مقتل العولقي... شهادة إرهابي!

القاعدة تفقد مفكريها والولايات المتحدة تحذر من الانتقام

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: باتت مشاعر الارتياح وعودة الثقة بادية على وجوه القادة الامريكان وهم يعلنون مقتل من جديد تمكن قواتهم قتل رمزا جديدا من رموز تنظيم القاعدة واحد ابرز قياداتها في سياق الحرب الدائرة بين الطرفين.

حيث شكل نجاح تعقب واغتيال أنور العولقي مؤخرا في اليمن نصرا يضاف الى المنجزات الأخيرة التي حققتها الدوائر الأمنية الأمريكية مؤخرا، والتي يقف في طليعتها تمكنها من قتل مؤسس القاعدة اسامة بن لادن منتصف العام الجاري.

فيما اعتبر بعض المراقبين ان الولايات المتحدة نجحت هذا العام في تحقيق ما عجزت عنه خلال العقدين الماضيين، على صعيد حربها المعلنة على التنظيمات الارهابية والجماعات المتشددة حول العالم.

وعلى الرغم من ذلك مما اعلنته حول ضعف القاعدة، لم تستبعد واشنطن ديمومة التهديدات الامنية اتجاه مواطنيها، خصوصا بعد اطلاق التحذيرات المشددة من قيام بعض الخلايا النائمة حسب ما تذكر بعمليات انتقامية في المستقبل القريب، ثأرا لمقتل قيادات مهمه في التنظييم الارهابي على يد جيشها خلال هذا العام.

مصاعب القاعدة

فقد يحرم مقتل انور العولقي تنظيم القاعدة من احد مروجي افكارها من ذوي الخبرة والدراية بعالم الانترنت والذي أوعز لمتشددين افراد في الولايات المتحدة وبريطانيا بالقيام بأعمال عنف مساعدا القيادة الاساسية للتنظيم ومقرها باكستان في رسم صورة لها على انها مصدر تهديد حتى رغم تشتتها تحت ضغط هجمات الطائرات الامريكية دون طيار.

لكن مقتل الامريكي المنحدر من اصل يمني ربما لا يضر بأنشطة الجماعة في منطقة الخليج التي يوجد بها احد اكثر فروعها طموحا وهو القاعدة في جزيرة العرب والذي يحاول بنجاح متفاوت استغلال انزلاق اليمن المتسارع في هوة الصراع.

والهجمات الانتقامية على الاهداف الغربية في اليمن وربما من جانب قبيلة العولقي هي الاحتمال الابرز. وقد يركز مقتل مواطن امريكي بصواريخ امريكية اطلقت من طائرة دون طيار الاهتمام العام على القضايا الاخلاقية والدستورية التي تقول جماعات حقوق الانسان انها متصلة باستخدام واشنطن لمثل هذه الاسلحة التي يجري التحكم فيها عن بعد.

وقال هنري ويلكينسون من مؤسسة جانوسيان للاستشارات الامنية "بالنظر الى انه يركز بشكل كامل تقريبا على العمليات الدولية ضد الولايات المتحدة فاني اشك بدرجة كبيرة في ان مقتله سيضعف نشاط القاعدة في جزيرة العرب على الاطلاق." بحسب رويترز.

وجرى ربط العولقي بسلسلة من هجمات ومؤامرات لمتشددين في الثلاثة اعوام الماضية بما في ذلك مقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس على يد رائد في الجيش الامريكي ومحاولة فاشلة لاسقاط طائرة فوق ديترويت وطعن نائب بريطاني وتورط موظف بشركة طيران بريطانية في مؤامرة لزرع متفجرات في طائرة.

وقالت انا موريسون من مؤسسة اكسكلوسيف أناليسيس البريطانية ان "/مقتله/ لن يحدث فارقا على صعيد العمليات ولكن على صعيد التجنيد.

