إصدارات جديدة: ساحات 2011. أخيرا.. الشعب يريد

 

 

 

الكتاب: ساحات 2011. أخيرا.. الشعب يريد

الكاتب: حمود ابو طالب

الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون

عدد الصفحات: 191 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: الكاتب حمود ابو طالب في كتابه "ساحات 2011. اخيرا.. الشعب يريد" وقع في ما اخذه على الاخرين ممن قال انهم تناولوا موضوع الانتفاضات العربية في سنة 2011. وقد اخذ على من تناولوا هذا الموضوع قبله انهم لم يغوصوا الى اعماق المسائل والمشكلات التي ادت الى سلسلة من الانتفاضات والاضطرابات في عدد من البلدان العربية.

وتعهد حمود ابو طالب في كتابه الاجابة عن السؤال المهم "لماذا الشباب.. لماذا الان..". واذا كانت الاجابة عن الشطر الاول من هذا السؤال سهلة اذ ان جيل الشباب هو جيل الاندفاع والتحرك والحماسة التي لم تبرد بعد فجوابه عن الشطر الاخر من السؤال لم يأت بجديد كما كان قد وعد قراءه بل كرر اقوال من انتقدهم.

ورد الكتاب في 191 صفحة متوسطة القطع وصدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون. والكاتب سعودي كما يبدو. اما سبب عدم الجزم في هذا الامر فهو ان الدار الناشرة تحدثت عن ثقافته وتخرجه من كلية الطب دون ذكر اسم الكلية وتخصصه في طب الاطفال وعمله كاتبا في صحيفة عكاظ السعودية والجوائز التي فاز بها وغير ذلك لكنها لم تقل لنا شيئا عن جنسيته. قسم من الكتاب كان موضوعات تناولها الكاتب في حينه.

وقدم الكاتب كتابه بقصائد لشعراء عرب تتحدث عن الانتفاضات هم السعودي محمد سعيد الالمعي واليمني عبد الكريم الرازحي والمصري عبد الرحمن الابنودي وغيرهم. السؤال الاساسي في الكتاب جاء عنوانا لفصل منه وهو "لماذا الشباب .. لماذا الان..". السؤال نفسه يعد بالكثير ويفتح شهية القارىء على الكثير. وعد المؤلف بدراسات عميقة فجاء معظم ما قاله اقرب الى المقال والتحليل الصحافيين. وعلى جودة ما جاء به فهو لم يصل الى اجابة فعلية عن السؤال بل تبنى ما يشبه الاجوبة التي قدمها من قال انهم لم يغوصوا في الامر.

قال الكاتب "منذ ان بدأت عاصفة المطالبة بالتغيير في الشارع العربي.. ما كان بصيغة الثورة او بصيغة الاحتجاجات والمظاهرات المستمرة التي تقترب من الثورة او ما كان اقل من ذلك في تصعيد متواصل والسؤال المطروح هو لماذا هبت هذه العاصفة.. ولماذا الان..

"السؤال في شكله العام المباشر بديهي ومنطقي لان ما حدث لم يكن متوقعا ان يحدث واذا حدث فليس بهذه الصورة المفاجئة الصاخبة لكنه في ذات الوقت دليل على طبيعة العقلية العربية التي تفتقر الى التأمل والتحليل والربط والاستنتاج. تفاجأ بالاحداث دائما لانها لم تتعود على نمط التفكير المنهجي الذي يساعد على البحث عن اجابات قريبة من الحقيقة بدلا من الاستغراق في طرح الاسئلة فقط.. ان محاولة الوصول الى اجابة ممكنة لذلك السؤال تستدعي بالضرورة تفكيك مكوناته.. لماذا حدث ما حدث.. ولماذا الان.."

