فنون ادارة العمل... ملاحظات بسيطة تحفز الانتاج

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يمثل العمل بالنسبة للإنسان أهمية قصوى، لكن تختلف أهميته ودرجة الحرص عليه بين الناس، فهناك من يعشق عمله ويرى فيه ذاته وطموحه ودوره الذي يؤديه في هذه الحياة، وهناك من يراه مطلباً يغطي احتياجاته الحياتية ومتطلباته خاصة مع ارتفاع أسعار المعيشة ومتطلبات الحياة الصعبة التي لا يستطيع الأهل إعطائها لابنائهم الطلبة مما يجبرهم على العمل أثناء الدراسة، بينما قد تؤدي بعض اجواء العمل وظروفه الى قلة الانتاجية وقد تسبب الاصابة بامراض القلب، فيما يفكر اخرون بالتخلي عن وظائفهم المرموقة لتعارضها مع حياتهم الاسرية، ورغم هذه التباينات يبقى للعمل واجواء وظروفه تاثيراته التي يمكن الاستهانة بها على حياة الانسان وسطوته التي لا يمكنه بدونها ان يعمر الارض وما عليها.

شكل وجه المدير

وفي هذا الشأن وجد باحثون أميركيون أن شكل وجه المدير التنفيذي للشركة قد يُنبئ بآدائها المالي، فالوجه الواسع يعني آداء مالياً أفضل، وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن الباحثين في جامعة ويسكونسين ميلووكي وجدوا من خلال تحليل صور لـ 55 مدير تنفيذ في 500 شركة، أن أصحاب الوجوه الواسعة نسبة لحجم أجسامهم، يحققون أداء أفضل لشركاتهم مقارنة بأصحاب الوجوه الطويلة،  وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ألين ونغ "وجدنا في دراستنا أن المدراء ذوي الوجوه الواسعة نسبة لأجسامهم، يحققون في الواقع آداء مالياً أكبر بشكل ملحوظ من زملائهم أصحاب الوجوه الطويلة، وكانت دراسات سابقة أظهرت أن سعة الوجه مرتبطة بالعدائية عند الرجال. بحسب يونايتد برس.

ولم تظهر هذه العلاقة بين شكل الوجه والسلوك التي يعتقد أنها مرتبطة بمعدلات الهرمون الذكري تستوستيرون عند النساء، كما كانت الدراسات أظهرت أن الرجال أصحاب الوجوه الواسعة يتصرفون بشكل غير أخلاقي أكثر من غيرهم.

