الفن السابع وشجون السياسة والدين والاقتصاد

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحد من أكثر أنواع الفن شعبية، ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة سوية من أجل إعادة بناء الأحداث على شريط خلوي، حيث بهذا المميزات التي يمتلكها، بدورها تلعب السينما عاملاً مهماً في سرد الاحداث بصورة لها تأثير على المتلقي على المستوى السياسي والاجتماعي على حد سواء، وذلك لأنها غالبا ما تعنى باقضايا السياسية والاجتماعية خصوصاً في الآونة الاخيرة، اذ ان الربيع العربي حصل على حصة الاسد من الافلام في هذه الفترة مما اثر جدلاً واسعاً في الوسط الفني والمجتمعي، ولكن  يرى بعض الاخبراء في هذا المجال يجب أن تؤثر هذه الوسائل على الناس تأثير ايجابي ويجب أن يكون لها دور حقيقي في المجتمع، حيث ان منتجي الافلام اذا اهتموا فعلاً بتقديم النماذج الحقيقة للمتلقي سوف تنجح كل أعمالهم وسوف نجد فعلا سينما نظيفة تقدم ما يحترمه عقل المشاهد.

سينما المرأة

حيث يخصص مهرجان شاشات لسينما المرأة دورته السابعة هذا العام لمناقشة قضايا المرأة الفلسطينية عبر عشرة أفلام روائية ووثائقية تحت شعار "أنا امرأة من فلسطين، وقالت علياء ارصغلي مديرة المهرجان في مؤتمر صحفي للاعلان عن انطلاق المهرجان في قصر رام الله الثقافي "قررنا تخصيص الدورة السابعة من مهرجان شاشات لسينما المرأة هذا العام لتقديم الافلام لمخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية ومتدربات من قطاع غزة يناقشن فيها العديد من جوانب حياة المرأة الفلسطينية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واضافت هذه الافلام اضافة الى مناقشتها قضايا تتعلق بالمراة بشكل عام فانها تركز على نظرة المراة لنفسها، اوضحت ارصغلي ان ستة من الافلام العشر المشاركة في المهرجان كانت نتاج دورة تدريبية لمشاركات من غزة جاءت لتنقل مشهدا بصريا صادقا ينقل صوت غزة الى كل مكان بصوت شاب لم نعتد عليه، وتروي رهام الغزالي طالبة الصحافة في فيلمها القصير (مادلين) قصة فتاة من غزة قررت أن تمتهن الصيد في البحر لمساعدة اهلها فيما اختارت رنا مطر التي تدرس الصحافة ايضا ان تنقل صورة اخرى للمرأة الفلسطينية في غزة من خلال فيلمها القصير (لوحة) تقدم فيها نموذجا للمرأة الفنانة (رشا ابو زايد) من خلال علاقتها بلوحاتها الفنية التي ترسم فيا جسد المرأة واهتمامها بالعمارة القديمة، واختارت فاطمة ابو عودة ان تنقل في فيلمها (دوت كوم) "تأثر الشباب الفلسطيني بالثورات العربية ومتابعتهم لها عبر قنوات التواصل الاجتماعي وكيف أثر هذا على وعي الفتاة في قطاع غزة التي بدورها انضمت مع مجموعات شبابية لكسر الانقسام الفلسطيني.

وتشاركت الطالبتان اسلام عليان واريج ابو عيد في اخراج فيلم (كمكمة) "تنقلان فيه باسلوب شعري ما آلت اليه الثقافة في مجتمع غزة والتي تتبلور حول كيفية اخفاء ذاته بكل اطيافه واشكاله العامة ان كان باللثام والعصي والخوف والترقب كلها افكار تكمم ارواحنا لا اجسادنا فقط وتجعلنا عبيدا لها، وتأخذ الطالبة ايناس عايش في فيملها (خطوة ونص) الجمهور في رحلة لاكتشاف خان يونس التي لا يعرفها فقط من لا يعرف غزة بحكم الحواجز والحصار وانما اهل قطاع غزة ايضا. وتحاول انياس في هذا الفيلم "كسر الحواجز النفسية التي بدأت بحواجز اسرائيلية تخللت الى عقولنا لنصبح مكممين بانغلاقات المجتمع المحيط، وتصور المخرجتان آثار الجديلي وآلاء الدسوقي في فيلمهما المشترك (فلفل وسريدن) غزة "كالفلفل والسردين. فالعلاقة الفريدة التي تربط الغزيين بالفلفل والسردين أمست كالعلاقة التي تربط تفاصيل الحياة اليومية لسكان غزة، واشارت ارصلغي الى ان الافلام الاربعة الاخرى المشاركة في المهرجان هي لمخرجات محترفات عملن على اخراج عدد من الافلام التي شاركت في مسابقات ومهرجانات عربية وعالمية خلال السنوات الماضية، وتقدم المخرجة ليلى عباس في فيلمها (خمس فناجين قهوة) الجدل الدائر بين النساء الفلسطينيات حول تغيير قانون الاحوال الشخصية الفلسطيني فيما تنقل المخرجة جورجينا عصفور في فيلمها (التين والزيتون) ذكريات جدتها وحديثها عن الحلم والامل والحياة الماضية، وتجسد المخرجة دارا خضر خريجة كلية الهندسة في فيلمها (الحالة تعبانة) جانبا من معاناتها في ايجاد عمل مثلها مثل الاف الخريجات وتنقل لنا هذه المعاناة عبر خمس فتيات لكل منهن حكاية في محاولتهن ايجاد دخل لهن، وتبحث المخرجة لنا حجازي في فيملها (حلو ومر) عن المواقف الحزينة والسعيدة للامومة عبر قصة امرأة لديها خمسة توائم واخرى تنتظر مولودها الاول، ومن المقرر ان يشهد حفل افتتاح المهرجان الممول من عدد من المؤسسات المحلية والاجنبية عرض الافلام العشرة في ذات الامسية وقالت ارصغلي "سنتيح للجمهور مشاهدة الافلام جميعها في حفل الافتتاح وهي لا تتعدى 75 دقيقية بمجملها وستكون لها جولة عروض في ثماني جامعات فلسطينية والعديد من المراكز في المدن مع تنظيم حلقات نقاش حول الافلام المعروضة.

