصيبت بحالة من الاكتئاب والتوتر النفسي، عقب زواجها من رجل يكبرها في السن لم تكن تحبه، ولكنها خضعت لرغبة أسرتها لأنه ثري، آملة في أن يوفر لها حياة سعيدة، فالأسرة فسّرت الأمر على أنه إصابة بعين ولا بد من كسرها بعرضها على المعالجين بالقرآن، أما عمها علي راشد فله موقف من التفسيرات التي يصفها بـ"الخرافية" ويقول "كنت أعلم السبب الحقيقي لمرض نجلاء ولكني لم أستطع التدخل لإيقاف المهزلة كوني وأسرتي قد وُضعنا في دائرة الشك والاتهام"، ويضيف راشد قائلا "لكن رغم كثرة الشيوخ الذين تلوا القرآن على رأس نجلاء لم تشف من حالتها إلا بعد طلاقها من عريس الغفلة".

وفيما يعتبر الحسد داخل المجتمع اليمني بأنه حالة لا تقتصر على مناطق أو فئات اجتماعية معينة، فإن القدرة على "الإصابة بالعين" يقتصر على مناطق أو جماعات محددة وأشخاص معينين يعرفون بـ "الممارعين"، وهم أشخاص يُقال عنهم بأنهم يمتلكون قدرة على إصابة آخرين بـ"العين"، مستخدمين في ذلك النظر والكلمات البليغة في الوصف والتصوير، وهناك الكثير من الحكايات عن الإصابة بالعين، إذ يقول أحمد حسان، من محافظة تعز جنوب اليمن، "مر أحد الأشخاص المشهورين بقدرتهم في إصابة الناس بالعين (أي من الممارعين) بمجموعة من الأطفال وهم يلعبون وكان أحدهم ذو بشرة بيضاء فيما كان البقية من ذوي البشرة السمراء، فنظر إليهم وقال حمامة بين غربان"، ويستطرد حسان بشرح الحكاية "فلم يمر وقت طويل حتى اُصيب ذاك الطفل بمرض استعصى على الأطباء علاجه فمات"، عبارات يراها المرء في أماكن كثيرة ولليمنيين حساسية إزاء نظرات الإعجاب والإطراء لما يخصهم من أشياء وأولاد وممتلكات ما لم يتبع ذلك دعوات البركة والحفظ، وللوقاية من الحسد والعين يسارع البعض ويطلب ممن يجاوره أن يشاركه طعامه مثلا ويمنح لمن ينظر إليه جزء من القات، كما تُكتب على واجهات المنازل والمحلات التجارية والسيارات الآيات القرآنية أو كلمات الثناء والشكر لله وعبارات لكسر عيون الحاسدين مثل "مشاء الله" و"تبارك الله" و"عين الحسود فيها عود" و"عين الحسود تُبلى بالعمى"، "فيما يضع آخرون نسخة من القرآن مع الحبة السوداء في السيارات، ولحماية الأطفال من "العين" والحسد تحفظ الأحجبة والحروز وتعلق على صدورهم وسواعدهم، كما تعلق على رقاب الحيوانات بقايا الأحذية القديمة. أما لجلب السعادة فتلبس الخواتم المصنوعة من الأحجار الكريمة.

مهرجان لتكريم الحمير

وفي سياق ذي صلة حيث يعتبر الحمار جزء رئيسي من الحياة اليومية في تلال بلدة مولاي ادريس زرهون المغربية ذات الطبيعة الجبلية والشوارع الضيقة المتعرجة، وتنظم مولاي ادريس زرهون منذ تسعة أعوام مهرجانا سنويا للاحتفال بالحمار ودوره المهم في نقل الافراد والبضائع في أنحاء البلدة، وتحدث شاعر وفنان تشكيلي يدعى علال العاصمي يعيش في من البلدة المشهورة بضريح مؤسسها مولاي ادريس الكبير عن أهمية دور الحمار قائلا "بالحمار بنيت هذه المدينة بحجرها ورملها وحديدها وبأعمال أخرى، مثلا كل الاشياء الثقيلة التي لا يستطيع الانسان حملها ويصعد بها الادراج، أشكر الحمار"، والحمار مادة للسخرية في الثقافة العربية بصفة عامة ووصف رجل بالحمار في الشرق الاوسط اهانة لا تغتفر.ويسعى المسؤولون عن تنظيم مهرجان الحمار الى تغيير الصورة لتقليدية الشائعة عن هذا الحيوان المسالم في معظم الاحيان، وبذل محمد بن لمو مدير المهرجان وزملاؤه جهودا كبيرة حتى يستمر الاحتفال السنوي بالحمار، وقال بن لمو "هذا المهرجان يريد أن يرد الاعتبار لهذا لكائن ولما يقدمه وأن يخلخل الافكار النمطية السائدة التي تجعل من الحمار كل شيء قبيح بينما هو كائن جميل، وكائن صبور، وعلينا كبني الانسان أن نتعلم عددا من الدروس التي يقدمها لنا هذا الكائن بصبره وبعمله وبجده"، ويتوافد الاف الزائرين على مولاي ادريس زرهون سنويا لحضور مهرجان الحمار الذي يتضمن سباقا للحمير ومسابقة لاختيار أجمل حمار. بحسب رويترز.

ويجرى فحص بيطري دقيق للحمير قبل السباق الذي يحظر خلاله ضرب الحيوان أو الاساءة إليه بأي صورة، وقال الطبيب البيطري حمادي حنيش من جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة "نقوم بمجموعة من العمليات للحمار هي عبارة عن فحوصات والعلاج في حالة مرض أو جرح، ونعتني به ونعطيه الادوية ونعالج الطفيليات"، ويحصل مالك الحمار الفائز في السباق على 2500 درهم مغربي "315 دولارا" بينما يحصل الحمار على ميدالية وجوال كبير من العلف، وكان الفوز هذا لعام من نصيب حمار يملكه محمد مشيشو، وقال مشيشو بعد الفوز "اختصاص أبي فلاح وأنا أساعده، أنا متعود على الحمير، لم أنو الفوز، شاركت في هذا المهرجان وفزت وربحت السباق، وفي مسابقة الجمال تزين الحمير المشاركة بزهور من البلاستيك ونظارات شمسية رياضية أنيقة وغيرها. وتضم لجنة التحكيم طبيبا بيطريا وعددا من الفنانين وأعيان المنطقة، وتمنح درجات للحمير المتنافسة على أساس حالتها الصحية وزينتها وأسنائها وعلاقتها بملاكه، وفي التصفية النهائية انتزع الحمار بيوض اللقب من منافسيه كيسي ورونالدو، ويسعى المنظمون أيضا من خلال المهرجان الى تنمية البلدة التي كان سكانها يعتمدون في معيشتهم على الزراعة الى أن اصاب الجفاف أراضيهم، ونزح كثير من سكان مولاي ادريس زرهون في السنوات الاخيرة الى المدن الكبرى بحثا عن عمل، وأشارت نتائج أحدث احصاء سكاني الى تراجع عدد سكان البلدة من 18 ألف الى 120 الف نسمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/تشرين الأول/2011 - 22/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م