الساعة الداخلية

فيما أكدت دراسة ألمانية أن قدرة الإنسان على العطاء في وظيفته مرهونة بشكل كبير بمدى انسجامه مع ساعته الداخلية، وخلص الأستاذ في جامعة ميونيخ البروفيسور الألماني تيل رونيبورغ، من خلال الدراسة التي مولتها مؤسسة دايملر بينز، وحملت عنوان كلوك ورك أي عمل الساعة الداخلية إلى أن من يستطيع العيش وفقا لساعته الداخلية ينام أفضل ويتمتع بصحة أفضل ويعمل بشكل أكثر فاعلية وبنجاح شخصي أكبر، ومع ذلك يتبقى لديه المزيد من أوقات الفراغ أيضا، ودعا معدو الدراسة إلى وضع القدرات الفردية الخاصة للعمال في الاعتبار مستقبلا لدى تحديد فترات عملهم. وأعلن رونيبورغ في برلين عن نتائج هذه الدراسة التي استمرت خمس سنوات. وأكد يوأخيم هيرمسدورفر الذي راقب خلال الدراسة تذبذب أداء عمال أثناء عملهم على مدار اليوم، أن كل إنسان له طبيعته الجينية الخاصة التي تجعله أكثر ميلا إلى الاستيقاظ مبكرا مثل الطائر أو يفضل العمل ليلا مثل البومة، ويمكن أن تساعد الشركات التي لديها فترة عمل ليلية على اختيار العمال الأنسب لهذه الفترة. مضيفا: الأشخاص الأكثر استعدادا للاستيقاظ مبكرا يؤدون عملا أفضل في فترة العمل الصباحية، ويكونون أكثر رضا بهذه الفترة، وأكدت أستاذة اللغويات في جامعة هومبولد في برلين كاترين بوش، أن هناك أيضا تفاوتا واضحا بين الأشخاص الذين يفضلون الاستيقاظ مبكرا والأشخاص الذين يفضلون السهر في فهم المواد اللغوية، وأن الأشخاص الذين يفضلون الاستيقاظ متأخرا والسهر ساعات طويلة يمكن أن يستفيدوا من هذه القدرة في التواصل اللغوي الصحيح في ما بينهم، من أجل منع وقوع حوادث أثناء العمل الليلي. وحسب الدراسة فإن ساعة الإنسان الداخلية التي «تعمل بضوء النهار تدق داخل جميع المخلوقات وتشكل الوقت داخل الإنسان، ذلك الوقت الذي يحدد مسار جميع العمليات الداخلية بالجسم. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتعتبر منطقة خاصة بالمخ هي المسؤولة عن توجيه وتيرة النوم والاستيقاظ تبعا للوقت، سواء نهارا أو ليلا وهي المنطقة التي يضطرب عملها غالبا لدى العاملين في فترات ليلية ورجال الأعمال كثيري السفر بين البلدان التي يتفاوت التوقيت بينها بشكل واضح.

مزاج الإنسان

في حين قال علماء أمريكيون إن البشر في انحاء العالم يستيقظون بمزاج جيد ولكنه يسوء بشكل متزايد مع مرور يوم عملهم، وتوصل علماء الاجتماع في جامعة كورنيل بنيويورك إلى هذه النتيجة من خلال تحليل نحو 500 مليون مكاتبة قصيرة بين مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي على الانترنت تويتر، ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة ساينس، وحلل الباحثون المراسلات القصيرة بين 4ر2 مليون مستخدم لشبكة تويتر على مدى عامين في 84 دولة واعتمدوا في ذلك على برنامج خاص لتحليل النص والذي يشتمل على قوائم كلمات وجذور كلمات ذات صلة بحالات نفسية معينة، ولم يشمل التحليل الأشخاص الذين أرسلوا أقل من 25 رسالة قصيرة يوميا، وقال الباحثان مايكل ماكي و سكوت جولدر: "هناك ذروتان للأحاسيس الإيجابية بالنسبة للانسان يوميا، وهما: الصباح الباكر و قبيل منتصف الليل، مما يعني بحسب العلماء أن مزاج الإنسان يتأثر خلال النهار بوظيفته وهذا ما تؤكده الرسائل الكثيرة الإيجابية التي يتبادلها مستخدمو تويتر فيما بينهم في عطلة نهاية الأسبوع، ورغم أن وتيرة المزاج الطيب في عطلة نهاية الأسبوع تشبه مسارها في أيام العمل حسب معدي الدراسة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

 إلا أن مستوى تحسن المزاج يرتفع دائما في العطلة الأسبوعية عنه خلال الأيام العادية وذلك بصرف النظر عن بلد مستخدمي تويتر في اي مكان في العالم حيث تبين للعلماء تحسن حالة الإماراتيين يومي الخميس والسبت، وهما يوما العطلة الأسبوعية هناك، يبدأ تبادل مستخدمي تويتر الرسائل القصيرة فيما بينهم متأخرا عن الأيام العادية بنحو ساعتين، كما أشار العلماء إلى أن النوم يؤثر أيضا على الحالة النفسية للإنسان.

