مساجد في أمريكا... حكايات جمعت بين التسامح والفن والإسلام

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: وفقا لمنتدى بيو حول الدين والحياة العامة، يوجد ما يقرب من 1900 مسجد في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر، وقد بسطت هيبتها وروحانيتها في اغلب الولايات الأمريكية لتعبر بوضوح عن مدى انتشار الديانة الإسلامية في بلاد "العم سام" كما يسمونه، وتفاعل الشعب الأمريكي معه، ومن خلال الدراسة التي قام بها المنتدى حول هذه المساجد والتي تناولت أهم ميزاتها المعمارية وانتشارها الجغرافي، إضافة إلى الخدمات المتميزة والمساهمات الفعالة التي قدمتها "بيوت الله" إلى المجتمع الأمريكي بكل أديانه وطوائفه واتجاهاته، الأمر الذي عكس عالمية الدين الإسلامي وعدم تقيده بالفئوية أو ضيق الأفق بل أشعرت العالم بأسره بأن اهتمامه الأول والأخير هو الإنسان.  

المركز الإسلامي في واشنطن

فقد تحدث الرئيس دوايت آيزنهاور إلى المسلمين بمناسبة تدشين المركز الإسلامي في واشنطن في العام 1957، مؤكدا أحد المبادئ التي قامت على أساسها أميركا والمتمثلة في الحرية الدينية بقوله إن "أميركا ستحارب بكل ما لديها من قوة دفاعا عن حقكم في أن يكون لكم هنا مكان عبادتكم الخاص وأن تتعبدوا بالشكل الذي يمليه عليكم ضميركم"، ويسعى المركز إلى تعزيز وتشجيع فهم أفضل للإسلام في الولايات المتحدة، وفضلا عن كونه مكانا للعبادة، فإن المركز يوفر خدمات مثل مراسم الزواج، والدفن، وتقديم المشورة، ودراسة الإسلام واللغة العربية، والجولات العامة، والمحاضرات، ويقع المركز الإسلامي، الذي يجاور العديد من السفارات في العاصمة الأميركية، وبمئذنته التي يبلغ ارتفاعها 49 مترا، في نفس الشارع الذي توجد فيه كنائس مسيحية، وكنيس يهودي، ومعبد بوذي، وبدأت فكرة إنشاء المركز في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين في مخيلة دبلوماسي مصري ورجل أعمال فلسطيني مهاجر، وشرع الرجلان في إقامة مؤسسة لبناء مسجد ومركز لمجتمع المسلمين المحلي، وتبرع العديد من الدول ذات الأغلبية السكانية المسلمة بالأموال وأعمال الزخرفة والحرفيين لهذا المشروع، كما جاء الدعم أيضا من الأميركيين المسلمين.

وكانت عملية بناء وتشييد المركز الإسلامي شأنا دوليا شاركت فيه الكثير من الدول، حيث قام بتصميمه المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي، وتبرعت مصر بثريا برونزية، كما بعثت بمجموعة من المتخصصين لكتابة الآيات القرآنية التي تزين جدران المسجد وسقفه، وقدمت تركيا البلاط الأزرق، وأتت إيران بالسجاد، وشاركت ماليزيا بالقبة، وساهمت المملكة المغربية بزجاج النوافذ الملون، وتبرعت حكومة العراق بالزجاج الأصفر، وحسبما ذكر برنامج آغا خان للعمارة الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فإن المسجد كان "باكورة البنايات الكبيرة المصممة تصميما تقليديا (في أميركا)، كما أنه لا يزال من الناحية المعمارية واحدا من أجمل المباني التي بناها المسلمون في الولايات المتحدة"، وكان المركز في وقت تدشينه أكبر مكان للعبادة خاص بالمسلمين في نصف الكرة الغربي، ولا يزال يعد الأكبر في منطقة واشنطن العاصمة، وعادةً يحضر فيه أكثر من 3000 مصلٍ لأداء صلاة الجمعة.

