جائزة نوبل والمرأة في ربيعها العربي... من أنصف من؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يأتي تكريم "توكل كرمان" الناشطة اليمنية المعروفة، بجائزة نوبل للسلام، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إبراز دور المرأة العربية المتنامي في مختلف المجالات المهمة بين السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والتعليم...الخ، وقد جاء الربيع العربي لينبه الجميع ويعطي دفعة قوية تجاه حقوق المرأة المنسية في الوطن العربي برغم جهودها المميزة وكفاحها المتواصل من اجل إحلال السلام ورفض الظلم والاستبداد، مع ما تعرضت إليه خلال وقفتها الشجاعة من السجن والتعذيب والتعدي، ويبدوا إن حكاية الربيع العربي مع المرأة العربية أصبح لها طابع خاص، حيث بحث كلاهما عن الأخر من اجل الإنصاف، لكن هل تكفي الجوائز العالمية والإشادات الدولية بذلك لتحقيق مطالب المرأة في الوطن العربي في ربيعها أم يحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك؟.

نوبل للسلام تنصف النساء

حيث اعتبر منح الليبيريتين الرئيسة الين جونسون سيرليف والناشطة ليما غبووي واليمنية توكل كرمان، جائزة نوبل للسلام، انتصارا للنساء وافريقيا والعالم العربي، واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان منح جائزة نوبل للسلام هذا العام لثلاث نساء يجسد اهمية افساح المجال امام وصول النساء الى مواقع المسؤولية، وقال ان "النساء الثلاث اللواتي فزن بجائزة نوبل هن مثال ليس فقط بسبب تصميمهن الشخصي وقوة شخصيتهن، الا ان هذا الامر يذكرنا باننا عندما نفسح في المجال امام وصول النساء الى سدة المسؤولية فان الجميع سيكون مستفيدا"، وقال رئيس اساقفة جنوب افريقيا ديزموند توتو الذي حصل في 1984 على هذه الجائزة لنضاله ضد التمييز العنصري ان رئيسة ليبيريا "تستحقها اكثر من مرة، لقد احلت الاستقرار حيث تحول جحيما"، ملمحا بذلك الى الحربين الاهليتيتن في ليبيري، ورحب بونو، المغني في فرقة يو2 بمنح الرئيسة الليبيرية الجائزة ووصفها بأنها امرأة "استثنائية"، واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان منح ثلاث نساء الجائزة "خيار لا يمكن ان يتوافر آخر افضل منه"، ورأى فيه "رمزا لقوة النساء يترجم الدور الحيوي الذي تضطلع به النساء في تقدم السلام والامن وحقوق الانسان"، وفي الفاتيكان، اعتبر رئيس المجلس الحبري للعدالة والسلام الكاردينال بيتر كودو ابياه توركسون منح ثلاث نساء الجائزة "اشارة نبيلة ومشجعة" لكل النساء، ورأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فيه ايضا "اشارة جيدة جدا" يفترض ان تشجع الناشطين الاخرين من اجل السلام وحقوق النساء، وهنأت الفائزات الثلاث، مشيدة بتوكل كرمان "التي ما زالت في وضع حيث لا تستطيع بعد التمتع بالحرية". بحسب فرانس برس.

واشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالنساء الثلاث "الاستثنائيات"، ورأى الزعيم التاريخي لنقابة تضامن والرئيس البولندي السابق ليش فاليسا الحائز جائزة نوبل للسلام في 1983، في منح الجائزة لثلاث نساء "تشجيعا على التحرك، سواء للفائزات الثلاث او للشعوب الاخرى في افريقيا والبلدان العربية"، وهنأ الناشطان المصريان وائل غنيم واسراء عبد الفتاح، نجما "الربيع العربي" ايضا، واللذان طرح اسماهما للفوز بالجائزة، اليمنية توكل كرمان على "انتصارها المستحق"، وقال غنيم في تعليق مقتضب على شبكة تويتر "مبروك لتوكل كرمان فوزها المستحق بنوبل، كعربي فخور بفوزها"، واضاف "جائزتنا الكبرى جميعا ان تكون دولنا اكثر ديموقراطية واحتراما لحقوق الانسان"، واكدت اسراء عبد الفتاح التي كانت تذكر ايضا بين الشخصيات المرشحة للفوز بالجائزة مع احمد ماهر لدورهما في تأسيس حركة 6 ابريل التي شاركت في اطلاق الدعوة للثورة المصرية، "مبروك لتوكل والمرأة العربية فوزها بنوبل للسلام"، واضافت في تعليق على تويتر "اشعر بكل الفخر لفوز الشباب العربي والمصري لمجرد ترشحهم وربنا يقدرنا لنحقق لمصر ما هو اكثر من اي جائزة"، واشادت بنيتا ديوب رئيسة منظمة "نساء افريقيا تضامن" الدولية غير الحكومية، بـ"الاعتراف بالعمل الذي قامت به الليبيريات" خصوصا ضد الحرب، لكن منح الجائزة الى الرئيسية الليبيرية المرشحة لولاية جديدة اثار احتجاجا لدى منافسيها السياسيين في البلاد، فاحتجاجات ابرز منافسيها في الانتخابات الرئاسية ، القت ظلالا على الاجماع على منح الجائزة للمرة الاولى الى ثلاث نساء احداهن امرأة عربية، وهو امر آخر غير مسبوق، وانتقد ويسنتون تومبان منح الرئيسة الليبيرية الجائزة، وقال رئيس مؤتمر التغيير الديموقراطي، ان "سيرليف لا تستحق جائزة نوبل للسلام، لأنها قامت بأعمال عنف في البلاد، هذه الجائزة غير مقبولة وغير مستحقة".

تكريم المرأة العربية والافريقية

في سياق متصل وتأكيدا على الدور الحيوي الذي تلعبه حقوق النساء في تحقيق السلام العالمي منحت جائزة نوبل للسلام الى ثلاث نساء "يمنية وليبيريتان" ناضلن بشراسة ضد الحرب والقمع.واقتسمت رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف وهي أول امرأة تفوز في انتخابات رئاسة حرة في افريقيا قيمة الجائزة وهي 1.5 مليون دولار مع النشطة ليما جبووي التي قادت احتجاجا نسائيا ضمن جهودها المناهضة للحرب الاهلية في ليبيريا والنشطة اليمنية توكل كرمان التي قالت ان الجائزة نصر للديمقراطية في اليمن، وقال رئيس لجنة نوبل النرويجية توربيورن ياجلاند للصحفيين "لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم ما لم تحصل النساء على نفس فرص الرجال في التأثير في التطورات على كل مستويات المجتمع"، وتخوض جونسون سيرليف (72 عاما) التي أطلق معارضوها عليها يوما اسم المرأة الحديدية انتخابات الرئاسة للفوز بفترة ثانية حيث تواجه انتقادات لانها لم تبذل ما يكفي من الجهود لانهاء انقسامات خلفتها سنوات الحرب الاهلية، ورفض ياجلاند اراء قالت ان منحها الجائزة قد يبدو تدخلا في التصويت.لكن ياجلاند وهو رئيس وزراء نرويجي أسبق قال ان تكريم المحتجين اليمنيين الذين مازالوا يكافحون للاطاحة برئيسهم بعث برسالة من أوسلو مفادها أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وهو حليف قديم للولايات المتحدة وحكام عرب شموليين يجب أن يتنحوا الان عن السلطة.

وقالت كرمان في صنعاء ان منحها الجائزة رسالة بانتهاء حقبة الدكتاتوريات العربية، وان الجائزة فوز للنشطين المطالبين بالديمقراطية في اليمن ولكل ثورات الربيع العربي، والنساء الثلاثة جئن بعد 12 امرأة فزن بجائزة نوبل للسلام من قبل كما فاز بها 85 رجلا الى جانب عدد من المنظمات منذ أن بدأ منحها قبل 110 سنوات، وذكرت اللجنة أنها تأمل أن يساعد منحهن الجائزة "على انهاء قمع النساء الذي مازال موجودا في العديد من الدول وادراك الامكانات الهائلة التي يمكن أن تمثلها المرأة من أجل الديمقراطية والسلام"، واعتبر منح الجائزة لكرمان وهي صحفية وأم يمنية تبلغ من العمر 32 عاما واعتقلت لفترة خلال الاحتجاجات باليمن بادرة على مباركة لجنة نوبل النرويجية لحركات الاحتجاج في الربيع العربي حيث سرت تكهنات قوية بأن تمنح الجائزة هذا العام الى نشطاء شبان شاركوا في الاحتجاجات، وقالت اللجنة "في ظل ظروف هي الاكثر صعوبة قبل وأثناء الربيع العربي لعبت توكل كرمان دورا قياديا في الكفاح من أجل حقوق المرأة ومن أجل الديمقراطية والسلام في اليمن"، وقالت أسماء محفوظ وهي نشطة مصرية رشحت لنيل الجائزة أن منح نوبل للسلام لليمن يعني منحها للربيع العربي وأنه شرف لكل الدول العربية. بحسب رويترز.