كثرة استخدام الكمبيوتر

الى ذلك تسهل فأرة الكمبيوتر استخدامه لكنها تزيد أيضا من احتمال الاصابة بالتهاب في الساعد النقر المستمر على فأرة الكمبيوتر يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات مؤلمة في الساعد والذراع، لذلك ينصح الأطباء باستخدام وسائد لليد وفأرات مريحة. أما في الحالات المتقدمة من الإصابة فيُنصح بتغيير عادات استخدام الكمبيوتر، يعتبر الإجهاد المتكرر من الأخطار الزاحفة، التي تهدد أي مستخدم للكمبيوتر في القرن الحادي والعشرين، فالنقر المستمر على الفأرة (الماوس) قد يبدو أمراً هينا لكن كثير من مستخدمي الكمبيوتر يجدون أن الألم يبدأ في اليد وينتقل في نهاية الأمر إلى الرسغ والكتف. في الأيام الذهبية للآلة الكاتبة كان الناس يعانون مما يسمى تشنج الأصابع لكثرة الكتابة. وعلى الرغم من انحسار وتلاشي استخدام هذا المصطلح فإن المشكلة مازالت تنطبق على أي شخص يقضي ساعات جالسا أمام جهاز الكومبيوتر، عن هذا يقول رئيس الرابطة الألمانية لجراحة تقويم العظام، نيلز غراف شتينبوك فيرمور: "أي شخص يستخدم الكمبيوتر ويقوم بسلسلة من الحركات القصيرة والسريعة يكون عرضة لاحتمال الإصابة بالتهابات مؤلمة في الساعد ومجموعه العضلي". ويعرف هذا في أيامنا بإصابة الإجهاد المتكرر آر إس إل". كما يرى طبيب تقويم العظام أوليفر ديرك أن المشكلة تنتشر في العادة إلى الذراع بأسرها لتصل إلى الكتف فالعنق. وعلى الرغم من اتساع نطاق الآلام فإنها قد تختفي وقتا طويلا من دون أن تلاحظ، استخدام طريقة صحيحة للكتابة يساعد على تجنب الآثار الصحية السلبيةأما أورسولا مارشال، وهي طبيبة ورئيس عيادة خاصة تعمل لحساب شركة تأمين ألمانية، فتعلق بالقول: "ربما كانت المرأة أكثر عرضة لذلك من الرجل لكن الأمر يتوقف عموما على مهنة الشخص". تضيف الطبيبة الألمانية: "تتراوح الأعراض الأولى عادة بين الإحساس بالتنميل وفقدان الإحساس وتخدر الأجزاء المصابة من الجسم"، ومن ناحية أخرى تشمل هذه الأعراض آلاما مختلفة تحدث فيما بين الرسغ والكتف، بحسب مارشال. وتظهر الأعراض الأولى عادة بعد فترات طويلة من العمل على الكمبيوتر لكنها قد تختفي أثناء الليل، في الحالات المتقدمة والمزمنة من المرض لا ينصح بالعلاج باستخدام الأدويةوفي الأنواع المزمنة من المرض يظهر المرض خلال الأنشطة اليومية مثل الكي وتغيير سرعات السيارة. وينصح شتينبوك فيرمور بعدم السعي إلى علاج المشكلة بأدوية. ويقول في هذا السياق: "يمكن للمرء أن يستخدم أدوية لتخفيف الأعراض إلى الحد الأدنى. لكن هذا لا يعني على المدى الطويل إلا تغطية على الأسباب الحقيقية". ومن ثم فإن من المهم اتخاذ خطوات فعالة للحيلولة دون حدوث الألم. وتقول مارشال من جانبها: "يلزم المرء أن ينتبه إلى الأوجاع الحادة في الذراع، وعن طرق العلاج تقول الطبية الألمانية إنه من الضروري استخدام التمارين الفردية خلال العلاج، كما يمكن استخدام التدفئة لإرخاء العضلات بينما يمكن استخدام الثلج لتخفيف الألم. والخطوة الأساسية هي أتباع نهج شامل وليس علاج أعراض فردية. ويوصى ديرك قائلاً: "إن أفضل شيء هو تغيير مجال الإجهاد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقد يعني هذا استخدام لوحات مفاتيح إرجونومية تحقق الاستخدام الآمن والفعال ووسائد لليد وفارات كمبيوتر مصممة لتكون بشكل عصي توجيه تفرض على مستخدم الكمبيوتر اتخاذ وضع مختلف ليده. كما يجب على المرء أن يستخدم مقعدا لا يجبره على الجلوس بوضع عمودي شديد أو مائل جدا وأن يستعين بشاشة عرض يمكن تعديل وضعها حسب زاوية الرؤية وطريقة الشخص في الجلوس. ومن المفيد أيضا أتباع أساليب تحقيق الاسترخاء للعضلات مثل تمرين تغيير الوضع البدني والذهني.

