ستيف جوبز... رجل حول الحلم إلى حقيقة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لقد شبه بعظماء المخترعين والمبدعين في التأريخ أمثال "اديسون ونيوتن وانشتاين"، جوبز الذي عاش حياةً اكتنفها الكثير من الغموض والتناقضات، صارع خلالها مرض السرطان وقاومه حتى النهاية من دون أن يوقف ذلك إبداعاته وحتى اللحظة الأخيرة، حيث اطل علينا جهاز "ايفون فور اس" الجديد قبيل وفاته بقليل، وقد اجمع العالم من قادة وحكام ومبدعين ومفكرين وغيرهم على الإشادة الواسعة والأسف العميق برحيل ستيف جوبز وتأبينه بأجمل الكلمات والدموع، ويبدوا ان اكبر الخاسرين ليست شركة "ابل" صاحبت الحظ الأوفر في احتضان جوبز الذي جعل من التفاحة المقضومة إحدى أشهر تفاحات العالم فحسب، بل مئات الملايين من المستخدمين حول العالم واللذين اعتادوا على جديد "الايفون والايبود والايباد والايربوك والايبوك" وغيرها من إبداعات جوبز، بعد أن ألقى على ابل برحيله تلك المهمة الصعبة في الاستمرار على نفس نهجه الإبداعي، خصوصاً وان التفاحة قد انهارت في أكثر من مناسبة سابقة عند تخليها عن جوبز اثر خلافات كانت تجري فيما بينهما.

آبل تعلن وفاة جوبز

حيث اعلنت شركة آبل الاميركية لصناعات المعلوماتية مؤخراً وفاة مديرها العام السابق ستيف جوبز عن 56 عاما، وهو شخصية رائدة شاركت في تأسيس الشركة في 1976 واطلاق اهم منتجاتها من كمبيوتر ماكنتوش الى جهاز آي باد، وقال مجلس ادارة الشركة في بيان "بحزن شديد نعلن ان ستيف جوبز توفي اليوم"، واضاف ان "شخصية ستيف اللامعة وشغفه وحيويته كانت مصدر ابداعات لا تحصى اغنت وطورت حياتنا جميعا"، ولد ستيف جوبز في سان فرانسيسكو في 24 شباط/فبراير 1955، وقد عانى في الفترة الاخيرة من حياته لسنوات طويلة من مشاكل صحية، ولا سيما مع اصابته في 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس وخضوعه في 2009 لعملية زرع كبد، ومنذ كانون الثاني/يناير وحتى وفاته كان جوبز في اجازة مرضية اعلن خلالها في 24 آب/اغسطس الفائت استقالته كمدير عام لآبل، تاركا هذا المنصب لمساعده تيم كوك. بحسب فرانس برس.

وفي رسالة الى موظفي الشركة قال تيم كوك ان "آبل فقدت رجلا رؤيويا ومبدعا عبقريا، والعالم فقد انسانا عظيما"، واضاف في رسالته التي نشرت لاحقا ان "ستيف خلف وراءه شركة ما كان احد سواه ليتمكن من بنائها، وروحه ستظل ابدا اساس آبل"، وكان ستيف جوبز اسس شركة آبل في مرآب للسيارات في 1976 بمعية ستيف فوزنياك، وقد استقال في 1985 اثر خلاف داخلي على السلطة، وتداعت المجموعة الى ان عاد الى قيادتها في 1997، ومذاك سطع نجم "التفاحة المقضومة"، الرسم الذي تتخذه آبل شعارا لها، مع اطلاق الشركة منتجات اكتسحت الاسواق من جهاز كومبيوتر ماكنتوش الى جهاز "آي باد" اللوحي، وفي بيان منفصل قالت عائلة جوبز ان "ستيف توفي بسلام اليوم محاطا بعائلته"، واضافت "في حياته العامة عرف ستيف كرجل صاحب رؤية، وفي حياته الخاصة كان يحن على عائلته"، واوضحت العائلة انه سيتم وضع موقع الكتروني بتصرف من يريد توجيه تحية وداع الى الراحل.