وقالت اللجنة ان النساء الثلاثة منحن الجائزة "لكفاحهن السلمي من أجل سلامة النساء وحقوقهن في المشاركة الكاملة في أعمال اقرار السلام"، وأوضحت اللجنة أن جونسون سيرليف مهدت الطريق أمام زعامة النساء لدول افريقية وأن جبووي (39 عاما) حركت النساء من مختلف الاعراق والاديان في سبيل انهاء الحرب في ليبيريا وضمان مشاركة النساء في الانتخابات، وقال الفونسو جبووي شقيق ليما جبووي "أنا متأثر بشدة لتكريم اصرارها على ضمان تنمية النساء والاطفال في منطقتنا"، وأضاف "انها دؤوبة للغاية وتساعد النساء والاطفال في كل مكان خاصة في غانا وليبيريا وسيراليون، سيكون هذا تحد لها لتفعل المزيد، لا أشك في أنها ستستمر في مساعدة الضعفاء"، وقال جيمس ابن جونسون سيرليف "أنا متأثر بشدة، انه خبر مهم للغاية ويجب علينا أن نحتفل"، وكانت جونسون سيرليف وزيرة مالية في ليبيريا ثم سجنت وفرت من البلاد بعدما اندلعت فيها واحدة من أعنف الحروب الاهلية في افريقيا وعملت في البنك الدولي قبل أن تعود الى ليبيريا وتصبح رئيسة عام 2005، ويرجع البعض الفضل لحركة نساء من أجل السلام التي تتزعمها جبووي في انهاء الحرب الاهلية في ليبيريا عام 2003، وبدأت الحركة العمل في 2002 عندما قادت جبووي مجموعة من النساء للغناء والصلاة من أجل انهاء القتال في سوق للسمك.

بين الامل والجدل

الى ذلك وقبل أربعة أسابيع فقط لو سئل كثير من معارضي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن النشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام كانوا سيقولون انها زعيمة احتجاجات فقدت الصلة وبدأ نجمها يخبو، ولكن اليوم نسي الجميع أي انتقاد للاسلوب الجازم والجريء للنشطة اليمنية البالغة من العمر 32 عاما وهي أم لثلاثة أبناء وسط صيحات الفرح بأول يمني يفوز بجائزة نوبل للسلام، ويتطلع كثير من المحتجين اليمنيين الى أن تشعل توكل نقطة تحول جديدة لحركتهم الحاشدة، وقالت أطياف الوزير وهي نشطة شابة "انها شخصية مثيرة للجدل بين المحتجين لكن على أي حال الكل سعيد اليوم، هذه علامة على أن العالم يؤيد تحركنا الاحتجاجي السلمي، الناس تشعر بأن العالم يقف معنا"، وجرى تهميش كرمان في الاشهر القليلة الماضية بسبب ما يقول زعماء اخرون للاحتجاجات انه أسلوب "دكتاتوري" أدى الى نفور حتى كثير من المتظاهرين الشبان الذين كانت مصدر الهام لهم، ويتظاهر مئات ألوف اليمنيين منذ ما يقرب من تسعة أشهر لانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما بينما تشبث الرئيس بالسلطة بالرغم من أن بلده يتشهد انقسامات وبينما يهدد العنف بين القوات الموالية له والقوات المعارضة باندلاع حرب أهلية، وقالت الوزير "اليمن عادة مصدر للانباء السيئة وكانت الشهور التسعة الماضية شهور طويلة بالنسبة للمحتجين، اليوم الكل سعيد". بحسب رويترز.