أصحاب الرواتب الضعيفة

في اطار الموضوع إن من الأمراض التي تنتج عن مستوى الفقر للأفراد المعنوية منها والمادية فثمة مخاطر جديدة تضاف لهذه القائمة حيث أوضحت دراسة أن البالغين الذين يتقاضون رواتب متدنية يرتفع لديهم مستوى بروتين CRP الذي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب. وأفادت الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة الدماغ والسلوك والحصانة إن البالغين الذين يعيشون عند أو تحت مستوى خط الفقر يرتفع لديهم مستوى هذا البروتين 51 .7% مقارنة بالذين يعيشون فوق خط الفقر 9 .1%. وأشارت الباحثة إيلين كريمينس لوينارد من مدرسة دافيز لعلم الشيخوخة إلى أن الدراسة تقدم أدلة على أن الناس الذين يعيشون عند أو تحت خط الفقر يرتفع عندهم مستوى هذا البروتين إلى الضعف، وهو ما قد يؤدي على المدى الطويل للإصابة بأمراض القلب وضعف الإدراك. بحسب يونايتد برس.

الازدحام المروري

على صعيد اخر كشف تحقيق صحفي نشرته مجلة التنمية الإدارية الصادرة عن معهد الإدارة العامة، أن الإزدحام المروري يؤدي إلى استنزاف الأشخاص على الصعيد المادي والمعنوي وإلى سوء المزاج، ويسهم في اعتلال الصحة العامة مما يؤثر سلباً على أداء الموظفين بشكل عام.

وأشار التحقيق بحسب ما ورد بجريدة الرياض السعودية إلى دراسة أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بُنيت على نتائج الإحصاء السكاني، أن عدد سكان الرياض في حدود 4.9 ملايين نسمة، ويجوب طرقاتها يومياً حوالي 985 ألف سيارة بمتوسط 1.6 سيارة لكل أسرة، 90% منها سيارات خاصة وفقط 3% حافلات و1% سيارات أجرة، وتتحرك هذه الحشود في فترة الذروة من الساعة السابعة صباحاً إلى الثالثة بعد الظهر، ومن بعد صلاة العصر حتى الساعة العاشرة مساء، وعدد الرحلات المرورية في مدينة الرياض لوحدها يبلغ نحو 6.5 ملايين رحلة في اليوم، ويتوقع خلال السنوات العشر المقبلة أن يصل عدد الرحلات إلى أكثر من 15 مليون رحلة يوميا. واتضح أن 27 % من هذه الرحلات تتعلق بالنقل المدرسي وأن الاعتماد بصورة أساسية على السيارة الخاصة وسيلة للتنقل، ويبين التحقيق أن المضاعفات الصحية نتيجة الازدحام المروري تؤثر بشكل كبير على صحة الموظفين وأدائهم وإنتاجيتهم، فالملوثات التي تملأ الشوارع من عوادم السيارات تؤدي إلى تأثير ضار على جسم الإنسان والحيوان والنبات، وبالتالي يخفض قدرة العاملين الإنتاجية وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري، والضغط، والربو، والتهابات الجهاز التنفسي، فالضغط العصبي والتوتر المستمر يرفع مستويات السكر في الدم فتحدث مضاعفات خطيرة للشخص قد تؤدي للغيبوبة.