وفي ذات الوقت قال منظمون إن أحدث مهرجان دولي لفيلم المرأة بسلا قرب الرباط يهدف إلى اعادة التألق إلى المدنية الغارقة في مشاكل الاجرام والهجرة القروية والتخلف وهي المدنية التي يعود بناؤها إلى الاف السنين وتعاقبت عليها حضارات تاريخية متنوعة، وقال نور الدين اشماعو رئيس المهرجان الذي بدأت دورته الخامسة، و هذا المهرجان من شأنه أيضا أن يعمل على اصلاح الصورة النمطية التي التصقت بسلا كالاجرام والارهاب والتهميش، وأضاف قوله لرويترز "انها مساهمة بسيطة جدا للتخفيف من أعباء المدينة والمهرجان بدأ يخطو خطواته نحو النجاح وبدأ يذيع صيته، وقال ان المدينة "للاسف تزخر بالمبدعين والفنانين لكن مشاكل الاكتظاظ والهجرة القروية وضعف البنية التحتية واغلاق القاعات السينمائية كلها تجعل المدينة تغرق في مشاكلها وتهمش الفن،وأضاف "نحن في بداية الطريق بامكانياتنا المتواضعة ما زلنا في البداية، ويتنافس 12 فيلما على جوائز المهرجان المتمثلة في جائزة المهرجان الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل وممثلة، وتشارك فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وفيتنام وسويسرا وسلوفينيا والمانيا واستراليا وايطاليا والنمسا وبوركينا فاسو ومصر والمغرب بأفلام تتناول في معظمها قضايا المرأة، وكرم المهرجان الحقوقية التركية حليمة جونز مؤسسة مهرجان سينما النساء بأنقرة كما كرم الممثل المصري حسين فهمي، ويرى بعض المراقبين أن الانتفاضات في العالم العربي أو ما بات يعرف باسم الربيع العربي أثر على المشاركة العربية في هذه الدورة التي تميزت بالضعف، ونفى اشماعو ذلك وقال "هناك حضور واضح للسينما المصرية عن طريق عدد من الافلام وكذلك تكريم الفنان حسين فهمي ووجود الفنانة هالة صدقي في لجنة التحكيم، وأضاف "فقط في هذه الدورة ركزنا على الحضور الافريقي حيث اختيرت بوركينافاسو ضيفة المهرجان وربما في السنوات المقبلة نكرم السينما الاسيوية أو سينما أمريكا اللاتنية، وقال السينما العربية حاضرة عن طريق مصر وغياب دول عربية أخرى كما قلت ربما جاء عن طريق الصدفة باستثناء سوريا التي حالت الاوضاع هناك دون مشاركة سينمائييها في هذه الدورة. بحسب رويترز.

وقال الفنان المغربي مصطفى منير ان ما أضافته لثورات العربية للسينما هو أن الناس بدأوا يتحدثون بكل جرأة ويناقشون المواضيع بكثير من الشجاعة والانفتاح. لاحظت في هذه الدورة أن الخوف بدأ يضمحل وهذا شيئ مفرح.

فيلم عن الحرب الاهلية

فيما فاز فيلم عن الصراعات في قرية لبنانية خلال الحرب الاهلية بجائزة اختيار الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وهي الجائزة التي تعتبر غالبا توطئة للفوز بجائزة الاوسكار، ويحكي فيلم "هلا لوين" (الان الى أين؟) من اخراج اللبنانية نادين لبكي قصة قرية يسكنها مسلمون ومسيحيون. وعندما يهدد العنف الطائفي باجتياح القرية تقوم نساؤها باتخاذ حلول مبتكرة وأحيانا غريبة لانهاء او منع العنف، والفيلم الذي عرض للمرة الاولى في مهرجان كان في وقت سابق هذا العام هو المرشح الرسمي عن لبنان لجائزة افضل فيلم بلغة اجنبية في جوائر الاكاديمية للعام القادم، وقال مسؤول عن المهرجان ان لبكي كتبت الفيلم في بيروت عام 2007 عندما اندلعت اشتباكات مسلحة.

وفكرت المخرجة التي كانت حاملا في هذا الوقت في طريقة تحدث بها تغييرا في العالم كمخرجة سينمائية، وقالت لبكي في رسالة قرئت على الجمهور أثناء احتفال تسليم الجوائز انها تركض وتتقافز فرحا في مطار فرانكفورت من السعادة. بحسب رويترز.

وكان الفيلم الفائز بجائزة اختيار الجمهور العام الماضي هو فيلم "خطاب الملك" الذي فاز بعد ذلك بجائزة الاوسكار لافضل فيلم. كما فازت افلام مثل "الجمال الامريكي" و"كراش" و"المليونير المتشرد" بالجائزة في تورونتو قبل فوزها بجائزة الاوسكار.

أفلام من خمس دول عربية

وفي سياق متصل بعد الغاء كل المهرجانات الفنية الدولية وبعض الأنشطة الثقافية بمصر منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي أنهت نظام الرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الماضي يقام الشهر القادم مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي وتشارك في مسابقته الرسمية خمس دول عربية، واندلعت الاحتجاجات الحاشدة في عموم البلاد يوم 25 يناير كانون الثاني وبعد 18 يوما أجبرت مبارك على ترك الحكم. وألغي معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان مقررا أن يفتتحه مبارك يوم 29 يناير كانون الثاني ومهرجان القاهرة الدولي لسينما الاطفال في مارس اذار ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي كان يقام أول سبتمبر أيلول ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يقام في نوفمبر تشرين الثاني، وقال نادر عدلي رئيس مهرجان الاسكندرية لسينما البحر المتوسط يوم الاحد لرويترز ان الدورة السابعة والعشرين سوف تفتتح في الخامس من أكتوبر تشرين الاول وتهدى "لارواح شهداء ثورة 25 يناير" وتتضمن محورا عن أفلام "ثورة يناير" وعددها نحو 15 فيلما رقميا سجلت جوانب مختلفة من أحداث ميدان القائد ابراهيم بالاسكندرية وميدان التحرير الذي كان بؤرة الاحتجاجات في القاهرة، وأضاف أن المهرجان الذي يستمر خمسة أيام اختار للعرض 30 فيلما تمثل 16 دولة عربية ومتوسطية وأن المسابقة الرسمية تتنافس فيها تسعة أفلام منها خمسة أفلام عربية تمثل كلا من المغرب والجزائر وسوريا ومصر وتونس التي ستمثل في المهرجان بعدة أفلام احتفاء بالثورة التونسية التي بدأ الربيع العربي. بحسب رويترز.