ومقتل العولقي دليل على الدقة المتزايدة للحملة الامريكية لمكافحة الارهاب ضد الجماعة المنتشرة عالميا والمسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على المدن الامريكية. ويسرع مقتله من القوة الدافعة للنجاحات التي تحققت هذا العام ضد الشخصيات المتشددة البارزة ومن بينها مقتل زعيم تنظيم القادة اسامة بن لادن في مايو ايار بباكستان وعطية عبد الرحمن في اغسطس اب وهو ليبي تردد انه كان الرجل الثاني في القاعدة في ذلك الوقت.

وقال بروس هوفرمان مدير مركز دراسات السلام والامن بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة ان مقتله يمثل اولا واخيرا انتصارا للمخابرات الامريكية. وقال "هذه السلسلة من عمليات القتل المستهدف لكبار قادة القاعدة هذا العام بدءا من بن لادن مرورا بالياس كشميري وقادة اخرين الى العولقي هي شهادة على تطور لا يضاهى ولا ينافس في مجتمع المخابرات.

وليس من الواضح ما اذا كان العولقي يتقلد دورا رسميا في القاعدة وهناك نقاش في مجتمع مكافحة الارهاب بشأن ما اذا كان هو مروجا للدعاية فقط او ما اذا كان متامرا نشطا ساعد او دبر هجمات القاعدة في جزيرة العرب في الغرب.

لكن ما يظهر من الشهادات في المحاكم انه كان يرد شخصيا على المتشددين الذين اتصلوا به عبر البريد الالكتروني وشجعهم على التصرف بناء على معتقداتهم المناهضة للغرب موضحا ان العنف مباح بل الزامي.

وقال هوفمان انه يعتقد ان العولقي كان له "دور رئيسي في العمليات". وابلع جون جيه ليبو وهو مسؤول سابق للعمليات بوكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) رويترز ان ضلوع العولقي في هجمات مختلفة لافراد في السنوات الاخيرة يعني انه "لم يكن مجرد مروج للافكار بالشكل التقليدي بل كان يحرض الناس بنشاط ونجاح على قتل الامريكيين.

"كما كان يتمتع بشخصية مؤثرة وله اتباع ...واصبح الان ضربا من الماضي تاركا القاعدة مرة اخرى مضطرة للتعامل مع (ايمن) الظواهري المتقدم في السن والذي لا يتمتع قطعا بشخصية مؤثرة."

لكن ليبو اضاف ان "ما اذا كان عولقي جديد سيظهر ويكون له نفس التأثير وله أتباع يتحدثون الانجليزية ليحظى بجاذبية واسعة نسبيا عن طريق كتاباته وبياناته الصوتية والمصورة" سيظل سؤالا مفتوحا.

ويساور المسؤولون الامريكيون القلق بشأن ظهور متشددين في الولايات المتحدة يتحولون الى الاصولية فيما يبدو من خلال زيارة مواقع الانترنت التي تنشر تعليقات اسلامية مناهضة للغرب بشدة.

وقال المسؤولون الامريكيون ان واشنطن خولت للسي.اي.ايه قتل او اسر العولقي. وهدد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الولايات المتحدة بمزيد من الهجمات اذا لحق به ضرر. والقاعدة في جزيرة العرب هو احد الفروع العديدة للقاعدة التي ظهرت في السنوات الثلاثة الاخيرة وتحاول جذب متشددين من الغرب لصفوفها وشجعهم على ذلك بن لادن فيما يبدو.

وقالت موريسون من اكسكلوسيف أناليسيس ان مقتل العولقي ربما يعقد الحسابات السياسية بالنسبة للسلطات اليمنية بمن في ذلك الرئيس علي عبد الله صالح الذي عاد في الاونة الاخيرة من رحلة علاج طبي في السعودية ويسعى لاعادة فرض نفسه على مشهد سياسي يزداد عنفا.

لكنها اضافت "اذا كان اليمنيون قادرون على تحويل اللوم على الامريكيين بدرجة كافية (بنفي انه كان لهم اي دور في تزويد معلومات المخابرات لقتله) فربما يفلت صالح من محاولات الانتقام والتي من المفترض ان تتجه بدلا من ذلك الى اهداف غربية.

"لكن انتقام قبيلة العولقي قد يبدو مختلفا عن انتقام (جناح) القاعدة في جزيرة العرب الارهابي وقد يخرج في شكل خطف للمطالبة بتعويض مالي عن مقتله بدلا من تفجير سيارات ملغومة كبيرة."

