الجراح معمر الأعرجي... عملة عراقية نادرة في مصفوفة الكفاءات المغيبة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في عملية جراحية نادرة استغرقت عدة ساعات نجح احد الجراحين العراقيين في إعادة الحياة لطفلة تبلغ الثامنة من العمر، تعرضت الى هجمة شرسة من مجموعة كلاب سائبة، حيث تسبب ذلك للطفلة التي تعرضت لهجمة المفترسة دون ان تجد لها منجد الى تشوهات في الوجه والصدر والظهر، فقدت على إثرها غضروف الأنف وأجزاء كبيرة من وجه، بالإضافة الى جروح كبيرة في الصدر والظهر والإطراف، وشارفت على الموت، لولا العناية اللاهية ومهارة الدكتور الجراح معمر الأعرجي الذي استطاع يرمم وجه الفتاة وبقية أطراف جسدها بشكل لفت الانتباه. 

والدكتور معمر الأعرجي يعد من ابرز الاطباء الجراحين في العالم، واحد القلة القليلة الموجودة من شاكلته في العراق، خصوصا على الصعيد الجراحة التقويمية، حسب شهادة المؤتمر العلمي لأكاديمية الجراحيين البريطانيين الذي جرا مؤخرا في مدينة نيس الفرنسية.

ويحمل الأعرجي الذي يتوسط عقده الرابع درجة بروفيسور وهو خريج جامعة بغداد كلية طب الأسنان وجراحة الفكين، وحاصل على بورد دكتوراه المجلس العراقي للاختصاصات الطبية في عام 2009، بالإضافة الى شهادة المنظمة الألمانية لزراعة الأسنان، وهي من الاختصاصات النادرة جدا في العراق.

وبينما يتوسط قاعة العمليات الكبرى في المستشفى الحسيني العام في مدينة كربلاء المقدسة، تمتزج مشاعر الرضا والإحباط في خلجات الدكتور الأعرجي عما يقوم به، خصوصا انه تمكن من إجراء الآلاف من العمليات الناجحة خلال مسيرته المهنية القصيرة نسبيا.

ويعرب الأعرجي عن استياءه لعدم توفر مستشفيات تخصصية للجراحة التقويمية على الرغم من الحاجة الماسة لافتتاح مثل تلك المستشفيات في البلاد حسب قوله، خصوصا مع وجود اعداد ضخمة من مواطنيه ممن هم بحاجه الى عمليات تجميل وترقيع خلال هذه الفترة الاستثنائية، سيما من تضرروا من العمليات الارهابية التي حدثت خلال السنوات الماضية، ومع استمرار العمليات المسلحة حتى الان، بالإضافة الى المتضررين من الحوادث العرضية التي تقع باستمرار.

وتعد جراحة التجميل او ما يعرف علميا بالجراحة التقويمية من الاختصاصات النادرة في العراق، نظرا لعدم وجود اطباء مهرة في هذا الاختصاص، سوى الدكتور علاء البشير الذي يقيم في دولة الامارات العربية حاليا، بعد ان ترك بلاده ابان سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003.

ويشير الأعرجي خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، الى وجود مستشفى يتيم واحد في العاصمة العراقية بغداد فقط، وهي مستشفى الواسطي كما ذكر، بالإضافة الى عدم توفر اي أجهزة خاصة للعمليات التقويمية لجراحة الوجه والكفين، بالإضافة الى ندرة الهيئات التدريسية المؤهلة لتخريج جراحيين متخصصين بذلك.

ويرى ضرورة الاهتمام بهذا التخصص النادر عبر إرسال بعثات دراسية الى الدول المتطورة في هذا الصعيد الطبي المهم حسب رأيه. كما ينوه الأعرجي على وجود لبس اجتماعي واسع الانتشار في العراق، وهو كما يشير الخلط الحاصل لدى المواطنين بين اختصاص الجراحة التقويمية والاختصاصات الأخرى مثل جراحة الأنف والحنجرة والأذن، والجراحة العامة.

ويؤكد الأعرجي قائلا، تسبب ذلك بإلحاق الأذى المادي والنفسي لمن خضع لعمليات الجراحة التقويمية على يد أطباء الاختصاصات الأخرى. محملا مسؤولية ذلك بعض الأطباء ممن أقدموا على إجراء تلك العمليات خارج اختصاصهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/تشرين الأول/2011 - 3/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م