الصراع مع المرض

الى ذلك توفي ستيف جوبز بعد معاناة من مرض سرطان البنكرياس، وتأتي وفاته بعد قليل من  كشف عملاق التقنية الأمريكي عن  أحدث منتجاته، "آي فون 4S"، وأعلنت "أبل" وفاة جوبز في بيان بوقت متأخر، جاء فيه، "الإبداع والشغف والطاقة التي تمتع بها جوبز كانت مصدرا لاختراعات لا تعد ولا تحصى، أثرت وحسنت حياتنا"، ويوصف جوبز بأنه أحد أعظم الرؤساء التنفيذيين في جيله بالولايات المتحدة، وبأنه "ليوناردو دا فينشي العصر، كما امتدحه الكاتب الصحفي بنيويورك تايمز، جو نوكيرا، في وقت سابق بأنه "واحد من أعظم المبتكرين في تاريخ الرأسمالية الحديث"، وصارع جوبز لسنوات مرض السرطان قبيل تنحيه، في أغسطس/آب الماضي، كرئيس تنفيذي لآبل لعدم "قدرته الوفاء بالتزاماته والتوقعات"، وقال حينها "لطالما قلت إنه إذا جاء اليوم الذي لا يمكنني فيه من القيام بواجباتي على أكمل وجه ووفقاً للتوقعات المطلوبة من الرئيس التنفيذي، فإنني سأكون أول من يعلمكم بذلك"، ويشار إلى أن ستيف جوبز كان قد نال إجازة مرضية في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أخرى خضع خلالها لعملية زراعة كبد سرية عام 2009، وتذبذب أسعار أسهم الشركة على وقع مخاوف حيال حالته الصحية، وقاد جوبز الشركة، التي كانت في طريقها للانهيار في وقت ما، ليجعلها واحدة من أكثر الشركات ربحاً وتفوقاً في العالم. بحسب سي ان ان.

وفي وقت سابق وصفه عضو مجلس الإدارة، آرت لفينسون، بالشركة قائلاً "إن رؤية جوبز الاستثنائية وقيادته أنقذت شركة آبل، وقادها لموقعها كأثر الشركات ابتكاراً وقيمة، بدوره الجديد كرئيس لمجلس الإدارة، سيظل جوبز يخدم شركة آبل برؤاه الفريدة والمبدعة والملهمة"، ويذكر أن جوبز ساهم في تطوير أجهزة الكمبيوتر "ماك" وأجهزة "آي بود" و"آي باد"، ولولا هذه الأجهزة لما كانت شقت طريقها لتصبح قوة فعالة في رسم ملامح التقنية الحديثة، كما تم تبينه بعد ولادته في 24 فبراير/شباط عام 1955، وترعرع في مدينة "كوبرتينو" في كاليفورنيا، الولاية التي أصبحت المقر الرئيسي بشركة "أبل"، وأظهر شغفاً بالالكترونيات منذ مطلع مراهقته، وعرض عليه عملا صيفيا في شركة "هويليت-باكارد" بعدما هاتف رئيستها التنفيذي، ويليام هويليت، طلباً لقطع غيار لمشروع مدرسي، والتقى أثناء فترة عمره بالشركة بستيف ووزنياك، وأسسا لاحقاً نادي "وادي السيليكون،" وقررا بعد انضمام آخرين إليهما تأسيس شركة "آبل كمبيوتر انك،" في كراج عائلة جوبز عام 1976، واضطر جوبز لبيع سيارته لتمويل المشروع، وفي العام التالي، كشفت "آبل" عن كمبيوتر أبل 2" لتنطلق في إثره الشركة لإحداث  ثورة في عالم تقنية المعلومات وأجهزة الكمبيوتر الشخصي، ومن أقوال جوبز "عملك سيشغل حيزاً كبيراً في حياتك، والسبيل الوحيد للرضا الحقيقي هو القيام بما تعتقد أنه عمل عظيم، والسبل الوحيد لتحقيق هذا هو أن تحب ما تفعله"، وذلك في كلمة ألقاها أمام خريجي جامعة ستانفورد  عام 2005.