وقالت ايفان كولمان وهي مستشارة مستقلة في مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة ان العولقي قد يظل حيا في خطبه المسجلة. واضافت "ربما يمثل مشكلة في مماته مثلما كان في حياته."

وكان العولقي رحب في مقالة له على مجلة تابعة للقاعدة في مارس اذار بالانتفاضات التي تجتاح العالم العربي قائلا انها ستساعد قضية القاعدة ولن تضرها باعطاء الاسلاميين الذين تحرروا من الطغيان نطاقا اكبر للحديث.

ويقول المسؤولون الغربيون والعرب ان المثال الذي وضعه الشبان العرب الذين يسعون لتغيير سياسي سلمي هو ثقل مواز لمسعى القاعدة للتشدد العنيف ويضعف حجتها بأن الديمقراطية والاسلام متعارضان.

لكن العولقي كتب يقول "اخواننا المجاهدون في تونس ومصر وليبيا وبقية العالم الاسلامي ستتاح لهم فرصة استرداد انفاسهم مرة اخرى بعد ثلاثة عقود من الاختناق."

تساؤلات قانونية

من جانب آخر يقول خبراء قانون كانوا قد انتقدوا مرارا برنامجا امريكيا لقتل أعضاء تنظيم القاعدة في الخارج باعتباره انتهاكا للقانون الدولي ان قتل انور العولقي ينتهك ايضا القانون الامريكي.

وقالت ماري ايلين اوكونيل استاذ القانون الدولي بمدرسة القانون في جامعة نوتردام "ان حقيقة ان (العولقي) يحمل الجنسيتين الامريكية واليمنية تعني انه يملك حماية اكبر وفقا للدستور الامريكي عما كان سيملكه اذا كان يحمل الجنسية اليمنية فقط. لذا فقد فعل الرئيس شيئا في رأي محل تساؤل كبير وفقا لدستورنا."

وفي ظل ادارة الرئيس اوباما زادت الولايات المتحدة استخدامها لطائرات بدون طيار لاستهداف ارهابيين مزعومين. وفي خطاب العام الماضي دافع المستشار القانوني بالخارجية الامريكية هارولد كو عن استهداف المدنيين وقال ان الاستهداف يتوافق مع كل "القوانين المعلول بها ومنها قوانين الحرب."

وقال كو ان "دولة منخرطة في صراع مسلح او في (حالة) دفاع شرعي عن نفسها ليست ملزمة بأن تقدم لاهدافها طلب استدعاء قبل ان تستخدم الدولة القوة المميتة." واضاف قائلا "ان اجراءاتنا وممارساتنا لتحديد الاهداف القانونية سليمة للغاية وقد ساعدت التكنولوجيا المتقدمة في جعل اهدافنا اكثر دقة."

وقال مسؤول سابق بالامن القومي الامريكي انه يمكن لمسؤولين اقل درجة نسبيا-- ضباط كبار في مركز مكافحة الارهاب في وكالة المخابرات المركزية الامريكية شن هجوم بطائرة بدون طيار على شخص ما مدرج على قائمة المستهدفين . وقال المصدر انه عندما يكون شخص ما مسجل على القائمة في نطاق طائرة بدون طيار فلا يلزم ان يوقع مدير الوكالة او حتى رئيس الخدمة الوطنية السرية شخصيا على قرار قتله. وأضاف المصدر انه قبل وضع اسم العولقي على قائمة المستهدفين ارسلت الوكالة اسمه للبيت الابيض للحصول على موافقة لانه يحمل الجنسية الامريكية.

وقال جميل جعفر نائب المدير القانوني لاتحاد الحريات المدنية الامريكي "كما رأينا اليوم فانه برنامج يمكن الحكومة من اعدام امريكيين بعيدين تماما عن ساحة المعركة دون اجراء قضائي وعلى اساس معايير وأدلة سرية."