الخبرة ترفع الانتاجية 

وفي السياق ذاته وجد باحثون أوروبيون ان الموظفين الأكبر سناً أكثر إنتاجية من زملائهم الأصغر سناً والسبب الرئيسي هو الخبرة، وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية ان العلماء من جامعة مانهايم الألمانية أجروا دراسة في معمل شركة مرسيدس بنز في جنوب ألمانيا ووجدوا ان العمال الأكثر نضجاً قد يكونون أكثر ضعفاً وهشاشة من زملائهم الذين يصغرونهم، لكنه يعوضون عن ذلك بتجربتهم الأكبر وقدرتهم على العمل في فريق ونجاحهم في التعامل مع الأمور عندما تسير في الاتجاه الخطأ، وقال الباحثون انه فيما يرتكب العمال الأكبر سناً أخطاء أكثر نتيجة تراجع القدرات الجسدية، إلا ان أخطاءهم قلما تكون فادحة بسبب الخبرة الأكبر.وأضافوا ان الخبرة تحول دون الأخطاء الفادحة، كما وجد العلماء ان العمال الأصغر سناً والأكثر تعلماً كانوا أقل إنتاجية من الذين لديهم مؤهلات أقل منهم والسبب يعود على الأرجح إلى انهم يضجرون بسهولة أكثر. بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

وقالوا ان نتائج بحثهم تشير إلى ان وجود نسبة مرتفعة من النساء في صفوف اليد العاملة سيئة لجهة الإنتاجية عندما يكون الفريق صغير السن ولكنها جيدة في الفرق التي تضمن موظفين أكبر سناً، وأضافوا ان النساء يرتكبن أخطاء أقل لكن انتباه العمال الشبان يتشتت بوجودهن ويميلون إلى ارتكاب أخطاء أكثر عندما تكون نساء في فريقهن.

المناوبات في العمل

من جانب اخر أقيم العديد من الدراسات حول العمل بدوام متناوب بين الليل والنهار بطريقة غير ثابتة، أوضحت التاثيرات السلبية الناتجة عن العمل غير الثابت كونه يؤدي الى الكثير من المشكلات الجسدية، لاسيما أنه وبحسب الدراسات العديدة التي أجريت، أن 20٪ من سكان القارة الارضية يعملون بدوامات متناوبة. وقد بينت الدراسات التي أقيمت على مجموعات كثيرة من الذين يعملون في أنظمة الدوامات المتناوبة بين الليل والنهار، بأنهم غير قادرين على تفادي المشكلات الناجمة عن نظام عملهم، باستثناء الممرضات، اللواتي عرفن كيفية التعاطي مع الحرمان من النوم.

ويوضح الاختصاصي في النوم، الدكتور الأميركي مايكل برويس، أن «نظام العمل المتناوب بين الليل والنهار، يكون مربكا للجسم الى حد كبير، ويصعب التعاطي معه. ونوه الى وجود مهن، ومنها التمريض على سبيل المثال، قد يذهب العامل فيها الى البقاء لمدة 24 ساعة من دون نوم، للتكيف مع ساعات العمل، على الرغم من أنه نظام غير فعال، الا انه ضار جدا. واعتبر الاختصاصي الاميركي، وبحسب موقع «هوفينغتون بوست»، أن الحرمان من النوم لوقت طويل، وعدم حصول المرء على الوقت الكافي من الراحة، يؤدي في نهاية المطاف الى حدوث ارباك بين الساعة المتعلقة بالنوم واليقظة والساعة البيولوجية للمرء. أما الاضرار المتعلقة بتغيير الساعة البيولوجية، فهي تبدأ من خطورة ازدياد الاضطرابات القلبية، والجهاز الهضمي الوعائي، وكذلك الاختلال الغذائي.

