أمريكا ونهاية الحلم... هل دنى الانهيار؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لقد أشار العديد من المحللين والمتابعين للشؤون الأمريكية إلى تفاقم المشاكل واتساع نطاق المعضلات داخل المنظومة الأمريكية، حيث بدء الضعف يدب في أوصال المجتمع والدولة في الولايات المتحدة الأمريكية على حد سواء، بعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتلاحقة والتي بات ينوء من حملها الثقيل، كما إن أزمة الثقة بين الإدارات المتلاحقة للبيت الأبيض والمجتمع الأمريكي أصبحت على أشدها في عهد اوبام، حيث يعتقد نسبة كبيرة من الأمريكيين إن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ، برغم إعلان الأخير العديد من الخطط المستقبلية والتي من شأنها "بحسب اوباما" أن تساهم في حل الكثير من قضايا الاقتصادية كالبطالة وانتشار الفقر، الأمر الذي يمكن أن ينقذ الولايات المتحدة الأمريكية من رفع الراية البيضاء والاستسلام كما فعلت غيرها من الدول عبر التأريخ. 

أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة

فقد بلغ عدد سكان الولايات المتحدة 309.3 مليون شخص العام الماضي منهم 287 مليوناً مواطنون أميركيون، وسجلت أميركا انخفاضاً في متوسط الدخل السنوي إلى 50 ألف دولار وارتفاعاً في عدد الولادات خارج إطار الزواج وتراجع عدد الموظفين في قطاع البناء والأشغال العامة وفقاً لمكتب الإحصاءات الأمريكي العام، وأشارت إحصاءات المكتب للعام 2010 في مجال النقل والتعليم والرواتب والصحّة إلى أن 40 مليوناً من سكان الولايات المتحدة ولدوا في الخارج أي 12،9 في المائة من إجمالي السكان وينحدر أكثر من نصفهم أي 53 في المائة من أميركا اللاتينية ويأتي 28،2 في المائة من آسيا و4 في المائة من أفريقي، وبينت أن 79،4 في المائة من السكان لا يتكلمون إلا الإنكليزية في منازلهم ويعتمد 12،8 في المائة منهم الإسبانية، ويضم البلد 94،3 رجل لكل 100 امرأة وتبين أن 15،5 في المائة من أسلاف سكان الولايات المتحدة هم ألمان و11،2 في المائة إرلنديون و2،8 في المائة فرنسيون، أما من الناحية الاقتصادية، فانخفض متوسط الدخل بنسبة 2،2 في المائة في سنة واحدة فتراجع من 51،190 دولاراً إلى 50،046 دولار، وتبلغ نسبة السكان الذين يتعدى دخلهم السنوي مأتي ألف دولار 3،9 في المائة في حين أن دخل 7،6 في المائة منهم هو دون العشرة آلاف دولار، ويعيش 15،3 في المائة من السكان تحت خط الفقر وترتفع هذه النسبة إلى 28،4 في المائة لدى الهنود و27،1 في المائة لدى السود ونحو 15،5 في المائة من السكان لا يتمتعون بضمان صحّي، وتراجعت نسبة اليد العاملة من 68،2 في المائة إلى 66،6 في المائة في مقابل تراجع بنسبة 3،3 في المائة بين العامين 2008 و2009.

أما عدد النساء غير المتزوجات اللواتي تتخطى أعمارهن الخمسة عشر عاماً فارتفع من 28،6 في المائة إلى 29 في المائة (34،8 في المائة في نيويورك) كما ارتفع عدد الولادات خارج إطار الزواج من 35،2 في المائة إلى 36 في المائة، وأشار التقرير إلى أن العمل يشهد بدوره تغيراً ملحوظاً مع انخفاض عدد العمال في قطاع البناء بنسبة 8،8 في المائة وتقدم قطاعات التعليم والصحّة والمساعدة الاجتماعية بنسبة 2،2 في المائة، إلى ذلك ازدادت نسبة الفقر العام الماضي في نيويورك بوتيرة أسرع كثيراً من بقية مدن الولايات المتحدة، ويعيش أكثر من 20 في المائة من سكان المدينة تحت خط الفقر وفقاً لمعطيات رسمية، وتضم هذه المدينة 8 ملايين شخص منهم 3،8 مليون رجل و4،2 مليون امرأة، وفي العام 2010 كان 1،6 مليون شخص في نيويورك أي 20 في المائة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر في مقابل 18،7 في المائة في العام 2009 وفق مكتب التعداد السكاني وهي نسبة تزيد على المعدل الوطني البالغ 15،1 في المائة وكذلك الارتفاع الذي حصل في غضون سنة إذ إن الزيادة بلغت 0،8 في المائة في مجمل البلد في مقابل 1،4 في المائة في نيويورك، ولم توفر الأزمة إلا أغنى الأغنياء، فانخفض متوسط دخل الأسر في نيويورك من 51،000 دولار في العام 2009 إلى 48،743 دولاراً في 2010.

