إصدارات جديدة: مدينة الحكايا... معالم بغدادية

 

الكتاب: مدينة الحكايا

الكاتب: غادة موسى رزوقي

الناشر: الجمعية العراقية لدعم الثقافة

عدد الصفحات: 238 صفحة

عرض: خليل خليل

 

شبكة النبأ: بعد ان اغفلت الدراسات التاريخية والتراثية عملية التعريف بجزء كبير من المعلم الحضري والعمراني التراثي لمدينة بغداد تصدت المهندسة المعمارية العراقية غادة موسى رزوقي بكتابها الجديد "مدينة الحكايا" للتعريف بتلك المعالم غداة مخاوف موجة اندثار قد تطيح بتلك المعالم.

وصدر الكتاب الذي يقع في 238 صفحة وباللغتين العربية والانكليزية عن الجمعية العراقية لدعم الثقافة التي يترأسها وزير الثقافة العراقي الاسبق مفيد الجزائري حيث اقامت الجمعية السبت احتفالية ثقافية لاطلاق وتوقيع هذا الكتاب.

وتحدث الجزائري في مستهل الاحتفالية التي حضرتها شخصيات ثقافية عراقية إلى جانب مدير المركز الثقافي الفرنسي في بغداد ومهتمين بالموروث العمراني التراثي قائلا "الكتاب الذي يعد كتابا ثقافيا وسياحيا، هو الاول من نوعه الذي يتحدث عن موروث بغداد العمراني الاقدم. فيعرف بقيم بغداد التراثية والتاريخية المشيدة في القرن التاسع عشر، كما يتضم مزايا اخرى فنية متفردة تتعلق بتصميمه وطباعته وسيسهم الى حد بعيد بملء الفراغ الذي نشعر به في ما يتعلق بالتعريف بالتراث العراقي".

وكشف الجزائري ان "جهات اجنبية ساعدت على اصدار هذا الكتاب من دون ان تقدم اية دائرة ثقافية حكومية عراقية اي شكل من اشكال الدعم".

يشار الى ان المهندسة المعمارية غادة موسى رزوقي المهتمة بالموروث الحضري والعمراني لمدينة بغداد، تعمل استاذة لمادة الهندسة المعمارية في جامعة بغداد وهي عضو في لجنة الترقيات العلمية في الجامعة ذاتها وتعمل كذلك مستشارة في امانة بغداد. وقد تتلمذت على يد المهندس المعماري العراقي الشهير محمد مكية. بحسب فرانس برس.

ويركز الكتاب على اهمية الدفاع عن الموروث العراقي في بغداد وجمال كنوز الفنون العمرانية فيها التي يتعرض بعضها اليوم الى الهدم والتدمير والتخريب، كما يشكل ايضا دعوة الى ايقاف التدمير التاريخي العمراني.

يتناول الكتاب 40 معلما تراثيا من العمران تعود مراحل بنائها وانشائها الى القرن التاسع عشر الى العصرين العثماني والعباسي. وقال الجزائري "للاسف الدعوات السابقة لايقاف تخريب تراث ومعالم هذه المدينة الانسانية لم تجد صدى لها، إلا اننا نأمل ان يشكل هذا الكتاب صوتا مدويا ودعوة مؤثرة لحماية تلك المعالم والمحافظة عليها".

وتحدثت صاحبة الكتاب المهندسة المعمارية غادة موسى رزوقي مشيرة الى ان "مفهوم التراث له زوايا ومضامين عديدة وان غياب المعلومات حول التراث العمراني لتاريخ بغداد الحضري دفعنا لكي نقدم تعريفا او صورا تقترب من شكل الحكايات لتلك المعالم المنتشرة في بغداد مثلما اسمينا الكتاب.. وتناولنا فيه حكاية كل معلم كيف بني وكيف انشئ في تلك الحقبة".

وتضمن الجزء الاول من الكتاب مقدمة تاريخية شاملة عن بغداد قبل أن تنتقل الكاتبة الى 40 معلما ما زال بعضها قائما حتى الان في حين يواجه الاندثار. وقد جاء الكتاب صوتا مدويا للحفاظ على تلك المعالم العمرانية من مساجد ومقاهي واسواق وخانات ومناطق.

واوضحت رزوقي أنه "مما لاشك فيه وبسبب اهمية هذا الموضوع الذي يتطلب ان نحقق جميع اهدافه حتى تتكامل، هناك نواقص نشعر باهمية تجاوزها بطبعة لاحقة او من خلال اصدار جزء ثاني يتناول تراث بغداد في القرن العشرين".

ومن المعالم التي تضمنها الكتاب مبنى "كنيسة ام الاحزان" اكبر الكنائس القديمة في العاصمة بغداد وتقع في منطقة تعرف بعقد النصارى. والكنيسة تعرف باسمها القديم مريم العذراء ام الاحزان وقد وضع حجر الاساس فيها عام 1889 وافتتحت عام 1898 وقد تدهور وضعها العمراني منذ خمسينيات القرن الماضي.

كذلك نجد "مسجد ومقبرة ابي حنيفة" وهو الامام نعمان بن ثابت. ويعود تاريخ المسجد الى عام 1066 عندما اقام السلطان ألب ارسلان مشهدا وقبة للامام ابي حنيفة. وتخضع المنطقة الان الى مراحل تطوير ضمن مسابقة اطلقتها امانة بغداد.

ومن المعالم التي تناولها الكتاب المشهد الكاظمي حيث وري الامام موسى بن جعفر الكاظم الثرى غداة وفاته عام 799 ميلادي في مقابر تعرف بمقابر قريش، شمال المدينة المدورة التي بناها ابو جعفر المنصور. ويتحدث الكتاب كيف مر المشهد الكاظمي بمراحل البناء والتطوير ليصل إلى ما هو عليه الان.

وتناول الكتاب أيضا "خان مرجان" و"القصر العباسي" و"المدرسة المستنصرية" و"مبنى متصرفية بغداد" وشارع المتنبي ودوائرالمحاكم المدنية التي تعود الى العهد العثماني ومقهى الشابندر ومحطة شرقي بغداد للسكك الحديد وجامع الخلفاء والباب الوسطاني لمدينة بغداد، وجميعها شيدت في القرن التاسع عشر.

من جهته اكد وكيل وزارة الثقافة العراقية فوزي الاتروشي الذي حضر حفل اطلاق وتوقيع الكتاب ان "الوزارة ستتكفل بطبع الجزء الثاني للكتاب وستقدم كل اشكال الدعم للمؤلفة من اجل انجاز هذا الجزء طالما نحن نتهيأ للاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013.. فيكون هذا الكتاب اضافة لهذه المناسبة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/أيلول/2011 - 27/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م