أمريكا والخيار المر... وجع الإرهاب أو التخلي عن باكستان

متابعة وتحليل: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تتداخل الأجندات والحسابات الدولية بين الولايات المتحدة وباكستان بشكل غير معقول على الشريط الحدودي المشترك مع افغانستان، مما اربك بصورة لافتة جميع اطراف المعادلة الثلاثية هناك، وخلق جوا من التقاطعات السلبية على صعيد العلاقات المشتركة بين تلك الدول.

وتقر الولايات المتحدة بمواجهة صعوبات جمة في افغانستان بسبب دعم جماعات العنف الباكستانية لها، وتؤكد اشتراك بعضها في الهجمات التي تشنها جماعات طالبان الارهابية على جنود ايساف وقوات الامن الافغانية هناك. وغالبا ما توجه الحكومة الافغانية اتهاماتها الى الاستخبارات الباكستانية في دعم الحركات الارهابية المقاتلة في افغانستان، فيما عززت واشنطن مؤخرا تلك الاتهامات بعد كشف حصولها على ادلة قاطعة على ذلك.

وللاستخبارات الباكستانية والامريكية تاريخ حافل في دعم وتأسيس تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة المرتبطة به إبان الحقبة السوفيتية السابقة، حيث مولت ودعمت تلك الحركات قبل ان تنقلب عليها قبيل اجتياح الولايات المتحدة افغانستان عقب احداث الحادي عشر من ديسمبر.

واتهم رئيس اركان الجيوش الاميركية الادميرال مايكل مولن الاستخبارات الباكستانية ب"تصدير العنف" الى افغانستان. وفي ادانة لا سابق لها لباكستان، قال مولن ان اكبر جهاز للاستخبارات (آي اس آي) في هذا البلد يدعم فعليا شبكة ناشطي حقاني المتهمين بالوقوف وراء الاعتداء على السفارة الاميركية في كابول.

هجوما كابول ومومباي

حيث تبحث وكالات امريكية عن تشابه محتمل بين هجمات على اهداف تابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في افغانستان في 13 سبتمبر ايلول والهجوم الذي شنه متشددون على أهداف مدنية في مومباي بالهند في نوفمبر تشرين الثاني 2008. وابلغ مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون في محاربة الارهاب انه تجري مقارنة الهجومين في اطار فحص الحكومة ادلة تربط هجوم كابول بوكالة المخابرات الباكستانية الرئيسية. واحدى النقاط التي تخضع للدراسة اجراء متشددين اثناء الهجومين اتصالات هاتفية مع افراد بوكالة المخابرات في باكستان.

وقال بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) الذي قدم استشارات للرئيس باراك اوباما بشان السياسة تجاه افغانستان ان ثمة اوجه شبه بين الهجومين تلمح الى تنفيذ وحدة سرية في الوكالة يطلق عليها الفرع (اس) الهجومين .

ونفى مسؤولون باكستانيون كبار الاتهامات الامريكية بتورط الوكالة الباكستانية وحذروا واشنطن من خطر فقد حليف في جنوب اسيا. وقال الاميرال مايك مولن رئيس الاركان الامريكي امام جلسة استماع في الكونجرس الامريكي ان الهجمات على السفارة الامريكية ومقر حلف شمال الاطلسي نفذها افراد من شبكة حقاني. واسفر الهجوم عن مقتل سبعة اشخاض واصابة 19.

ووصف مولن شبكة حقاني المتشددة بانها "ذراع حقيقية" لوكالة المخابرات الباكستانية وقال ان هذه الوحدة نفذت أيضا هجوما بشاحنة ملغومة في العاشر من سبتمبر في أفغانستان "بمساندة" وكالة المخابرات الباكستانية. وقال ريدل ان الولايات المتحدة لديها ادلة على ان المهاجمين في كابول اتصلوا بالوكالة الباكستانية قبل واثناء الهجوم.

اجتماع لكبار قادة الجيش الباكستاني

من جهته قال الجيش الباكستاني ان قائده الجنرال اشفق كياني التقى مع كبار قادته في اجتماع "خاص" لبحث الوضع الامني في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التصريحات المتبادلة مع الولايات المتحدة. يأتي الاجتماع الاستثنائي لقادة الفيالق وسط مزاعم أمريكية بأن وكالة المخابرات التابعة للجيش الباكستاني ساندت جماعة حقاني المتشددة التي تنحي واشنطن باللائمة عليها في الهجوم الاخير على سفارتها وأهداف أخرى بكابول.