المسار الخاطيء

على صعيد مختلف أظهرت نتائج استطلاع للرأي أُجري مؤخراً ان المخاوف الاقتصادية تلقي بثقلها بشدة على الامريكيين حيث قال غالبيتهم ان الولايات المتحدة تسير في المسار الخاطيء بينما يعتقد نصف الأمريكيين ان الأسوأ لم يأت بعد، ويعكس الاستطلاع القلق المتنامي بشأن الاقتصاد الامريكي والاستياء من الحكومة الاتحادية في واشنطن بعد ان أفلتت بصعوبة من اعلان إفلاسها وتخفيض التصنيف الائتماني وانهيار اسعار الاسهم وارتفاع نسبة البطالة التي بلغت 9.1 في المئة، وتأثرت شعبية الرئيس الامريكي باراك اوباما بشدة نتيجة لذلك لكنها مازالت متماسكة بعد المناقشات الساخنة التي استمرت أسبوع، وانخفضت شعبيته الى 45 في المئة من 49 في المئة قبل شهر وفقا للاستطلاع الذي أُجري، لكن الآراء السلبية تجاه الاقتصاد تمثل مؤشرات مزعجة بالنسبة للرئيس الامريكي وهو يتطلع الى حملة إعادة انتخابه في عام 2012، وأظهر الاستطلاع ان 73 في المئة من الامريكيين يعتقدون ان الولايات المتحدة "تسير في المسار الخاطيء" وان 21 في المئة فقط يعتقدون ان البلاد تتحرك في الاتجاه الصحيح، وهذا أعلى رقم تم قياسه حتى الآن منذ ان بدء استطلاع آراء الامريكيين في فبراير شباط 2009، لكن الأسوأ من ذلك ان الاستطلاع الذي شمل 1055 شخصا بالغا وجد ان 47 في المئة يعتقدون ان "الأسوأ لم يأت بعد" فيما يتعلق بالاقتصاد الامريكي بزيادة بلغت 13 نقطة مئوية عن العام السابق عندما طرح هذا السؤال آخر مرة، ووجد الاستطلاع ان 49 في المئة من الامريكيين يحملون آراء سلبية للجمهوريين بعد التوصل الى الاتفاق وان 42 في المئة لهم آراء سلبية تجاه حركة حفل الشاي، وتمسكت الحركة المحافظة بمطلبها بأن يتم خفض العجز فقط من خلال خفض الانفاق، وعلى العكس من ذلك حمل 40 في المئة ممن شملهم الاستطلاع آراء سلبية تجاه الديمقراطيين. بحسب رويترز.

الأمريكيون أكثر مرضاً

فيما أظهرت دراسة أمريكية جديدة ارتفاع نسبة الأمريكيين المرضى %18 خلال سنوات بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك، وقالت الباحثة في جامعة «كاليفورنيا» اليسون هولمان ان الزيادة في عدد المرضى كانت الأعلى بين من كانوا أصلاً يعانون من مشاكل صحية، فيما سجّلت زيادة أيضاً في عدد المرضى بين من لم يكونوا مصابين بأي مشكلة صحية قبل الهجمات، وأضافت هولمان «لا يمكننا الاستخفاف بتأثير الاجهاد الجماعي على الصحة، وعلى العاملين في المجال الصحي ان يلحظوا الأعراض المتعلقة بالاجهاد وهم بحاجة لأن ينظروا في الآثار المحتملة للتعرّض غير المباشر للاجهاد الحاد»، وأشارت الى ان دراستها وزملاءها شملت ألفي شخص بعد هجمات 11 سبتمبر، وتبيّن ان %63 منهم شاهدوا الهجمات مباشرة على التلفاز، و%4.5 تعرضوا مباشرة له، وظهر ان من شاهدوا وقائع الهجمات على التلفاز، كانوا مقارنة بمن عرفوا عنها بعد حدوثها أكثر عرضة بنسبة %28 للاصابة بأمراض جسدية خلال السنوات الثلاث اللاحقة. بحسب يونايتد برس.