وقال ان المهرجان سينظم ندوة عنوانها (السينما والثورة) كما يحتفل بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد الروائي المصري نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الاداب عام 1988 بعرض فيلمي (السمان والخريف) و(ميرامار) المأخوذين عن روايتين له وينظم ندوة عنوانها (نجيب محفوظ والاسكندرية).

فيلم لا الله لا سيد

على صعيد اخر بعد مرور ستة أشهر على الثورة التونسية يتصاعد التوتر الديني بشأن حدود حرية التعبير اذ يتحدى الاسلاميون هيمنة الليبراليين في ما كان ذات يوم حصنا للعلمانية في العالم العربي، وهاجم عشرات الرجال دارا للسينما في تونس عرضت دعاية لفيلم "لا الله .. لا سيد" للمخرجة الفرنسية من اصل تونسي نادية الفاني، وألقت الشرطة القبض فيما بعد على 26 رجلا لكن سلفيين تجمعوا امام وزارة العدل بعد ذلك بيومين للمطالبة بالافراج عنهم مما ادى الى مشاحنات مع محامين، وانتشرت قوات الامن بكثافة في وسط تونس لمنع احتجاجات كان السلفيون يعتزمون تنظيمها بعد صلاة، واتسم رد فعل وسائل الاعلام العلمانية والمثقفين بالقلق وحذروا من أن الحريات في تونس التي كانت حصنا للعلمانية في ظل حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي البوليسي الذي امتد 23 عاما ستتعرض للخطر اذا لم يتم وقف الاسلاميين من مختلف اطياف الاسلام السياسي، وقال طيب زهار في صحيفة "رياليتيه" التي تصدر بالفرنسية "هذا ينذر بما ينتظرنا اذا لم يتم اتخاذ اجراءات صارمة ضد هؤلاء السحرة لان لا شيء سيمنعهم عن مهاجمة الفنادق والملاهي الليلية او المواطنين الجالسين في مطعم، وكانت تونس نقطة الانطلاق لحركة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي انتشرت في شمال افريقيا والشرق الاوسط منذ تمت الاطاحة ببن علي في يناير كانون الثاني، ويثير الانتقال البطيء الى النظام الديمقراطي توترا، ولن يجري الرئيس المؤقت والحكومة المؤقتة الانتخابات الا في اكتوبر/ تشرين الاول لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا يسمح بتشكيل البرلمان واجراء انتخابات الرئاسة في مرحلة لاحقة، وقال عبد الحميد حبيبي القيادي في حزب التحرير وهو حزب سلفي اتهمته الشرطة بمهاجمة دار العرض ان المجتمع الفني يحاول استفزاز السلفيين لكنه يسيء الحكم على المزاج العام للمواطنين التونسيين الذين هم اكثر ميلا للاتجاه المحافظ مما كان يتصوره ابو الدولة الحديثة الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الراحل، وأشار الى فيلم "لا الله .. لا سيد" قائلا ان الدولة ليست بحاجة الى عرض فيلم كهذا او يحمل هذا الاسم خاصة في ظل الوضع الذي تمر به تونس الان وأضاف أن هذه محاولة لاستفزاز الناس. وقال ان الفيلم ينكر وجود الله، وقال ان على الرغم من سياسات الحكومة منذ الاستقلال عن فرنسا التي عززت بقوة تحرير المرأة فمنعت تعدد الزوجات وسهلت حصول النساء على الطلاق وشجعت على عدم ارتداء الحجاب فان الاتجاه الاسلامي المحافظ قوي في تونس، وقال حبيبي ان الشعب التونسي لا يعيش حياة اسلامية لكنه ليس علمانيا وان المجتمع لا يمثله من يظهرون في البرامج التلفزيونية الحوارية مشيرا الى أنهم ليست لهم شعبية وهم مجرد أقلية بين التونسيين، ومضى يقول ان كل التونسيين تقريبا مسلمون وان عقلية الشعب اسلامية وأضاف أن العلمانيين ضحايا نظام عميل للاستعمار، وفي حين حاول زعماء عرب مثل بن علي والرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اضطر للتنحي في فبراير/ شباط ابعاد القوى الاسلامية عن الحياة السياسية بدأت النخب الليبرالية مثل المجتمع الفني تنظر الى الدولة على أنها خط دفاع ضد الاتجاه المحافظ المتزايد في المجتمعات العربية، واليوم يتطلع كثيرون من النخبة الثقافية في تونس الى فرنسا كنموذج سياسي وثقافي وعادة يتم الاحتفاء بالمخرجين التونسيين في فرنسا التي تمول الكثير من أفلامهم، ويقول حبيبي ان الفيلم الوثائقي الذي أخرجته الفاني والذي يدعو الى حماية العلمانية بعد سقوط بن علي بمثابة اعلان للحرب وان الناس أرادوا أن يقولوا أنهم ضده.