أوضحت دراسة نشرت على موقع يو اس اي تودي أنه كما الاشعة البنفسجية وعوادم الديزل، بات اليوم التناوب في العمل بين الليل والنهار من العوامل المرتبطة بالسرطان. وهذا الربط من الأمور المفاجئة، ولكنه أتى نتيجة دراسات كشفت ان الرجال والنساء الذين يعملون ليلا، تزداد نسبة الاصابات في ما بينهم بسرطان الثدي عند النساء، وسرطان البروستاتا عند الرجال. ويرى العلماء أن العمل ليلا وفي مناوبات بين الليل والنهار، قد لا يكون السبب المباشر في حدوث السرطان، ولكن لأن له الكثير من التأثيرات السلبية في الجسم، ومنها عدم افراز مادة الميلتونين التي تفرز ليلا أثناء النوم. وتعد مادة الميلتونين من المواد التي تعمل على تنشيط الدماغ، وتثبت لدى الانسان الشعور بالراحة من النوم، كما أنها تعد من المواد التي تكافح الأورام، شدد الدكتور برويس، على وجود ايقاعات يومية تتكرر في الجسم، وهي النوم والاستيقاظ، والشبع والعطش، وانحصار وتدفق الهرمونات، وصعود وهبوط درجة حرارة الجسم، فهي كلها تعد من الايقاعات التي تتم كل 24 ساعة. وبالتالي ان عدم تطابق الساعة البيولوجية مع ساعة النوم في الليل، يؤدي إلى اختلال في الايقاعات اليومية التي يجب ان تتم وفقا لما يتوافر للجسم من راحة وهدوء. وغالباً ما تعمل الممرضات على سبيل المثال، في دورية تمتد الى 12 ساعة، وبالتالي تكون إجازتها الاسبوعية مكونة من أيام عدة، مما يعني أنها لا تمنح نفسها العودة الى الحياة الطبيعية والنوم الجيد الا مرة وفي أيام محدودة في الاسبوع، ولهذا يربكن الجسم، ولكنهن الاكثر تكيفا مع هذا العمل. ويعد التأخر في رحلات السفر، من أكثر الأمثلة التي تدلنا على ما يمكن أن يتعرض له الجسم من تعب، وحاجته الملحة بعدها الى النوم، فكيف يكون الحال عندما نتحدث عن 24 ساعة من دون نوم، فتزداد المخاطر بلا شك. ولفت الى انه لابد من الاعتناء بساعات النوم الروتينية، بحيث تكون مستقرة وان لم تتطابق مع الساعة البيولوجية للجسد. كما أن الحصول على قيلولة في وسط النهار، تعد من أكثر الامور التي تساعد على الحفاظ على جسم متوازن. وإلى جانب ما ذكر، تعد مشكلة النوم في النهار والعمل ليلا، من أبرز الأسباب التي تؤدي الى عدم حصول المرء على الكمية الكافة من الضوء. ويعد الحصول على الاشارات الضوئية، من الأمور التي تساعد على تحسين عمل ايقاع اليقظة والنوم، كما انها تعد من اسباب عدم الحصول على الراحة من النوم، وعدم الوصول الى مرحلة النوم العميق.

أما الخطوات الفعلية التي يمكن أن يتخذها المرء لتفادي اضرار العمل الليلي، فمتعددة، وقد تبدأ مع الضوء. ونظرا لأهمية الضوء في العمل على تأمين العمل الصحيح لإيقاعات النوم والاستيقاظ، يمكن لمن يعمل ليلاً ان يوجد في أماكن مرتفعة الضوء. وبحسب الدراسات، فإن الطيف الكامل للضوء، يعد الأفضل في حال أمكن ذلك، لأنه سيساعد الجسم على الانتظام في عملية النوم والاستيقاظ، وثانيًا يمكن العمل على تأمين الراحة في غرفة نوم مظلمة، ويستحسن إغلاق الستائر والابواب، فيما من الممكن اعتماد العصبات الخاصة بالعينين، كونها تساعد على الاسترخاء. ثم انه لابد من العمل على تحسين نوعية النوم، فبحسب الخبراء يجب ان يحرص عمال النوبات الليلية على زيادة ساعات النوم. ويمكن العمل على الحصول على قيلولة، فهي تحسن نشاط المرء، وتساعده على الشعور بالراحة، وينصح خبراء النوم بوجوب التخفيف من الكافيين، والحصول عليه في الساعات الأولى من العمل، وتجنبه في نهاية الدوام، فهذا يتيح للمرء الانتهاء من العمل والخلود الى النوم مباشرة. أما النصيحة الأخيرة، فهي تكمن في محاولة الحفاظ على الثبات في التناوب في العمل بين الليل والنهار، لأطول مدة ممكنة، فهذا يسهل على المرء الاعتياد على نظام العمل، وكذلك التخفيف من احداث الفروقات بين الايقاع الحياتي والساعة البيولوجية للإنسان.