مسجد يوتيكا

حيث كان هذا المسجد سابقاً كنيسة تقرر هدمها، ولكن الهلال والنجمة اللذين يعلوان الباب الرئيسي يخبران قصة الإنقاذ من مطرقة الهدم، وقد جرى تحويل الكنيسة الميثودية السابقة في يوتيكا بولاية نيويورك إلى مسجد ومركز للجالية البوسنية المسلمة، اذ اشتروا المبنى المهجور من بلدية المدينة في عام 2008، وواصلوا  تجديده وترميمه منذ ذلك الحين، ولقد غُطيت الجدران الخارجية للكنيسة المصنوعة من القرميد والتي جرى بناؤها قبل حوالي 200 سنة بالجص الرمادي، وتم تحويل برج الكنيسة إلى مئذنة، وأصبح في مسجد الجمعية الإسلامية البوسنية، كما يسمى المسجد الآن، قاعة فسيحة للصلاة مزخرفة بالذهب ومفروشة بسجادة حمراء، كما أصبحت الآن القبة التي كانت تستعملها في السابق جوقة الكنيسة فسحة لصلاة النساء، ويشكل هذا التجديد نموذجاً عما يجري في كافة أنحاء يوتيكا، وهي بلدة يقطنها 63 ألف نسمة وتقع في وادي نهر موهوك في وسط ولاية نيويورك وكانت تخسر سكانها طوال عقود بسبب اختفاء الوظائف الصناعية، وفي السنوات الأخيرة بدأت أعداد متزايدة من المهاجرين الانتقال إليه، وتذكر إلى صحيفة نيويورك تايمز أن المهاجرين، ومعظمهم من البوسنيين، أصبحوا الآن  يشكلون عشرة بالمئة من عدد سكان مدينة يوتيك، ويعيد القادمون الجدد إحياء الاقتصاد من خلال تأسيس شركات صغيرة للخدمات والصناعة، وقد حظيت مدينة يوتيكا باهتمام قومي بها لترحيبها بالمسجد الجديد، الذي يخدم حوالي 450 عائلة مسلمة، وقال رئيس بلدية يوتيكا، ديفيد روفارو، "لقد قام البوسنيون بعمل رائع بكل بساطة، لقد أخذوا شيئاً كان يعتبر جوهرة في أوائل القرن التاسع عشر، وحولوه إلى جوهرة من جديد، فهو يتلألأ هنا في مدينة يوتيكا، وأنا سعيد لوجودهم بيننا".

مسجد ولاية كنساس

الى ذلك فإن المدرسة الوحيدة في ويتشيتا بولاية كنساس التي تقدم تعليماً إسلامياً في المستويين الابتدائي والمتوسط، هي أيضاً إحدى أفضل المدارس في الولاية، وفي السنة الماضية، مُنحت مدرسة النور الإسلامية جائزة التفوق في القراءة والرياضيات التي يقدمها حاكم الولاية، ولكونها بين أعلى خمسة بالمئة من المدارس الابتدائية في كنساس، وعلاوة على المواضيع الدراسية الأساسية، يدرس الطلاب القرآن، والثقافة الإسلامية، واللغة العربية، وتقوم الجمعية الإسلامية في ويتشيتا بإدارة المدرسة بالإضافة إلى مسجد ومركز للجالية.يبلغ عدد الجالية المسلمة في ويتشيتا أكثر من خمسة آلاف نسمة، وتضم العديد من المهندسين والمهنيين العاملين في صناعة الفضاء والطيران، وتشكل المدينة مركزاً رئيسياً لصناعة الطائرات، وتقدم جامعة ولاية ويتشيتا برنامجاً لدراسة هندسة الفضاء يجذب العديد من الطلاب المسلمين، وبدأ المسلمون يستوطنون ويتشيتا في السبعينيات من القرن العشرين، وأنشأت مجموعة صغيرة من العائلات المسلمة أول مسجد في المدينة، ولكن خلال العقد التالي جرى استبداله بمبنى أكبر يستمر في تقديم خدماته للطلاب المسلمين في جامعة الولاية في ويتشيت، وقد دفع النمو السريع للجالية إلى قيام الجمعية الإسلامية ببناء مركز للمجتمع الأهلي ومدرسة جديدة عام 2000، وبعد انقضاء خمس سنوات أضيف مسجد إلى المدرسة، وهو يتميز بقبة خضراء لافتة للنظر بعرض 25 قدماً (7.6 متراً)، وقد تجاوز نمو مدرسة النور الإسلامية، التي يدرس فيها حوالي 100 طالب من روضة الأطفال حتى الصف الثامن، المساحة المتوفرة له، وتبني حالياً الجمعية الإسلامية مبنى جديداً أوسع، وتأمل في نهاية المطاف أن تضيف إليه مدرسة ثانوية.