ودعت الفاني التي تعترف بأن لا دين لها وهي موضع هجوم من الاسلاميين الى حذف مادة من الدستور التونسي تنص على ان الاسلام دين الدولة. وهي تقول ان هذه المادة تستبعد حقوق اليهود والمسيحيين والملحدين وغيرهم، وقالت متحدثة من فرنسا "هناك معركة الان حتى يفهم الناس افضل أننا اذا كنا نريد أن نحمي الحرية التي كسبناها من الاطاحة بالدكتاتور فعلينا حماية كل الحريات، وأضافت "الواضح أن هناك كثيرين يريدون أن يعيشوا الدين كما يريدون. في تونس اليوم ليس لي الحق في أن أقول انني لا أؤمن بالله، وقالت الفاني انها غيرت اسم الفيلم الوثائقي الى "العلمانية ان شاء الله" بتوصية من الموزعين الفرنسيين بعد عرضه في مهرجان كان هذا العام، واعترفت بأن معظم التونسيين مسلمين فعلا لكنها قالت ان كثيرين يريدون الحق في اختيار ما اذا كانوا يصومون شهر رمضان ام لا وما اذا كانت النساء بحاجة الى ارتداء ملابسهن كما يحلو لهن، وقالت ان حركة النهضة الاسلامية وهي ابرز الحركات الدينية تستفيد من التصرفات التي يقوم بها السلفيون لكنها تقول انها تنأى بنفسها عنهم، وأضافت "الاسلاميون ليسوا معتدلين. سيحاولون اعادتنا الى الحياة التي عاشها الناس منذ 1400 عام. يجب أن تظل تونس عصرية. يجب أن نفهم أن العلمانية عنصر من عناصر التقدم، وقالت حركة النهضة المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين المصرية انها لا توافق على استخدام القوة فيما يتعلق بالافلام او اي أعمال فنية أخرى تعتبر مسيئة وانما لابد من احترام القيم الاسلامية، وحظر بن علي الحركة لكن على غرار جماعة الاخوان ظهرت كأقوى قوة على الساحة السياسية بعد نجاح الثورة. ورفضت السلطات اصدار ترخيص لحزب التحرير بسبب القواعد الدينية الصريحة التي يقوم عليها برنامجه، وقال المعلق السياسي رشيد خشانة ان موقف النخبة العلمانية المثقفة يصب في مصلحة القوى الاسلامية التي تحاول استعراض قوتها قبل الانتخابات، وأضاف "المثقفون العلمانيون أقلية صغيرة جدا ولا يعكسون سلوك المجتمع التونسي لكن السلفيين يحاولون اخافة المجتمع لفرض أسلوبهم. بحسب رويترز.

وأشار خشانة الى اعمال أخرى للفاني بحثت في الهوية التونسية ما قبل الاسلام والعرب. وقال "لم أتفق معها لكن من حقها أن تقول ما تعتقده. هذه القضايا تتعلق بجيل المستقبل وبالتالي يجب أن نناقش كل شيء.

مهاجمة قاعة سينما

من جهة اخرى استنكرت وزارة الثقافة التونسية إقدام مجموعة يرجح أنها من التيار السلفي، بمهاجمة قاعة سينما، والإعتداء بالعنف على بعض الشخصيات الثقافية والحقوقية كانت تشارك في تظاهرة ثقافية، وإعتبرت الوزارة أن مثل هذه الممارسات الغريبة لا تخدم المصلحة العليا للبلاد في شيء وهي تتعارض مع سماحة ديننا الحنيف وقيمة التسامح التي تعد من ابرز مكوناته، وشددت على أن حرية الفكر والإبداع هي من ركائز المجتمع الحديث ومن مطالب "الثورة المجيدة في تونس" ومقاصدها النبيلة، وذلك في إشارة إلى ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وكانت مجموعة من الأشخاص الملتحين الذين يرجح أنهم سلفيون، قد عمدوا مساء الأحد إلى إقتحام قاعة السينما "أفريك ارت، وسط العاصمة تونس، والإعتداء بالعنف على بعض المشاركين في تظاهرة ثقافية تحت شعار "نحي يدك على مبدعينا""إبعد يدك عن مبدعينا"، منهم مدير القاعة الحبيب بلهادي والمناضل الحقوقي الصادق بن مهني، وتجمعت تلك المجموعة التي يقدر عدد أفرادها بنحو 60 شخصا أمام قاعة السينما "أفريك ارت" قبيل إنطلاق التظاهرة المذكورة التي تنظمها جمعية "لم الشمل" بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان، وطالبت بإيقاف عرض فيلم "لا الله لا شئ" للمخرجة التونسية نادية الفاني، ورفع أفراد المجموعة المذكورة شعارات معادية للعلمانيين، منها"الشعب يريد تجريم الإلحاد"، فيما تعالى التكبير "الله أكبر الله أكبر" ، قبل إقدامهم على كسر باب قاعة العرض وإقتحامها، والإعتداء بالضرب على الحاضرين وصفعهم، ورشهم بغاز مسيل للدموع.