ووصف المحلل اليمني علي سيف حسن فوز كرمان بجائزة نوبل بأنها لحظة تغيير بالنسبة للمجتمع والثورة، حيث أصبحت امرأة يمنية ابرز شخصية، وهذا أمر غير مألوف بالنسبة لليمن الذي يأتي في صدارة مؤشر البرنامج الانمائي للامم المتحدة لعدم المساواة بين الجنسين والذي كثيرا ما انتقدته الجماعات الحقوقية بسبب العنف والتمييز ضد المرأة، وكانت كرمان وهي صحفية متحمسة وعضو في حزب الاصلاح الاسلامي نشطة منذ زمن بعيد قبل الانتفاضات العربية التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام، وعلا نجمها بسرعة عندما بدأت الحركة الاحتجاجية في اليمن في يناير كانون الثاني، وأدى احتجاز السلطات اليمنية لها لفترة قصيرة في فبراير شباط الى تظاهر الالاف من أجلها وسلط عليها أضواء وسائل الاعلام، وكانت من بين أوائل من نظموا الاحتجاجات عندما كان هناك عدد قليل من الخيام المتناثرة عند مداخل جامعة صنعاء ولكن مخيم الاحتجاجات الان في "ساحة التغيير" يمتد لاربعة كيلومترات تقريبا على طول طريق رئيسي يؤدي الى العاصمة صنعاء، وكانت كرمان قبل أن تصبح صحفية تعتبر خجولة وعضو محافظ في حزب الاصلاح الاسلامي وترتدي النقاب الاسود مثل كثير من اليمنيات، ولكنها بدأت بعد العمل في قضايا المرأة تدخل في مواجهات مع حزب الاصلاح حول دور المرأة مما أدى الى انتقادات في الحزب وظلت ترتدي الحجاب ولكنها ترتدي ملابس ملونة وتكشف وجهها.

وقال المحلل علي سيف حسن انه كرمان تقود الان جناحا معتدلا في حزب الاصلاح الذي يضم الكثير من العناصر المتطرفة، وظلت كرمان لسنوات تنظم احتجاجات في صنعاء وأماكن أخرى للمطالبة باطلاق سراح محتجزين سياسيين وصحفيين وأسست منظمة "صحفيات بلا قيود" في اليمن في عام 2006، ولكن أسلوبها الحاد والذي يميل للفردية تصادم مع منظمين اخرين للاحتجاجات وتوقف كثيرون عن التعامل معها.وقال بشير عثمان وهو منظم للاحتجاجات ينتمي لليسار مازحا "نخشى أن يكون الغرب يريدها ان تصبح الرئيس القادم، لديها أسلوب استبدادي"، ووقفت كرمان في تحد لاتفاق بين منظمي الاحتجاجات على منصة في ساحة التغيير في مايو أيار وحثت المحتجين على التحرك في مسيرة الى قصر الرئاسة وهي خطوة انتهت باراقة للدماء، وقال منظم للاحتجاجات رفض الكشف عن اسمه "دعت الى تلك المسيرة وهاجمتها الشرطة بوحشية وقتل 13 شخص، لم تعتذر عن ذلك وأثارت حقا غضب كثير من الناس"، ومضى يقول "ولكن اليوم فهذه لحظة احتفال، سنستغلها للتضامن وننسى ذلك"، وأهدت كرمان الجائزة للانتفاضات العربية وللذين قتلوا في الانتفاضات، وقالت "أهدي هذه الجائزة للشهداء وللجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي".

هدية لنشطاء اليمن والربيع العربي

بدورها قالت النشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الانسان توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام ان الجائزة فوز للنشطين المطالبين بالديمقراطية في اليمن ولكل ثورات الربيع العربي وانها رسالة بانتهاء حقبة الدكتاتوريات العربية، وذكرت كرمان التي احتجزت لفترة قصيرة خلال الاحتجاجات المناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن الثورة السلمية للاطاحة به ستستمر وان النشطاء لن يستسلموا الى ان ينالوا كامل حقوقهم في يمن ديمقراطي حديث، وقالت كرمان ان جائرتها تمثل انتصارا للشعب اليمني وللثورة اليمنية ولكل الثورات العربية، واضافت كرمان ان هذه رسالة بانتهاء حقبة الدكتاتوريات العربية وبأن صوت النظام اليمني وجميع الانظمة الاستبدادية لن يطغى على صوت الحرية والكرامة، وتابعت ان فوزها بالجائزة هو انتصار للربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وان الثورة السلمية ستتواصل في اليمن لحين الاطاحة بنظام صالح وإقامة دولة مدنية، وكانت كرمان من بين النشطاء البارزين الذين بدأوا اعتصامهم في ساحة التغيير بوسط صنعاء في فبراير شباط مطالبين بتنحي صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عام، وأصبحت كرمان صوتا للاحتجاجات الشعبية على شاشات التلفزيون العربية وتقدم لها تقارير عما يحدث على ارض الواقع في ساحة التغيير الواقعة امام جامعة صنعاء حيث قتلت القوات اليمنية بالرصاص عشرات النشطين، وعمت الفرحة اليمنيين في ساحة التغيير لدى سماعهم نبأ فوز كرمان بجائزة نوبل للسلام، وقال عبد الباري طاهر وهو من زعماء المحتجين في صنعاء "اليمن دخل التاريخ بفضل توكل كرمان، انها تستحق الجائزة" لانها ظلت تكافح من اجل حرية شعبها. بحسب رويترز.

