الفقراء والسياسيون في معركة المليارات!

حسن الأنصاري

لو صحت أخبار ما نشرته إحدى الصحف المحلية عن تورط مصرفين في التعامل بالمشتقات المالية تجاوزت قيمتها 7 مليارات دولار، وإن بعض الصفقات تمت في أسواق غير منظمة أو موازية، فهذا يعني أن معركة أموال السياسيين بدأت، وهذا ما كنا نتوقعه مسبقا أن بعض البنوك تورطت في التسهيلات المالية وأنها أرادت من وراء الفضيحة المالية ضد بعض الأعضاء أن تغطي على قضية مالية كبرى..

فقبل خمس سنوات التقيت في الديوانية مع مسؤول مالي في أحد البنوك المحلية وتطرقنا في الحديث عن المشتقات المالية ومخاطر صفقاتها وعقودها بسبب افتقار غرف العمليات في البنوك للمعلومات والأخبار الدقيقة أولا فأولا، حيث الخبر ينتشر بين الأوساط المالية بالسماع بهدف المضاربة قبل أن يصبح مادة إعلامية ومن ثم فإن قرار الوسطاء والوكلاء قد لا يكون دقيقا فتأتي المخاطر!

وحين مغادرتي من الديوانية لحق بي وسأل مستغربا عن معرفتي بمثل هذه الأمور، فأجبته ببساطة أنني أطلعت على دليل كامل باللغة الانجليزية عن المشتقات وفهمت جانبا من هندستها المالية، فطلب مني تزويده بنسخة منه..

 السياسيون الأغنياء منهم من لديه الموهبة في الهندسة المالية للمشتقات وأيضا لديه قدرة التحكم الجزئي بالعقود الآجلة في البورصة المحلية، بينما موظفو البنوك يتميزون بالمهارات كوسطاء للتعامل المالي في الأسواق المنظمة لكنهم لا يملكون القدرة على رسم الخطط المالية المستقبلية وخصوصا لو أن الأسواق غير منظمة..

 وما يدور من فضائح بين بعض الأعضاء والبنوك عن معارك الملايين والمليارات غلب عليها الطابع السياسي لكنها بالتأكيد تختلف عن معارك المواطنين الموظفين الذين هم بعيدون عن المشتقات المالية والتسهيلات البنكية بعد الأرض عن نجم سهيل، حيث مجموع رواتبهم وكوادرهم لا يمكنها أن تشتق لشراء «بنك كربونش وترمس» من الشباب في الرميثية.

والطامة الكبرى أننا حتى الآن لم نستوعب لعب السياسيين، فهم يدفعون بالموظفين الى معارك في ساحة الصفاة بينما ملايينهم تتصارع في البنوك والبورصة! وطبعا النتيجة محسومة.. الفقير سوف ينال الشكر والمديح، والسياسي تصاب أرصدته بالتخمة ويحظر الاقتراب من مقعده الأخضر، والله يستر على وضع البنكين!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/آب/2011 - 20/شوال/1432