وكان اتحاد الحريات وجماعات حريات مدنية اخرى تمثل والد العولقي خسرت طعنا العام الماضي طالب بوقف برنامج الادارة الامريكية الذي يقضي بالقبض على او قتل مواطنين امريكيين ينضمون لجماعات متشددة في الخارج.

وكان جون بيتس قاضي محكمة جزئية في واشنطن رفض الدعوى وقال ان المحكمة ينقصها الاختصاص بشأن مثل هذه القضية السياسية. ولكن لم يتطرق لجدوى القضية وقال انها أثارت "اعتبارات حيوية تخص الامن القومي والعسكري والشؤون الخارجية."

وقال بعض خبراء القانون الدولي انه يبدو ان قتل العولقي يستند على ارضية قانونية صلبة ويتفق روبرت تشيزني الاستاذ بمدرسة القانون في جامعة تكساس مع حقيقة ان للعولقي حقوقا وفقا للدستور الامريكي لكنه قال ان ملابسات اخرى تبرر تحركات الحكومة.

وقال تشيزني انه طالما تملك الحكومة أدلة تثبت ان العولقي شكل تهديدا وانه لم يكن هناك اي احتمال واقعي يفيد بامكانية اعتقال العولقي فان للولايات المتحدة الحق القانوني باتخاذ اجراء. واضاف قائلا "مسألة المليون دولار هي ..هل يعني قتل العولقي ان الحكومة يمكنها قتل اي امريكي في اي وقت اذا ما زعموا ان لديهم معلومات مخابرات تبين ان الشخص ارهابي.. الاجابة لا. لا اعتقد انها تحمل ذلك كله."

ويقول خبراء اخرون انه كان ينبغي على الحكومة محاولة اعتقال العولقي ومحاكمته امام محكمة امريكية. وقالت أوكونيل ان الاستهانة بالقانون في اعقاب الربيع العربي تكشف عن مثال سيء امام المنطقة. وأضافت اوكونيل انه وبالمقارنة بمقتل اسامة بن لادن الذي قالت انه يبدو متوافقا مع القانون الدولي فان مقتل العولقي معارض لذلك في رأيها.

اي ملاذ امن؟

الى ذلك أشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بمقتل أنور العولقي ووصفه بانه "حدث مهم اخر" في جهود هزيمة تنظيم القاعدة ودليل على ان القاعدة وحلفائها لن يجدوا ملاذا امنا. وقال اوباما "مقتل العولقي يعد ضربة كبيرة لاكثر تابع نشط لتنظيم القاعدة" واصفا ذلك بانه نجاح اخر ضد شبكة متشددة موسعة لا تزال تترنح من مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

والنجاح ضد القاعدة قد يساهم في تعزيز صورة اوباما الامنية في الوقت الذي يسعى فيه لاعادة انتخابه عام 2012 ويحبط جهود الحزب الجمهوري الرامية لتصويره على انه زعيم وقائد أعلى للقوات المسلحة ضعيف عالميا.

لكن ادارة اوباما تعرضت لانتقادات فورية من المدافعين عن الحريات المدنية في الولايات المتحدة الذين قالوا انه من غير القانوني القيام بارتكاب هذا النوع من القتل بدون ضمان الحقوق القانونية.

وعبرت الولايات المتحدة ومسؤولون يمنيون عن اعتقادهم ايضا بأن سمير خان وهو عضو بالقاعدة ومن أصل باكستاني قتل مع العولقي. وقال مسؤول أمريكي ان خان كان رئيسا لتحرير مجلة انسباير (الهام) الالكترونية التي يصدرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باللغة الانجليزية والتي كانت تنشر غالبا كتابات العولقي.

وقال اوباما في قاعدة فورت ماير بولاية فرجينيا في حفل بمناسبة تسلم رئيس جديد لهيئة الاركان الامريكية المشتركة منصبه "مقتل العولقي يمثل "حدث مهم اخر في الجهود الاوسع نطاقا لهزيمة القاعدة والتابعين لها." وأضاف "هذا برهان اخر على أن القاعدة والتابعين لها لن يجدوا ملاذا امنا في أي مكان في العالم." غير ان اوباما اقر بأن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب "ما زال يمثل خطرا رغم حالة الضعف التي تعرض لها التنظيم الارهابي" وتعهد بأن يظل ثابت العزم.