نيو أورلينز

في سياق متصل وخلال عيد الفطر في عام 2010، ارتدى الإمام عمر سليمان عباءة باللونين المفضلين لديه الأسود والذهبي لفريق نيو أورلينز ساينتس المفضل لديه والمنتسب للرابطة القومية لكرة القدم الأميركية، أما في المناسبات العادية اليومية، فقد عُرف عن سليمان أنه يرتدي قبعة وقميص فريق "الساينتس"، فالتحلي بروح الفريق هو من خصال الإمام سليمان، الذي يشجع أعضاء المسجد في ضاحية ميتيري بولاية لويزيانا، على التواصل مع غيرهم في المجتمع الأهلي، وفي عام 2009، التقى الإمام مع أفراد آخرين من المسجد أفراد رعية يهودية أرثوذوكسية للتعرف على بعضهم البعض، وللمساعدة في إصلاح مبنى ألحق به إعصار كاترينا الضرر ولتقاسم وجبة طعام، وقد أطلق سليمان مؤخراً دعوة دينية خلال الاجتماع الأسبوعي للمجلس البلدي في نيو أورلينز حث فيه مستمعيه على "ألا يتوانوا في عدم تسامحنا تجاه عدم التسامح"، وقد ساعد في تشكيل مجموعة رجال دين من مختلف الأديان كرد على حادث تخريب عشوائي عنصري موجه ضد منزل زوجين من الأميركيين الأفارقة، وهو يتحدث كثيراً مع الطلاب وعامة الناس والقادة السياسيين حول الإسلام، ففي عام 2005، عندما ضرب إعصار كاترينا ضاحية ميتيري وألحق بها أضراراً كبيرة، نجا المسجد من الأضرار الرئيسية وأصبح مكان التجمع للمسلمين الذين تضررت منازلهم أو الذين يرغبون في مساعدة الآخرين، ويخدم المسجد المبني عام 1988 في ميتيري، إحدى ضواحي مدينة نيو أورلينز، حوالي 300 عائلة مسلمة، وجماعة المصلين في المسجد متنوعة، إذ تتألف من مهاجرين من الجيل الأول والجيل الثاني الذين قدموا من باكستان، والهند، وبعض بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى العديد من الأميركيين الأفارقة الذين اعتنقوا الإسلام، والمسجد هو أحد أكبر المساجد في لويزيانا، وهو المبنى الوحيد في منطقة نيو أورلينز الذي بني من الأساس كمسجد، وله مأذنة وقبة مؤلفة من مضلعات متشابكة تضم كوة مفتوحة لإدخال الضوء على شكل نجمة.

دار الإسلام أبيكوي

على صعيد مختلف من الممكن الاعتبار بأن أكثر المساجد فرادة في الولايات المتحدة هو المسجد القائم بجوار البلدة الصغيرة أبيكوي، بولاية نيو مكسيكو، ويذكرنا هذا المسجد المصنوع من الطين بتراث السكان الأميركيين الأصليين في الجنوب الغربي الأميركي والتصميم الهندسي لمبان عديدة في شمال أفريقي، وقام بتصميم مبنى مسجد ومدرسة دار الإسلام المهندس المصري الشهير حسن فتحي، وقد بُني المسجد فوق هضبة مستوية مغروسة بأشجار العرعر، وتحيط بها التلال والجبال البعيدة، وتقع عند أسفل الهضبة أرض تمتد على طول ضفتي نهر شام، ويضم العقار الذي تبلغ مساحته 526 هكتارا مساكن للموظفين وللزائرين، ويُشكِّل المسجد جزءاً من مركز تعليمي تديره منظمة دار الإسلام، وهي منظمة لا تبغي الربح تكرس أوقاتها لمساعدة غير المسلمين على فهم الإسلام وتعميق ممارسة شعائر الإسلام بين المسلمين، ويقدم المركز دورة تدريب للمعلمين على مدى أسبوعين لتدريب معلمي المدارس الابتدائية والثانوية على فهم الإسلام وتدريسه، وفي السنوات السابقة، قدم المركز دورة تعليمية للمسلمين حول الإسلام كطريقة حياة، وحول مهارات التواصل للقادة المسلمين، إضافة إلى احتفال على طريقة السكان الأصليين، الذي جمع سوية مسلمين من خلفيات متنوعة، وإحدى المبادرات التي تقوم بها منظمة دار الإسلام التي تّم وضعها على موقع خاص على الإنترنت هو "مشروع سكينة، أوقفوا العنف المنزلي الآن"، الذي يشجع الناس على منع العنف المنزلي ومساعدة الضحاي، ويُستخدم المركز التعليمي الذي تديره منظمة دار الإسلام لعقد المؤتمرات وإقامة المخيمات من ضمنها مخيم صيفي للشباب المسلم وقضاء عطلة نهاية الأسبوع للعائلات ومكان مخصص للنساء المسلمات، كما يمكن تأجير هذه المرافق لمجموعات أخرى تكون برامجها متوافقة مع القيم الإسلامية.