اصل ستيف جوبز 

على صعيد مختلف ولد ستيف بول جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير/ شباط 1955 لابوين غير متزوجين كانا حينها طالبين في الجامعة، وعرضه والداه، عبد الفتاح الجندلي السوري الأصل وجوان شيبل، للتبني، فتبناه زوجان من كليفورنيا هما بول وكلارا جوبز، وفي مسقط رأس والده مدينة حمص التي تعيش اوضاعا صعبة نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الامن السورية ضد معارضي الحكم يرى العديد من ابناء المدينة ان جوبز هو واحد منهم، وقد شهد موقع تويتر حركة نشطة مع الاعلان عن وفاة جوبز وترك العديد من السوريين تعليقات على موت جوبز، فكتب احدهم "الموت اخطأ وغيب السوري الخطأ" بينما كتب اخر "انه عالم مثير للقرف بينما يغيب الموت جوبز بمرض السرطان وسرطان سورية بشار الاسد يستمر"، ويرى بعض السوريين انه جوبز ما كان ان يحقق ما حققه لو عاش في مسقط رأس والده سورية التي تحكمها عائلة الاسد منذ اكثر من اربعة عقود من الزمن، وتحدث عبد الفتاح كيف رفض والد زوجته زواج ابنته من رجل سوري مما اضطرهم الى التخلي عن ستيف لاسرة جوبز، وقال "توجهت جوان حتى دون ان تعلمني او اي احد الى مدينة سان فرانسيسكو لكي تلد هناك لكي لا تجلب العار لعائلتها ورأت ان هذا افضل لجميع الاطراف"، وبعد أشهر من تبنيه من قبل عائلته الجديدة، تزوج والده عبد الفتاح الجندلي من أمه جوان وانجب طفلة سماها منى، ولم يدرك عبد الفتاح ان رئيس ابل هو ابنه، كما لم تعلم منى بوجود أخ لها إلى أن بلغت سن الرشد، ونشأ جوبز في منزل العائلة التي تبنته في المنطقة التي صارت تعرف لاحقا باسم "وادي السيليكون" وهي مركز صناعات التكنولوجيا الأمريكية، واثناء دراسته في المرحلة الثانوية حصل جوبز على وظيفة خلال العطلة الصيفية في مصنع تابع لشركة "اتش بي" العملاقة للالكترونيات في مدينة بالو التو، حيث تعرف على طالب آخر هو ستيف ووزنياك، وترك جوبز الجامعة التي كان يدرس فيها بعد فصل دراسي واحد والتحق بالعمل مع شركة أتاري المصنعة لألعاب الفيديو، وكان يهدف لتوفير المال اللازم للسفر إلى الهند.

وعاد جوبز من رحلته إلى الهند برأس حليق وهو يرتدي جلبابا هنديا حيث تحول إلى البوذية هناك وظل نباتيا طوال حياته، وعاد جوبز للعمل في شركة اتاري وانضم إلى ناد محلي للكمبيوتر مع صديقه ستيف ووزنياك الذي كان يصمم كمبيوتره الخاص حينه، وفي عام 1976 استطاع جوبز اقناع متجر محلي للكمبيوترات بشراء 50 جهاز من اجهزة ووزنياك قبل صنعه، وبواسطة أمر الشراء تمكن من إقناع احد موردي الالكترونيات بإمداده بمكونات تلك الكمبيوترات التي يسعى لصنعه، وهكذا استطاع جوبز انتاج الكمبيوتر الجديد الذي أطلق عليه "أبل 1" من دون الحاجة للاقتراض من أية جهة أو أن يمنح جزء من أسهم شركته لشخص آخر، لكن تطوير هذا الكمبيوتر كان مكلفا جدا، مما دفع جوبز مايك ماركولا "وهو مستثمر محلي في كاليفورنيا" بتوفير مبلغ 250 ألف دولار، وهكذا استطاع الثلاثة، جوبز وووزنياك وماركولا، تكوين شركة أبل، وكان جهاز "أبل 2" مختلفا عن بقية الأجهزة المتداولة في تلك الفترة، حيث كان يأتي مكتملا من دون الحاجة إلى تجميع اجزائه المختلفة، وحقق الجهاز الجديد نجاحا فوريا وشكل بداية عهد الكمبيوتر الشخصي وحقق مبيعات بأكثر من ستة ملايين وحدة قبل إيقاف انتاجه عام 1993، وفي عام 1984 دشن جوبز جهاز ماكينتوش، وبعد النجاح الكبير لأجهزة أبل حدث خلاف كبير بين جوبز ومديري الشركة ما اضطره إلى ترك الشركة في عام 1985، وأسس شركة (نكست) لأجهزة الكمبيوتر أيضا، وبعد فترة تداعت مجموعة ابل الى ان عاد الى قيادتها في 1997، وكانت النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا وبدأت عام 2000 هي تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواج، وتشتمل هذه السلسلة على أجهزة (آيبود) و (آيفون) و (آي باد) ومتجر (آي تونز) الموسيقي العملاق ومتجر (أبل ستور) الذي يوفر لمستخدمي (آي فون) تطبيقات هائلة تغطي كل مناحي الحياة.