كما امتدح مسؤول يمني فوز كرمان بالجائزة وعبر عن امله في ان يسهم ذلك في حل الازمة التي عطلت اقتصاد اليمن، وابدى عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني سعادته الجمة بنبأ فوز كرمان بنوبل للسلام وقال ان هذا شيء يفخر به كل اليمنيين وعبر عن امله في ان تكون خطوة على طريق التعقل، ورفض صالح الذي تعرض لمحاولة اغتيال في يونيو حزيران التوقيع على اتفاق توسطت فيه دول خليجية يقضي بتخليه عن السلطة قبل اجراء انتخابات جديدة، وتمتع صالح لفترة طويلة بدعم السعودية والولايات المتحدة للتصدي لمقاتلي تنظيم القاعدة المتمركزين في اليمن الذي يعيش فيه أكثر من 23 مليون نسمة، وقالت كرمان "نحن الان على اعتاب مرحلة جديدة مرحلة الفترة الانتقالية التي سنرى فيها يمنا مدنيا حديثا ديمقراطي، هذا هو العهد الذي نعاهد عليه الشباب"، وأضافت "أهدي هذه الهدية للشهداء وللجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي"، وتوكل كرمان عضوة بحزب الاصلاح الاسلامي وناشطة مشاكسة قد تؤدي شهرتها العالمية الى اثارة الغضب بين المحافظين المتدينين.لكن رجل الدين السعودي محسن العواجي أثنى على توكل وقال انه فخور به، وأضاف أن المحافظين لديهم بعض التحفظات ووجهات النظر الضيقة لكنهم لن يعرضوا تلك الافتراضات بشأن هذه الانجازات العالمية، واعرب عن اعتقاده بأن معظم السعوديين واي شخص يدعو للحرية أو الاصلاح سينظر اليها على انها سيدة فاضلة، وقال انها يجب ان تنال كل التقدير.وبدأ اليمنيون احتجاجاتهم بعدما أدهش التونسيون القوى الغربية والزعماء العرب وأطاحوا بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني، وتخلى الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه في فبراير شباط بعد الثورة المصرية، لكن حكام البحرين قمعوا تحركا يطالب بالديمقراطية في مارس اذار وبدأ المتظاهرون في سوريا واليمن احتجاجاتهم قبل شهور للاطاحة بالرئيسين السوري واليمني، وأطيح بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي في أغسطس اب بعد شهور من الصراع حيث تحولت الحركة الاحتجاجية الى مقاومة مسلحة دعمها حلف شمال الاطلسي.