وفي هذه المرة كان الهدف الامريكي فرديا وهو رجل دين أمريكي المولد قال عنه مسؤولون أمريكيون انه يتزعم الجناح الاكثر خطورة لتنظيم القاعدة وأدى دورا في مؤامرتين فاشلتين ضد الولايات المتحدة.

شهيد عظيم

من جهة أخرى أعرب أعضاء منتدى اسلامي عن عدم تصديقهم ان طائرة امريكية بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) قتلت ولد انور العولقي ولكنهم قالوا انه اذا اكد تنظيم القاعدة مقتله فانهم سيتذكرونه "شهيدا عظيما."

وقال ناديميو وهو عضو اخر بالمنتدى ان "شهيدا عظيما انضم للشهداء العظماء ان شاء الله. انه لطريق عظيمة للموت من اجل الله بسهم اسوأ الكفار." ووبخ بعض المشاركين اولئك الذين نقلوا عن تقارير اعلامية نبأ مقتل العولقي وقالوا انه ينبغي الانتظار حتى صدور بيان من المنافذ الاعلامية للقاعدة التي تنشر في الغالب تأكيدات رسمية على المنتديات الاسلامية خلال ايام من وقوع اي هجوم.

وذكرت رسالة بثت على شبكة انصار الجهاد الصادرة بالانجليزية "هل هناك اي فائدة من اضاعة الوقت في بث اخبار من الاعلام الصليبي. هل تعرف انك لو نشرت خبرا عن المجاهدين فانك ستحاسب عليه يوم القيامة.

وقال مشارك اخر في منتدى الصحوة الاسلامية "ان الدرس المهم الذي يتعين تنفيذه هو عدم الثقة في الكفار ابدا." وكان ينظر للعولقي (40 عاما) الذي رخصت الولايات المتحدة في العام الماضي بقتله او اعتقاله على انه يلعب دورا مؤثرا في تجنيد غربيين وتنشيط منفذين فرادى مثل نضال مالك حسن الذي اطلق النار عشوائيا ضد جنود امريكيين في قاعدة فورد هوود بولاية تكساس عام 2009 فقتل 13 شخصا. وكان نضال مالك حسن على اتصال بالعولقي عبر الانترنت.

وقالت شرطة مدينة نيويورك انها على اهبة الاستعداد خشية وقوع هجمات انتقامية عقب مقتل العولقي ولكن لا يبدو ان كبرى المواقع الاسلامية بثت دعوات للانتقام. وبثت المنتديات الاسلامية الصادرة بالعربية تعليقات اقل بشأن العولقي المولود في نيو مكسيكو بالمقارنة بنظيراتها الصادرة بالانجليزية والتي قال محللون أن سببها هو ان القاعدة الاساسية للعولقي اسلاميون يتحدثون الانجليزية وتحولوا للتشدد.

وقال جريجوري جونسون الخبير في الشأن اليمني ان بداية شهرة العولقي بين المتشددين العرب هو تفاديه للاعتقال. واضاف "عرف عنه انه شخص يقدر على الهرب من هجمات وكالة المخابرات المركزية وكلما ركزت الولايات المتحدة على العولقي كلما دفعت به القاعدة الى الامام..كان بمثابة اعلان مجاني." بحسب رويترز.

وبث منتدى انا مسلم الصادر بالعربية خبرا عن العولقي اعربت كل التعليقات التي نشرت عنه عن تشككها بشأن نبأ مقتله. وقال احد المشاركين ويدعى حبيب "اذا كان قتل نسأل الله ان يتقبله من الشهداء. واذا كان حيا نسأل الله القدير ان يجعله شوكة في حناجر اعداء الاسلام."

وعلى موقع الصحوة الاسلامية أعرب بعض الاعضاء عن احباطهم وشكهم في وصول ما يصفونها بالحرب على الاسلام الى نهاية. وقال احد الاعضاء تحت اسم سلفية شيكاجو على منتدى الصحوة الاسلامية "ان الحقيقة هي ان هؤلاء الكفار لن يتركوك وشأنك بعد ان قتلوا بضعة رجال مستهدفين. لن يتوقف هؤلاء الكفار عن قتلتنا وغزونا بعد قتل بن لادن والعولقي..الخ. ستستمر الحرب على الاسلام."