وقال الميجر جنرال اطهر عباس المتحدث باسم الجيش "تمت مناقشة الوضع الامني السائد" ولم يذكر تفاصيل. ورأس هذا الاجتماع كياني الذي يتوجه الى لندن في وقت لاحق يوم الاحد لالقاء كلمة امام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والكلية الملكية للدراسات الدفاعية.

على صعيد منفصل اجتمع الجنرال جيمس ان. ماتيس قائد القيادة المركزية الامريكية مع رئيس هيئة الاركان الباكستانية المشتركة خالد شميم وين الذي عبر عن قلقه من "التصريحات السلبية التي تصدر عن الولايات المتحدة." وقال الجيش في بيان "أكد (وين) على معالجة العوامل المثيرة للتوتر في العلاقات والتي هي نتيجة لموقف شديد التعقيد." وأضاف "أكد مجددا أن القوات المسلحة الباكستانية ملتزمة بتحقيق سلام مستمر في المنطقة وهو ما لا يمكن تحقيقه الا من خلال الثقة والتعاون المتبادلين."

باكستان تحذر أمريكا

كما حذرت باكستان الولايات المتحدة من انها قد تخسر حليفا اذا استمرت في اتهامها لاسلام اباد بالقيام بدور مزدوج في الحرب ضد التشدد في تصعيد للازمة بين البلدين. وكانت وزيرة الخارجية الباكستانية هنا رباني ترد على تصريحات للاميرال مايك مولن رئيس الاركان الامريكي.

وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية لتلفزيون جيو في نيويورك في تصريحات بثت ليوم الجمعة "ستخسرون حليفا. "لا يمكنكم تحمل عزل باكستان عزل الشعب الباكستاني. اذا اخترتم ان تفعلوا ذلك سيكون ذلك على حساب (الولايات المتحدة)."

واكد البيت الابيض دعوته لباكستان لقطع علاقاتها مع شبكة حقاني واغلاق الملاذات الامنة على طول الحدود الافغانية الباكستانية. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان "من الامور بالغة الاهمية ان تقطع حكومة باكستان اي علاقات لها وان تتخذ اجراء قويا وسريعا ضد هذه الشبكة حتى لاتمثل اي خطر على الولايات المتحدة مستقبلا او على شعب باكستان لان هذه الشبكة مبعث خطر على كليهما." فيما قال يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني للصحفيين "الرسالة لامريكا هي.. لا يستطيعون العيش بدوننا.. لا يستطيعون العيش بدوننا."

ويمكن ان تشمل العواقب الحرب على الارهاب والامن في دولة باكستان النووية والاستقرار الاقليمي اذا حاولت اسلام اباد استغلال صداقتها مع الصين ضد الولايات المتحدة. وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية "اي شيء يقال عن حليف عن شريك علنا بقصد ادانته واذلاله هو غير مقبول."

لن نسمح بوجود قوات اجنبية على أرضنا

غب حين قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك ان باكستان لن تقبل أي توغل في أراضيها تقوم به القوات الامريكية لاستهداف جماعات متشددة وطالب واشنطن بتزويد باكستان بمعلومات المخابرات اللازمة للقضاء عليهم بنفسها. كما رفض رحمن مالك المزاعم الامريكية عن ان المخابرات الباكستانية تساعد شبكة حقاني المرتبطة بطالبان أو تربطها بها صلة.

وقال "الامة الباكستانية لن تسمح أبدا بوجود قوات على أرضنا. حكومتنا تتعاون بالفعل مع الولايات المتحدة لكنها يجب أيضا أن تحترم سيادتنا" وأصر على أن اسلام اباد في حاجة الى المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة وليس الى قواتها للقضاء على المسلحين الموجودين داخل باكستان.

وقال مالك "اذا قلتم ان المخابرات الباكستانية متورطة في الهجوم فاني أنفي ذلك تماما. ليست لدينا مثل هذا السياسة القائمة على الهجوم أو المساعدة على الهجوم عبر القوات الباكستانية أو من خلال أي مساعدة باكستانية."

وأقر مالك بأن عناصر من شبكة حقاني التي يقول محللون انها تعتمد على ما بين عشرة الاف و15 ألف مقاتل تتمركز جزئيا في المنطقة القبلية التي تسكنها أغلبية من البشتون في وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان. لكنه قال ان الامريكيين لم يقدموا لباكستان حتى الان المعلومات التي ستساعد في ملاحقتهم. ومضى يقول "قدرتنا على اقتفاء أثرهم في تلك المنطقة محدودة. اعطونا المعلومة وسوف نعمل... اعطونا المعلومة.. اعطونا تحريات مناسبة واذا كانت هناك متطلبات.. فلنقم بعملية."