اهتزاز الثقة

في سياق متصل تسبب سيل من الاخبار السيئة المتعلقة بتقلبات أسواق المال والمخاوف من تضاعف حجم الركود والبطالة المستعصية وتداعيات اتفاق بشأن رفع سقف الديون في اهتزاز الثقة بقيادة الرئيس الامريكي باراك أوباما وقد يؤثر الامر ذاته على فرصه في الفوز بفترة ولاية ثانية، ويسعى أوباما لاعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني 2012 وهي لا تزال بعيدة لكن استمرار تراجع الاقتصاد مصحوبا بالادراك المتزايد بوجود خلل سياسي في واشنطن قد يعقد من فرصه السياسية، فالمشهد السياسي الذي سبق خلاله التوصل الى اتفاق بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة هذا الشهر بشأن رفع سقف الديون وما تبعه من خفض لدرجة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة تصنيف عالمية ولد أحاديث في وسائل الاعلام الامريكية عن تراجع دور واشنطن كقوة عالمية في عهد أوبام، وأظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبية أوباما حتى أن اعضاء في الحزب الديمقراطي المنتمي له يتذمرون من قيادته وانتقدوا استعداده لتقديم تنازلات للمعارضة الجمهورية في الكونجرس، ووجد استطلاع لرويترز/ابسوس ان 73 بالمئة من الامريكيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، وهذه أعلى نسبة منذ اكتوبر تشرين الاول 2008 عندما كانت الازمة المالية العالمية مستعرة وقبل أسابيع قليلة من ادارة الناخبين الامريكيين ظهورهم للحزب الجمهوري الذي كان ينتمي له الرئيس السابق جورج بوش وفتحهم أبواب البيت الابيض أمام أوباما. بحسب رويترز.

وقالت كارلين بومان وهي باحثة كبيرة في (معهد امريكان انتربرايز) البحثي "من الصعب تصور أن درجة تفاؤل العامة ستكون أكثر سلبية بشأن الاقتصاد مما هي عليه الان، فيما يتعلق بالرأي العام فان أمامه تل ضخم عليه ان يتسلقه"، وأضافت "أعتقد أن الامريكيين يودون اعادة انتخاب أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية ولكن في نهاية المطاف فان الانتخابات الرئاسية هي استفتاء على الاداء"، ويواجه أوباما كذلك انتقادات يومية من جانب الجمهوريين الساعين لنيل ترشيح حزبهم لمواجهته في انتخابات 2012 الرئاسية، وتزايد عدد هؤلاء مؤخرا بانضمام حاكم ولاية تكساس ريك بيري للسباق وينظر له على أنه منافس محتمل قوي، وشهدت أسواق المال موجة كبيرة من التقلبات مؤخراً اذ تأرجح متوسط مؤشر داو جونز الصناعي لمئات النقاط بين الصعود والهبوط وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الامريكي وأزمة الديون في أوروبا وخفض درجة التصنيف الائتماني الامريكي، وقال مات ميلر وهو باحث كبير في (مركز من أجل التقدم الامريكي) ذي الاتجاهات اليسارية "الفشل فيما يتعلق بسقف الدين وخفض التصنيف الائتماني وما تخللهما من، تقلبات في أسواق المال جعل شيئا ما بداخلي يصدر صوت فرقعة"، وأضاف "أنه صوت تحطم الثقة في قيادة أوباما"، وقال وليام جالستون وهو باحث كبير في (معهد بروكينجز) البحثي "فشل الرئيس حتى الان في تقديم تفسير منطقي لما نحن فيه وما نحن بحاجة اليه ويمكن للامريكيين أن يفهموه".