الكتب المتعلقة بستيف جوبز

في سياق متصل شهدت المكتبة الالكترونية الأميركية "أمازون" ارتفاعا في الطلب على الكتب المتعلقة بمؤسس آبل ستيف جوبز الذي توفي مؤخراً عن عمر 56 عاما والتي احتلت أربع مراتب من مراتب البيع العشر الأولى، وسجل كتاب السيرة الذاتية "ستيف جوبز" الذي ألفه والتر آيزاكسون والذي يتوقع أن يصدر في 24 تشرين الاول/اكتوبر أعلى نسبة مبيعات على الانترنت فيما كان يحتل المرتبة 375 قبل 24 ساعة، وأشارت "أمازون" إلى أن بيع هذا الكتاب ارتفع بنسبة 37400%، أما في المرتبة الثانية فحل كتاب السيرة الذاتية "ستيف جوبز إين هيز أون ووردز" الذي ألفه جورج بيام والذي يتوقع صدوره في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، وجاء في المرتبة الخامسة كتاب "ذي اينوفايشن سيكرتس أوف ستيف جوبز، اينساينلي ديفرنت بيرنسيبلز فور بريكثرو ساكسس" الذي صدر في أيلول/سبتمبر 2010، محققا ارتفاعا في المبيعات بنسبة 4374%، وفي المرتبة السابعة جاء كتاب "ذي بريزنتيشن سيكرتس أوف ستيف جوبز" (أيلول/سبتمبر 2009) الذي يكشف عن الحيل الذي طورها جوبز أثناء عروضه الشهيرة وسجل تقدما بنسبة 1383%. بحسب فرانس برس.

من ناحيتها اعلنت دار النشر الاميركية "سايمن اند شوستر" انها قربت الى 24 تشرين لاول/اكتوبر اصدار اول كتاب سيرة مرخص لها عن ستيف جوبز احد مؤسسي شركة آبل الذي توفي عن 56 عام، وكتاب السيرة الواقع في 656 صفحة من تأليف والتر ايزاكسون ويحمل عنوان "ستيف جوبز" وكان يفترض ان يصدر في 21 تشرين الثاني/نوفمبر على ما افاد الجهاز الاعلامي في دار النشر، ولوضع هذا الكتاب اجرى والتر ايزاكسون اكثر من اربعين مقابلة مع ستيف جوبز على مدى سنتين على ما اوضحت دار النشر، وقد التقى ايضا اكثر من مئة من المقربين منه والاصدقاء والخصوم والمنافسين والزملاء، وقالت دار النشر ان ستيف جوبز تعاون في تحضير الكتاب الا انه لم يضع اي حدود او شروط، ولم يطلب قراءة المسودة قبل النشر بل على العكس دعا المقربين منه الى التحدث بحرية، ويتحدث اصدقاء جوبز وخصومه وزملاؤه في الكتاب عن الامور التي كان يشغف بها ونزواته ورغباته وصرامته وهوسه بالاشراف على كل التفاصيل مما ساهم في رؤيته للاعمال وكل الابتكارات التي نجمت عنه، وسبق لوالتر ايزاكسون رئيس تحرير مجلة "تايم" والمدير العام لمحطة "سي ان ان" سابقا ان وضع سيرتين ناجحتين وهما "اينشتاين، حياة عبقري" و"بنجامين فرانكلين، حياة اميركية".