ويبدو هنا انه اخذ على العقلية العربية طرحها السؤال المذكور ووجد في ذلك سطحية وافتقارا الى التأمل. ثم عاد فطرح هو نفسه السؤال لكن بكلمات اخرى. اضاف يقول وبحق انه لو طرح السؤال على مسؤول في "الانظمة العربية التي سقطت او التي تترنح قيد السقوط او لازالت متماسكةالى حد ما... لتمحورت الاجابة في الاتهام المباشر لاطراف وقوى خارجية تقوم بتنفيذ اجندتها اطراف داخلية عميلة تم احتضانها ودعمها...

"بينما لو تم توجيه السؤال الى الثوار والمحتجين فانهم في فورة الغضب وتكثيف تركيزهم على مواجهة الانظمة لن يكون في وسعهم سوى الاشارة الى اسباب عامة تتلخص في الظلم والفساد وغياب العدالة الاجتماعية وغيرها من الاستحقاقات الوطنية والانسانية..."

الا انه عندما يطرح تحليله للامر يكاد لا يتجاوز قول هؤلاء الثوار من حيث النتائج العامة وانما يزيد عليهم في التفاصيل بعد ان قال هو نفسه انه ليس لديهم الوقت والمجال للتفصيل والغوص فيها.

وقال حمود ابو طالب ان ثورات المطالبة بالتغيير "تبناها جيل اكثريته من الشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر..." وقال ان من المهم ان نتعرف الى البيئة التي ولد وعاش فيها شاب من نماذج هؤلاء الشبان. اضاف "ما عدا استنثناءات قليلة لا تشكل نسبة احصائية مهمة فان شابا كهذا يكون قد عاش حتى بلغ هذا العمر في ظل نظام واحد لم تتغير توجهاته ولا تفكيره ولا خطابه ولا اساليب ادارته للمجتمع.

"نظام لم يسمح بنشر مفهوم المواطنة الذي يحقق المشاركة في ادارة الوطن.. وبالتالي فهو لا يزيد عن كونه واحدا من الرعية.. كائنا مدجنا مهجنا مغلوبا على امره. لم يستطع شاب كهذا ان يشاهد او يلمس اي نوايا حقيقية تسمح له بالمشاركة.

"في العالم العربي عموما يكون هذا الطفل قد ولد في اسوأ الظروف الصحية.. فلا امه نالت رعاية طبية جيدة اثناء حملها به. انه لطف الله وحده الذي جعل هذا الطفل ينجو. وحين دخل المدرسة الابتدائية ليبدأ مرحلة التعليم العام فانه عاش في اسوأ بيئة تعليمية في كل تفاصيلها ليخرج من بوابة هذه المرحلة لا يحمل اكثر من جمجمة ارهقها التلقين." وفي المرحلة الجامعية فان حاله لن تكون افضل من حاله السابقة.

ثم ينتقل الى عكس ما قدمه لنا هنا دون ان يشرح سبب تعالي الثائرين على تلك البيئة الخامدة التي صورها. قال "رغم هذه الحقائق المأساوية فان نسبة غير قليلة من هؤلاء الشباب اثبتوا التميز والجدارة والتفوق وخرجوا من الجامعات يحلمون بما يشبع طموحهم من فرص عمل تتيح لهم الانتاج والكسب المعقول."

وعاد الى محاولة الاجابة عن السؤال فقال دون ان يزيد على مألوف الكلام "اننا لو تأملنا طبيعة الاوضاع في بعض الدول التي انطلق فيها هدير الغضب والمطالبة بالتغيير لتأكد لنا ان كل شيء فيها بلغ اقصاه في السوء وان الوضع اشبه ببركان هائل من الاستياء لن ينتظر طويلا حتى ينفث حممه الحارقة." انه كلام اقرب الى الخطابة منه الى التحليل الذي وعدنا به. اما السؤال "لماذا الان.." فبقي دون جواب يشكل عملا جديا في بحث رصين. وبنفس الاسلوب والاتجاه الفكري تناول الباحث الاوضاع في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/تشرين الأول/2011 - 22/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م