آلام العمل

حيث ان الجلوس على الكرسي لساعات طويلة، أو حتى استخدام اليدين بشكل مستمر أو العمل المتواصل على شاشة الكمبيوتر وما إلى هنالك من أمور تدخل في تفاصيل العمل، أمور تسبب آلاماً كثيرة قد يتجاهلها المرء أحياناً، ولا يفكر حتى في استشارة طبيب لتشخيصها، ظناً منه أنها ليست سوى إجهاد بسيط، لذا ركزت حملة التعامل مع الألم في مكان العمل التي أطلقتها وزارة الصحة، أخيراً، على أهمية التعامل مع الآلام، وعدم الاستهانة بمخاطرها ومضاعفاتها، لاسيما أنها تؤثر ـ إلى حد كبير ـ في إنتاجية الفرد في عمله من ناحية، وعلى جودة حياته، واستمتاعه بأنشطة الحياة اليومية من ناحية أخرى، وغالياً ما تظهر تلك الأوجاع بصورة أكبر في أعضاء معينة مثل الظهر والرقبة والساقين واليدين.

وعن منبع الألم الأساسي في الجسم عادة يكون منبع الألم مستقبلات متخصصة ودقيقة موجودة في الجلد أو بعض الأعضاء كالعضلات والمفاصل والعظام، حيث إن لكل أعضاء الجسم مستقبلات مختلفة للأحاسيس، مشيراً إلى ان الأعصاب ناقل للألم، وبالتالي هي التي تنقل الأحاسيس والمؤشرات التي تأتي من المستقبلات الحسية الموجودة في الجلد بأنواعها المختلفة كالحرارية أو الضغط أو الوخز أو الشعور بالطعن إلى داخل الجسم، وهناك مستقبلات أخرى للألم تكون داخل الجسد وترسل هذه الأعضاء المستقبلات الحسية عبر الأعصاب إلى النخاع الشوكي، وبالتالي يكون للأخير رد فعل انعكاسي فيبعد الجسم عن الأشياء الضارة، وبالتالي يرسل مستقبلات إلى المخ ليفهم الإنسان نوعية الألم، مؤكداً أن مكان الألم الناتج عن العمل يرتبط بطبيعة عمل الإنسان، أي كيفية جلوسه على الكرسي ان كان عمله مرتبطاً بالجلوس لفترة طويلة، أو حتى أعصاب اليدين في حال كان عمله يقوم على الطباعة، أو حتى آلام العين والشبكية ان كان يعمل على الكمبيوتر لوقت طويل، وأفاد بأنه قد تظهر الآلام في أحد هذه الأعضاء على شكل تورم مثلاً، كتورم القدمين أو حتى قد يشعر المرء بألم في الساقين أو يظهر لديه عرق النسا، منبهاً إلى ان أكثر الآلام شيوعاً وآلام الظهر والرقبة، وآلام الكتف والأطراف والساقين وهي متعددة الأسباب، بالإضافة إلى أن بعض الأمراض العامة كالسكري تزيد من الإحساس بالألم، وكذلك يفعل التدخين،  وأوضح الاختصاصي في الآلام أن الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هذه الأوجاع إذ إنه ينبغي أن يجد الإنسان تفسيراً للألم الذي يشعر به، أما في حال لم يكن هناك من حادث معين مسبب للألم؛ فعلى المرء أن يستشير الطبيب فوراً، لاسيما ان كان الألم يعيق حياته ويؤثر في عمله، مشدداً على أنه لا يجب السكوت عن الألم لفترة تتجاوز ثلاثة أشهر؛ كي لا تحدث مضاعفات لدى الإنسان، ولفت إلى قلة الوعي لدى كثيرين عن أهمية استشارة الطبيب في حال حدث الألم سواء كان العمل سببه أم لا، موضحا غالباً ما يتحمل المرء أوجاعه ويصل إلى المستشفى بحال حرجة، وبالتالي تدخلنا يكون ليس لمعالجة الألم بل لمنع الوفاة.