السوريون يحتضنون جوبز

من جهتهم وفي الوقت الذي نعى فيه العالم ستيف جوبز مؤسس شركة أبل في كاليفورنيا سارع كثير من السوريين الى الادعاء بأن عبقري الكمبيوتر أحد أبناء بلدهم من خلال صلة غير معروفة على نطاق واسع بوالده الاصلي، وكان جوبز الذي توفي بسبب اصابته بالسرطان عن عمر يناهز 56 عاما قد ولد في سان فرانسيسكو لام أمريكية هي جوان كارول شيبل واب مولود في سوريا هو عبد الفتاح أو "جون" جندلي، وأعطي بعد فترة وجيزة من ولادته لاسرة تبنته، وتحدث جندلي (80 عاما) وهو أكاديمي سابق بشان كيف أن والد شيبل "المستبد" رفض السماح بزواج ابنته من سوري ولذلك تبنى زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز الطفل، وولد جندلي في حمص وعمل في الفترة الاخيرة في ملهى بوم تاون في رينو بولاية نيفاد، ولم يدرك سوى في السنوات الاخيرة فقط ان جوبز الرئيس التنفيذي السابق لابل هو ابنه، وأبلغ جندلي صحيفة نيويورك بوست في مقابلة في أغسطس اب "غادرت جوان دون أن تبلغني الى سان فرانسيسكو كي تضع ولدا دون أن يدري أحد حتى أنا"، لم تكن تريد أن تجلب العار على العائلة وكانت تعتقد أن هذا أفضل للجميع"، ومع غياب جندلي عن الصورة في البداية لم يعلم كثير من السوريين بالصلة بين ابل ووطنهم الا مؤخر، الا أنهم سارعوا الى احتضان جوبز عندما ظهرت انباء وفاته، كما سارع مستخدمو موقع تويتر الاجتماعي الى عقد مقارنات مع الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الاسد والتي تشير تقديرات الامم المتحدة الى أنها أودت بحياة أكثر من 2900 شخص، وقال أحد المستخدمين "توفي اليوم السوري الخطأ" معبرا عن مشاعر معارضي الرئيس السوري. بحسب رويترز.

واثنى اخرون على جوبز الذي لم تذكر صلته بسوريا سوى على نطاق محدود قبل الان واعتبروه "عربيا أمريكيا عظيما" و"أشهر عربي في العالم"، وفي سوريا قال بعض الاشخاص الذين رفضوا جميعا ذكر اسمائهم بالكامل انه كان من المستبعد أن يحقق جوبز هذه النجومية لو كان عاش في البلد الذي ولد فيه ابوه والذي تحكمه اسرة الاسد منذ 41 عام، وقالت الطالبة رنا (21 عاما) "شعرت بالحزن، ليس لانه من أصل سوري لكن لاننا سنفتقد المبتكر وابتكاراته"، لكنني أعتقد أنه لو كان بقي في سوريا لما ابتكر أي شيء"، وقال مصمم مواقع الكترونية يدعى علي "هذا محزن وسنفتقد كثيرا من انجازاته لكن الشركة ستستمر"، واضاف "لو كان قد عاش ومات في سوريا لما حقق أي شيء"، وعبر أحد سكان دمشق ويدعى احمد (28 عاما) عن سعادته بمعرفة أن جوبز له أصول سورية رغم أنه لا يقدر على شراء اي من أجهزة ابل، وقال أحمد "أعتقد أنه لو عاش في سوريا لما تمكن من تحقيق اي شيء من هذا أو لاختار ان يغادر سوريا"، وعبر اخرون عن الاسف لان جوبز لم يترك جذورا في بلد أبيه، قال منيح (27 عاما) وهو موظف في بنك نشر صورة مؤسس أبل على صفحته على موقع فيسبوك الاجتماعي "الشيء المحزن هو أنه عاش ومات في الخارج وفقدته البشرية".

ردود فعل دولية

من جهة اخرى أثارت وفاة جوبز ردود فعل دولية، حيث توالت ردود الفعل على وفاة عملاق شركة أبل ستيف جوبز من قادة سياسيين ورؤساء شركات عاملة في مجال التقنية، وفيما يلي جانبا منها.

1.الرئيس الأمريكي باراك أوباما:

"لقد غير حياتنا وأعاد تعريف كل الصناعات وحقق واحدة من المفاخر النادرة في التاريخ الإنساني، لقد غير الطريقة التي يرى بها كل منا العالم"، "بجعل الكمبيوترات (اجهزة) شخصية وبوضع الانترنت في جيوبنا، استطاع أن يجعل ثورة المعلومات ليست ممكن الوصول إليها فحسب، بل بديهية وممتعة ايضا".

2.الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف:

"أشخاص مثل ستيف جوبز غيروا عالمنا".

3.رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيرالد

"كلنا تأثرنا في كل يوم بالمنتجات التي كان هو المبدع الخلاق خلفها، ولذلك هذه أنباء حزينة".

4.مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس:

"التقيت بستيف لأول مرة قبل 30 عاما وظللنا زميلين وصديقين ومتنافسين على مدى أكثر من نصف حياتنا"، "لا يشهد العالم شخصا له أثر عميق مثل الذي كان لدى ستيف إلا نادرا، هذا الاثر الذي سيبقى لأجيال قادمة".

5.مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ:

"ستيف، شكرا لك على أنك كنت معلما بارزا وصديق، شكرا لأنك بينت أن ما قمت به يمكن أن يغير العالم، سأفتقدك".