جماعة حقاني لقائمة الارهاب

على صعيد متصل حثت رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الامريكي وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على تصنيف شبكة حقاني المتشددة ومقرها باكستان رسميا كجماعة ارهابية. وقالت السناتور ديان فينشتاين في رسالة بعثت بها الى كلينتون "ما من شك في ان شبكة حقاني تتوفر فيها معايير هذا التصنيف." وأضافت لكلينتون "أكرر طلبي بأنه يتعين اعتبار شبكة حقاني منظمة ارهابية اجنبية واطالبك بالرد كتابة."

وعلى الرغم من كونها واحدة من أكثر الجماعات المتشددة التي تعمل في أفغانستان ارتكابا لاعمال فتاكة فان شبكة حقاني غير مدرجة على القائمة الرسمية لوزارة الخارجية الامريكية للمنظمات الارهابية الاجنبية.

ويقول مسؤولون ومحللون ان السبب في ذلك هو ان بعض مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية كانوا يتعشمون في امكانية المصالحة مع شبكة حقاني في اطار محادثات السلام بأفغانستان بين الحكومة والمتمردين.

وأحجمت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية عن التعقيب على الفور. وقالت "لا نعلق على اضافات محتملة (لقائمة الارهاب)." وسميت شبكة حقاني ومقرها منطقة وزيرستان الشمالية القبلية باسم الزعيم جلال الدين حقاني الذي كان ضمن زعماء المجاهدين الافغان الذين قاتلوا القوات السوفيتية في أفغانستان في حقبة الثمانينات وكانت جماعته تتلقى دعما من وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) انذاك.

وتكرر رسالة فينشتاين طلبا سبق ان تقدمت به في مايو ايار 2010 لاضافة شبكة حقاني وحركة طالبان الباكستانية لقائمة الارهاب. وأدرجت وزارة الخارجية الامريكية حركة طالبان الباكستانية على القائمة في سبتمبر ايلول 2010 بعد اشهر من ظهور أدلة على ارتباطها بصلات بفيصل شاه زاد الذي قام بمحاولة فاشلة لتفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير بنيويورك.

سماع اطلاق نار مصدره مقر السي اي ايه

من جانب آخر اعلن مسؤولون افغان ان مجمعا يضم مقر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) في كابول تعرض لهجوم ، هو الاخير في سلسلة الهجمات التي تشهدها العاصمة الافغانية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية صديق صديقي ان الشرطة سمعت اطلاق نار استمر "لبضع دقائق" من داخل مجمع فندق اريانا. واوضح ان "الشرطة سمعت اطلاق نار صادرا من داخل مجمع اريانا لكن القوات الافغانية لم تتمكن من الدخول اليه لان المجمع يعود لقوات الائتلاف ولا يمكن للشرطة دخوله".

وقال مسؤول في الحكومة الافغانية رفض الكشف عن هويته ان المجمع تستخدمه ال"سي آي ايه". واكد مسؤول اميركي في واشنطن لوكالة فرانس برس تعرض منشآت يستخدمها مسؤولون اميركيون في كابول لهجوم. وقال "الوضع لا يزال غامضا والتحقيق جار". ورفضت السي اي ايه وكذلك السفارة الاميركية في كابول التعليق على المعلومات. بحسب فرانس برس.

واكد الميجور جيسون واغونر المتحدث باسم قوة ايساف التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان ان اطلاق نار وقع على مقربة من فندق اريانا بدون اضافة اي تفاصيل. وياتي الهجوم وسط تصعيد لاعمال العنف في العاصمة التي شهدت في مطلع الشهر هجوما استمر 19 ساعة على السفارة الاميركية بالاضافة الى اغتيال برهان الدين رباني الرئيس الافغاني السابق والمفاوض مع حركة طالبان.

مقتل رباني يغلق ابواب الاستقرار في افغانستان

فيما قال زميل عربي بارز لكبير مفاوضي السلام في افغانستان برهان الدين رباني ان مقتل الاخير قد حرم افغانستان من الشخص الذي يملك القدر اللازم من العلاقات الدولية لانهاء الصراع هناك. وقال عبد الله انس احد المجاهدين السابقين ضد الاحتلال السوفيتي والناشط الاسلامي الجزائري الذي عمل في الكواليس خلال السنوات الاخيرة لتنسيق الاتصالات بين الفصائل الافغانية المتحاربة "ايا كان من قتل رباني فقد كانت نيته قتل اي فرصة للسلام والاستقرار في افغانستان.

