البارود لا ينفجر دون سبب، والاحتقان لا يولد دون بواعث، ومنطقة
تسبح على أكبر حقول النفط لا يحدث فيها الاستجداء إلا حينما يوجد في
شرايينها خلل ما، الحماسة التي في صدور الشباب، العنفوان الذي يمخر في
أعماق الفتيان الأقوياء يرفض الإذلال والخنوع، ها هم عشاق كأس دوري
سقوط الدول يتجمعون ويتجمهرون بين الفينة والأخرى وإن منعت من دخول
المدرجات أو كان سعرها باهظ الأجر، ليهتفون بأهازيجهم ويرفعون قضيتهم
شاهرين اليافطات ضد التمييز والعنصرية والطائفية البغيضة التي توجه
إعلامياً لبلوغ أهداف مكشوفة تضحك لها الولدان!!
وهل سينصف الحكم في جولة دفع له في الخفاء؟!، علينا أن نعرف فقط أن
العملة التي تلتقطها الخفافيش ثقيلة، ولا حكم إلا بحساب، وحساب البوم
طويل، وحساب الله يطول!!
حماقة وبلاهة في كثير من الصحفيين الذين يهرفون ما لا يعرفون، أو
يلمعون ليأخذون، أو يمسكون ليقطع غيرهم ثم لا يكن لهم عند تقاسم الحصص
من نصيب!!
التحليل الذي ينفخه صاحب الكير لا يزكم به إلا أنفه، أما ذو العود
الطيب لا يزيده شدة حرقه إلا طيباً، والنخلة المعطاءة تزيد عطاءً كلما
أُوقدت ضدها الحرب، فالعوامية بلد الحب والأمان والمنعة والصمود، أهلها
خير أهل وفتيانها خير فتيان ونساؤها خير النساء، وآلة التشوية مقلوبة
على المغرضين والحاقدين، لا عليك يا عوام الخير والصلاح!!
وحملات التحقير رقع سوداء في أثواب من يرومك بسوء، فأنت أطهر وأعز
وأشرف من أن أزكيك أو يزكيك أحد، ويكفي بخورك للتاريخ شرفا وعطراً لنا،
والإسفاف الذي يمرغ فيه البعض أنفه إنما هي حيلة العاجز عن الإصلاح،
فالإصلاح لا يكون إلا بالصلاح والعمل الدؤوب، أما الوعود وتمطيط
الإنجاز المرتقب ما هي إلا شيمة المفلس البخيل، فإن كان الحق لنا فهذا
هو الإهمال والتضييع، وها هم الشباب العاطلون عن العمل يطالبون
بالوظائف مجدداً، والمنافحين عن قطعة سكن، و طوابير الضعفاء والمحتاجين،
وتطول القائمة…، لم تشرق عينها يوماً بتحقق شعارات الإصلاح التي لا
واقع لها ولا مساس…
المبالغة الفاحشة في الصحف المحلية ضد بلدة العوامية تعكس لعبة
سياسية لا دخل لنا فيها إلا أنها تصفية حساب كما يقولون، وفتيل الحروب
بين الدول لا نريد أن نكون نحن يا سادة، فالدول الخارجية لها مصالحها
ونحن نريد عيشاً كريماً ولله الحمد!!
ومعروف لدى الجميع أن حالة الاعتداء تولد ردود الفعل المعاكس بالمثل،
فالقبائل المأزومة بحمل السلاح قد يطيش بها النار في أية لحظة، وهذا ما
وقع فعلاً!
فبندقية رجل الأمن وضعت لحماية الأمن لا لغرض آخر، أما الثكن
العسكرية التي وضعت في الطرقات تذكرنا بحارات بين فلسطين وإسرائيل، لا
نرى لموقعها معناً هنا، فالعنف لا يولد المحبة والإخاء كما هو واضح،
والطرق عديدة لمعالجة الأزمات، منها اللقاء والحوار والاستجابة لمطالب
الشعوب والأهالي، وفك الرهائن المظلومة، لا سحق الرغبات وإطفاء
المرامات المشروعة!
والشنشنة التي يلوكها المرجف ستكون تعويذة تبدأ بصاحبها، أما ثغاء
باء الجر : " اللازم والمتعدي " انكشف للعيان وللصالحين من الفريقين ما
هو معلوم، فمتى سيستحي الأحمق من عرجته المصطنعة ؟!
وكالات الأنباء تكتب حينما يدفع لها، أو يهبط المرسوم من أعالي
السماء، البعض يصفق حينما يطلب منه التصفيق، ويبكي البعض حينما يطلب
منه البكاء، البعض يشترى لنفسه الفتنة، والبعض يكتب بقلم أعمى في وضح
الظلام، وبعد أن ينشر ما كتبته أيديهم يبتسمون لكونهم لا يعرفون ما
يحطبون!!
لتضع يدك في يدي لنبني الوطن، فالطائفية خنجر يبضع أمعاء المجتمعات
والأمم، ومن يخسر شباب الأمة فلن يجني من الشوك إلا التعب، فالحقد
تجارة كاسدة يا معشر المسلمين، ولنا في رسولنا القدوة مع اليهودي الذي
يزرع الشوك، فأنبته المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) خلقاً وكرما،
والعالم الصالح اليوم أولى من يعمل بذلك وعليه المعول، أما من أغرته
الدراهم والدنانير فلن ينفعه ماله وولده إلا خسارا..
قد تقع التجاوزات والأخطاء من أي أحد، أما إنفاخ القضايا حتى تدفعها
الرياح الموسمية نحو ما يرجوه الجيب أو الشيطان، فإن هذا ما لا يرتضيه
العقل السليم، ومن أبرز تلك الثقافات الخاطئة " ثقافة العنف " وإن كانت
جميع الدول تتزعمها، فمن السخف بمكان أن يلوح بحديد أو نار في زمن
حربها هي الكلمة، فالكلمة الحقة تحمل قوتها بين حناياها، ولا تحتاج
لدبابة ولا مدفع، فالإعلام متاح للجميع فعلى المظلوم أن ينشر ظلامته،
ليفتضح الظالم وتنتهي جولته، أما دولة الله فهي الباقية وستبقى راية
الحق مدى التأريخ مرفوعة، فهيا بنا يا أخوتي لنبني الوطن. |