حقائق- أنور العولقي

فيما يلي بعض المعلومات عن العولقي بحسب رويترز:

- ولد العولقي في نيو مكسيكو في الولايات المتحدة عام 1971 وهو مواطن أمريكي. حصل على شهادة في الهندسة المدنية من جامعة كولورادو ويحمل درجة الماجستير في القيادة التربوية من جامعة سان دييجو.

- وعائلة العولقي معروفة في اليمن. وكان والده وزير الزراعة السابق ناصر العولقي.

- والعولقي امام سابق لمساجد في دنفر وسان دييجو وفولز تشيرش وفرجينيا. وكان بعض منفذي هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة يصلون في مسجدين من تلك المساجد.

- سافر الى اليمن عام 2004 حيث كان يقوم بالتدريس في جامعة قبل اعتقاله وسجنه عام 2006 للاشتباه في صلاته بالقاعدة وضلوعه في هجمات.

- أفرج عنه في ديسمبر كانون الاول 2007 لانه أعلن توبته وفقا لما ذكره مسؤول أمني يمني. وجهت له نفس الاتهامات فيما بعد واختبأ.

- في العام الماضي فوضت الادارة الامريكية بتنفيذ عمليات لاعتقال العولقي أو قتله. وقال مسؤول أمريكي حينذاك "العولقي مصدر تهديد مؤكد... انه مستهدف."

- اعتبرت أجهزة مخابرات العولقي متعاطفا مع القاعدة يقوم بتجنيد العناصر المدافعة عن قضايا الاسلاميين المتشددين وله صلات محتملة ببعض منفذي هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 .

- تغير هذا التقييم في أواخر عام 2009 حين تم الكشف عن صلاته بمشتبه به نيجيري في محاولة لتفجير طائرة فوق ديترويت في 25 ديسمبر كانون الاول أعلن تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مسؤوليته عنها وعقب اتهام الطبيب النفسي بالجيش الامريكي بقتل 13 فردا في قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

- بعد المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة في يوم عيد الميلاد قال مسؤولون أمريكيون ويمنيون انهم علموا أن العولقي التقى بمنفذ التفجير الفاشل عمر الفاروق عبد المطلب.

- أرسل الميجر نضال مالك حسن الطبيب النفسي بالجيش رسائل بالبريد الالكتروني للعولقي اعترضتها اجهزة المخابرات الامريكية وفحصتها قوة تدخل أمريكية مشتركة لمكافحة الارهاب.

- كان حسن "بطلا" هذا ما كتبه العولقي على مدونته بعد الهجوم. وقال ان حسن رجل عنده ضمير لم يستطع تحمل العيش في التناقض بين كونه مسلما والخدمة في جيش يقاتل ضد أهله. وأغلق موقع العولقي بعد حادث فورت هود.

- كان العولقي بارعا في التعامل مع الانترنت ويتحدث الانجليزية والعربية بطلاقة وشجع الهجمات على الولايات المتحدة وكان يعتبر رجلا قادرا على استقطاب المزيد من المجندين لصفوف القاعدة من الدول الغربية.

- خص جون ساورز رئيس المخابرات البريطانية العولقي بالذكر ووصفه بأنه مصدر تهديد كبير في كلمة ألقاها في اكتوبر تشرين الاول الماضي قائلا "من قاعدته النائية باليمن يبث القيادي بالقاعدة والمواطن الامريكي أنور العولقي دعاية وتعاليم ارهابية باللغة الانجليزية بطلاقة على الانترنت."

- ولا يحتل العولقي مكانة بارزة كرجل دين مسلم. وهو ليس زعيم تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وانما ناصر الوحيشي لكنه يعتبر أفضل المروجين الموهوبين للتنظيم الذين يتحدثون الانجليزية بطلاقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/تشرين الأول/2011 - 7/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م