هاربر وودز في ميشيغن

يوجد العديد من المساجد في ولاية ميشيغن، ولكن هذا هو المسجد الذي استضاف الرئيس الألباني بامير توبي وقرينته، ففي العام 2010 زار الزوجان المركز الإسلامي الألباني، الذي يتميز بالقبة والمئذنة المشيدين على الطراز البلقاني المميز، في هاربر وودز بولاية ميشيغن، وهاربر وودز هي ضاحية من ضواحي ديترويت، تأسس مسجدها في بواكير الستينيات من القرن العشرين بواسطة الأميركيين المسلمين الألبان الذين استقروا هناك، والذين كانوا يحضرون الصلاة في المساجد الأخرى مثل المركز الإسلامي الأميركي في ديربورن بولاية ميشيغن، وحين تم تشييد المركز الإسلامي الألباني، بدأوا يتعبدون فيه، حيث أصبحوا قادرين على استخدام لغتهم وتقاليدهم الثقافية وبعض الشعائر التي تختلف عن تلك التي يمارسها المسلمون ذوو الأصول العربية في مدينة ديربورن، واليوم صار المركز أكثر تعددا من ناحية الثقافات، فهو مازال يخدم الجالية الألبانية الأميركية والمهاجرين الجدد القادمين من دول البلقان، ولكنه أيضا يجتذب الإيرانيين والفلسطينيين والمالطيين والعرب والهنود، ويتواصل إمام المسجد شعيب جيرغوري مع أتباع الديانات الأخرى، ففي العام 2010 انضم جيرغوري إلى زعماء دينيين ينتمون إلى أديان أخرى في أداء صلاة مشتركة بين الأديان بهدف استجلاب الطمأنينة والراحة لضحايا مرض السرطان، وساعد جيرغوري أيضا في تصميم ملاذ روحاني في مركز ومستشفى أوكوود في مدينة ديربورن، باعتباره قسيسا للعاملين في المستشفى، ويتميز الملاذ الروحاني بوجود معبد صغير فيه وعاء خبز القربان المسيحي، والشمعدان اليهودي المقدس، ومصلى للمسلمين، ورموز دينية وكتب مقدسة من ديانات مختلفة، وأوضح جيرغوري الغرض من ذلك قائلا "إن الهدف هو جعل الجميع يشعرون بالترحاب والخصوصية أثناء أدائهم الصلاة سوية، وتحقيق التفاهم والاحترام المتبادل".