نوبل للسلام تكريم لنضال ليبيريا

فيما قالت الين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا التي تقاسمت جائزة نوبل للسلام ان الجائزة اعتراف بنضال بلادها "المستمر منذ سنوات طويلة من أجل العدالة والسلام وتعزيز التنمية" بعد حرب أهلية وحشية، وقالت جونسون سيرليف للصحفيين خارج مسكنها الخاص في العاصمة الليبيرية "اعتقد أننا (جبووي وأنا) قبلنا هذه (الجائزة) نيابة عن الشعب الليبيري، الفضل يعود للشعب الليبيري"، وقال مكتب جبووي في العاصمة الغانية أكرا انها في جولة لتوقيع كتاب في الولايات المتحدة، وتأتي جائزة نوبل قبل الانتخابات الرئاسية والتي من المتوقع أن تواجه فيها جونسون سيرليف سباقا متقاربا مع ونستون توبمان أكبر شخصية في المعارضة وبرنس جونسون زعيم المتمردين السابق، وهذه هي ثاني انتخابات تجرى في ليبيريا منذ انتهاء حرب أهلية استمرت 14 عاما في عام 2003 سقط فيها أكثر من 200 ألف قتيل، واذا جرت الانتخابات بسلاسة فانها قد تمهد الطريق لاستثمارات بمليارات الدولارات في قطاعي التعدين والنفط، وقالت هانا كويب كبيرة محللي الشؤون الافريقية في مؤسسة كونترول ريسكس "سيضيف فوز جونسون سيرليف بجائزة نوبل قوة دفع لسعيها للفوز بفترة رئاسة جديدة لكنه قد يعزز أيضا انتقادات أحزاب المعارضة والمجتمع المدني لعدم وجود فرص متكافئة قبل الانتخابات"، وبينما نالت جونسون سيرليف شهرة دولية كأول أمرأة تنتخب رئيسة لدولة افريقية وحظيت بالاشادة لحفاظها على الاستقرار فانها تواجه انتقادات في الداخل بسبب المعدل البطئ لاعادة بناء البنية التحتية وللفشل في القضاء على الفساد في الحكومة، وقالت اللجنة الانتخابية في ليبيريا ان الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في 11 أكتوبر تشرين الاول، وقال ناثان مولبا المسؤول الاعلامي للانتخابات العامة "سنمضي قدما كما هو مقرر كل شيء يأخذ مجراه، فوز الرئيسة بجائزة نوبل ليس له أي تأثير على سير الانتخابات". بحسب رويترز.

بان كي مون يرحب بفوز النساء

من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بالاعلان عن فوز امرأة يمنية واثنتين من ليبيريا بجائزة نوبل للسلام قائلا ان هذا "دليل على قوة المرأة"، وقال في بيان "انه يبرز فوق كل شيء الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في تطور السلام والامن والتنمية وحقوق الانسان، أهنيء الفائزات الثلاثة من كل قلبي"، ولم يهنيء بان أبدا ليو شياو بو المعارض الصيني السجين الفائز بجائزة العام الماضي، وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان بان لعدم تأييده ليو علن، وكانت حكومة الصين عبرت عن غضبها بعد منحه الجائزة. بحسب رويترز.

حقائق عن الفائزات

من جهة اخرى وبعد ان فازت بجائزة نوبل للسلام يوم الجمعة الناشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الانسان توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما جبووي التي حشدت المرأة الليبيرية ضد الحرب الاهلية، فيما يلي بعض الحقائق عن الفائزات:

1.الين جونسون سيرليف:

-أطلق قائد الميليشيا تشارلز تيلور لقب "المرأة الحديدية" على جونسون سيرليف التي نافسها في انتخابات الرئاسة عام 1997 ابان الحرب الاهلية الوحشية في ليبيري، ومنيت بهزيمة منكرة لكن هذا لم يفت في عضدها قط.

-فازت بانتخابات الرئاسة في جولة الاعادة امام لاعب كرة القدم الشهر جورج ويا الذي زعم تزوير الانتخابات على الرغم من اعلان مراقبين أن الانتخابات كانت نزيهة، وأدت اليمين الدستورية كأول رئيسة منتخبة في افريقيا في يناير كانون الثاني 2006.

-تعهدت جونسون سيرليف بتشكيل "حكومة شاملة" تداوي جراح الحرب وتجولت في الشوارع لكسب تأييد الشبان الفقراء في ليبيريا وكثير منهم قاتلوا حين كانوا اطفالا ويعتقدون أنه تم تزوير الانتخابات لصالحها.

-في يناير كانون الثاني 2010 حنثت بوعدها الذي قطعته في حملتها الانتخابية بالا تتولى الرئاسة الا لفترة واحدة حين أعلنت أنها ستخوض انتخابات الرئاسة لعام 2011 والتي تجري في 11 اكتوبر تشرين الاول.

-لاقت اشادة دولية واسعة النطاق لعملها من اجل اعادة اعمار ليبيريا لكنها مازالت تسعى جاهدة لاقناع كثيرين في بلادها بأن التغيير يجري بالسرعة الكافية.