مهرجان بغداد

رغم الاندثار القسري الذي تواجهه السينما العراقية منذ سنوات، يشكل مهرجان بغداد الدولي السينمائي الثالث الذي تنطلق اعماله الاثنين ويستمر الى السادس من تشرين/الاول/اكتوبر، في بغداد فرصة لحماية ما تبقى والحفاظ على ارث ناله التهميش، مع سعيه لاحتلال مكانة اقليمية.وتأتي اقامة هذا المهرجان الذي نتظمه جمعية "سينمائيون بلا حدود" التي تستمد دعما خارجيا من منظمات المجتمع المدني، في اطار السعي لاعادة الحياة الى السينما العراقية والمحافظة على الوعي السينمائي، ويأمل القائمون عليه ان تلفت دورته الحالية الانظار لتحقيق ثقة حقيقية لدى الجهات الحكومية حول اهمية الفن السابع ليشهد نموا متميزا في المستقبل ينعكس على الثقافة السينمائية العراقية وطبيعة الصناعة الراكدة والمتعطلة منذ تسعينيات القرن الماضي، اثر الحصار القاسي الذي واجهته البلاد والقى بظلاله على كل الوان الفنون، ويقول عمار العرادي رئيس "جمعية سينمائيون بلا حدود" ان "المهرجان يأمل ان يلفت الانظار الى الواقع السينمائي الذي تشهده البلاد وربما يدفع بالجهات المعنية وخصوصا الحكومية، لاظهار الدعم لاعادة الحياة الى السينماالعراقية، ويسعى القائمون على الجمعية ان يأخذ المهرجان بعدا اقليميا وعربيا خصوصا بعدما انتشرت اصداؤه خارج البلاد واستوعب المهتمون بالشأن السينمائي اهدافه وخطواته، واوضح العرادي "نأمل ان تأخذ الدورة الجديدة للمهرجان مكانة اقليمية وعربية الى جانب المهرجانات الاخرى التي تقام سنويا، الا ان العرادي لم يخف حجم المشاكل التي يواجهها المهرجان قائلا "ليست لدينا ميزانية مالية ولا نتلقى اي دعم حكومي بل نعتمد على مساهمات خارجية لكنها محدودة، واضاف "لكن التحدي للمضي في اهدافنا سيمنحنا الثقة للتغلب على تلك المصاعب" مشيرا الى انه "في النسختين الاولى والثانية، لم يكن هناك حضور متميز من المهتمين بالسينما من الخارج لكن الدورة الحالية ستشهد مشاركة لافتة وهذا بالطبع سيشكل نقلة نوعية، وتابع "لذا نتطلع ان يسهم بعودة السينما العراقية الى ماضيها وسابق عهدها تدريجيا، ويفتتح المهرجان بعرض الفيلم الجزائري "رحلة الى الجزائر " للمخرج كريم البهلول. كذلك تقام على هامش المهرجان ورشة نقاشية خاصة بالسينما الالمانية يعرض خلالها 14 فيلما المانيا متنوعا، وسيشارك 80 فيلما من 30 دولة في المهرجان تعكس تجارب سينمائية لاجيال مختلفة والوان سينمائية متعددة، وخصصت مساحة كبيرة لافلام الشباب العراقيين والعرب، ويمنح المهرجان جوائز لافضل فيلم روائي طويل وافضل فيلم قصير وافضل فيلم وثائقي.

وتضم لجنة التحكيم مخرجين وفنانين من مصر والمغرب والجزائر اضافة الى العراق، وانطلق المهرجان للمرة الاولى العام 2005 واقيمت دورته الثانية العام 2007 وشهدت مشاركة محدودة نظرا للاوضاع الامنية التي كانت تشهدها البلاد انذاك، ويهدف المهرجان بحسب المنظمين الى اتاحة الفرص امام الكوادر السينمائية التي تعيش ركودا، واطلاعهم على التجارب السينمائية الاخرى، وقد تأسست جمعية "سينمائيون بلا حدود" العام 2004 بمبادرة من الفنانين طاهر مسلم الذي يدير المهرجان وعمار هادي رئيسها، وتضم عددا من المهتمين بالصناعة السينمائية. بحسب فرانس برس.

وعانت السينما في العراق خلال السنوات الماضية من اندثار حقيقي نتيجة غياب صالات العرض وانعدام الاهتمام في هذا الفن الذي عرفته البلاد منذ العام 1909. وقد فتحت اول دار عرض في بغداد العام 1911، وانجبت السينما العراقية اجيالا من الفنانين الذين تركوا بصماتهم على الصناعة السينمائية في العراق وعلى ثقافة الفن السابع، قبل ان يبدأ التاريخ الحقيقي لانهيار السينما العراقية مع مطلع تسعينيات القرن الماضي بسبب تعرض البلاد لحظر دولي. وتواصل تدهور الوضع السينمائي في العراق بعد العام 2003.

السعودية

من جهته طالب عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور طلال بكري بفتح دور للسينما أمام الشباب بعد أن أصبحت خيارات الشباب في مناطق المملكة محدودة في قضاء وقت الفراغ الذي يعاني منه أغلب الشباب السعودي، وقال الدكتور بكري قوله إنه من الضروري فتح مواقع تليق بالشباب واستثمار طاقاتهم، وكذلك إزالة الحواجز من أمامهم في ظل رفض كثير من المؤسسات لهم، وجدد مطالبته بإنشاء دور سينما للشباب الذين حرموا من كثير من الحدائق والمتنزهات، وأشار الدكتور بكري إلى أن "حرمان الشباب من دخول الأسواق والمتنزهات فيه ظلم، وأنا ممن يدعون إلى إيجاد دور للسينما، واعتقد أن السينما أطهر وأبرأ من بعض القنوات الفضائية التي تدخل منازلنا، وأفضل من التسكع في الشوارع، وأضاف :"علينا أن ندرك جيدا أن الشباب يعاني من الفراغ الكبير وذلك نتيجة غياب الأماكن المخصصة لهم، سواء الترفيهية أو الرياضية أو الثقافية، الأمر الذي يعد مشكلة كبيرة تتكرر في كل صيف، يشار إلى أن كثيرا من المنتزهات وأماكن الترفيه تمنع دخول الشباب بحجة أنها مخصصة فقط للعوائل، وتمنع السلطات السعودية الاختلاط بين الجنسين في جميع مناحي الحياة لأسباب دينية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وفي هذا الصدد عرضت مجموعة من الشباب السعوديين، أطلقت على نفسها لقب "مجموعة التائبين"، فيلماً جديداً بعنوان منوبولي، سلّط الضوء على أزمة السكن التي يعاني منها المواطن في السعودية، وأن الفلم يسلّط الضوء على ظاهرة إحتكار الأراضي، وكيف أنها ساهمت بشكل رئيس في ارتفاع أسعار الأراضي لأرقام غير معقولة، حتى إنه بات من المستحيل  للمواطن، صاحب دخل أقل من 15 ألف ريال، التفكير في امتلاك أرض ناهيك عن امتلاك مسكن، وظهر في الفيلم، الوثائقي بأسلوب الكوميديا السوداء، الكاتب الإقتصادي والمدون عصام الزامل الذي طالب بفرض رسوم أو "زكاة " على الأراضي المحتكرة، وأكد أنها هي الحل لإعادة أسعار الأراضي لأسعارها الإفتراضية حتى تكون في متناول معظم المواطنين، ويحكي "مونوبولي" قصصاً لعدة نماذج لشباب سعوديين أحدهم يسكن في سيارة نقل "فان" ويتنقل في الشوارع، وآخر هاجر الى البرازيل للبحث عن السكن، ومجموعة من الشباب من خريجي أرقى الجامعات يسكنون في شقة واحدة صغيرة بالكاد تكفيهم، يشار إلى أن مخرج الفيلم بدر الحمود، قام بإهداء "مونوبولي" الى "كل مواطن ينام تحت سقف لا يملكه. بحسب يونايتد برس.