6.عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ:

"فقدت الولايات المتحدة عبقريا سيظل مذكورا مع اديسون وانيشتاين، ستشكل أفكار جوبز العالم لأجيال مقبلة".

7.اريك شميدت، الرئيس التنفيذي لغوغل:

"كان جوبز قادرا على تخيل ما يمكن أن يحدث عندما تصير الاشياء أسرع بعشر مرات أو بمئة مرة".

الوالد الذي تخلى عن ابنه

فيما يرددون أن 3 تفاحات غيّرت العالم: تفاحة آدم وتفاحة اسحاق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية، وتفاحة شركة "أبل" التي أسسها ستيف جوبز، الرجل الذي مات مؤخراً من دون أن يلتقي بأبيه الحقيقي، ولو مرة واحدة طوال أكثر من 56 سنة، مع أنهما كانا يقيمان في بلد واحد، وحين تم الإعلان عن وفاة جوبز تم الاتصال بأبيه المهاجر من سوريا في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها منذ زمن بعيد، والذي يبلغ الثمانين من عمره الآن، مع ذلك فما زال عبد الفتاح جندلي يعمل في "كازينو وأوتيل بومتاون" في مدينة رينو بولاية نيفاد، ومع أن الوقت كان أول الليل في رينو، والكازينوهات تنشط مساء في العمل، إلا أن عاملة الهاتف كررت الجواب نفسه مع كل اتصال، وهو أن جندلي لا يأتي للعمل الا نهارا، ونادرا ما يطل ليلاً، فهو نائب رئيس مجلس الإدارة، ولم يكن في الكازينو ليلة الأمس، وهناك القليل المكتوب عن عبد الفتاح جندلي بوسائل الإعلام الأمريكية، لأنه عاش دائما في الظل ولم يرو لأحد تقريبا بأنه الوالد الحقيقي للرجل الذي كان دائما مالئ دنيا الكومبيوترات والإلكترونيات وشاغل المدمنين عليه، وابنه ستيف جوبز نفسه كان يساهم بدوره في إخفاء هوية والده الحقيقي، كما وإخفاء شخصية شقيقته منى، المصنفة للأمريكيين وبالخارج كواحدة من أشهر الروائيات، وبدورها كانت تساهم أيضا بإخفاء هوية أبيها وأخيها معا، فاسمها المعروفة به في الولايات المتحدة هو منى سيمبسون، لذلك لم تلتق بأبيها، وبأخيها التقت لأول مرة حين كان عمره 27 سنة، ثم تكررت اللقاءات والاتصالات دائما عبر الهاتف.

وأهم من كتب عن عبد الفتاح جندلي هي مجلة "فورتشن" الأمريكية التي نقلت عن لسانه قبل أشهر أنه ولد في 1931 بمدينة حمص، حيث كان والده ثريا وصاحب أملاك، فغادرها وهو بعمر 18 سنة الى بيروت لمتابعة دراسته في الجامعة الأمريكية، وعن بيروت قال جندلي للمجلة "إنها المدينة التي أمضيت فيها أجمل أيام حياتي" وفق تعبيره، ونقرأ عن جندلي أنه كان من الناشطين عروبيا في بيروت، لذلك لمع نجمه فيها بسرعة، فترأس جمعية "العروة الوثقى" الأدبية الفكرية القومية الاتجاه، والتي ضمت رموز حركة القوميين العرب كجورج حبش وقسطنطين زريق وشفيق الحوت وغيرهم، وهي معلومة واردة أيضا بعدد صدر في 2007 من مجلة "كامبوس غايت" الفصلية التابعة للجامعة الأمريكية ببيروت، وفي ذلك العدد الذي اطلعت على محتوياته، مقال للدكتور اللبناني يوسف شبل يذكر فيه أن "جمعية العروة الوثقى" تأسست في 1918 وتولى رئاستها في إحدى المرات عبد الفتاح جندلي، ثم تم حلها حين كانت بيروت في 1954 تضج بمظاهرات تطالب الرئيس اللبناني آنذاك، بشارة الخوري، بالاستقالة، أما الخوري فكان يعاند راغبا بالتجديد لولايته خلافا للدستور، حتى أسقطوه، وكان أول رئيس عربي يسقط بسلاح المظاهرات والاحتجاجات من الشارع والساحات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/تشرين الأول/2011 - 13/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م