بلدة روس

من جهة اخرى قد تندهشون عندما تعلمون أن أول مسجد في الولايات المتحدة لم يتم بناؤه في نيويورك أو واشنطن وإنما في منطقة مروج نائية في ولاية نورث داكوت، واستناداً إلى المؤرخين، فقد شيّد مهاجرون سوريون ولبنانيون هذا المسجد في حوالي العام 1929 بالقرب من بلدة روس الصغيرة جداً (كان قد تم تأسيس بعض المساجد في الولايات المتحدة في وقت أبكر من ذلك ولكنها كانت تقام في مبان قائمة)"، وبُني المسجد في نورث داكوتا بحيث يستطيع تحمل فصول الشتاء القاسية في منطقة المروج، كما بُني تحت مستوى سطح الأرض لحمايته من الرياح والبرد، وكانت مساحته صغيرة "حوالي 111 متراً مربعاً" واحتوى مدفأة تعمل بالفحم الحجري إضافة إلى مقاعد خشبية وسجادة، وكانت القيادات الروحية تأتي إلى المسجد من كندا أو مينيا بوليس لفترة أسابيع قليلة لتعليم الدين وإقامة الشعائر الدينية، وكان هؤلاء يقيمون مؤقتاً مع عائلات في بلدة روس، وكان المسلمون في روس قد خططوا لاستكمال مبنى فوق مستوى الأرض ولكنهم عجزوا عن تنفيذ خطتهم بسبب الصعوبات الاقتصادية خلال فترة الكساد الكبير، ومع مرور الزمن، انتقل العديد من المسلمين في روس إلى أماكن أخرى، وتوفي آخرون ودفنوا في مقبرة إسلامية مجاورة للمسجد، وأصبح المسجد في حالة سيئة وفي النهاية جرى هدمه في السبعينات من القرن العشرين، ولكن سارة علي شوب، إحدى المسلمات اللواتي بقين في البلدة، كانت لديها الرغبة في أن يُعاد بناؤه، وقد نفذت عائلتها رغبتها في عام 2005 بعد وفاته، وتبرع أصدقاء شوب والعديد منهم من غير المسلمين، بالمال لبناء المسجد الجديد تكريماً لذكراه، وأقيم المسجد الجديد على قطعة الأرض نفسها التي بُني عليها المسجد الأساسي في عام 1929، وهو أصغر مساحة من المسجد الأصلي، إذ تبلغ مساحته 28 متراً مربعاً تقريباً، وتعلوه قبة برونزية وأربع مآذن، ويوجد في داخله سجادة ولوحة تحمل صور مسلمين من الأجيال الأولى، من ضمنهم صورة شوب، ممن كانوا يقيمون في البلدة، واليوم يُستخدم المبنى بصورة رئيسية كنصب تذكاري لهؤلاء الناس، مع أنه يستخدم أحياناً كمكان خاص للصلاة.

من هم الأميركيون المسلمون؟

الى ذلك فمن الصعب التوصل إلى تقدير دقيق لمجموع عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة لأن تعداد السكان الذي يُجرى بصفة دورية في الولايات المتحدة لا يتضمن أي سؤال عن العقيدة الدينية، وتتراوح تقديرات عدد المسلمين في الولايات المتحدة بين مليونين إلى سبعة ملايين نسمة، لكن الواضح أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة يتزايد بسرعة كبيرة نتيجة لثلاثة أسباب رئيسية هي، زيادة هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة، وارتفاع معدل المواليد بين الأسر المسلمة، والإقبال على اعتناق الإسلام، ولقد ولد ثلثا  المسلمين الأميركيين (65 بالمئة) خارج الولايات المتحدة، وقد جاءوا من ما لا يقل عن 68 بلد، وقال زاهد إتش بوخاري، من جامعة جورج تاون في واشنطن، "لا يوجد مثل هذا التنوع ضمن السكان المسلمين في أي بلد آخر في العالم"، وأضاف، "يمكنك القول إن هناك نسخة مصغرة طبق الأصل عن العالم الإسلامي تعيش في أميركا"، ويُشكِّل العرب، والباكستانيون، وغيرهم من شعوب جنوب آسيا أكبر نسبة من السكان المسلمين المولودين خارج الولايات المتحدة، وأكثر قليلاً من ثلث المسلمين في أميركا (35 بالمئة) مولودون في أميرك، وأكثر من نصف المسلمين المولودين في أميركا أميركيون أفارقة، ويشكل الأميركيون الأفارقة نسبة 20 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان المسلمين في الولايات المتحدة، والعديد منهم اعتنقوا الإسلام بعد أن كانوا أتباع ديانات أخرى، وتستقبل الأكثرية الساحقة من هذه المساجد المسلمين من مختلف الثقافات والبلدان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/أيلول/2011 - 26/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م