عالم الافلام

وفي هذا السياق قد يكون الكاتب اللبناني قاسم قاسم بين القلائل الذين يكتبون قصص الخيال العلمي في العربية ومن الذين يكتبونها بسلاسة الا ان ذلك كله قد لا يكون كافيا لكتابة رواية تتسم بالتميز، صحيح ان عالم هذا الانواع من الروايات لا يزال غريبا علينا وان خطوة قاسم في هذا المجال وهي ليست خطوته الاولى تشكل في حد ذاتها سببا لاشادة ما بالعمل الجديد. لكن المشكلة هنا تكمن في ان القاريء الذي يقرأ عمل قاسم قد يشعر بان العمل ليس جديدا عليه، المقصود بذلك هو ان القارىء طوال الوقت الذي يمضيه في القراءة لايستطيع التخلص من شعور يرافقه هو تذكر افلام سينمائية اجنبية من هذا النوع الى درجة يبدو فيها الكاتب كأنه اقتصر على النسج على غرار تلك الافلام. ويبدو احيانا ان مرجع الكاتب او العالم الذي يكتب عنه ليس عالمنا او عالمنا المتصور لكنه تلك الافلام، ويبدو ان كل ما يفعله الكاتب هو اخذنا في "سياحة" في البعض منها او في ما يشبهها. واذا كان النقد القديم قد قال سابقا ان الادب هو محاكاة الحياة او الطبيعة فقد يصح مع قاسم على رغم المتعة التي تقدمها روايته القول ان الادب هو هنا محاكاة افلام الخيال العلمي، جاءت الرواية في 156 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار (بيسان) للنشر والتوزيع والاعلام في بيروت، تبدأ الرواية مع قدوم سامي الطيار الى عالمنا. انه غريب عنه ويبدو ان مركبة فضائية جاءت به وانه يعاني من خطأ ما يجعل حياته غير واضحة وغير كاملة. تعرض سامي لفحص من دوائر طبية وعلمية لم تستطع الوصول الى حقيقته تماما لكن نجاحا محدودا سجل في اكتسابه بعض لغتنا الارضية، وقد جاء سامي الى عالمنا بعد ويلات اصابت هذا العالم وجعلت اشياء فيه تختفي وتزول وان المدينة "تعرضت لكارثة رمادية حجبت الشمس وعطلت حركة المطارات ودب الذعر في نفوس الناس. انقطعت الاتصالات بين المسافرين واهلهم ناموا في العراء تشردوا جاعوا عطشوا اما من علق على الطرقات فقد اخفته الرمال، الا ان ذاكرة بعض العجائز بقيت محافظة على معرفة قديمة جعلتهم يقدرون ان سامي الذي يحمل اسم جده المتوفي انما كان اصلا من بلدهم وانهم عرفوه طفلا قبل ان يختفي ابوه في الفضاء عند درب الحليب واختفى هو معه، ولسامي تعابير مختلفة عن تعابير اهل المدينة لكنها تسعى الى ان تحاكيها. نقرأ عن جلسة له مع اطباء وعلماء يسعون الى معرفة شيء عنه "في الوقت المحدد استدعوه فبادره طويل القامة فورا.. هل لك اقارب في المدينة ..رد بما معناه 'اخبرني المتقدم في الزمن (العجوز) ان جدي يقيم في المقبرة' علق متوسط القامة على كلامه.. 'وانت اين تقيم..' صمت سامي ولم يجب، حذاء سامي يختلف عن احذية اهل المدينة ولون بطلنا اقرب الى الاخضر كالضفادع وهو احيانا يطلق نورا من اصبعه في عملية معرفية غريبة. كان يقول انه قادم من القمر الازرق في الفضاء الخارجي حيث "السمك يطير الحيتان ايضا تطير الشجر باسق والبحر عال الشجر في الاسفل، في المدينة تدب غيرة انسانية ونسائية بين الممرضة الاربعينية الشقراء والطبيبة نور التي تهتم به طبيا وانسانيا. وكان سريع التعلم بل سريع الحفظ في شكل غريب. عندما تسأله الطبيبة سؤالا لا يستطيع الجواب عنه فاننا نجد انفسنا ازاء كائن ذي جهاز خاص به يوجهه، سألته سؤالا و"اظهر جهازه صورة مشوشة فاسرع قائلا .. 'الصورة مشوشة' فعلقت وقد اصبحت خارج الكوخ 'تصرفك هو الغريب.' وقالت له .. عجيب امرك تتحدث اليّ وكأنك تراني صورة." فاجاب "اراك صورة، دخل مرة بين الاشجار "حاول التقدم انما كثافة الاشجار وقفت سدا امامه فعمد الى اضاءة اصبعه فظهرت له ملامح قطع صخرية واشجار باسقة واظهر له جهازه صورتين صورة من القمر الازرق بينما الصورة الثانية امامه، ويصفه احد الباحثين بقوله للطبيبة "لكن مريضك سامي متفوق علينا في دماغه وهو الة وليس انسانا وخموده ناتج عن بداية فقدان الطاقة لديه... ان الصور التي يبثها الروبوت تبين حاجته لرد الطاقة... 'رأينا منه الجانبين الانساني والالي ايهما برأيك...هو سامي الطيار..' كلا الاثنين' يجيب زميله. ويظل يردد 'الصورة ناقصة... الصور الارقام، وفي حالة مميزة ما ان لمس اصبعه المضيء حتى شاهد الصورة كاملة وادرك وضعه وانه كان هنا اصلا قبل ان يختفي هو ووالده والعائلة "وحين نظر من خلال الزجاج شاهد نور والصديق المفترض والشقراء والعجائز والنادل وادارة العلوم والطب يلوحون بايديهم فيما سمع الطبيبة نور تحدث نفسها .. 'واخرا عثر سامي على دارته.