-ولدت في اكتوبر عام 1938 ونشأت في مونروفيا ودرست في كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفارد التي حصلت منها على درجة الماجستير في الادارة العامة عام 1971.

2.ليما جبووي:

-حشدت ليما جبووي (39 عاما) النساء ونظمتهن من مختلف الاطياف العرقية والدينية للمساعدة في انهاء الحرب في ليبيريا ولضمان مشاركة النساء في الانتخابات.

-بعد توقيع اتفاق السلام عام 2003 ساهمت شبكتها في حشد النساء للتصويت ولعبت دورا مهما في فوز جونسون سيرليف.

-منذ عام 2004 تشغل منصب مفوضة لجنة الحقيقة والمصالحة بليبيريا.

-منذ عام 2006 تشغل منصب المديرة التنفيذية لشبكة نساء من أجل السلام والامن في افريقيا وهي منظمة تعمل مع النساء في ليبيريا وساحل العاج ونيجيريا وسيراليون لتعزيز السلام ومحو الامية وسياسات الانتخابات.

3.توكل كرمان:

-قالت اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام انه قبل "الربيع العربي" واثناءه لعبت توكل كرمان (32عاما) دورا بارزا في الكفاح من أجل حقوق المرأة والديمقراطية والسلام في اليمن.

- في عام 2005 أسست منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها وهي صحفية يمنية وناشطة كرست نفسها للدفاع عن حرية وسائل الاعلام، وهي ايضا عضو بحزب الاصلاح الاسلامي.

-توصف كرمان بأنها شوكة في جنب الحكومة واعتقلت لفترة قصيرة اوائل هذا العام بعد أن قادت احتجاجات ضد الحكام العرب الشموليين.

-تعهدت في فبراير شباط بتعزيز انتفاضة يقودها الشبان ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.

-وقالت كرمان "ان مشروع الحرية والكرامة للشعوب العربية أصبح شيئا يعترف به عالمي، هذا هو فوز الشباب اولا واخيرا نحن سنعمل من اجل انتزاع حريتنا وكرامتنا الكاملة غير منقوصة ولا حرف".

ويذكر انه لم تفز سوى 15 امرأة بجائزة نوبل للسلام، وحصلت 43 امرأة على جائزة نوبل من مجمل الفائزين بهذه الجائزة في كل فروعه، وحصلت ماري كوري على جائزة نوبل مرتين كانت الاولى عام 1903 في الفيزياء والثانية عام 1911 في الكيمياء، وفيما يلي قائمة بالفائزات بجائزة نوبل للسلام منذ أنشئت الجائزة عام 1901. بحسب رويترز.

1905- بيرثا صوفي فيليسيتا فون سوتنر البارونة النمساوية التي ألفت كتابا مناهضا للحرب بعنوان "ضعوا أسلحتكم" وكانت الرئيسة الشرفية للمكتب الدائم للسلام الدولي.

1931- جين ادامز الامريكية التي نظمت العمل الاجتماعي بين الفقراء في شيكاجو وكانت الرئيسة الدولية للاتحاد النسائي الدولي للسلام والحرية.

1946- اميلي جرين بالخ الناشطة الامريكية المناهضة للعنف والرئيسة الشرفية الدولية للاتحاد النسائي الدولي للسلام والحرية.

1976- بيتي وليامز ومايريد كوريجان زعيمتا "تجمع مناصري السلام" وهي حركة لانهاء العنف الطائفي في أيرلندا الشمالية.

1979- الام تريزا.

1982- وزيرة نزع السلاح السويدية الفا ميردال.

1991- زعيمة المعارضة في ميانمار اونج سان سو كي وهي قيد الاقامة الجبرية.

1992- ريجوبرتا مينشو زعيمة الدفاع عن حقوق الانسان في جواتيمالا.

1997- جودي وليامز منسقة الحملة الدولية لحظر الالغام الارضية.

2003- المحامية الايرانية المهتمة بالدفاع عن حقوق الانسان شيرين عبادي.

2004- الناشطة الكينية في مجال الدفاع عن البيئة وانجاري ماثاي.

2011- رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف ومواطنتها الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ليما جبووي والناشطة اليمنية المدافعة عن حقوق المرأة والداعية للديمقراطية توكل كرمان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/تشرين الأول/2011 - 14/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م