واثار اغتيال رباني في بيته في كابول على يد مفجر ادعى انه يحمل رسالة سلام من قيادة طالبان المخاوف من انقسامات خطيرة بين الافغان الذين يقاتلون تمردا تقوده طالبان. وفي العام الماضي ساعد انس المجلس الاعلى للسلام الذي يرأسه رباني الذي كان رئيسا لافغانستان وأحد قادة الميلشيات واستاذا اكاديميا. وعين انس قبل بضعة اسابيع مستشارا لرباني لمحادثات السلام في اوروبا.

وقال انس من بريطانيا حيث يقيم حاليا ان تعدد مهن رباني بين السياسة والعمل الاكاديمي والعمل الديني الدولي وسجله الحافل في التعاون مع الجماعات العرقية الافغانية المختلفة خلال الحرب ضد السوفيت في الثمانينات جعله مقبولا لدى الكثيرين كوسيط في محادثات السلام. بحسب رويترز.

ويقول دبلوماسيون ان الخصومات الاقليمية والمطالب المتباينة للجماعات المختلفة داخل افغانستان والمخاوف الدولية بشأن محاربة الارهاب هي الاسباب التي جعلت السعي نحو السلام في افغانستان والتوصل الى تسوية من خلال التفاوض يحتاجان الى اتصالات بين عدد كبير من الاطراف.

وقال انس انه ليست هناك مقارنة بين رباني وغيره من السياسيين داخل افغانستان واغلبهم ضيق الاتصالات بسبب خلفيته السياسية او العرقية وهو لذلك لا يتناسب مع دور الوساطة الدولية الذي سيكون مطلوبا.

وقال "بعضهم من الممكن ان يزور طهران لكنه لا يمكن ان يزور الرياض. وبعضهم من الممكن ان يزور الرياض لكنه لا يمكن ان يزور طهران. بعضهم من الممكن ان يزور الهند ولكن ليس اسلام اباد والعكس باستثناء رجل واحد (رباني). لقد كان محل ترحيب في طهران كما كان في الرياض واسلام اباد. ويخشى الافغان من ان تؤدي ابرز عملية اغتيال منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 الى اعادة فتح انقسامات الحرب الاهلية الافغانية وجعل السلام اكثر صعوبة.

وقال انس "هذا الاغتيال سياسي هو اغتيال للاستقرار والمصالحة في افغانستان لان استهداف شخصية كهذه متوازنة سياسيا واجتماعيا يقع في قلب هذا الهدف. لا امل في ان تعود السعادة الى افغانستان الى من خلال المصالحة. لا شيء غير ذلك." واضاف انه يعلق على السياق السياسي لاغتياله "لا عمن سيتبين انه قتله بعد التحقيق القانوني. هذا نطاق القانون."

وكان رباني الاستاذ الجامعي وقائد المجاهدين السابق والرئيس السابق ابرز الباقين على قيد الحياة من قادة التحالف الشمالي الذي يهيمن عليه العرق الطاجيكي من المقاتلين والسياسيين.

ودخل رباني في السنوات الاخيرة في تحالف مضطرب مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي ينتمي الى الجنوب البشتوني لكن حلفاءه السابقين لم يكونوا جميعا من المؤيدين لسعيه او لمنهجه في المحادثات مع طالبان.

لم يثر مقتل رباني حزن الجميع. فقد كان تعيينه لمنصبه امرا لم يحظ بالاجماع وهو ما يرجع الى حد كبير الى خلفية انتمائه للمجاهدين في الماضي ودوره في الحرب الاهلية التي تلت سقوط الحكومة التي كان السوفيت يدعمونها ودمرت كابول.

لكن انس قال ان رباني كان يملك علاقات استثنائية بين المجتمعات العرقية الافغانية وهو ما له اهمية حيوية لمحادثات السلام. وقال "رغم انه كان طاجيكيا... ضمت منظمته خلال الحرب مع السوفيت العديد والعديد من كبار القادة من البشتون ومن قندهار... باتكيا وجلال اباد وغيرها. وكان انس مساعدا لاحمد شاه مسعود احد قادة المجاهدين خلال الحرب مع السوفيت الذين حارب ضدهم في الثمانينات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/أيلول/2011 - 30/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م