سينماك المغربية

فيما عادت المجلة السينمائية الشهرية "سينماك" للصدور بعد انقطاع لفترة حيث قدم عددها الـ 11، في إطار الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، وترتبط عودة "سينماك" حسب مدير التحرير محمد باكريم، رئيس الجمعية المغربية للدراسات السينمائية، بسياق داخلي وخارجي، فهي ستكون منبرا للنقد وللدراسات النقدية، كما ستحاول إنتاج خطاب نقدي يواكب المشهد السينمائي المغربي الذي عرف خلال السنوات الأخيرة طفرة كبرى "حوالي 20 فيلما في السنة" وهو ما كان من أهم مطالب المهتمين بالمجال.

وأضاف في لقاء مع الصحافة أن مجلة "سينماك" في حلتها الجديدة ترتكز على الانفتاح على الجميع وعلى الفنون القريبة من السينما، والترويج للفيلم المغربي وتتبع كل ما يتعلق به في الخارج ، كما أنها ستصدر باللغتين العربية والفرنسية، أما الخط التحريري فبني على أركان أساسية منها الاستقلالية والاعتماد على المقالات النقدية الرصينة، وعودة بعض الأقلام التي توارت عن الأنظار لمدة طويلة، وإعداد ملف شهري حول موضوع معين، وحوار الشهر، والرهان على مساهمة الطاقات الشابة.

وفي السياق ذاته قال باكريم في افتتاحية المجلة، إنه من "المهام الراهنة المطروحة باستعجال، رد الاعتبار للخطاب النقدي السينمائي المؤسس نظريا والمنفتح على السينما، وأضاف أن عودة المجلة بعد انقطاع اضطراري تحمل أكثر من دلالة، إنه أولا تعبير بليغ عن الحاجة الموضوعية إلى خطاب مرافق لعملية رواج الأفلام وتداولها، إذ أن وجود سينما معينة لا يتأتى فقط بوجود أرقام ودلائل جافة عن معدلات المشاهدة وارتياد القاعات، واعتبر باكريم صدور المجلة "مغامرة" جديدة يقف وراءها "طموح كبير" إذ تنطلق عمليا دون إمكانيات تذكر يقف وراءها فقط حماس مجموعة أصدقاء لفكرة تواجد منبر يوحد عشقهم للسينما ويؤسس لانطلاقة جديدة للعمل النقدي السينمائي، وعن العلاقة بين الجمعية المغربية للدراسات السينمائية والمجلة، قال باكريم إن العلاقة بينهما تقتصر على العشق المتبادل للسينما بين فريق المجلة وأعضاء الجمعية، وخصص العدد ملفا خاصا لـ "السينما الإفريقية بين رهانات الواقع وتحديات المستقبل"، أما ركن النقد فتضمن مقالات حول فيلم "أشلاء" لحكيم بلعباس و"شقوق" لهشام عيوش و"الوتر الخامس" لسلمى بركاش و"ماجد" لنسيم عباسي و"الجامع" لداوود اولاد السيد، أما ركن حوار العدد فقد كان مع نور الدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي.

نجيب محفوظ وطاغور

الى ذلك يحتفل مهرجان أبوظبي السينمائي الشهر القادم بعيد ميلاد الروائي المصري نجيب محفوظ (1911-2006) والشاعر الهندي رابندرانت طاغور (1861-1941)، وقال المهرجان في بيان ان دورته الخامسة التي تفتتح يوم 13 أكتوبر تشرين الاول ستقدم "تحية تقدير لاثنين من حائزي جائزة نوبل" حيث يحتفل بمرور 100 عام على ميلاد محفوظ "هذا الكاتب الاستثنائي والوحيد في العالم العربي الحائز على جائزة نوبل للاداب 1988، وسينشر المهرجان دراسة عن علاقة محفوظ بالسينما ويقيم معرضا لملصقات الافلام المأخوذة عن أعماله اضافة الى تنظيم مائدة مستديرة حول سينما محفوظ، ويعرض المهرجان ثمانية أفلام مأخوذة عن أعمال محفوظ هي (بداية ونهاية) و(بين السماء والارض) لصلاح أبو سيف و(درب المهابيل) لتوفيق صالح و(الجوع) لعلي بدرخان و(بين القصرين) لحسن الامام و(اللص والكلاب) لكمال الشيخ اضافة الى الفيلمين المكسيكيين (بداية ونهاية) لارتورو روبنيستين و(حارة المعجزات) لجورج فونس وهما مأخوذان عن روايتي (بداية ونهاية) و(زقاق المدق)، وقال البيان ان الاحتفال بذكرى مرور 150 عاما على ميلاد طاغور "الشاعر البنغالي العظيم الذي أصبح في عام 1913 أول كاتب غير غربي يحوز جائزة نوبل للاداب" يتضمن عرض أربعة أفلام أخرجها الهندي ساتياجيت راي "بالاستناد الى أعمال طاغور، وأضاف أن المهرجان الذي يستمر عشرة أيام سيعرض الفيلم المصري (18 يوم) وهو عبارة عن عشرة أفلام روائية قصيرة لعشرة مخرجين قدموا جوانب من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي كان بؤرتها ميدان التحرير بوسط القاهرة وأدت الى انهاء حكم الرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الماضي، ومخرجو الفيلم هم شريف عرفة وكاملة أبو ذكري ومروان حامد وشريف البنداري وخالد مرعي وأحمد عبد الله ويسري نصر الله وأحمد علاء ومريم أبو عوف ومحمد علي، ويتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 17 روائيا طويلا و12 فيلما وثائقيا طويلا. بحسب رويترز.