وتعهد أوباما بتقديم فيض منتظم من الافكار الجيدة لانعاش عمليات التوظيف وسوف يقوم بجولة بالحافلة تستغرق ثلاثة أيام في ولايات وسط الغرب الامريكي يوم الاثنين للتحدث عن رؤيته، لكن حتى الان لم يقم سوى بتجديد الدعوات لاتخاذ اجراءات بشأن مجموعة من التدابير كان قد تحدث عنها لعدة أشهر بما في ذلك تمديد خفض الضرائب المرتبات ومعونات البطالة، وفي غضون ذلك يتخوف الامريكيون من الاضطرابات الاخيرة التي تذكر بالازمة المالية عام 2008 اذ تراجعت أسعار الاسهم عشرة بالمئة عن الشهر الماضي وسط مخاوف من ركود أمريكي اخر.وقالت كريستينا رومر وهي مستشارة اقتصادية كبيرة سابقة لاوباما ان خطر حدوث ركود زاد وحثت الرئيس على التفكير بدرجة كبيرة في برنامج يمكنه ان يصنع مئات الالاف من فرص العمل التي تقول ان الاقتصاد يحتاجه، وأضافت رومر أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي "لديه الان فرصة فريدة حقا لتبرير الوضع للشعب الامريكي، الكونجرس في عطلة ولديه فرصة لمحاولة بناء توافق في الاراء حول بديل جرئ"، والكونجرس حاليا في عطلة صيفية، واتفق المشرعون على رفع سقف الديون الاميركية في مقابل تدابير لخفض العجز، وسوف يشكلون لجنة خاصة لبحث الاصلاحات في قانون الضرائب والبرامج الحكومية مثل برنامج تأمين الرعاية الصحية للمسنين، لكن الجمهوريين يقولون ان الانفاق الحكومي الكبير الذي أثار مخاوف لدى الاسواق في أوروبا ليس هو الحل، وقال جلين هوبارد وهو مستشار اقتصادي كبير سابق لبوش "الحاجة التي نواجهها هي للاصلاح الهيكلي وليس التحفيز، يمكن لصنع تحسينات طويلة الاجل موثوق فيها في الموقف المالي للامة أن يؤتي باثار قوية على المدى القصير عن طريق تقليل حالة انعدام اليقين الخاصة بالاعباء الضريبية المستقبلية".

هل يهرم رؤساء أمريكا أسرع من غيرهم؟

من ناحيته فلا شك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حمل على عاتقه هموم العالم الحر في العامين ونصف العام الماضيين، ولا شك أيضا أن الهموم تلك بدت واضحة في وجهه، فهل يهرم رؤساء أمريكا أسرع من غيرهم؟، ففي عيد ميلاد أوباما الـ50، والذي بدأ شعره يملؤه الشب، وعنقه ووجهه تغزوانهما التجاعيد، أكثر من يوم توليه مهام منصبه فى يناير/كانون ثاني من عام 2009، وأوباما، على غرار أسلافه، وجد أمامه الكثير من العمل، مثل هموم إنعاش الاقتصاد، وقانون الرعاية الصحية، وسقف الديون، والتوفيق بين حروب العراق وأفغانستان، والالتزام بالحملة على ليبيا، ومطاردة أسامة بن لادن، والتعامل مع كارثة نفطية هائلة قبالة ساحل خليج المكسيك، ومن الممكن التفكير بأن العمل في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يجعل الرؤساء يبدون أكبر سنا مما هم عليه، فالرئيس جورج بوش الذي ترك منصبه عام 2009 لم يكن هو ذاته ذلك الشاب قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول، أما بيل كلينتون فامتلأ شعره شيبا بشكل سريع وملحوظ، وجحظت عيناه بعد السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، ويصر الدكتور مايكل رويزن على رأيه الذي كرره مرارا بأن "الرؤساء يشيخون بنحو الضعف وهم في مناصبهم،" مؤكدا أنه يستند في رأيه إلى السجلات الطبية للرؤساء السابقين، وحتى إلى عهد ثيودور روزفلت، وأضاف أنه "درس عوامل مثل أسلوب الحياة والعادات، والنظام الغذائي وضغط الدم والنشاط البدني،" مشيرا إلى أن الشخص الذي كان رئيسا لثماني سنوات يعاني من خطر الإعاقة أو الموت مثل شخص يكبره بنحو 16 سنة"، وتابع يقول إن "السبب الرئيسي هو ما نسميه الإجهاد بلا مقابل، إنهم (الرؤساء) لا يملكون ما يكفي من الأصدقاء للتخفيف من التوتر، فالطريقة الناجحة لمعظمنا للتعامل مع التوتر هي من خلال عدد من التقنيات، أبرزها مناقشة الأمر مع الأصدقاء". بحسب سي ان ان

