الصناعات الشعبية في غزة... موروث اجتماعي يحرك العصب اقتصادي

تحقيق: فاطمة جبر – غزة

 

شبكة النبأ: تسهم المرأة الفلسطينية في غزة بإحياء موروث اجتماعي وثقافي عريق، وهي تسعى الى كسب قوتها وتوفير مطلبات الحياة في تلك المدينة المحاصرة جنوبي فلسطين، خصوصا على صعيد صناعة وترويج المنتجات المحلية التي لا تتطلب استيراد المواد الخام من خارج البلاد، والذي يتعذر الحصول عليها في اغلب الاوقات.

وتمثل صناعة الفخار اليدوي والأثاث المحلي والتطريز والملابس الشعبية، من ابرز تلك الصناعات التراثية التي لا تزال تمثل بضاعة رائجة هناك، على الرغم من الصناعات الحديثة المحلية والمستوردة من خارج القطاع.

ففي مشغلها الخاص تقوم السيدة زهراء الناصر بتدريب الفتيات الجدد على صناعة الاواني والخزف الفلسطيني، والنقش على الزجاج وطرق نسج الخيزران لصناعة بعض الأرائك والمساطب منه.

ومقارنة باسعار السلع المستوردة التي تلبي ذات الغرض، تتباين الاسعار بشكل ملحوظ، مما اسهم في رواج تلك الصناعات.

وتقول الناصر انها استطاعت فتح اقسام جديدة لتوظيف العاطلات فيها، بعد تدريبهن على الخياطة والتطريز، في الوقت التي أعربت عن مواجهتها بعض الصعوبة في إيجاد متخصصين لتدريب الفتيات الجدد.

وتطرح الورشة التي تملكها زهراء العديد من تلك المنتجات في الاسواق المحلية، حيث تقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، هناك إقبال مشجع من قبل الناس، فضلا عن كونه احياء وديمومة للصناعات المحلية التي تدعم اقتصاد المدينة، وتراعي المداخيل النقدية المتواضعة للكثير من شرائح المجتمع الغزي. وتنوه، طالما زخرت غزة بالصناعات الحرفية، فالزجاج على سبيل يعود تصنيعه هنا إلى عام 2500 قبل الميلاد.

ويؤكد بعض المختصين على ان صناعة الفخار تحديدا، كانت قبل واثناء فترة الانتداب البريطاني كانت تساهم بما يقدر 40 % من مجمل دخل قطاع غزة.

من جهته اعتبر الحاج أحمد إسماعيل ان صناعة الفخار تمثل أصالة شعبه، محذرا من فقدان هذا التراث فيقول، حرفة الفخار مهددة بالاندثار، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها القطاع، وحالة الفقر والقهر والحصار.

ويتابع حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، المؤسسات الحكومية لا تلتفت الى أهمية الأمر، فلا يوجد لها أي دور فاعل في تدعيم وتشجيع أصحاب الورش. ويشير، ما تبقى من تلك الورش هي لإنتاج بعض المستلزمات التي يصعب توفيرها، في حين هجر الكثير من الحرفيين صناعات شعبية كانت تمثل هوية للمدن التي يقطنوها.

في حين أشار الدكتور خليل حسونة الى كون تاريخ الصناعات الفخارية يعود للعهد الكنعاني، وأردف قائلا أن سيدنا نوح عمل بهذه المهنة. وأضاف، لذا من الملاحظ ان الصناعات الحرفية الغزية والفلسطينية بدون تحديد ذات نوعية وجودة عالية.

فيما أيد الاستاذ حسن عطا الله ما ذهب اليه مواطنه، وأضاف، أن صناعتنا للفخار مهنة السلف الصالح، وصناعة الخيرزان مهنة قبل عام 1948م وكان أهل غزة يصنعون السلال والكراسي الخشبية وأثاث المنزل من تلك المادة بشكل اساسي. وأشار عطا الله، صناعة الخيرزان إلى غزة أتت من المهجرين من مدن الساحل لاجىء حيفا مما أدى إلى تطور هذه الحرفة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/تشرين الأول/2011 - 8/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م