المخرج الامريكي في إيران

على صعيد مختلف ذكرت وسائل اعلام ايرانية أن ابن المخرج السينمائي الأمريكي أوليفر ستون الذي أغضب بعض الامريكيين في الاونة الاخيرة بفيلم عن زعماء أمريكا اللاتينية المناهضين لامريكا في ايران للتحضير لفيلم وثائقي، ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية عن المنتج السينمائي الايراني مهرداد حجتي قوله "جاء شون ستون الى ايران ويريد تمهيد الطريق لعمل فيلم وثائقي، وذكرت وكالة مهر للانباء أن أوليفر ستون التي وصفته بأنه مخرج "مناهض للنظام الامريكي" سيلحق بابنه يوم 26 من سبتمبر ايلول للمساعدة، ولم تحدد التقارير ما سيتناوله الفيلم، وفي فيلمه الوثائقي (جنوبي الحدود) "South of the Border" عام 2009 قابل أوليفر ستون العديد من زعماء أمريكا اللاتينية اليساريين ومن بينهم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز وهو حليف وثيق للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي ينتقد الولايات المتحدة باستمرار، وفي عام 2009 قال ستون انه يجري محادثات مع مسؤولين ايرانيين لعمل فيلم وثائقي عن أحمدي نجاد ولكن تحديد المواعيد لدى الجانبين حال دون ذلك، وليس للولايات المتحدة التي يطلق عليها قادة الجمهورية الاسلامية اسم الشيطان الاكبر علاقات دبلوماسية مع طهران منذ اقتحام السفارة الامريكية في اعقاب الثورة الاسلامية عام 1979، وحسب موقع قاعدة بيانات السينما على الانترنت فان شون ستون (26 عاما) مخرج افلام وثائقية وممثل شارك في أدوار صغيرة في بعض افلام والده. . بحسب رويترز.

في حين ذكر موقع "راهسبز" الالكتروني للمعارضة ان السينمائي الايراني مجتبي ميرطهماسب الذي شارك في اخراج اخر افلام جعفر بناهي، هو من بين ستة "مخرجي افلام وثائقية" اعلن النظام الايراني توقيفهم الاثنين متهما اياهم بالعمل مع "بي بي سي، والى جانب ميرطهماسب يورد الموقع اسماء خمسة مخرجين او منتجين اخرين اوقفوا السبت ولم تنشر وسائل الاعلام الايرانية الا الاحرف الاولى من اسمائهم.

والموقوفون الاخرون هم المخرجون ناصر صفاريان وهادي افاريده وشهنام بزدر والصحافي ومخرج الافلام الوثائقية محسن شهنزدر والمنتجة السينمائية كتايون شهابي على ما اوضح موقع المعارضة الاصلاحية، واوقف هؤلاء في منازلهم ونقلوا الى سجن ايوين في شمال طهران على ما قال مقربون، شاجبين "حملة جديدة" للنظام على اوساط السينما، وقد شارك مجتبي ميرطهماسب خصوصا في اخراج فيلم جعفر بناهي الاخير "هذا ليس فيلما، وقد منع من مغادرة ايران في الخامس من ايلول/سبتمبر عندما كان يستعد للتوجه الى باريس ومنها الى تورورنتو للمشاركة في مهرجانها السينمائي. وقد صادرت السلطات يومها جواز سفره وجهاز الكمبيوتر الخاص به ودفاتر ملاحظات على ما قالت ملحقته الصحافية في باريس، وخلال مشاركته في مهرجان كان في ايار/مايو الماضي عرض فيلمه خارج اطار المسابقة. وقد تحدث المخرج عن "وضع يزداد توترا" لزملائه في ايران، وحكم على جعفر بناهي في كانون الاول/ديسمبر الماضي بالسجن ست سنوات ومنع من العمل في مجال السينما لمدة عشرين عاما. وقد استأنف الحكم ولا يزال ينتظر منذ كانون الثاني/يناير قرار القضاء وهو خاضع للاقامة الجبرية في طهران، وكانت السلطات الايرانية اعلنت الاثنين توقيف "ستة افراد من خلية سرية للبي بي سي" اتهمتهم بتوفير "معلومات وافلام تلطخ صورة ايران" الى الشبكة الفارسية لتلفزيون بي بي سي البريطاني.

وقالت ان الاشخاص الستة الموقفوين هم "مخرجو افلام وثائقية، وتمنع السلطات الايرانيين من التعامل مع اي محطات اذاعية او تلفزيونية تبث باللغة فارسية من الخارج ولا سيما "بي بي بي" و"فويس اوف اميركا". وثمة متابعة كبيرة لبرامج هاتين المحطتين في ايران الا ان طهران تتهمهما بانتظام بالمشاركة في "مؤامرة" غربية لزعزة استقرار النظام الايراني، وقال مصدر مقرب من المعارضة في الاوساط السينمائية ان "وسائل الاعلام الحكومية تحاول الترويج لرواية مفادها ان السينمائيين الايرانيين المستقلين الذين اوقفوا هم جواسيس يعملون لحساب بي بي سي، واضاف المصدر ذاته "الا ان الامر يتعلق بحملة جديدة للنظام ضد الاوساط السينمائية" التي تعاني منذ عدة سنوات من عمليات توقيف ورقابة متزايدة.

واحتجت جمعية مخرجي الافلام الوثائقية الايرانيين على موقعها الالكتروني على الاتهامات "غير المسؤولة" الموجهة الى المخرجين الموقوفين. واعتبرت ان هذه الاتهامات "تمس حقوقهم وتزيد من مخاوف عالم السينما الايرانية". بحسب فرانس برس.

ونفت بي بي سي من جهتها ان يكون المخرجون الستة من موظفيها واعتبرت ان هذه القضية "تندرج في اطار المحاولات الحالية للحكومة الايرانية للضغط" عليها، ودعت فرنسا طهران الى الافراج عن المخرجين الموقوفين و"ضمان حرية التعبير والابداع كاملة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/تشرين الأول/2011 - 6/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م