مستويات قياسية

من ناحية اخرى أظهرت أرقام نشرها مكتب الإحصاء الأمريكي أن عدد الأمريكيين الذين يعيشون في فقر ارتفع إلى مستوى قياسي وهو 46.2 مليون السنة الماضية، وأشارت الإحصائيات إلى أن المتوسط السنوي لمداخيل الأسر تراجع عما كان عليه من قبل، وهذه الإحصائيات هي الأكثر ارتفاعا منذ أن بدأ مكتب الإحصاء الأمريكي جمع هذه المعطيات عام 1959، وارتفعت نسبة الفقر من 14.3 في المئة التي سجلت عام 2009 إلى 15.1 في المئة، وارتفع مؤشر الفقر الوطني الذي يرمز إلى كل أسرة أمريكية متكونة من أربعة أشخاص وتعيش على دخل سنوي قيمته 22 ألف دولار أو أي شخص أعزب يعيش على 11 ألف دولار للسنة الرابعة على التوالي ويقف الآن عند نسبة 15 بالمئة، ويذكر أن متوسط الفقر هو الأعلى منذ عام 1993، وأوضحت الأرقام الرسمية أن المواطنين الأمريكيين الأقل حظا لم يشعروا بفوائد التعافي الاقتصادي، وتشير هذه الإحصائيات إلى أن الأمريكيين من أصول أفريقية والأمريكيين من أصول لاتينية هم الأكثر تأثرا بنسب الفقر مقارنة مع باقي الأمريكيين، وفي هذا السياق، أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الأمريكي أن 25.8 في المئة من الأمريكيين السود يعيشون في فقر في حين أن 25.3 من الأمريكيين من أصول لاتينية يواجهون نفس الوضع، وأظهر أحدث تقرير صادر عن المكتب أن متوسط الدخل السنوي لكل أسرة أمريكية انخفض بنسبة 2.3 في المئة عام 2010 ليستقر عند مبلغ 49.445 دولار في السنة، وأوضح المكتب أيضا أن عدد الأمريكيين الذين لا يغطيهم التأمين الصحي يظل على حاله أي نحو 50 مليون شخص، وتزامن صدور هذه الإحصائيات مع استمرار متوسط البطالة فوق نسبة 9 بالمئة، وكان الرئيس الأمريكي أطلق مؤخراً خطة لتوفير الوظائف بقيمة 450 مليار دولار، وتقوم هذه الخطة على تمويل مشاريع بناء ضخمة منها المدارس والخدمات مع منح تخفيضات ضريبية إلى العاملين وأصحاب الأعمال الصغيرة بهدف تعزيز فرص توظيف الأمريكيين، لكن هذه الخطة تحتاج إلى موافقة الكونجرس عليها علما بأن الجمهوريين الذين أعربوا عن معارضتهم لهذه الخطة يسيطرون على مجلس النواب.