وبالنسبة للنساء لهن نوعيات مخصصة من الألم تتعلق بتكوينهن البيولوجي، فالمرأة تمر بمراحل مختلفة كالحمل وكذلك التأثير الهرموني، وهي عوامل تساعد على حدوث الألم، ومن أبرز هذه الآلام الصداع والصداع النصفي، بالإضافة إلى ان النساء اللائي يتعرضن لعمليات قيصرية عدة، تزيد لديهن الآلام التي يتعرضن لها،علماً ان الألم يجب ان يؤخذ من ناحية طبية وكذلك سيكولوجية وبيئية، ودعت فارس إلى عدم الاستهانة بهذه العوامل، فكما بدأ التعامل مع الألم في العمل، يجب الانطلاق إلى العوامل الأخرى كلها، مشيرة الى أن التخلص من الألم يتطلب فهماً للحياة، ليتجنب المرء الأسباب التي أدت إليه، لذا لابد للسؤولين على العمل من توفير البيئة المناسبة لتجنب ما يحدثه الألم في الإنسان.

‏رياضة نهاية الأسبوع

‏‏واخيراً باتت متطلبات الحياة تجبر كثيرين رجالاً كانوا أو نساء، على قضاء أغلب أوقاتهم في العمل، الأمر الذي يبعدهم عن ممارسة الكثير من الهوايات نتيجة ضيق الوقت. و تعتبر الرياضات على اختلاف أنواعها بدءاً من المشي ووصولاً إلى تحديات كرة السلة أو القدم أو كرة الطائرة من الأمور التي تجذب الرجال والنساء على حد سواء، لذا قد يعمد معظمهم إلى ممارسة هذه الرياضات في عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يسبب لهم بعض الأضرار الجسدية وتشنج العضلات. كما أنه وبحسب الأطباء، فإن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام يكونون أكثر عرضة للإصابات التي قد تحتاج للتدخل الجراحي أحياناً، من جهته أوضح الاختصاصي في جراحة العظام في مستشفى لايف لاين الدكتور ألكسندر أبراهام، أن الآلام والأوجاع التي ترافق الرياضيين، تتباين في درجاتها، إذ عادة تكون أقل بكثير عند المحترفين، وترتفع حدتها مع الذين يمارسون الرياضة في يوم واحد من الأسبوع، وأضاف أن المرء الذي يعمل من التاسعة وحتى الخامسة في أيام الأسبوع، ويذهب في العطلة ويعرض نفسه لخطر الإصابات في الرياضات التنافسية، فمن الطبيعي أن تكون إصاباته أقوى من الذي اعتاد جسمه على الرياضة ويتمتع بالليونة. ونوه بأن الكثير من الإصابات تتحدد بناء على مدى اللياقة ولا ترتبط بعمر أو جنس الشخص الذي يلعب الرياضة، لأنه من الضروري النظر إلى أمور تتعلق بالتمارين، وهل قام المرء بتمارين الإحماء الصحيحة، وكذلك تمارين شد العضلات بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/تشرين الأول/2011 - 21/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م