الأميركيين يعانون من الأرق

من جهة اخرى أظهرت دراسة أن الأرق مشكلة يعاني منها 23% من الأميركيين العاملين وتطال النساء أكثر من الرجال وتتسبب بخسارة أكثر من 63 مليار دولار سنويا نتيجة انخفاض الانتاجية، ولفت الدكتور رونالد كيسلر وهو اختصاصي في الطب النفسي والعقلي وفي علم الأوبئة في كلية الطب في جامعة هارفرد، قائلا "تفاجأنا كثيرا لمعرفة حجم تأثير الأرق على حياة الاميركيين"، وأضاف "نقلل من تقدير هذه المشكلة، فالموظفون لا يتغيبون عن العمل بسبب الأرق بل يذهبون إلى العمل وهم متعبون، ما يخفض انتاجيتهم"، وقد تم استخلاص هذه النتائج من عينة مؤلفة من 7428 موظفا محليا شاركوا في دراسة أكثر شمولية حول الأرق أعدها الدكتور كيسلر ومولتها شركة "سانوفي-افينتيس" الفرنسية للصيدلة، وطرحت على المشاركين أسئلة عدة، أبرزها يتعلق بعاداتهم الخاصة بالنوم وأدائهم في العمل، أما الدراسات السابقة حول النقص في النوم فاستندت على عينات أصغر من المستهلكين وعلى احصاءات طبية وصيدلانية شملت مرضى تلقوا علاجا للأرق، على ما أوضح معدو الدراسة، ولاحظ الباحثون أيضا أن النقص المزمن في النوم يأتي أكثر انخفاضا (14،3%) لدى الموظفين البالغين من العمر 65 عاما وما فوق، ويطال الارق النساء العاملات (21،7%) أكثر من الرجال (19،7%). بحسب فرانس برس.

غير المؤيدين للكونغرس

من جهته أظهر استطلاع أميركي جديد أن معدل الأميركيين غير المؤيدين للكونغرس ارتفع إلى أعلى مستوى له ووصل إلى 82% بعد الجدال الذي قام بشأن رفع سقف الديون بالبلاد، وبيّن الإستطلاع الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس" الأميركيتان أن 82% من الأميركيين لا يؤيدون حالياً أداء الكونغرس لمهامه، وهو أعلى معدّل يسجّل منذ العام 1977، وقال أكثر من 4 أشخاص بين كل 5، إن الجدال الأخير حول رفع سقف الديون كان بشأن الفوز بمنافع سياسية أكثر منه بشأن القيام بما هو أفضل للبلاد، وقال قرابة ثلاثة أرباع من شملهم الإستطلاع إن الجدال أضر بصورة الولايات المتحدة في العالم، ووجد الإستطلاع أن اللوم ألقي أكثر على كاهل جمهوريي الكونغرس منه على الرئيس باراك أوباما والديمقراطيين، بشأن صعوبات التوصل إلى اتفاق حول سقف الديون، وقال أغلب الأميركيين إن الجمهوريين ساوموا قليلاً جداً، وأشار 72% إلى عدم تأييدهم لأداء جمهوريي الكونغرس في المفاوضات، في حين قال 66% إنهم لا يؤيدون أداء الديمقراطيين فيها. بحسب يونايتد برس.

وانقسم الأميركيون بشكل أكثر متساو بشأن كيفية أداء اوباما بالمفاوضات، حيث أيدها 46% وعارضها 47%، وأعرب 40% عن عدم تأييدهم لحزب "حفل الشاي"، مقابل تأييد 20%، ويعتبر 43% من الأميركيين حالياً أن لهذا الحزب تأثيراً كبيراً على الحزب الجمهوري، مقابل 27% في منتصف نيسان (أبريل) الفائتو واعتبر 44% أن الإقتطاعات التي شملتها الإتفاقية بشأن رفع سقف الدين لم تكن كافية، في حين اعتبرها 29% صائبة، بينما اعتبرها 15% كافية جد، وقال أكثر من ربع الديمقراطيين الذين شملهم الإستطلاع إن الإقتطاعات لم تكن كافية، وبقيت معدلات التأييد لأداء أوباما مستقرة بشكل عام على معدل 48%، مقابل 48% لغير المؤيدين، واعتبر قرابة نصف من شملهم الإستطلاع أن الإتفاق بشأن رفع سقف الدين لن يؤثر على الإقتصاد، في حين اعتبر 24% إنه سيزيد الإقتصاد سوءً، وقال 22% إنه سيحسن الإقتصاد، وقال 62% إن خلق الوظائف يجب ان يأتي كأولوية أمام خفض الإنفاق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/تشرين الأول/2011 - 6/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م